صحيفة ألمانية "تكشف" عن شبكة "استثمارات سرية" لحماس
١٠ أغسطس ٢٠٢١
استنادا إلى ما وصفتها بـ "دوائر أمنية غربية"، كشفت صحيفة "دي فيلت" الألمانية المحافظة في تقرير لها عن "شبكة استثمارات سرية" تعود لحركة حماس في عدة دول. فكيف تعمل هذه الشبكة؟ وفي أي الدول تتركز؟ وإلى أين تذهب عوائدها؟
إعلان
ذكرت صحيفة "دي فيلت" الألمانية في تقرير لها نشر الثلاثاء (10 آب/أغسطس 2021) و"بالاستناد إلى وثائق حصلت عليها بشكل حصري من مصادر أمنية غربية" أن قيمة محفظة حركة حماس الاستثمارية السرية الدولية في عام 2018 التي قدرتها الحركة نفسها بحوالي 338 مليون دولار، تتجاوز قيمتها الحقيقية نصف مليار دولار حسب تقديرات أخرى.
وأضافت الصحيفة في تقريرها الحصري إلى أن المحفظة تضم 40 شركة دولية تنشط خاصة في قطاع البناء، كاشفة أن مقر الشركات في تركيا والسعودية والإمارات والسودان والجزائر.
ولم يرد المتحدث باسم حماس، حازم قاسم، على طلب الصحيفة الألمانية اليمينية المحافظة للتعليق.
وتذكر الصحيفة الألمانية أنه تم العثور على الوثائق حول أصول حماس المالية بالخارج في جهاز كمبيوتر تابع للحركة. واحتوت هذه الوثائق على تفاصيل حول ميزانيات حماس من عام 2008 إلى بداية عام 2018، والتي يبدو أن الحركة استخدمتها للرقابة المالية الداخلية.
أما أحدث البيانات وهي الممتدة من الفترة من أيار/مايو 2017 إلى كانون الثاني/يناير 2018، فقد أتيحت لصحيفة "دي فيلت" بشكل حصري.
وحسب تقرير الصحيفة فإن أعمال حماس في الخارج على مدار العشرين عاماً الماضية تركزت في السعودية، بيد أنها نقلتها في السنوات الثلاث الأخيرة إلى تركيا بعد تزايد الإجراءات السعودية الصارمة ضد أنشطتها الاقتصادية. وفي عام 2015 فرضت الولايات المتحدة عقوبات على "مجموعة أسياف الدولية القابضة للتجارة والاستثمار" التي قيل إن مديرها يستخدمها لتمويل حماس.
الخبير ماثيو ليفيت، الذي شغل منصباً رفيعاً في وزارة الخزانة الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب ويقود الآن برنامج مكافحة الإرهاب في معهد واشنطن، أكد للصحيفة الألمانية أن حماس نقلت نشاطاتها من السعودية إلى تركيا. وأشار الخبير إلى أن معظم استثمارات حماس هناك "مرتبطة" بشركة Trend Gyo، التي لم ترد على طلب للتعليق أرسلته الصحيفة الألمانية.
وفي حين لا تعتقد الدوائر الأمنية الغربية التي حللت الوثائق علم الرئيس رجب طيب أردوغان بتلك الأنشطة، يقول الخبير جوناثان شانزر، الذي عمل سابقاً كمحلل خاص بالمنظمات الإرهابية في وزارة الخزانة الأمريكية ويعمل اليوم في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات"، إنه يعلم من مصادر موثوقة بدراية أردوغان بكل نشاطات حماس في بلاده، بما فيها غير السياسية.
وتنقل صحيفة "دي فيلت" الألمانية عما تصفها بالدوائر الأمنية الغربية قولها إن رأس تلك المحفظة الاستثمارية في تركيا شخص مقيم في لبنان ويسافر بشكل متكرر إلى تركيا.
