رأت صحيفة "نيويورك تايمز" في نتائج الانتخابات البرلمانية الألمانية "تأكيدا واضحا للقدرة القيادية" للمستشارة ميركل، وكتبت: "لقد حققتم انتصارا شخصيا مذهلا"، إلا أن الصحيفة حذرت في الوقت ذاته من أن مفاوضات طويلة لتشكيل ائتلاف حكومي "قد تقود إلى مزيد من الشلل الأوروبي". وذهبت "واشنطن بوست" في نفس الاتجاه وكتبت "الناخبون كرسوا موقع ميركل كواحدة من أقوى القادة تأثيرا".

وفي فرنسا أشادت صحيفة "لوفيغارو"،المحافظة، بميركل وكتبت "انتخبت ميركل من قبل غالبية الشعب (...) إن المستشارة تطمح لدخول التاريخ منأوسع أبوابه، (وبهذا الفوز) بدأت ذلك فعلا". أما صحيفة "لوموند"، اليسارية الليبرالية، فحللت موقع ألمانيا في أوروبا بشكل براغماتي وواقعي وكتبت: "كل الطرق في أوروبا تمر بالضرورة بألمانيا ومستشارتها. وتبدو كل القرارات المهمة على المستوى الأوروبي خلال الأسابيع الماضية معلقة بنتائج الانتخابات الألمانية".

بريطانيا: هوة بين ألمانيا وأوروبا

أما الصحف البريطانية الكبرى فرأت في تعليقاتها أن الفوز المزلزل لميركل سيزيد من تشتيت وتقسيم أوروبا. "دايلي تليغراف" توقعت أن يكون "فوز ميركل لحظة حلوة - مرة لأوروبا منقسمة". فيما اعتبرت صحيفة "الغارديان" أن فوز ميركل الساحق "مُكافأة على إدارتها لأزمة الديون واليورو. في كل البلدان الأخرى عاقب الناخبون حكوماتهم على ذلك. إن فوزها (ميركل) يظهر بوضوح الفجوة القائمة بين ألمانيا وبقية أوروبا". أما "ديلي مايل" فاستعانت بالتاريخ ووصفت ميركل بـ"مارغريت تاتشر ألمانيا".

وفي إسبانيا كتبت "إلموندو": "فوز ساحق لميركل، لكن لا حليف واضح في الأفق، أنغيلا ميركل ملكة أوروبا التي لم يتوجها أحد. (...) تميزت بفوزها بالانتخابات ثلاث مرات على التوالي، وبكونها الوحيدة على رأس بلد أوروبي كبير التي جدد الناخبون ثقتهم فيها في خضم الأزمة. غوردن براون، بيرلسكوني، ساركوزي وساباتيرو اضطروا كلهم للتخلي عن السلطة". أما صحيفة "الباييس" فوصفت فوز ميركل بأنه "لم يسبق له مثيل منذ المستشار آديناور قبل خمسين عاما".

اليونان "انتصار ملكة التقشف"

اعتبرت الصحف اليونانية الصادرة اليوم نتيجة التحالف المسيحي انتصارا للمستشارة أنغيلا ميركل. واعتبر المعلقون أنه لا ينبغي انتظار تغيير في سياسة برلين تجاه برنامج التقشف والإصلاح الاقتصادي الخاص باليونان. وكتبت أكبر صحيفة في اليونان "تا نيا" أن أوروبا أصبحت "أرض- ميركل" ، واصفة نتائج الانتخابات بأنها "انتصار لملكة التقشف".

وفي المقابل لم تر صحيفة "إلفثيروتيبيا" اليسارية الليبرالية في نتائج الانتخابات انتصارا واضحا لميركل، موضحة أن المستشارة الألمانية تحتاج إلى "دعم"، لأن شريكها التقليدي في الائتلاف الحاكم، الليبراليين، مني بهزيمة ساحقة في الانتخابات. واعتبرت صحيفة "إثنوس" اليونانية نتائج الانتخابات في ألمانيا تكليفا بتشكيل ائتلاف حكومي كبير بين التحالف المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي.