اهتمت الصحف الأوروبية بخبر عزل ترامب مستشاره للأمن القومي، جون بولتون، أحد أبرز صقور البيت الأبيض الداعين إلى الحرب مع إيران، إذ كان يطالب بعمل عسكري لتدمير برنامجها النووي، بالإضافة إلى خلافات معه بشأن روسيا وأفغانستان.
إعلان
قال مسؤولون أمريكيون إن عزل جون بولتون من فريق العاملين في البيت الأبيض يزيح عقبة أمام إمكانية إجراء محادثات نووية بين الولايات المتحدة وإيران، لكن احتمالات أن يؤدي مثل هذا الحوار إلى نتيجة إيجابية لا تزال محدودة. وفي هذا السياق تساءلت مجلة "دير شبيغل" عما سيحدث في الساحة السياسية بعد انصراف أحد الصقور. وكتبت تقول:
"المؤكد هو أن انصراف بولتون قد يقوي قوة تأثير وزير الخارجية مايك بومبيو الذي يُعتبر مناصرا وفيا للرئيس قلما يعارض سيده. ومع وجود بولتون كان بومبيو في خصام مستمر. والرئيس من شأنه الآن المراهنة على حل مشاكل سياسية خارجية بإبرام "صفقات" حتى وإن لم يتوصل إلى حلول حقيقية إلى حد الآن. ومنذ الآن توجد شائعات مفادها أن ترامب يعتزم في نهاية سبتمبر على هامش أسبوع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك الاجتماع مع الرئيس الإيراني حسن روحاني لعقد مباحثات سلام. وحده هذا التصور شكّل بالنسبة إلى جون بولتون فزعا".
كما تساءلت صحيفة الغارديان البريطانية كيف سيؤثر عزل بولتون على سياسة الولايات المتحدة الخارجية؟، فكتبت جوابا على هذا السؤال:
"قرار دونالد ترامب المفاجئ بعزل جون بولتون، مستشاره للأمن القومي، قد يعكس انهيار العلاقة الشخصية بين الرجلين، كما يعكس تنافس بولتون مع وزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو، وسيكون له آثار على السياسة الخارجية الأمريكية في مواضع عديدة".
وأعلنت روسيا الأربعاء أنها "لا تتوقع" أي تحسن في العلاقات مع واشنطن بعد إقالة جون بولتون، مستشار الأمن القومي لدونالد ترامب. واستنتجت صحيفة "دي فيلت" أن هذا القرار بات متأخرا، وكتبت تقول:
" أن يُضطر المحرض على الحرب بولتون على مغادرة الساحة، أمر يدفع إلى الأمل في أن ترامب يريد مستقبلا تفادي مواجهات عسكرية. لكن أي ضمانة لهذا الأمر غير متوفرة. فالرئيس اتخذ منذ بداية ولاية حكمه في الغالب قرارات مندفعة ومترنحة. ومع مايك بومبيو مازال يجلس مؤيدون لشن هجوم على إيران في محيط الرئيس. والكثير مرتبط الآن بمن سيعين ترامب خلفا لبولتون. وهناك حاجة ملحة لشخصية معتدلة في البيت الأبيض."
وضغط جون بولتون، وهو أحد الصقور البارزين في السياسة الخارجية ومستشار ترامب الثالث للأمن القومي على الرئيس كي لا يتخلى عن الضغوط على كوريا الشمالية رغم الجهود الدبلوماسية. كما عارض بولتون، الشخصية الرئيسية وراء موقف ترامب الصارم من إيران، اقتراحات الرئيس بعقد اجتماع محتمل مع القيادة الإيرانية ودعا إلى اتباع نهج أكثر صرامة بشأن روسيا وأفغانستان. ومضت صحيفة "دي تسايت" في هذا السياق تعد مواقف بولتون البارزة وكتبت تقول:
" منصبه الحكومي الأول شغله بولتون تحت جورج بوش. وكمستشار سامي في وزارة الخارجية مارس الضغط لغزو العراق. فهو أحد مهندسي الحرب التي كلفت حياة أكثر من 4.400 جندي أمريكي وخربت المنطقة. وفي 2005 عين بوش، بولتون ـ بدون موافقة الكونغرس ـ كسفير لدى الأمم المتحدة. وحتى في هذا الموقف لم يخف الرجل بشاربه البارز امتعاضه تجاه المجتمع الدولي. فبولتون يعتبر أن الولايات المتحدة الأمريكية كقوة عالمية وحيدة متبقية سياسيا وكذلك عسكريا تملك بشكل غير محدود قوة تخطيط عالمية. فمنذ 2008 كان يريد بولتون قصف إيران.
