رئيس الصين عَلم بتفشي فيروس كورونا قبل أسابيع من الإعلان عنه
١٦ فبراير ٢٠٢٠
أظهر خطاب داخلي نُشر أمس السبت في صحيفة "بيبولز ديلي" التابعة للحزب الشيوعي أن الرئيس الصيني، شي جين بينغ كان على علم بتفشي فيروس كورونا قبل أسابيع من تعامله بشكل علني مع المشكلة وحثّ على اتخاذ إجراء حاسم لوقفه.
إعلان
في خطاب ألقاه الرئيس الصيني، شي جين بينغ في الرابع من شباط / فبراير، قال إنه "أصدر مطالب بالعمل لمنع وباء فيروس كورونا والسيطرة عليه في السابع من كانون الثاني/ يناير الماضي، خلال اجتماع للقيادة العليا للحزب الشيوعي (اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب). وعلى الرغم من أوامر شي، كان رد فعل مسؤولين في مدينة ووهان، عاصمة إقليم هوبي والتي كانت مركز التفشي، بطيئا، لاسيما إقامة مأدبة جماعية لـ40 ألف أسرة في 18 كانون الثاني/ يناير، الماضي في محاولة لدخول موسوعة غينيس العالمية. وبالتالي أظهر الخطاب أن الرئيس كان على علم بتفشي فيروس كورونا قبل أسابيع من الإعلان عن الأمر رسميا.
يأتي قرار إصدار تفاصيل الخطاب بعد إقالة العديد من المسؤولين المحليين والإقليميين في هوبي بسبب سوء تعاملهم مع الأزمة. وربما يشير ذلك إلى مزيد من المحاولات للحفاظ على سمعة الرئيس، لكن ربما يهدد أيضا بجر شي في جدال حول الفشل في وقف انتشار المرض في وقت مبكر.
وفي اليابان، أعلنت السلطات الصحية اليوم الأحد تسجيل 70 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا على متن سفينة سياحية رهن الحجر الصحي في ميناء يوكوهاما. ونقلت هيئة الاذاعة والتلفزيون اليابانية (ان اتش كيه) عن وزير الصحة كاتسونوبو كاتو قوله إن إجمالي عدد المصابين بفيروس كورونا الجديد على متن السفينة السياحية "دياموند برينسيس" ارتفع بذلك إلى 355 من الركاب وأفراد الطاقم.
ونقلت السفارة الألمانية في طوكيو عن مسؤولين يابانيين قولهم إنه من المتوقع استكمال جميع الاختبارات بحلول يوم غد الاثنين، حيث ستكون جميع النتائج متاحة بحلول الأربعاء المقبل. وسيتم السماح للركاب الخالين من الفيروس بمغادرة السفينة في أعقاب فحص نهائي. وسيتعين بقاء جميع هؤلاء الذين كانوا على اتصال عن قرب بالأشخاص الذين أصيبوا في حجر صحي.
ح.ز / و.ب (د.ب.أ)
مستشفى "هيوشنشان".. وجه آخر للحرب على كورونا
في خضم سعيها للحد من اتساع رقعة الإصابات بفيروس كورونا، أمرت السلطات الصينية ببناء مستشفى جديد خلال مدة لا تتجاوز الـ 10 أيام، فيما راحت آلة الدعاية الحكومية تتغنى بقدرة الحكومة على "التعبئة الاستثنائية".
صورة من: picture alliance/Xinhua/X. Yijiu
بدأ مستشفى ميداني جديد في الصين باستقبال مرضى فيروس كورونا القاتل في ووهان الصينية، بهدف تخفيف الضغط عن المستشفيات المكتظة في هذه المدينة الصينية التي بدأ منها تفشي الفيروس. وكانت السلطات الصينية قد أعلنت عن تشييد المستشفى في فترة قياسية لم تتجاوز عشرة أيام.
صورة من: picture alliance/Xinhua/X. Yijiu
وأقبل الصينيون بحماسةٍ كبيرةٍ على بناء هذه المنشأة التي تتسع لنحو ألف سرير، حيث بثت القنوات التلفزيونية عبر الإنترنت مباشرةً ولمدة 24 ساعة يومياً برامج حول انكباب 4 آلاف عامل مع معدات الحفر لإنهاء العمل في المستشفى الذي يتسع لـ 1000 مريض.
صورة من: Imago Images/C. Yang
وُضع المستشفى الذي أُطلق عليه اسم "هيوشنشان"، تحت سيطرة الجيش، وهو واحد من مستشفيين مجهزين مسبقاً تقرر تشييدهما بهدف تخفيف الضغط عن المؤسسات الصحية في هذه المدينة الكبيرة التي يقطنها 11 مليون شخص، والتي تواجه تدفقاً غير اعتيادي من المرضى. "هيوشنشان" تعني "جبل إله النار"، وهي شخصية من الأساطير التاوية، قادرة - بحسب الأسطورة - على تخليص الجسم من الفيروس بفضل السخونة التي يصدرها.
صورة من: picture-alliance/dpa/Xinhua
عمل البناؤون ليل نهار لإنهاء تشييد هذا المستشفى، وارتدى جميعهم أقنعة واقية بطلب من السلطات التي أمرت جميع سكان ووهان بفعل ذلك. بعد تهيئة الأرض ووضع قاعدة من الإسمنت ثم مدّ المستشفى بالماء والكهرباء، قاموا بتركيب 400 غرفة باستخدام جدران مسبقة الصنع، وتزويدها بالمعدات الطبية والحمامات.
صورة من: Getty Images
جرى وصل الموقع بشبكة الجيل الخامس للإنترنت "5 جي" التي تتيح إجراء اتصالات شديدة السرعة والقيام بتشخيصات عبر الفيديو من خلال طاقم خبراء يقوم بتوجيه الفرق الميدانية، بحسب وكالة أنباء الصين الجديدة.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Chinatopix
تحاول السلطات الصينية التغطية على الانتقادات التي تتعرض له سلطات مدينة ووهان لبطئها في إعلان حالة الطوارئ. أما آلة الدعاية الحكومية فقد أثنت على بناء المستشفى باعتباره رمزاً لقدرة التعبئة الاستثنائية التي تتمتع بها الصين لمواجهة الكوارث.
صورة من: Imago/L. He
كما أمرت الحكومة الصينية ببناء مستشفى ميداني آخر، إذ انطلقت أعمال تشييده في ووهان وسُمي "ليشنشان" (أو جبل إله البرق) الذي يعاقب من يضطهدون الناس بحسب الأسطورة، ويفترض أن يكون قادراً على استقبال أولى المرضى هذا الأسبوع. ومن المقرر أن يتسع لـ 1600 مريضاً.
صورة من: Getty Images
كانت أول ضحية لفيروس كورونا المستجدّ رجلاً تجاوز الستين من العمر ويعاني من تدهور صحته بالأساس، وهو نموذج لجميع الذين قضوا لاحقاً جراء هذا المرض. أودى هذا الوباء الشبيه بوباء سارس منذ أن أعلنت بكين ظهوره في كانون الأول/ ديسمبر، بـ 490 شخصاً في الصين القارية فيما سجلت أكثر من 24300 إصابة، وفق آخر حصيلة صدرت الأربعاء.