صحيفة ألمانية: حرب ضروس بين الدوحة وأبو ظبي مسرحها الصومال
٢٨ يوليو ٢٠١٩
قطران شقيقان من أغنى بلدان العالم (قطر والإمارات العربية) دخلا في حرب خفية تُستعمل فيها كل الأسلحة المشروعة وغير المشروعة بهدف بسط الهيمنة والنفوذ على منطقة القرن الإفريقي عبر البوابة الصومالية حسب صحيفة ألمانية.
إعلان
حلل موقع "شبيغل أونلاين" الألماني اليوم (الأحد208 يوليو/ تموز 2019) استنادا لتقرير سابق لصحيفة نيويورك التايمز، الحرب بالوكالة التي تخوضها كل من الإمارات العربية المتحدة وقطر في الصومال، وبالذات في إقليم جوبالاند (أرض البنط) الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، بهدف بسط النفوذ على منطقة القرن الإفريقي ذات الأهمية الاستراتيجية الكبرى.
ففي إقليم جوبالاند يوجد ميناء بوساسو الذي تديره مجموعة إماراتية، وهو ما اعتبرت الصحيفة أنه يشكل "شوكة في عين قطر" وتابعت استنادا لتقرير لنيويرك تايمز الأمريكية نشر يوم الثلاثاء الماضي (23 تموز / يوليو/ 2019)، أن إسلاميين متشددين، بتكليف قطري، على ما يبدو، نفذوا هجمات مسلحة في المدينة. الصحيفة الأمريكية استندت إلى تنصت على مكالمة هاتفية لرجل أعمال قطري مقرب من الأسرة الحاكمة لبلاده وسفير بلاده في مقاديشو. ويتعلق الأمر بخليفة كايد المهندي الذي دعا إلى "طرد أهل دبي من هناك" بالعنف" وتابع "اجعلهم يطردون الإماراتيين حتى لا يجددون عقودهم. سأحضر تلك العقود إلى الدوحة".
ويبدو أن القضية سببت حرجا كبيرا للدوحة التي أكدت أن رجل الأعمال المهندي لا يتحدث باسم الحكومة القطرية، وأنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية للصومال.
ويذكر أيضا أن شركة الموانئ الإماراتية أثارت استياء مقديشو على خلفية تطويرها مرافئ في بربرة في أرض الصومال، التي لم يتم الاعتراف باستقلالها، وفي بونتلاند.
وبينما وقفت كثير من ولايات الصومال الفدرالية إلى جانب الإمارات، يُنظر إلى الحكومة المركزية على أنها مؤيدة لقطر في خضم الأزمة الخليجية.
يذكر أن قطر سبق وأن علقت على ما ورد في التقرير الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية وما نسبته لرجل الأعمال خليفة المهندي بالقول "إن الانفجار الذي وقع في مدينة بوساسو شمالي الصومال هو في صالح دولة قطر". وجاء في بيان مكتب الاتصال الحكومي في دولة قطر "أن المهندي ليس مستشارا من أي نوع لحكومة دولة قطر، ولم يكن مستشارا أبدا، وهو لا يمثل دولة قطر"، مضيفا أنه ليس لرجل الأعمال القطري المهندي الحق في إصدار تعليق بالإنابة عن الحكومة "وسيتم التحقيق بشأن ما قام به هذا الشخص، وسيتحمل تبعات مسؤولية تعليقاته".
(شبيغل أونلاين / أ.ف.ب)
حرب استثمارات ناعمة بين الإمارات وقطر في أوروبا
تستثمر قطر والإمارات في مشاريع صناعية وعقارية ومالية ورياضية، بالإضافة إلى تمويل مشاريع إعلامية في أوروبا. ويبلغ حجم الاستثمارات القطرية والإماراتية عشرات مليارات اليورو في أوروبا وحدها. ملف صور لأهم الاستثمارات.
