صحف: قاتل النائب البريطاني شارك في برنامج لمكافحة التطرف
١٧ أكتوبر ٢٠٢١
أكدت صحف بريطانية أن قاتل نائب عن حزب المحافظين طعناً كان مشاركاً في برنامج لمكافحة التطرف. وتعرفت صحيفة على المشتبه به بأنه بريطاني من أصل صومالي، وأن تطرفه على الأغلب حصل ذاتياً.
إعلان
ذكرت تقارير إعلامية بريطانية أن المهاجم الذي قتل النائب البريطاني عن حزب المحافظين، ديفيد إيميس، طعناً، كان قد أحيل في الماضي إلى برنامج وطني مخصص للأفراد الذين يُعتقد أنهم معرضون لخطر الجنوح نحو التطرف.
وقالت الشرطة البريطانية في وقت متأخر من أمس السبت (16 أكتوبر/ تشرين الأول 2021) إن أمام المحققين مهلة حتى الجمعة (22 أكتوبر/ الأول) لاستجواب المشتبه به المعتقل بموجب قانون الإرهاب، الذي سمح لهم بتمديد اعتقاله. وأشارت الشرطة إلى أنها تحقق في "دافع محتمل مرتبط بالتطرف الإسلاموي".
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أنها تلقت تأكيداً من مسؤولين بأن الرجل يدعى علي حربي علي، مشيرة إلى أن المواطن البريطاني من أصل صومالي أحيل قبل بضع سنوات إلى برنامج "بْريفِنْت" الخاص بالأفراد الذين يُعتقد أنهم معرضون لخطر التطرف.
وأضافت "بي بي سي" أنه يُعتقد بأن علي لم يقض وقتاً طويلاً في هذا البرنامج التطوعي، ولم يشكل أبداً بشكل رسمي "موضع اهتمام" بالنسبة لوكالة الأمن الداخلي "إم آي 5".
من جانبها، أوضحت صحيفة "صنداي تايمز" أن الشرطة وأجهزة الأمن تعتقد أن المهاجم تصرف بمفرده وجنح نحو "التطرف بشكل ذاتي"، وأنه ربما استلهم العملية من حركة الشباب الإسلامية الصومالية المرتبطة بالقاعدة.
وأكد حربي علي كلان، والد علي، وهو أيضا مستشار سابق لرئيس الوزراء الصومالي، لصحيفة "صنداي تايمز" أن نجله محتجز، مضيفاً: "أشعر بصدمة شديدة".
وقالت الشرطة إنها أجرت عمليات تفتيش في ثلاثة عناوين في منطقة لندن.
وذكرت صحيفة "ذا صن" أن المهاجم طعن النائب إيميس مرات عدة امام أنظار امرأتين، قبل أن يجلس وينتظر وصول الشرطة. وكانت الحكومة البريطانية أمرت بمراجعة تدابير حماية البرلمانيين بعد هذه الواقعة.
واعتُقل المشتبه به البالغ من العمر 25 عاماً الجمعة في الكنيسة الميثودية، حيث كان النائب إيميس (69 عاماً)، وهو أب لخمسة أطفال، يستقبل ناخبيه في بلدة لي أون سي، على بعد حوالى ستين كيلومتراً شرق لندن.
ووصفت الشرطة في بيان جريمة القتل بأنها "عمل إرهابي"، وأشارت إلى أن عناصر التحقيق الأولى "كشفت عن دافع محتمل مرتبط بالتطرف الإسلاموي"، مضيفة أن "شرطة مكافحة الإرهاب تتولى التحقيق" الذي لا يزال في "مراحله الأولية".
وتعبيراً عن التضامن، وضع رئيس الوزراء المحافظ بوريس جونسون، وزعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر، إكليلين من الورود معاً في موقع المأساة صباح السبت.
ونشر جونسون على تويتر صورة لرسالة قال إنه وضعها عند ضريح إيميس، وصف فيها الأخير بأنه "زميل وصديق محبوب جداً".
