لم يفاجأ الرأي العام في العالم العربي بتقرير لجنة التحقيق في حرب العراق. بيد أنه أخذ على التقرير أنه لم يطالب بمحاكمة المسؤولين عن الحرب. صحف عربية ربطت بين الحرب وبين ما يجري حاليا في العراق ورأت أن هذا من ذاك.
إعلان
شاطرت معظم الصحف العربية الانتقادات التي وجهها تقرير لجنة التحقيق بشأن مشاركة بريطانيا في حرب العراق وخصوصا دور رئيس الوزراء الأسبق توني بلير. ورأى المعلقون أن مضمون هذا التقرير لم يأت مفاجئا خصوصا فيما يتعلق بدور رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير. وكان الأخير قد وعد الرئيس الأميركي السابق جورج بوش باتباع خطواته "مهما حصل" حتى قبل حرب العراق.
وبهذا الصدد ذكرت وكالة نون العراقية أن هناك محاولات في العراق لرفع دعوى قضائية ضد بريطانيا، إذ أعلنت عضو اللجنة القانونية في البرلمان العراقي عالية نصيف أن اللجنة النيابية سترفع بهذا الشأن طلبا للحكومة لرفع دعوى ليس فقط ضد بريطانيا ولكن أيضا ضد الدول التي كانت متحالفة معها.
وفي حديث لـ "سبوتنيك الروسية" أوضحت نصيف قائلة "التحالف الدولي احتل العراق بدون مبرر وتصرفاته متمثلة بحل المؤسسات وإصدار قرارات مخالفة لمواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية الجاري بها العمل في ظل الاحتلال".
وفي افتتاحية لها بشأن الموضوع كتبت صحيفة الخليج الإماراتية الصادرة في دبي تحت عنوان "الحرب الكارثية":
"الغريب أنه بينما يصدر هذا الحكم من لجنة تحقيق رسمية، لا يزال توني بلير يكابر، ويكذب، تماماً كما فعل إبان الحرب نفسها. فهو يعتبر أن الحرب شابتها أخطاء لا يزال يزعم أنها جعلت العالم أفضل وأكثر أماناً". وأضافت الصحيفة مستطردة "الأخطاء التي يتحدث عنها بلير هامشية، ولا تتعلق بجوهر القضية. فتدمير العراق، وتقويض اقتصاده، والتسبب بقتل ما يوازي المليون من سكانه، وتهجير الملايين الأخرى، ليست ضمن اعتباراته".
أما صحيفة السفير اللبنانية فكتبت معلقة في نفس المنوال:
"13 عاماً مرت على الغزو الأميركي للعراق، الذي كان للحليف البريطاني دور أساسي في التحريض عليه والمشاركة فيه. لكن أرق هذا الغزو، لم يمنع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير، مرّوج الحرب من الضفة الأوروبية، من أن يسعى لدور له في السلام الفلسطيني، وأن ينام قرير العين، ولو شاهد جثث العراقيين الذين تغتالهم كل يوم أدوات الإرهاب التكفيري".
وأوضحت الصحيفة أن العراق لا يزال يعاني إلى اليوم من تداعيات هذه الحرب: "تفجير الكرادة في بغداد هو آخر ما حصله العراق من نتائج هذا الغزو، ولن يكون الأخير. أما بريطانياً، فقد يكون بمقدور تقرير استغرق سبعة أعوام من التحضير، وبميزانية مرتفعة، ويخرج إلى الضوء اليوم، إدانة بلير، أو على الأقل تجريده من صفة رئيس الوزراء، لكنه بكل تأكيد لن يقوده إلى السجن، ولو انه سيزيد سمعته تلطيخاً".
داعش..الخطر المتمدد في العراق وسوريا
بعد سيطرته الكاملة على تدمر، بات تنظيم"الدولة الإسلامية" يسيطر على نحو نصف التراب السوري. كما تمكن التنظيم الإرهابي في العراق من السيطرة على مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار. تقدم استراتيجي خطير لا يخلو من الإخفاقات.
