اهتمت الصحف الأوروبية بالتطورات الحاصلة في كل من السودان والجزائر، واعتبرت أن التحولات الطارئة بمثابة زلزال مستمر قد يطال دولا أخرى. وجزمت هذه الصحف أن الظروف السائدة في البلدين غير متشابهة.
إعلان
صحيفة "فرانكفورتر ألغماينه" كتبت تحت عنوان "الزلزال العربي" تقول:
"حتى بعد مرور السنة الثامنة لم تنتهي بعد الثورات العربية. فالحرب الأهلية في ليبيا تدخل بالمعركة حول طرابلس مرحلة جديدة دموية، وفي الجزائر أجبر متظاهرون الرئيس بوتفليقة على الاستقالة. وفي السودان عزل الجيش الحاكم لوقت طويل البشير. بوتفليقة والبشير جاءا كجنرالين إلى السلطة وظلا متمسكين بها عشرين أو حتى ثلاثين عاما.
لكن اليوم يطالب المتظاهرون بحكومات مدنية وبالعدالة ونهاية للفساد. وهذه المطالب كانت أيضا ضمن متطلبات المتظاهرين في عام 2011. وفي أحسن الأحوال تحققت هذه المطالب فقط في تونس. فالبلدان الأخرى للثورة العربية انزلقت في حروب أهلية أو توجد في قبضة الثورة المضادة التي تمولها العربية السعودية إضافة إلى الإمارات العربية المتحدة ومصر نموذجها المقدام".
صحيفة "ليبراسيون" الصادرة في باريس علقت على الوضع في السودان بالقول:
" شبح يحوم في العالم الإسلامي. إنه شبح الحرية. لا يمكن تجاهل تشابه الأحداث. ففي آن واحد تقريبا يواجه نظامان عسكريان، الواحد في الجزائر والآخر في الخرطوم حركات احتجاج قوية من السكان تفجرت بدافع الرغبة في الحصول على مزيد من الديمقراطية. فالاحتجاجات الأولى أدت بعد أسابيع من التظاهرات الجماهيرية إلى تنحي عبد العزيز بوتفليقة. والثانية أدت بعد مشهد مشابه إلى سقوط عمر البشير الخميس، الدكتاتور الدموي الذي ظل منذ عقود في السلطة. وفي كلا الحالتين لا نعرف هل هذا النصر الأول سيقود إلى انفتاح حقيقي. في الخرطوم وعلى غرار الجزائر يبقى الجيش في السلطة".
صحيفة "ستاندارت" الصادرة في فيينا علقت على تبعات الانقلاب العسكري على الاحتجاجات في السودان، وكتبت تقول:
" بالنسبة إلى حركة الاحتجاج تبدأ الآن مرحلة حرجة. فالوعد بإطلاق سراح جميع المعارضين من شأنه أولا تهدئة الناس. لكن الاختبار الكبير يأتي عندما لا تنفض الحركة، بل تطالب بتعيين حكومة مدنية. وظهرت من أجل ذلك الخميس مؤشرات قوية. كما أنه مشكوك فيه ما إذا كانت الزمرة العسكرية تحت عواد بن عوف ستحصل على الكثير من الدعم حتى تتمكن من تخفيف التعاسة الاقتصادية في البلاد...فالكثير من الشكوك تمتزج بالتهليل لتنحي عمر البشير".
صحيفة "فرانكفورتر روندشاو" علقت على تولي الجيش السلطة في السودان، وكتبت تقول:
"الـ 11 من نيسان/أبريل هو يوم التحرير ـ مثل الـ 8 من أيار/مايو في ألمانيا والـ 14من تموز/ يوليو في فرنسا أو الـ 10 من شباط/فبراير في جنوب افريقيا، لأن السودانيين أنهوا هيمنة عمر البشير التي استمرت 30 سنة، "جزار الخرطوم"... وبتشكيل حكومة عسكرية انتقالية تظهر في كل حال تحديات جديدة: فالآن يتعلق الأمر ـ مثل ما هو عليه الوضع في الجزائر ـ بإيجاد أسس دولة القانون وديمقراطية عوض تمكين النخبة المحيطة بالحكام السابقين من مواصلة بسط السلطة. ويمكن أن تنزلق الثورة السودانية مثل ليبيا أو الصومال إلى الفوضى أو كما حصل في مصر أن تتحول إلى ديكتاتورية جديدة. وفي هذه المرحلة تكون دول أخرى بما في ذلك حكومات غربية هامة بوجه خاص".
م. س/ م.أ.م
2013 عام تبددت فيه أحلام الربيع العربي
شهد العام الذي نودعه فوضى عارمة وأجواء من عدم الاستقرار السياسي والأمني في معظم الدول العربية، ما جعل الآمال والأحلام الكبيرة التي حملتها جماهير الربيع العربي تتبدد في الأفق. مشاهد يطغى عليها العنف من المحيط إلى الخليج.
صورة من: picture-alliance/dpa
سوريا: تدمير الترسانة الكيماوية
بموجب اتفاق بوساطة أمريكية ـ روسية وافق نظام بشار الأسد على تدمير كل أسلحته الكيماوية، بعد أن هددت واشنطن باستخدام القوة ردا على مقتل المئات في هجوم بغاز السارين على مشارف دمشق في 21 أغسطس/ آب. وألقت الولايات المتحدة وحلفاؤها باللوم على قوات الأسد في الهجوم، ورفض الأسد هذا الاتهام وحمل مقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة به المسؤولية عنه.
صورة من: Bulent Kilic/AFP/Getty Images
أكبر كارثة إنسانية في التاريخ الحديث
حذرت الأمم المتحدة من أن عدد اللاجئين السوريين قد يصل إلى أربعة ملايين شخص خلال عام 2014 في أكبر كارثة إنسانية من نوعها. ويواجه السوريون نزاعا مدمرا مستمرا منذ حوالي ثلاث سنوات، وحذرت المفوضية العليا للاجئين من العواقب المتراكمة اقتصاديا واجتماعيا وأمنيا على سوريا ودول الجوار. وإضافة إلى المآسي اليومية، جاءت موجة برد قارس ضربت الشرق الأوسط لتزيد من معانات اللاجئين في مخيماتهم.
صورة من: Mahmoud Zayyat/AFP/Getty Images
مصر: العودة إلى المربع الأول
عانت مصر على مدار عام 2013 من اضطرابات سياسية واتخذت طابعا دمويا إثر عزل الجيش للرئيس محمد مرسي، وقتل ما لا يقل عن 2000 شخص. وقد تعهد وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بتنفيذ خارطة طريق من شأنها قيادة البلاد نحو الديمقراطية، فهل ستتحقق ذلك؟.
صورة من: Reuters
رغبة في "استئصال الإخوان"
تفاقم الاستقطاب السياسي في مصر بعد القبض على قيادات جماعة الإخوان المسلمين وإحالة الرئيس السابق محمد مرسي ومحمد بديع المرشد العام للجماعة المسلمين ونائبيه خيرت الشاطر ورشاد البيومي و32 آخرين إلى محكمة الجنايات بتهمة التخابر مع منظمات أجنبية لارتكاب أعمال إرهابية (في الصورة القيادي الإخواني محمد البلتجي حين اعتقاله).
صورة من: Reuters
السعودية: قلق من الاتفاق النووي
أبدت السعودية معارضتها الشديدة من سياسات الغرب حيال إيران وسوريا، واعتبرت أنها "مجازفة خطيرة" مؤكدة ان الرياض على استعداد للتحرك بمفردها لضمان الأمن في المنطقة. اللهجة السعودية مثيرة للاهتمام، فنادرا ما وجه المسؤولون السعوديون انتقادات علنية إلى حلفائهم الغربيين على مدى عقود من الشراكة بينهم.
صورة من: picture-alliance/dpa
إسرائيل على خط الرياض
من جهته ندد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالاتفاق النووي الذي توصلت إليه القوى الكبرى مع إيران وقال إنه جعل تصنيع الأسلحة النووية في متناول طهران، ووصف الاتفاق بالخطأ التاريخي. ويعارض نتنياهو بشدة أي تخفيف للعقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران.
صورة من: Reuters
البحث عن سلام مستحيل!
تواصل الإدارة الأمريكية جهودا مكثفة من اجل إحراز تقدم في مفاوضات السلام الصعبة بين الإسرائيليين والفلسطينيين. لكن بعد التفاؤل الذي أحاط إعادة إطلاق المفاوضات المباشرة بين الجانبين في تموز/ يوليو وبعد توقف استمر ثلاث سنوات، بدأ الأمل يتبدد أمام إصرار كل طرف على مواقفه. وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بمواصلة سياسة الاستيطان.
صورة من: AFP/Getty Images
عساف: نجم يوحد الفلسطينيين
تناسى الفلسطينيون أزمتهم السياسية ومحاولات إحياء مفاوضات السلام مع إسرائيل ليصبوا كل اهتمامهم على المغني الشاب محمد عساف الذي فاز بلقب "اراب ايدول"، ووجدوا فيه رمزا للوحدة في ظل الانقسام القائم. وتجمع عشرات الآلاف من الفلسطينيين في مدن رام الله وبيت لحم وأريحا لمشاهدة مغني القادم من خان يونس والذي حقق شعبية كبيرة في العالم العربي.
صورة من: Reuters
السودان: نظام في مهب الريح
اندلعت مظاهرات عنيفة في السودان في 23 أيلول / سبتمبر بعد رفع الدعم عن أسعار الوقود، ما أدى الى ارتفاعها ب60%. ودعا المتظاهرون أيضا إلى رحيل نظام الرئيس عمر البشير. ونددت منظمة العفو الدولية بقمع أدى إلى سقوط أكثر من 200 قتيل في صفوف المتظاهرين، في حين تؤكد السلطات أن عدد القتلى 60 إلى 70 وتقول إنها تدخلت بعد أعمال عنف أو هجمات على محطات البنزين ومراكز للشرطة. وهي أحداث جعلت نظام البشير يرتعش.