وخصومه السياسيون عاملهم بولتون في السابق مثل اليوم بمزيج من التهكم والاحتقار. لكن دونالد ترامب أعطى لبولتون في نيسان/ أبريل 2018 إمكانية العودة السياسية وعينه في منصب مستشار الأمن القومي، وبهذا تمكن ممثل هام للأجيال المنسية تقريبا من "صقور الحرب" من الأوقات المظلمة لرئاسة بوش من العودة إلى السلطة".
واستقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جون بولتون الثلاثاء (10 أيلول/ سبتمبر) من منصبه بناء على طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي قال إنه طلب منه الاستقالة بسبب كثرة الخلافات السياسية معه. وقال ترامب على تويتر "أبلغت جون بولتون الليلة الماضية بأنه لم تعد ثمة حاجة لخدماته في البيت الأبيض. اختلفت بشدة مع الكثير من اقتراحاته مثلي مثل آخرين في الإدارة". وفي هذا السياق كتبت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية تقول:
" ومنذ تلك اللحظة استمرت الخلافات بين ترامب وبولتون في التجذر عندما عارض بولتون عقد لقاء مع الرئيس الإيراني روحاني الذي كان يوافق عليه ترامب. لكن يبدو أن الملف الأفغاني هو الذي كلف بولتون منصبه. فجهوده من أجل إقناع الرئيس بمغادرة المباحثات مع طالبان كان لها وزنها في قرار الرئيس الأمريكي بإلغاء اللقاء المرتقب في كامب ديفيد. وحتى دونالد ترامب يبدو أنه تأكد من أن السياسة الخارجية معقدة بعض الشيء في الواقع أكثر ما هو عليه الأمر فوق منصة تلفزيون".
م.س/م.أ.م
عهد ترامب - إقالات واستقالات في البيت الأبيض
بات ترامب مؤخراً أكثر عزلة من أي وقت مضى، إذ انصرف عنه أنصاره أو صرفهم بسب اختلاف آرائهم أو خلافات تسببت فيها قراراتهم، فيما تروج أخبار عن استعداد آخرين للانعتاق من التوتر الداخلي للبيت الأبيض.
صورة من: REUTERS/Y. Gripas
استقالة على الأبواب؟
يعيش جاريد كوشنر؛ كبير مستشاري البيت الأبيض وصهر ترامب، متاعب عديدة منذ الشهور الأولى في منصبه، آخرها ما كشفه موقع "ذي إنترسبت" الأميركي في مارس/ آذار، إذ سعت شركته العقارية في أبريل/ نيسان2017 إلى تأمين تمويل قطري قوبل بالرفض. هذه الأنباء المتلاحقة دفعت بالسيناتوركريس مورفي للتصريح أنه من الواجب على كوشنر الاستقالة إذا ما تأكد تأثيره على السياسة الخارجية الأمريكية ضد قطر لأجل مصالح مالية خاصة.
صورة من: Reuters/K. Lamarque
مطرودة من البيت الأبيض!
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" هذا الشهر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب من كبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي إبعاد ابنته إيفانكا وزوجها جارد كوشنير من البيت الأبيض. كما ذكرت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين مطلعين، أن الرئيس ترامب بات يشعر بخيبة أمل متزايدة من صهره ومستشاره كوشنير. وكان ترامب قد سحب منه الحق في الاطلاع على مستندات سرية تتعلق بأمن الولايات المتحدة.
صورة من: AFP/Getty Images/J. Watson
رائعة، ولكن...
في 28 فبراير/ شباط، أعلنت هوب هيكس استقالتها. هكيس، التي عملت لصالح عائلة ترامب منذ 2012، لم تذكر سبباً لاستقالتها، واكتفت بالقول: "أعجز عن إيجاد كلمات أعبر فيها عن امتناني للرئيس دونالد ترامب"، فيما وصفها ترامب قائلاً إنها "رائعة حقاً"، ومؤكداً على أنه سيفتقدها إلى جواره. هيكس عملت سكرتيرة صحفية لترامب خلال حملته الانتخابية، وتولت منصبها في البيت الأبيض في أغسطس/ آب الماضي كمديرة للاتصالات.
