صحيفة ألمانية: بوتين يرمي بثقله في ليبيا عبر مرتزقة سوريين
١٤ أبريل ٢٠٢٠
مثلما فعل الرئيس التركي أردوغان، يبدو أن الرئيس الروسي بوتين يريد أن يرمي بثقله هو الآخر للمشاركة في الحرب في ليبيا ولأجل ذلك يرسل إلى هناك الآن مرتزقة سوريين، بحسب معلومات حصرية كشفت عنها صحيفة بيلد الألمانية.
إعلان
قالت صحيفة "بيلد الألمانية" واسعة الانتشار إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "تعلم على ما يبدو من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان". وبحسب معلومات فإن بوتين "يستورد هو الآخر الحرب الأهلية السورية في الحال إلى ليبيا".
وكشفت الصحيفة في موقعها على الانترنت مساء اليوم الثلاثاء (14 أبريل/ نيسان 2020) بناء على مصادر ميدانية في سوريا وخارجها، أنه "في جنوب وشرق سوريا، بدأت حملة تجنيد غير مسبوقة للمقاتلين السوريين من قبل مجموعة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة، التي تسيطر عليها الدولة".
وقد أكد شهود لبيلد أن "شركة المرتزقة الروسية (فاغنر) تشغل شبابا سوريين، بهدف مواصلة تدريبهم في البداية ومن ثم إرسالهم إلى الحرب الأهلية الليبية"، تتابع الصحيفة الألمانية، وتوضح أنهم "سيقاتلون في ليبيا جنباً إلى جنب مع الجنرال المنشق خليفة حفتر لمساعدته على الانتصار وتهدئة البلاد بمفهوم القيادة الروسية".
"تعاون مع نظام الأسد"
وواصلت الصحيفة الألمانية في تحقيقها على موقعها في الأنترنت القول بأن "شركة فاغنر تحاول إغراء شبان سوريين في محافظة القنيطرة ولكن أيضا في مدينة دير الزور، وبينهم ثوار سابقون تصالحوا مع نظام الأسد، من أجل أن تكسبهم للحرب الأهلية في شمال أفريقيا".
وقال شاهد من القنيطرة لبيلد إنهم حصلوا على وعد من الشركة بالحصول على مغريات مالية كبيرة وأنهم لن يتم تعقبهم للخدمة في الجيش السوري. وقال الصحفي السوري أنور الرفاعي للصحيفة الألمانية "أخبرني قريب أحد المجندين الشبان بأن ضباط المخابرات العسكرية لنظام الأسد وبعض مخاتير القرى بدأوا قبل شهر في إقناع الشباب للانضمام إلى فاغنر للقتال في ليبيا".
وعلمت بيلد من مصادر عدة أن عقود شركة فاغنر مع هؤلاء ستكون في البداية لمدة ثلاثة أشهر، وحصل المقاتلون السوريون على وعد براتب يبلغ ألف دولار شهريا. وإذا أصيبوا أو قتلوا في ليبيا فإنهم أو أسرهم سيحصلون على ما يتراوح بين 25000 إلى 50.000 دولار.
ولم يرد حتى لحظة إعداد هذا الخبر أي تعليق رسمي من الجانب الروسي أو السوري على ما أوردته صحيفة بيلد الألمانية.
وكانت روسيا قد نفت نهاية العام الماضي تقارير غربية، خصوصا ما نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية وما ذكره مسؤولون أمريكيون، بشأن وجود مرتزقة تابعين لشركة فاغنر الخاصة الروسية في ليبيا، ويعتقد أن مجموعة فاغنر ترتبط بمقربين من الرئيس الروسي.
وفي فبراير/ شباط الماضي قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن أعداد المرتزقة الروس المرتبطين بشركة فاغنر في ليبيا تضاعفت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من 2019 أكثر من أربعة أضعاف ليصل عددهم إلى حوالي 1400 مرتزق.
وكان الجنرال خليفة حفتر قد قام في أوقات سابق بزيارات إلى روسيا.
غير أن تركيا نفت حينها إرسال مقاتلين سوريين إلى ليبيا. كما نفى أيضا الناطق باسم وزارة خارجية حكومة الوفاق الليبية محمد القبلاوي، في تصريحات نقلتها "بوابة أفريقيا الإخبارية" بتاريخ 6 شباط / فبراير الماضي"وجود مقاتلين سوريين في صفوف قوات الوفاق.."، حسب تعبيره.
ص.ش/ م.س
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س