صورة من: picture alliance/AP Photo
جنوب السودان على حافة الهاوية
برزت مخاوف من انهيار أحدث دولة في العالم بعد سنتين فقط على إعلانها، وكذلك من اندلاع حرب أهلية بعد مواجهات عنيفة بين فصائل في الجيش مؤيدة لكل من رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه رياك مشار. واتخد النزاع طابعا اثنيا بين اتنية الدينكا التي ينتمي لها كير واتنية النوير التي ينتمي لها نائبه السابق مشار.
صورة من: Getty Images
العراق: تصاعد في دوامة العنف
شهد العراق منذ بداية 2013 تصاعدا جنونيا في أعمال العنف، حيث قتل ما لا يقل عن 6600 شخص. وتجد القوات العراقية نفسها في مواجهة جماعات مسلحة تستمد زخما من النزاع في سوريا المجاورة، ومن استياء الأقلية السنية التي تشكو من تعرضها لتهميش واستهداف من قبل الأكثرية الشيعية الحاكمة.
صورة من: Reuters
البحرين: الإصلاح المفقود
يشهد هذا البلد الخليجي الذي تحكمه عائلة سنية بانتظام تظاهرات تنظمها الغالبية الشيعية التي تطالب بنظام ملكي دستوري. وشددت السلطة العقوبات بحق مرتكبي أعمال العنف. وانطلقت حركة الاحتجاجات في البحرين في 14 شباط / فبراير 2011 وقمعتها السلطات بشدة. أدانتها المنظمات الحقوقية الدولية.
صورة من: picture-alliance/dpa
تونس: عام الاغتيالات السياسية
هزت سلسلة من الاغتيالات السياسية تونس خلال 2013، إذ فجر اغتيال المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي أزمة هددت مسار الانتقال الديمقراطي بعد الثورة التي أطاحت بنظام بنعلي. وهو ما أدى لاستقالة حكومة حمادي الجبالي. وشكلت أحزاب الائتلاف حكومة ثانية برئاسة علي العريض من حزب النهضة. وقد تم ترشيح مهدي جمعة (مستقل) لرئاسة حكومة غير حزبية ستحل محل حكومة العريض ومهمتها قيادة البلاد لإجراء انتخابات عامة.
صورة من: picture alliance / abaca
ليبيا: فوضى أمنية وسياسية
زاد الوضع السياسي في ليبيا غموضا خلال عام 2013، إذ لم تتمكن سلطات البلاد الهشة من القبض على الضالعين في عدد من العمليات التي استهدفت رجال الجيش والشرطة إضافة إلى مشايخ دين وقضاة ونشطاء سياسيين وإعلاميين، وذلك رغم بلوغ عدد الذين تم اغتيالهم في مدينتي بنغازي ودرنة قرابة 300 شخص خلال الأشهر الأخيرة من العام.
صورة من: picture-alliance/dpa
الجزائر: في انتظار شفاء الرئيس
واجه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة عدة أزمات سياسية وصحية خلال عام 2013، لكن غيابه عن الساحة السياسية هذه المرة كان الأطول، فهو لم يشف تماما من جلطة دماغية أصيب بها في نيسان/ ابريل الماضي، بينما أصبحت إطلالاته الإعلامية نادراة جدا (الصورة تمثل قصر المرادية الرئاسي في العاصمة الجزائر).
صورة من: Fayez Nureldine/AFP/Getty Images
المغرب: مغتصب أطفال يثير غضب الشارع
في سابقة هي الأولى من نوعها خرج آلاف المغاربة احتجاجا على عفو ملكي شمل، عن طريق الخطأ، مغتصب أطفال اسبانيي أدانته محكمة مغربية عام 2011 بالاعتداء جنسيا على 11 طفلا تتراوح أعمارهم بين 3 و15 عاما. وأصدر العاهل المغربي محمد السادس قرارا بالعفو عن 1044 سجينا. وقد ألغى العاهل المغربي العفو، وأصدر المغرب مذكرة اعتقال دولية بحق المغتصب.
صورة من: picture-alliance/dpa
اليمن: وفاق وطني بلا أفق
تبدو عملية الانتقال السياسي مهددة في اليمن، البلد الوحيد من دول الربيع العربي الذي تم التوصل فيه لحل تفاوضي لانتقال السلطة، وذلك في ظل انسداد أفق الحوار الوطني. واعتبر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر أن المنظمة الدولية أشارت بأصابعها إلى "أعضاء النظام السابق والسياسيين الانتهازيين" باعتبارهم مسؤولين عن انسداد أفق الحل.
صورة من: Ahmad Gharabli/AFP/Getty Images
قطر: انحسار نفوذ الدولة الغنية؟
بعد ان كانت قطر لاعبا إقليميا رئيسيا في السنوات الأخيرة، انحسر دورها السياسي بشكل كبير بعد انتقال الحكم فيها، لاسيما مع سقوط حكم الإخوان المسلمين في مصر وتعاظم دور السعودية. وفي خطوة غير مسبوقة، أعلن أمير قطر في 24 حزيران/ يونيو تخليه عن السلطة لصالح ابنه تميم بعد أن حول بلاده من دولة مجهولة إلى لاعب إقليمي بارز.