كذلك وضع سكان المنطقة، بمن فيهم أبناء الجالية المسلمة، باقات من الورود قرب موقع الجريمة.
دعوات لمراجعة إجراءات حماية النواب
وكانت المتحدثة باسم وزيرة الداخلية بريتي باتيل قالت الجمعة: "طلبت من جميع قوات الشرطة مراجعة الترتيبات الأمنية للنواب فوراً". وذكرت صحيفة "تايمز" أن وزيرة الداخلية ستتحدث في البرلمان الاثنين.
وما يزيد القلقأرقام تكشف عن زيادة في الجنح ضد البرلمانيين. ففي عام 2019، أشارت الشرطة البريطانية إلى زيادة بنسبة 126 في المائة بين عامي 2017 و2018، وزيادة بنسبة 90 في المائة في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2019.
وقال عدد من المسؤولين المنتخبين إنهم تعرضوا لتهديدات بالقتل في أجواء "بريكست"، الذي أحدث انقساماً عميقاً في البلاد. كما أن تهديدات وشتائم تطال مساعدين للبرلمانيين.
وقالت جايد بوتريل، التي عملت مع النائبة العمالية إيفيت كوبر بين 2013 و2019 إن الإهانات والتهديدات سببت لها كوابيس ودفعتها إلى ترك منصبها.
وقال رئيس مجلس العموم البريطاني، ليندساي هويل، المصمم على "مراجعة سلامة النواب وأي إجراءات يتم اتخاذها"، إن المأساة بمثابة "صدمة يتردد صداها لدى البرلمانيين وفي جميع أنحاء البلاد".
وكان إيميس قد نشر مواعيد اللقاءات مع الناخبين على "تويتر" وأجراها في أماكن عامة، طالباً من السكان حجز المواعيد مسبقاً.
ي.أ/ ص.ش (أ ف ب)
تعصب وتطرف أم خوف من الآخر؟ مظاهر العنف في أوروبا
لئن عاشت الأغلبية العظمى في أوروبا من أوروبيين ومن أصول مهاجرة من مختلف الأديان والثقافات في كنف السلام والاحترام، إلا أنها لم تخل أيضا من مظاهر للعنف تحت ذرائع مختلفة: دينية وقومية وغيرها، لكنها مرفوضة من الأغلبية.
صورة من: picture-alliance/dpa/SDMG/Dettenmeyer
مظاهر التطرف والدعوة إلى العنف باسم الدين لم تقتصر على الدول العربية والإسلامية، بل أيضا دول غربية على غرار ألمانيا شهدت بدورها مظاهرات لأقلية سلفية حمل بعض عناصرها الأعلام السوداء ودعا فيها للعنف. الصورة لمظاهرة تعود إلى عام 2012 في مدينة بون الألمانية حيث تظاهر سلفيون ضد يمينيين متطرفين واعتدوا خلالها على رجال شرطة.
صورة من: picture-alliance/dpa
استخدام الدين كذريعة لارتكاب جرائم إرهابية، مثلما حدث خلال الاعتداء على مقر صحيفة شارلي إيبدو مطلع هذا العام وقتل 11 شخصا من طاقمها بدافع الانتقام لصور كاريكاتورية للرسول محمد نشرتها الصحيفة، أثار استهجان الملايين ليس في فرنسا وأوروبا فقط وإنما ايضا في العديد من الدول الإسلامية والعربية.
صورة من: Reuters/Platiau
الإرهابيون لم يستهدفوا مقر صحيفة شارلي إيبدو الفرنسية فقط وإنما أيضا شرطيا مسلما واسمه أحمد وشرطية أخرى كانت تنظم حركة المرور وكذلك أربعة يهود، بينهم يهودي تونسي، كانوا في أحد المتاجر اليهودية بصدد التبضع لإحياء مراسم السبت. العمليات الإرهابية كانت من توقيع تنظيم "الدولة الإسلامية".