ويذهب الجزء الكبير من العوائد إلى غزة وإلى تمويل أنشطة حماس في الخارج ورواتب القيادات وبعضها إلى عرب في إسرائيل. وأوردت الصحيفة نقلاً عن مصادرها الأمنية الغربية "أن بين 30 و40 بالمائة من الأموال تستخدم لتنفيذ عمليات عسكرية وأهداف إرهابية".
وحسب الصحيفة تستخدم الحركة نفس أدوات الجريمة المنظمة: الصرافين بدلاً من البنوك لتحويل الأموال لغزة وللتهرب من سلطات الضرائب في البلدان التي تنشط فيها. وكمثال آخر أوردت الصحيفة تلقي آجار الشقق نقداً وليس عن طريق البنوك.
وتختم الصحيفة الألمانية اليمينية المحافظة تقريرها بكلام الخبير جوناثان شانزر، الذي عمل سابقاً كمحلل خاص بالمنظمات الإرهابية في وزارة الخزانة الأمريكية ويعمل اليوم في "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات": "أتوقع أن تتخذ الدول التي توجد فيها مقرات لنشاطات حماس المالية إجراءات لتفكيكها خوفاً من عقوبات غربية، هذا فضلاً عن زيادة المخاطر المرتبطة بالنشاط المالي غير القانوني داخل حدودها".
خ.س/ أ.ح
30 عاماً على تأسيس حماس- بين العمل العسكري ودهاليز السياسة
في مثل هذا اليوم قبل ثلاثين عاماً، أعلنت "حركة المقاومة الإسلامية" (حماس) انطلاقتها. ما خلفيات وإرهاصات التأسيس؟ وما أهم المفاصل التاريخية التي مرت بها الحركة؟ وما أهم ما يميز علاقتها مع الإقليم والعالم؟
صورة من: Getty Images/AFP/M. Abed
الجذور والتأسيس
تُعرّف "حركة المقاومة الإسلامية"، المعروفة اختصاراً بـ"حماس"، عن نفسها بأنها "جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين". في 14 كانون الأول/ديسمبر 1987 اجتمعت شخصيات، من أبرزها أحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي، وأعلنت عن تأسيس الحركة. جاء ذلك الإعلان بعد أسبوع على اندلاع "الانتفاضة الفلسطينية الأولى".
صورة من: Getty Images/AFP/E. Baitel
الميثاق
في 18 آب/أغسطس 1988 صدر "ميثاق حماس" محدداً هوية وأهداف الحركة. وصف الميثاق الصراع مع إسرائيل على أنه "ديني" ودعا "إلى تدمير إسرائيل وإقامة دولة فلسطينية على كامل فلسطين التاريخية".
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Saber
ضد اتفاقات أوسلو
في 14 أيلول/سبتمبر من عام 1993 وبعد يوم من توقيع اتفاقات أوسلو للحكم الذاتي بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، خرج 300 شخص من حماس للتظاهر ضد الاتفاق داعين إلى مواصلة مهاجمة الجيش الإسرائيلي. وفي ذات اليوم، نفذت حماس أول تفجير انتحاري في قطاع غزة.
صورة من: picture-alliance/CPA Media
الفوز في انتخابات 2006
قاطعت حماس انتخابات الحكم الذاتي الفلسطيني في عام 1996 لأنها منبثقة من "اتفاقات أوسلو" حسب ما أعلنت الحركة آنذاك، غير أنها عادت وشاركت في انتخابات 2006 وحققت فوزاً ساحقاً على حساب حركة "فتح".
صورة من: AP
الانقسام والسيطرة على غزة
في 15 من حزيران/يونيو 2007، عقب اندلاع معارك عنيفة أدت إلى مقتل مئات الفلسطينيين بين أفراد القوى الأمنية التابعة لحركتي حماس وفتح سيطرت "حماس" على القطاع وطردت الكوادر الفتحاوية وقواها الأمنية من القطاع.