صورة من: Reuters/A. Rasheed
سيطر تنظيم " الدولة الإسلامية" مساء الخميس 21 مايو/ أيار 2015 على آخر معبر للنظام السوري مع العراق، وذلك بعد انسحاب قوات النظام السوري من معبر الوليد الواقع على الحدود السورية، المعروف باسم "معبر التنف".
صورة من: picture alliance/AP Photo
قبل ذلك بساعات سيطر التنظيم الارهابي "داعش" الخميس على مدينة تدمر الأثرية المدرجة على لائحة التراث العالمي والواقعة في محافظة حمص وهو ما فتح له الباب للتوجه إلى الحدود العراقية حيث "معبر تنف"، حيث تمكن من الاستيلاء على عدد من النقاط والمواقع العسكرية في المنطقة.
صورة من: picture-alliance/CPA Media/Pictures From History/D. Henley
تمكن تنظيم "الدولة الإسلامية "داعش"، يوم الأحد الماضي 17 مايو/ أيار 2015، من بسط سيطرته بالكامل على مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار في غرب العراق. وهو ما يعد أكبر تقدم ميداني له في العراق منذ سيطرته على مدينة الموصل قبل نحو عام. تطور تسبب في نزوح مئات الآلاف من سكان المدينة.
صورة من: Reuters/Stringer
فرض مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" سيطرتهم على مدينة الموصل مركز محافظة نينوي، التي تعد ثاني أكبر مدينة بعد العاصمة بغداد. وذلك في 10 يونيو/ حزيران 2014. وهو ما اعتبره المتتبعون آنذاك تطورا خطيرا، خاصة وأن التنظيم تمكن من بسط سيطرته على المدينة بسرعة فائقة بعد أن انسحب الجيش العراقي من المنطقة.
صورة من: picture-alliance/abaca
سيطر داعش بمساعدة العشائر العراقية المحلية، على مدينة الفلوجة الواقعة في محافظة الانبار بغرب العراق في مطلع 2014. ويعتبر ذلك أول نجاح كبير في حملة عسكرية واسعة النطاق من قبل التنظيم الإرهابي في العراق.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعد الاستيلاء على جبل سنجار حيث قتل وتشريد الآلاف من الأقلية الايزيدية، واجه داعش هجوما مضادا من مختلف الميليشيات الكردية. كما قم التحالف الدولي بتوجيه ضربات جوية ضد التنظيم.
صورة من: Reuters/A. Jalal
بعد عدة محاولات فاشلة من قبل الحكومة العراقية لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس السابق صدام حسين، ساعدت الميليشيات الشيعية في طرد عناصر التنظيم من المدينة في نيسان/ أبريل الماضي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
يسيطر تنظيم "داعش" منذ صيف 2013، على أغلب مناطق محافظة الرقة باستثناء بعض القرى التي استولى عليها المقاتلون الأكراد. وتعتبر محافظة الرقة المعقل الأساسي للتنظيم "|الدولة الإسلامية" في سوريا.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
تمكن التنظيم الإرهابي السنة الماضية من السيطرة أيضا بشكل شبه كامل على محافظة دير الزور في سوريا، كما استطاع تنظيم "داعش" من السيطرة على معبر البوكمال بريف دير الزور الذي يصل بين مدينتي البوكمال السورية والقائم العراقية.
صورة من: Ahmad Aboud/AFP/Getty Images
يسيطر التنظيم أيضا على الجزء الشمالي الشرقي من محافظة حلب باستثناء بلدة عين العرب (كوباني) الكردية ومحيطها. وقد نجح داعش تقريبا في اجتياح هذه المدينة الكردية الواقعة في شمال سوريا. غير أن الضربات الجوية الأمريكية والهجمات المضادة المنسقة من قبل الميليشيات الكردية أدت في نهاية المطاف إلى استعادة المنطقة بالكامل تقريبا من التنظيم في كانون ثان/ يناير الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa
تمكنت قوات البيشمركة الكردية نهاية السنة الماضية أيضا من إجبار مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" على الانسحاب من جسر الزرقا الاستراتيجي بالقرب من كركوك شمالي العراق.