صورة من: AFP/Getty Images/K. Tribouillard
وبعد الهجمات الإرهابية التي طالت باريس واسفرت عن سقوط 18 شخصا، ها هو الإرهاب تحت ذريعة الدين يضرب العاصمة الدنماركية كوبنهاغن ويتسبب في مصرع رجل يهودي كان يحرس كنيسا يهوديا وآخر مخرجا سينمائيا، ذنبه أنه كان حاضرا في ندوة حول حرية التعبير.
صورة من: Reuters/S. Bidstrup
ولكن مساجد المسلمين بدورها تعرضت أيضا للاعتداء بالحرق وتهشيم النوافذ وحتى لهجوم بالمتفجرات. ففي فرنسا مثلا ارتفع عدد الأعمال "المعادية للإسلام" بنسبة 70 بالمائة منذ الاعتداءات التي قام بها جهاديون في باريس في كانون الثاني/ يناير، مقارنة بعام 2014، وفقا لجمعية التصدي لمعاداة الإسلام الفرنسية.
صورة من: Reuters/Y. Boudlal
حتى المقابر اليهودية لم تسلم من اعتداءات بعض المتطرفين إما بدافع العنصرية أو بدافع معاداة السامية. على أحد القبور اليهودية في مقاطعة الآلزاس الفرنسية كتب باللغة الألمانية "أرحلوا أيها اليهود" إلى جانب الصليب المعقوف، رمز النازيين الذين أبادوا ستة ملايين من يهود أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa
حتى وإن كان هؤلاء لا يمثلون إلا أقلية مطلقة داخل المجتمع الألماني، إلا أن النازيين الجدد، الذين يستلهمون أفكارهم من النازية واليمين المتطرف، يشكلون مصدر قلق في ألمانيا، خاصة وأنهم لا يتوانون عن استخدام العنف ضد الأجانب أو من كان شكله أو مظهره يوحي بأنه ليس ألمانيا. وفي الفترة الأخيرة سجل في عدد من الدول الأوروبية صعود التيارات اليمينية المتطرفة، مستغلة أعمال الإرهابيين للإسلاميين المتطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk
ولازال القضاء الألماني ينظر في قضية خلية تسيفيكاو النازية، والتي سميت نسبة لمدينة تسيفيكاو الواقعة شرقي ألمانيا، في محاكمة تحظى باهتمام دولي الواسع. هذه الخلية متهمة بقتل عشرة أفراد، تسعة أتراك ويوناني في ألمانيا، ذنبهم الوحيد أن أشكالهم توحي بأصولهم الشرقية. في الصورة العضوة الوحيدة المتبقة من الخلية، بعدما انتحر عنصران منها، والتي ترفض الإدلاء بأي تفصيل يساعد في الكشف عن الحقيقة.
صورة من: Reuters/M. Rehle
اليمينيون المتطرفون استغلوا مخاوف البعض في ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية من عدم معرفتهم للإسلام والمسلمين وخلطهم بالتطرف الإسلامي، خاصة بعد الجرائم البشعة التي ارتكبها تنظيم "الدولة الإسلامية" في المناطق التي سيطر عليها في العراق وسوريا، للدعوة إلى مظاهرات مناهضة للإسلام. الصورة مظاهرة مناهضة للإسلام في مدينة هانوفر، شمالي ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Stratenschulte
وبعد الانتقادات اللاذعة والرفض الشعبي الألماني الواسع للمظاهرات المناهضة للإسلام، أصبحت هذه الاحتجاجات نقتصر على بعض اليمينيين المتطرفين الذين خرجوا للتظاهر ضد قدوم اللاجئين إلى ألمانيا، معللين رفضهم بأن ثقافة هؤلاء تختلف عن ثقافتهم وأنه لا يمكنهم الاندماج في المجتمع الألماني.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Meyer
بعض المتطرفين اليمينيين أصبح يعمد بدل الاحتجاج إلى إضرام النيران في البنايات والمقرات التي من شأنها أن تأوي اللاجئين. حتى وإن لم تسفر عمليات إحراق المباني عن أي أضرار بشرية، إلا أن تكرارها في عدد من الولايات والمدن الألمانية أثار قلقا وجدلا واسعا في البلاد.