صحف أوروبية: مفاوضات السلام تصطدم بالخطط الاستيطانية الجديدة
١٣ أغسطس ٢٠١٣صحيفة فيزير كوريير الصادرة في مدينة بريمن علقت على زيارة وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله وتوقيت إعلان إسرائيل لخطط بناء وحدات سكنية جديدة، فكتبت:
"ليس هناك أوضح من هذا التجاهل الذي أبدته الحكومة الإسرائيلية لوزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله: حيث اختارت توقيت زيارته للشرق الأوسط لتعلن عن بناءنحو ألف ومائتي وحدة سكنية جديدة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، لتستفز بذلك الفلسطينيين بطريقة لم تكن ضرورية، حيث إنهم يريدون إقامة دولتهم الخاصة في هذه المناطق تحديدا.
يأتي ذلك في وقت كانت فيه ألمانيا وبقية العالم تأمل – بعد سنوات من الجمود – حدوث تقدم في عملية السلام في الشرق الأوسط. ولكن خطط البناء الإسرائيلية الجديدة قد تكون قضت في المهد على الأمل في تحقيق ذلك التقدم".
من جانبها تناولت صحيفة نويه فيستفاليشه تسايتونغ التي تصدر في مدينة بيليفيلد نفس الموضوع، فعلقت:
"بعد تسعة أشهر من الآن يفترض أن يتوصل الجانبان إلى اتفاق للسلام. هذا على الأقل ما اتفقت عليه إسرائيل والسلطة الفلسطينية. ولكن لا يمكن تصديق ذلك بسهولة، لأن الوعود تكررت عشرات المرات. وما يدعو للتشكك هذه المرة هو ما صدر عن الجانب الإسرائيلي. فبالتزامن مع استئناف المباحثات أرسلت حكومة تل أبيب إشارات متناقضة للغاية. حيث وافقت على إطلاق سراح سجناء فلسطينيين من المحكوم عليهم بعقوبات طويلة الأمد. وفي الوقت نفسه، أعلنت حكومة نتنياهو عن خطط جديدة لتوسيع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية.
وبالتالي فمن الواضح: بأن هذه المحاولة للوصول إلى حل الدولتين ليس بالأمر قريب المنال".
ورأت الصحيفة أن "الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمام مهمة ليست سهلة، تتمثل في السيطرة على الراديكاليين الفلسطينيين، الذين قد يلجأوا إلى العنف مجددا مما يهدد المباحثات التي تبدأ يوم الأربعاء".
وتساءلت الصحيفة عن "السبب الذي دفع نتنياهو لاستفزاز الإدارة الأمريكية؟ وقالت إنه يريد أن يثبت استقلال قراره أمام الأمريكان. وهذه ليست المرة الأولى بالطبع. لذلك فليس من المستغرب إن فشلت المفاوضات ".
صحيفة راينيشه بوست ومقرها دوسلدورف، تناولت هي الأخرى ملف مفاوضات السلام، وعلقت قائلة:
"تسعة من أصل عشرة إسرائيليين يعارضون الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، كأساس لمفاوضات سلام جديدة في الشرق الأوسط – فهم في نظرهم قتلة. المشكلة متشعبة: الجراح عميقة جدا لدى كلا الجانبين، وانعدام الثقة المتبادلة قائم بشكل أكبر من أن يؤمن المرء بإمكانية نجاح محادثات السلام.إضافة لذلك فإن سلوك الحكومة الإسرائيلية متناقض: الإفراج عن السجناء هو في الواقع إشارة واضحة بأن هناك رغبة في التفاوض. ولكن في نفس الوقت تم الإعلان عن بناء مستوطنات سكنية جديدة في الأراضي المحتلة، الأمر الذي يعتبره الفلسطينيون بمثابة الإهانة".
وخلصت الصحيفة إلى القول: "إن تحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط حاليا مجرد أضغاث أحلام، لأن هناك متشددين على كلا الجانبين لا يهتمون بالحوار".
ولكن الصحيفة ثمّنت استمرار الأميركيين في جهودهم، وقالت: "إن هذا الإصرار الأمريكي في دفع بالطرفين للمفاوضات أمر مثير للإعجاب. وهذا يمكن أن يكون بارقة أمل حقيقية".
أما صحيفة لوفيغارو الفرنسية فبدت متفائلة من إمكانية إحراز تقدم حقيقي في هذه المفاوضات وقالت:
"البيئة الإقليمية تغيرت تغيرا جذريا. فإسرائيل في عين عاصفة الانتفاضات العربية. حاليا يسود هدوء خادع، ولكنه الهدوء الذي يسبق العاصفة. (...) ولكن أليست هذه هي اللحظة المناسبة للاعتماد على ورقة السلام؟ (...) إن فرص السلام الآن حقيقية، وما ينقص هو فقط العثور على رجال لهم القدرة على استيعاب أهمية هذه الفرص".