صورة من: picture-alliance/Zumapress
الاتحاد الأوروبي يصنفها بـ "الإرهابية"
في 26 تموز/يوليو 2017 أيدت "محكمة العدل الأوروبية" قراراً صادراً عن "المجلس الأوروبي" بإبقاء الحركة على لائحة الاتحاد الأوروبي "للإرهاب". وكان الاتحاد الأوروبي قد أدرج حماس لأول مرة على قائمته للمنظمات الإرهابية أواخر عام 2001 على خلفيات تنفيذها عمليات "انتحارية".
صورة من: picture alliance/dpa/J. Kalaene
اغتيالات
في 22 آذار/مارس 2004، قامت إسرائيل باغتيال الزعيم الروحي للحركة أحمد ياسين. وبعد أقل من شهر، تم اغتيال خليفته عبد العزيز الرنتيسي. وقبلها بعامين اغتالت إسرائيل القائد العسكري في الحركة ومؤسس جناحها العسكري "كتائب عز الدين القسام" صلاح شحادة. كما كانت عمليات الاغتيال قد طالت أعضاء بارزين في الحركة كيحيى عياش وغيره.
صورة من: AP
حروب مع إسرائيل
في 12 أيلول/سبتمبر 2005، انسحب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة بقرار أحادي الجانب. وخاضت الحركة وفصائل فلسطينية أخرى عدة حروب مع إسرائيل أبرزها في الأعوام 2008 و2009 و2012 و2014.
صورة من: picture-alliance/dpa
"وثيقة سياسية جديدة"
في الأول من أيار/مايو 2017، أعلنت الحركة من الدوحة عن تعديلات على برنامجها السياسي وافقت بموجبها على إقامة دولة فلسطينية بحدود عام 1967، مؤكدة أن الصراع "سياسي" وليس "دينياً" وبقبولها بفكرة إقامة الدولة الفلسطينية على أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية. من جانبها رفضت إسرائيل التعديلات قائلة إن حماس "تحاول خداع العالم".
صورة من: Reuters/N. Zeitoon
المصالحة مع "فتح"
في 12 تشرين الأول/أكتوبر 2017 وقعت حركتا فتح وحماس في مقر "المخابرات العامة المصرية" في القاهرة على اتفاق المصالحة بهدف إنهاء عقد من الانقسامات بين الطرفين. واتفق الطرفان على أن تتسلم السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة الخاضع حالياً لسلطة حركة حماس، بحلول الأول من كانون الأول/ديسمبر "كحد أقصى". وقبل أيام فشلت الحركتان في الالتزام بذلك الموعد وتبادلتا الاتهامات بالمسؤولية عن ذلك.
صورة من: Getty Images/AFP/K. Desouki
علاقات متميزة مع إيران وتركيا وقطر وحزب الله
تقدم إيران مختلف أشكال الدعم السياسي والمالي والعسكري لحركة حماس. كما تقيم الحركة علاقات وطيدة وتنسيق عالي المستوى مع حزب الله. وبالمثل وعلى خلفيته الإسلامية يقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مساندة ودعماً للحركة على عدة أصعدة. وبالمثل تفعل قطر التي زار أميرها السابق حمد بن خليفة قطاع غزة في عام 2012.
صورة من: AP
علاقة متوترة مع مصر والسعودية والإمارات
تقدم السعودية ومصر والإمارات وباقي دول الخليج دعماً للسلطة الفلسطينية، في حين تتسم علاقاتها بحركة حماس بالتوتر. وقد ازدادت العلاقات توتراً في السنوات الاخيرة على خلفية صراع السعودية مع الإخوان في مصر وباقي الدول العربية. كما أدت الأزمة الخليجية الأخيرة إلى صب مزيد من الزيت على النار.
صورة من: AP
حماس تتوعد بإسقاط قرار ترامب بشأن القدس
حماس مدرجة على القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية. واليوم (14 كانون الأول/ديسمبر 2017) قال رئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، خلال مهرجان جماهيري نظمته الحركة في الذكرى السنوية 30 لانطلاقتها في غزة: "سنسقط قرار ترامب مرة وإلى الأبد".
خ.س