صحيفة: ارتفاع عدد طالبي اللجوء لألمانيا من القارة الأمريكية
٦ فبراير ٢٠١٩
مع تحول طريق هروب اللاجئين إلى غرب البحر المتوسط، يتغير أيضا منشأ دول الهجرة غير الرسمية، فقد ارتفع عدد طالبي اللجوء والحماية القادمين من دول القارة الأمريكية بقرابة 50%، حسب ما نشرته صحيفة ألمانية الأربعاء.
إعلان
متغيرات كثيرة طرأت وتطرأ يوميا على مشهد الهجرة غير الرسمية، فبعد التخلي عن طريق إيطاليا، شهد مضيق جبل طارق نموا متزايدا لحركة قوارب المهاجرين القادمين من دول شمال أفريقيا. والجديد في الأمر هذه المرة أن التغيير شمل دول المنشأ. فبعد قارتي آسيا وأفريقيا، انضمت القارة الأمريكية إلى قائمة دول المنشأ للمهاجرين السريين إلى ألمانيا وإسبانيا ودول أوروبية أخرى، حسب ما نشرت صحيفة "راينيشه بوست" الألمانية نقلا عن إحصائيات المكتب الاتحادي للهجرة واللجوء.
بيد أن الصحيفة أشارت أيضا إلى أن التغييرات الجديدة لم تحدث تعديلا كبيرا في معدل الاعتراف باللاجئين من دول القارة الأمريكية إلا بشكل طفيف، حيث ارتفعت نسبة الاعتراف من 19.4% إلى 20.5% فقط.
وقالت الصحيفة نقلا عن المصادر الرسمية في المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين إن عدد طلبات اللجوء من قبل مواطني فنزويلا مثلا تضاعف تقريبا، حيث ارتفع العدد من 206 إلى 407 طلبات خلال الفترة المنصرمة، فيما يحصل ثلث مقدمي الطلبات على حق الحماية والبقاء في ألمانيا مثلا. وتلي فنزويلا في عدد طلبات اللجوء كوبا وكولومبيا والبرازيل، حيث لا يحصل مواطنو البرازيل على حق الحماية إطلاقا وتكون نسبة الاعتراف عند الصفر.
وعموما وثق جهاز الإحصاء لدى مكتب الهجرة واللجوء إجمالا 817 طلبا للجوء والحماية من مواطني دول القارة الأمريكية. وطبعا لا يمكن مقارنة هذه الأرقام مع أرقام طلبت اللجوء من مواطني دول القارة الأفريقية أو الآسيوية إطلاقا.
بيد أن هجرة لاجئي دول القارة الأمريكية قد تأخذ في المستقبل ديناميكية قوية خصوصا في التوجه إلى إسبانيا، حيث لا يحتاج اللاجئون القادمون من الكثير من دول أمريكا اللاتينية إلى تعلم لغة جديدة ويندمجون بسرعة في المجتمع، أيضا بسبب الانتماء الديني المشترك.
ح.ع.ح/أ.ح (ك.أن.أ)
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو