صحف أوروبية: هل يساوي اتفاق برلين الحبر الذي كُتب به؟
٢١ يناير ٢٠٢٠
استحوذ "اتفاق برلين" الخاص بليبيا على اهتمام كبريات الصحف الأوروبية. علامات استفهام وأسئلة تتنظر الإجابات طرحت ومن أبرزها آلية وقف إطلاق النار ودور الدول الضامنة ووضع الميلشيات المنضوية تحت جناحي طرفي الصراع.
إعلان
صحيفة "دي فيلت" الألمانية المحافظة كتبت:
"علينا الانتظار لرؤية ما إذا كانت قيمة الاتفاق تساوي أكثر من الحبر الذي كُتب به. الضامنون للاتفاق هم حفتر وبوتين وأردوغان. الحال هو نفسه في حال أبرم المرء اتفاق سلام مع عنيدين ومخادعين ويأمل بأن يلتزم أولئك به (...) وحتى لو خفت حدة المعارك مستقبلاً فإن هياكل الدولة بعيدة كثيراً عن رؤية الأوروبيين بأن مهمتها الأنبل هي منع الأفارقة من اللجوء إلى أوروبا".
يومية "لوموند" الفرنسية تبدي التشاؤم:
"يبدو أن الرغبات البعيدة عن الواقع لمؤتمر برلين غير كافية. ويبقى غامضاً الكيفية التي سيتم بها احترام وقف إطلاق النار المتفق عليه. الروس والأتراك مع قوة تدخل قد تقوي انخراطهم على الأرض. بينما تقف روسيا إلى جانب المنشق حفتر، تدعم تركيا حكومة الوفاق. غير أن الأوروبيين مع آلية أخرى لمراقبة وقف إطلاق النار. وبذلك فإنهم بدأوا بأخذ زمام القيادة، بيد أن نهاية للصراع الدموي لا تلوح في الأفق."
صحيفة "دير ستاندرد" النمساوية تناولت وضع القوى المسلحة بعد الاتفاق:
"في حال احترمت القوى الخارجية وعودها ودخلت القوى المتصارعة في عملية سياسية حقيقية، عندها سنرى مدى تحكم طرفي الصراع بالميلشيات المنضوية تحت مظلتها. بالنسبة لحكومة السراج فإن هجوم حفتر منذ أبريل/نيسان على العاصمة هو الذي وحد الميلشيات المتناقضة في الغرب الليبي. أما كيف سيكون سلوكها بعد انتهاء الصراع فأمر غير معروف بعد. وبالنسبة لحفتر وخلال زيارته لبرلين قامت ميليشيات القبائل التي يملك نفوذاً عليها بفعل كل ما هو ممكن، في غضون ساعات تم شل الاقتصاد النفطي الليبي عن طريق احتلال الموانئ وحقول النفط وأنابيب التصدير."
يومية "دي تليغراف" الأكثر مبيعاً في هولندا حذرت من "سوريا ثانية":
"لعبت ألمانيا دوراً محورياً في مفاوضات الهدنة التي شارك فيها كل اللاعبين العالميين المهمين. وسبق لألمانيا أن نأت بنفسها عن عملية إسقاط القذافي التي دعمتها البلدان الغربية. هل تبين فيما بعد إذا كانت تلك العملية فكرة صائبة؟ ... لا يمكن لأي أحد إنكار حقيقة ورود أنباء سيئة من ليبيا منذ سنوات: تدفق مستمر من اللاجئين عبر المتوسط، وتقارير عن سجون تعذيب، وفوضى الحرب وفوق كل ذلك "الدولة الإسلامية" تحصل على مواطئ قدم لها في البلد (...) في كل مكان يسري الخوف بأن تتحول ليبيا إلى سوريا ثانية حيث تتصارع هناك تقريباً كل القوى الإقليمية والدولية".
خ.س
مهاجرون يباعون في "أسواق النخاسة" بليبيا
لا تقف معاناة المهاجرين الأفارقة عند إمكانية إخفاق محاولة وصولهم إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عبر المتوسط. ففي حال القبض عليهم في ليبيا يكونون عرضة لعملية "تجارة حقيقية" بالبشر، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة العالمية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مركز لإحتجاز مهاجرين أفارقة في ليبيا. تسيطر جهات متعددة على مراكز اللاجئين، بعضها يعود لسلطة إحدى الحكومات المتنازعة على السلطة في البلاد. وبعضها الآخر يقع تحت نفوذ ميلشيات مسلحة..ويتعرض المهاجرون لضروب من الاستغلال و"تجارة البشر".
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
صورة تظهر وافدين محتجزين داخل أحد السجون في ليبيا، حيث يباع معظمهم في "أسواق عبيد" حقيقية بحسب ما كشف تقرير منظمة الهجرة العالمية، ومعظم المباعين هم من الأفارقة الذين يعبرون ليبيا بقصد السفر إلى أوروبا بطريقةٍ غير شرعية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مهاجر إفريقي يبدو محتجاً على وضعه. بحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية، فإن المهاجرون يباعون بمبالغ تتراوح بين 200 و500 دولار، حيث يتم شراء مهاجر واستغلاله في العمل، ويكون المُشتري مسؤولاً عن الشخص بشكل كامل، في حين أن بعضهم قد ينجح بالهرب وبعضهم يفشل ليبقى عرضةً للاستغلال.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
بحسب شهادات "صادمة" لمهاجرين لموظفي منظمة الهجرة، فإن مئات الرجال والنساء يتم بيعهم. وتتم عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات. ووفقاً للشهادات فإن مهاجرون في مدينة سبها جنوب ليبيا، التي تعد أحد المراكز الرئيسة لتهريب المهاجرين، افترشوا الأرض في مرآب وساحات انتظار للسيارات.
صورة من: Reuters/L.Gnago
يدير "سوق العبيد" ليبيون يساعدهم غانيون ونيجيريون يعملون لحساب الليبيين، ويُستخدم أغلب المهاجرين كعمالة يومية في البناء والزراعة. وبعضهم يتقاضى أجرا والبعض الآخر يُكره على العمل دون أجر.
صورة من: Reuters/L. Gnago
عدا عن خطر القتل فإن المهاجرين الذين يقعون فريسة مهربين يواجهون سوء تغذية بشكل مستمر وانتهاكات جنسية، بحسب ما أكد محمد عبدي كير مدير العمليات الطارئة في منظمة الهجرة العالمية، الذي وصف الوضع بـ"الكارثي".
صورة من: Reuters/H. Amara
يتم في هذه الأسواق بيع النساء واللواتي، بحسب التقرير، يتعرضن لسوء معاملة بشكل كبير، كما سجلت شهادات لسيدات تعرضن للاغتصاب أو الإجبار على العمل بالدعارة، كما يتم بيعهن على أساس أنهن "جواري للمتعة".
صورة من: Sara Prestiani
تعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحراً، حيث سلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية. ومن المعروف أن حوالي 600 شخص توفوا في البحر منذ مطلع عام 2017 وقتل عدد غير معلوم أثناء السفر باتجاه الشمال عبر الصحراء وصولا إلى البحر المتوسط.