صورة من: picture-alliance/ dpa
على الصعيد الرياضي، اشترت قطر جميع أسهم نادي باريس سان جيرمان الفرنسي لكرة القدم في سنة 2012. بالإضافة إلى نادي باريس سان جيرمان لكرة اليد. ويترأس النادي رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي الذي يترأس شبكة " بي أن سبورت" الرياضية أيضا، وكان يشغل منصب مدير التسويق في قناة الجزيرة الرياضية.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Fife
بينما اشترت مجموعة أبو ظبي المتحدة للتنمية والاستثمار التي يملكها الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نادي مانشستر سيتي الإنجليزي العريق في سنة 2008.
صورة من: Getty Images/F. Nel
أما الشيخ القطري عبد الله بن ناصر آل ثاني، فقد اشترى نادي ملقا الإسباني الذي يلعب في الدرجة الأولى للدوري الٍإسباني.
صورة من: picture-alliance/dpa
أما في مجال الاستثمارات العقارية فتفوقت قطر على منافستها الإمارات في أوروبا. إذ يملك "جهاز قطر للاستثمار" عدة فنادق ومشاريع عقارية في أوروبا، منها فندق "مارتيناز" في كان وفندق اللوفر في باريس، بالإضافة إلى شركات عقارية عملاقة في بريطانيا.
صورة من: picture-alliance/EPA/L. Parnaby
اشترى "جهاز قطر للاستثمار" متجر "هارودز" الشهير في لندن من رجل الأعمال المصري الأصل محمد الفايد في سنة 2010.
صورة من: Getty Images
يملك "جهاز قطر للاستثمار" أيضا 10 بالمائة من شركة سوق لندن للأوراق المالية و6 بالمائة من بنك "باركليز" البريطاني و5 بالمائة من بنك "كريديت سويس" السويسري، ويملك كذلك اسهما في العديد من الشركات العملاقة، مثل "غلينكور" و"ساينسبوري" وفينشي".
صورة من: Reuters
بينما تملك شركة "الإتحاد للطيران" الإماراتية المملوكة من حكومة أبو ظبي بالكامل، نحو 30 بالمائة من شركة "أير برلين" للطيران الألمانية.
صورة من: airberlin
يبلغ حجم الاستثمارات القطرية في ألمانيا وحدها أكثر من 25 مليار يورو، وتشمل 17 بالمائة من شركة فولكسفاغن لصناعة السيارات، و10 بالمائة من بنك "دويتشه بانك" و 3 بالمائة من شركة "سيمنس" و أكثر من 14 بالمائة من شركة "هاباغ لويد" للنقل.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
شركة "دبي القابضة" التي تعود ملكيتها لإمارة دبي لها أسهما في شركات "دايملر" الألمانية لصناعة السيارات العملاقة التي تملك مرسيدس. وتملك إمارة دبي أيضا أسهما في شركة "إيرباص" الأوروبية لصناعة الطائرات.
صورة من: Daimler/Foto: Malagrine
الجانب الإعلامي لم يسلم من "حرب الاستثمارات"، إذ تدعم قطر عدة مشاريع إعلامية دولية، قد يكون أبرزها موقع هافينغتون بوست بالعربي، الذي يشرف عليه إعلاميون كانوا قد عملوا بقناة الجزيرة القطرية، مثل وضاح خنفر مدير شبكة الجزيرة سابقا. بالإضافة إلى ذلك تمول قطر موقعي "ميدل إيست آي" الإنجليزي و"عربي 21" ومقراهما في لندن.
صورة من: huffpostarabi.com
وتمول قطر قناة وصحيفة العربي الجديد ومقرها لندن، والتي يشرف عليها مباشرة عضو الكنيست الاسرائيلي الأسبق عزمي بشارة المقرّب من أمراء قطر.
صورة من: alaraby.co.uk
أشترت قطر في سنة 2013 وحسب مصادر إعلامية متعددة صحيفة القدس العربي التي تصدر في لندن، وذلك بعد تولي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني زمام الحكم في قطر.
صورة من: alquds.co.uk
أما الإمارات فتملك صحيفة العرب، التي تأسست في لندن سنة 1977.