صحف أوروبية: ميركل ستفوز لكن الخوف من صعود اليمين الشعبوي
٢٢ سبتمبر ٢٠١٧
تطمح المستشارة ميركل وخصمها الاشتراكي شولتس للظفر بتأييد المترددين في التصويت لصالحهما. صحف أوروبية توقعت فوز ميركل، لكن هذه الصحف أعربت عن خشية من أن يحظى اليمين الشعبوي بنتيجة أكبر بكثير من نسبة 10% المتوقعة.
إعلان
سعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وخصمها الاشتراكي الديمقراطي مارتين شولتس لتعبئة أنصارهما والفوز بتأييد المترددين في التصويت بنهاية حملة انتخابية تشهد توترا مع صعود اليمين الشعبوي. صحف أوروبية توقعت فوز ميركل لكن ثمة خشية من أن يحظى حزب "البديل من أجل ألمانيا" [اليميني الشعبوي] بنتيجة أكبر بكثير من نسبة 10% التي تتوقعها استطلاعات الرأي الحالية. فهل سيبدو البرلمان الألماني مجزءاً بعد معرفة نتائج الانتخابات مساء الأحد (24 أيلول/ سبتمبر 2017)، في حلة غير معهودة منذ الحرب العالمية الثانية؟
علَّقت صحيفة إندبيندنت البريطانية قائلة إن "ميركل أوضحت أن التحالف مع "حزب البديل من أجل ألمانيا" غير وارد. ولكن هل من الممكن أن يحظى هذا الحزب بدعم أكبر من المتوقع، أو أن يحظى الحزب الاشتراكي الديمقراطي [يسار الوسط] بنتيجة أقل من المتوقع؟ ففي هذه الحالة ستكون ميركل عاجزة عن تشكيل ائتلاف حاكم، سواءٌ كان ذلك ضمن ائتلاف حكومي "كبير" كما هو الحال الآن مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي أو تحالف يمين الوسط مع الحزب الليبرالي [الداعم للأسواق الحرة]".
وأضافت الصحيفة البريطانية: "وفي هذه الحالة، هل ستتاح للحزب الاشتراكي الديمقراطي فرصة تشكيل تحالف من ثلاثة أحزاب من اليسار، بما في ذلك حزب الخضر وربما أقصى اليسار (إذا حصل أقصى اليسار على مقاعد أكثر من المتوقع)؟ هذا غير مرجح حصوله. فقد أطلق الحزب الاشتراكى الديمقراطي حملة مخيبة للآمال، رغم وجود رئيس البرلمان الأوروبي السابق المخضرم مارتين شولتس على رأس هذا الحزب. ولكن تناوله موضوع عدم المساواة الاجتماعية بالإضافة إلى نهجه المتشكك حيال قضية اللجوء جعلاه يعزف على الوتر الحساس. وهذا ما قد يجعل حسابات ليلة الأحد معقدة. لا شيء يمكن استبعاده".
في حين ترى صحيفة "دي فيلت" الألمانية أنه "لا يمكن أن يتمخض عن انتخابات 2017 سوى نوعين من الائتلافات: إما ائتلاف كبير من الحزب المسيحي الديمقراطي/والحزب المسيحي الاجتماعي والحزب الاشتراكي الديمقراطي، أو ما يُسمى بتحالف "العَلَم الجامايكي" المتكون من الحزب المسيحي الديمقراطي/والحزب المسيحي الاجتماعي والخضر والحزب الليبرالي. وستفتقد جميع الائتلافات الأخرى الأغلبية".
أما صحيفة بيرلينر تسايتونغالألمانية فترى أن "حزب البديل من أجل ألمانيا لا يمكن التنبؤ بنتائجة: "فإذا تكررت هذه الآلية في ألمانيا، فقد يصبح حزب البديل من أجل ألمانيا يوم الأحد ثالث أقوى قوة، وفقا لتقديرات فريق إيكوبوكس، بنتيجة أكبر بكثير من نسبة 10% التي تتوقعها استطلاعات الرأي الحالية...".
بدورها قالت جريدة لوفيغارو الفرنسية: "قضية اللجوء تقع في قلب ميولات التحالفات السياسية التي ستتنافس يوم الأحد...ارتفعت عدة أصوات في مواجهة استراتيجية الانفتاح والترحيب، المتمثلة في الشعار الشهير الذي تبنّته المستشارة الألمانية ميركل "سوف ننجح" ".
وأضافت الصحيفة الفرنسية: "حزب "البديل من أجل ألمانيا"، ذو الخلفية القومية، هو الذي جعل من نفسه بامتياز الحزب المضاد للمهاجرين والمعادي لهم. لقد ارتفعت حصة حزب ''البديل من أجل ألمانيا'' في استطلاعات الرأي خلال الأسبوعيْن الأخيرين، حيث أظهرت بحوث الرأي العام المنجزة مؤخراً أنه حاز على 10 إلى 12 في المائة من نوايا التصويت. وتتضمن هذه الفئة المواضيع التي تعتز بها حركات اليمين الأوروبي المتطرف، وهي برنامج انتخابي معادٍ للمهاجرين، وللإسلام، ولميركل".
في حين علّقت جريدة أُووِيسْت فرانس التي تصدُر من مدينة "رين" الفرنسية بالقول: "أنغيلا ميركل تبحث عن تأمين ضد كلّ المخاطر... في مساء الأحد قد يبدو البرلمان الألماني في حلة غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، حيث سيكون أكثر تجزئة ً مع دخول قوة سياسية سادسة. كما أنه قد يظهر بشكل أكثر تطرفاً خاصة مع صعود حزبَيْ اليسار الألماني [الشيوعي] و"البديل من أجل ألمانيا" [اليميني الشعبوي]".