صورة من: Reuters/C. Barria
لم يكن دقيقاً .. فأُقيل!
أُقيل جيمس كومي، مدير مكتب التحقيقات الفدرالية (إف بي آي)؛ يوم 9 مايو/ أيار 2017. وذلك بحجة إعطائه معلومات غير دقيقة للكونغرس بشأن رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون. بعد استقالته هدد كومي بكشف معلومات محرجة عن الرئيس الأمريكي ترامب.
صورة من: Reuters/J. Ernst
قد يقال من منصبه!
جون كيلي، الذي نفى في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إقالته أو استقالته من منصبه، يعيش وضعاً صعباً قد يؤدي الى إطاحته، بعدما أغضب الرئيس الأميركي ترامب بأسلوب تعامله مع اتهام موظف في البيت الأبيض بعنف أسري. وقد تجاوز توتر العلاقات بين جون كيلي، كبير الموظفين، وكوشنير، الذي مُنع من الاطلاع على أسرار مهمة، إلى ترامب، الذي بدا متوتراً وهو يسأل إن كان كوشنير استثناءاً، فأجاب بأنه أوكل الأمر إلى جون كيلي.
صورة من: Picture-Alliance/AP Photo/S. Walsh
على أهبة المغادرة!
أعلنت وسائل إعلام أميركية يوم الجمعة الماضي (2 مارس/ آذار2018) عن إمكانية مغادرة مستشار الأمن القومي، هربرت ريموند ماكماستر، للبيت الأبيض نهاية الشهر الجاري، بحسب ما نقلت قناة "سي إن إن". كما نقلت أنه سيترك منصبه إثر "نقاط توتر عديدة" مع الرئيس، وفي ظل العلاقة المضطربة القائمة بينهما أحياناً. وكان ترامب قد أعلن عن تعيينه في20 فبراير/ شباط 2017 بعد قرابة أسبوع من استقالة مستشاره السابق مايكل فلين.
صورة من: Imago/photothek/F. Gaertner
التهمة: "تضليل" الإدارة الأميركية"
أعلن البيت الأبيض استقالة مايكل فلين، مستشار الأمن القومي للرئيس ترامب، على خلفية اتهامه بـ "تضليل" الإدارة الأميركية بشأن إجرائه اتصالات مع روسيا قبل تسلّمه منصبه. وكان فلين قد قدم استقالته يوم 13 فبراير/ شباط2017.
صورة من: picture-alliance/abaca/R. Sachs
رفضت قراره، فأُطيح بها!
أقال دونالد ترامب ليلة الاثنين 31 يناير/ كانون الثاني2017 وزيرة العدل السابقة؛ سالي ييتس، بعد رفضها الدفاع عن قرار ترامب الذي يخص منع سفر مواطنين من ست دول ذات غالبية مسلمة إلى الولايات المتحدة الأمريكية. رفضها هذا أدخلها في قلب "أكبر جدلٍ" شهدته أيام ترامب الأولى في الرئاسة، حسب ما تناقله كثير من المواقع الإخبارية.
صورة من: Getty Images/P. Marovich
كتب استقالته...
نقلت وكالة رويترز قبل ستة أشهر أن غاري كون كتب مسودة استقالته بالرغم من أنه لا يزال في منصبه. كبير المستشارين الاقتصاديين لترامب كتب مسودة استقالته بسبب ما اعتبره رد فعل ضعيف من الإدارة على الاشتباكات التي وقعت بين محتجين من النازيين الجدد وآخرين مناهضين للعنصرية. لكنه قرر الاستمرار في منصبه.
صورة من: Getty Images/D. Angerer
قدم استقالته أكثر من مرة!
يقال إن جيف سيشنز قدم استقالته السنة الماضية مرة واحدة على الأقل. وزير العدل الأمريكي، الذي نأى بنفسه عن التعامل مع التحقيقات حول علاقة إدارة ترامب مع روسيا، أثار “خيبة أمل كبيرة” عند ترامب. وقد عاد الرئيس الأمريكي بداية الشهر الجاري (مارس/ آذار 2018) ليشن هجوماً جديداً عليه، واصفاً قراره بطلب التحقيق في احتمال إساءة التصرف في قضية التنصت غير القانوني بأنه "معيب". إعداد: مريم مرغيش