قبيل الانتخابات البرلمانية الألمانية بقليل، ينشط الساسة من مختلف الأحزاب، في حالة عمل متواصل لا يقتصر فقط على استديوهات التصوير التليفزيوني بل يمتد أيضا إلى الميادين العامة ومقاهي الشيشة.
صورة من: DW/R. Oberhammer
الحفاظ على البيئة..أكثر من مجرد شعار!
حزب الخضر مرتبط بالبيئة والتقنيات الصديقة لها، ولهذا استقلت مرشحة الحزب في مدينة أوستِرودِه الصغيرة بوسط ألمانيا، دراجة كهربية صديقة للبيئة، لتنتقل بها إلى أحد المؤتمرات الانتخابية بالمدينة التي لا يتجاوز عدد سكانها 24 ألف نسمة.
صورة من: DW/R. Oberhammer
طعام صحي وألعاب جماعية
وخلال نفس الحملة الانتخابية التي تهدف لتجميع الأصوات لصالح الخضر، تم تقديم المنتجات الطبيعية للزوار والتي تنوعت بين جعة طبيعية خالية من الكحول، وعصائر ومخبوزات طبيعية (خالية من المواد الصناعية)، بالإضافة إلى تنظيم لعبة جماعية تقليدية بالكرات الصغيرة.
صورة من: DW/R. Oberhammer
هدايا ومعلومات حتى لغير الناخبين
تحتاج الأحزاب لأفكار جديدة في حملاتها الانتخابية في الأحياء التي تقطنها أغلبية مهاجرة، وهنا في قلب حي كورفايلر بمدينة كولونيا، حاول حزب "اليسار" نشر برنامجه وأفكاره من خلال ألعاب وهدايا للصغار وحفلات شواء وتقديم المعلومات عن الحزب للمتواجدين في الاحتفال، بالرغم من أن معظمهم لا يحق له التصويت لعدم امتلاكه جوازَ سفرٍ ألمانياً.
صورة من: DW/P. Böll
الإنصات والحديث المباشر مع الناخب
مرشحة حزب اليسار في حي كورفايلر، هي السياسية غولدانه توكيورِك، والتي فتحت لها أصولها التركية بعض الأبواب لدى الناخبين. وحرصت مرشحة "اليسار"، على نقل فكرة معينة لأصحاب الأصول المهاجرة، وهي أنهم جزء من ألمانيا.
صورة من: DW/P. Böll
أفكارومناقشات
اعتمد حزب "اليسار" في هذه الفعالية الانتخابية في كولونيا، على وضع أفكاره على لوحة أمام المارة، كانت السبب في مناقشات واسعة بين مؤيد ورافض لهذه الفكرة أو تلك.
صورة من: DW/P. Böll
نقاشات متواصلة مع الناخبين
تغيرت الأجواء الهادئة التي يعرفها سكان قرية لودفيغشورغاست القريبة من مدينة كولمباخ بولاية بافاريا، والسبب هو المؤتمر الانتخابي لمرشحة الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري إيمي تسويلنر بصحبة السياسي المخضرم فولفغانغ بوسباخ من الحزب المسيحي الديمقراطي. جذب المؤتمر الانتخابي، الناخبين من المدن والبلدات المجاورة ليس للاستماع فحسب، بل لمناقشة السياسيين أيضا.
صورة من: DW/P. Böll
قضايا ساخنة تغلب على الأجواء الاحتفالية
لم تتركز الأجواء في هذا المؤتمر الانتخابي على شرب الجعة، كما هي العادة في المؤتمرات الانتخابية في بافاريا، بل إن النقاشات كانت ساخنة ومتعلقة بالكثير من القضايا الراهنة على الساحة الألمانية، ومن بينها النقاش حول مسألة وضع حد أقصى للاجئين الذين تستقبلهم ألمانيا سنويا.
صورة من: DW/P. Böll
عندما يفشل السياسي في إقناع الناخب
لا يقتصر الحضور في المؤتمرات الانتخابية لحزب ما، على أنصار هذا الحزب، بل إن هذه المؤتمرات أحيانا تجتذب رافضي برنامج الحزب نفسه، كما هو الحال مع هذا الرجل الذي أعرب عن تشككه في ما جاء خلال مؤتمر الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري. وأعرب بعض الحضور خلال المؤتمر صراحة عن نيتهم التصويت لحزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي المناوئ للمهاجرين.
صورة من: DW/P. Böll
السيلفي والكلمات الحماسية قبل الوقوف أمام الكاميرا
رجال الأمن يحيطون بمارتين شولتس -منافس المستشارة أنغيلا ميركل على كرسي المستشارية- قبيل دخوله الاستديو للقاء تليفزيوني. وفي هذه اللحظات لم ينس شولتس أنه في خضم حملة انتخابية، إذ حرص على التقاط "السيلفي" مع أنصاره وأدلى ببعض التصريحات الحماسية قبل أن يواجه الكاميرا للمرة الأخيرة قبل الانتخابات.
صورة من: DW/R. Oberhammer
حملة انتخابية في مقهى للشيشة
التقى أنصار حزب "الحزب" الساخر، في مؤتمر انتخابي بمدينة فرانكفورت على نهر الأودَر بشرق ألمانيا. واختار أنصار الحزب أحد مقاهي الشيشة كنقطة تجمع لهم، كما حرصوا على الظهور بملابس رسمية تضفي طابعا جديا على تجمع الحزب الساخر. إعداد: زيلكِه فونش/ ابتسام فوزي