صحيفة: زيادة كبيرة في عدد محاولات الانتحار بين اللاجئين
١٧ مايو ٢٠١٧
الوضع الصعب والصدمة النفسية واليأس وعدم تمكن بعض اللاجئين من لم شمل عائلاتهم تدفعهم للانتحار، حسب تقرير لصحيفة ألمانية اشارت فيه إلى زيادة كبيرة في عدد محاولات الانتحار من قبل اللاجئين في ولاية ألمانية.
إعلان
كشفت صحيفة "أوسنابروكر تسايتونغ" في تقرير لها نشرتها في عدد الصادر اليوم (17 مايو/ أيار) عن زيادة كبيرة في عدد محاولات الانتحار بين اللاجئين في ولاية ساكسونيا السفلي. واستندت الصحيفة في تقريرها إلى إجابة الحكومة الولاية على سؤال لكتلة الحزب الديمقراطي الحر حول محاولات الانتحار من قبل اللاجئين في الولاية. واشارت وزارة الداخلية في الولاية في إجابتها إلى أنه كانت هناك 50 محاولة انتحار العام الماضي أدت 4 منها إلى الموت، في 13 بلدية فقط من أصل 49 بلدية في الولاية أرسلت تقارير عن الموضوع للوزارة، في حين التزمت باقي البلديات الصمت ولم تنشر إحصائياتها عن ذلك.
علما بأن المحاولات عام 2015 لم تتجاوز الـ 19 حالة، ما يشير إلى ارتفاع كبير في عدد محاولات الانتحار.
وأشارت الصحيفة في تقريرها إلى أن الزيادة الكبيرة في عدد محاولات انتحار اللاجئين لا تقتصر على ولاية ساكسونيا السفلي فقط، إذ أنها تضاعفت ثلاث مرات عام 2016 مقارنة بعام 2015 بوصولها إلى 162 محاولة انتحار.
أما سبب هذه الزيادة الكبيرة فيعود حسب وزارة الداخلية في ساكسونيا السفلي، إلى الوضع النفسي والأزمات النفسية التي يعاني منها هؤلاء اللاجئون وحالات الاكتئاب وتناول حبوب ومخدرات، كما أن اليأس وفقدان الأمل بعد رفض طلب اللجوء كان أيضا من الأسباب التي تدفع اللاجئ إلى الانتحار.
الاكتئاب واليأس ولم الشمل
وفي هذا السياق قال بيردند ميزوفيتش، نائب المدير التنفيذي لمنظمة "برو أزويل" التي تدافع عن اللاجئين، إن الوضع النفسي لللاجئيين يزداد صعوبة، وكثيرون يعانون من صدمات نفسية. وأضاف للصحيفة الألمانية أن ذلك يعود إلى الوضع في ألمانيا الذي يتعبهم "وكل شيء (ما يتعلق بوضع اللاجئ وطلبه) يدوم ويستغرق فترة طويلة، وتوقعات هؤلاء كانت مختلفة تماما". كما أن لم شمل العائلة وإيجاد فرصة العمل من الأمور التي تتعب اللاجئ كثيرا وتزيد معاناته. ويصف ميزفيتش حال طالبي اللجوء هؤلاء بأنهم "يتحطمون وينهارون مع كل آمالهم" ولا يمكن حل هذه المشكلة ببساطة، لكن المؤكد هو أن المشكلة معقدة وأكبر بكثير مما تشير إليه أرقام محاولات الانتحار، علما بأن العدد الحقيقي أكبر مما هو معلن بكثير.
ويؤكد ذلك كاي فيبر، من مجلس اللاجئين في ولاية ساكسونيا السفلى، مشيرا إلى أن موضوع لم الشمل العائلي من المشاكل الكبيرة التي يعاني منها اللاجئ، إذ أنه وبعد تشديد قانون اللجوء عام 2016 قررت الحكومة الاتحادية وقف لم الشمل العائلي لمن يحصلون على الحماية الجزئية حتى مارس/ آذار 2018. حتى في حال السماح للاجئ بلم شمل عائلته، فإنه يصطدم بحائط البيروقراطية والإجراءات المعقدة وهو ما يعقد الوضع النفسي للاجئ "وخاصة الأب الذي يكون قلقا حول وضع عائلته في بلده الاصلي أو بلد آخر، حيث يشعر بالذنب لأنه يعيش بأمان، في حين لا تزال عائلته تعيش في وضع صعب" تنقل صحيفة "أوسنابروكر تسايتونغ" عن كاي فيبر.
والأسبوع الماضي ذكرت مصادر مجلس اللاجئين في ولاية ساكسونيا السفلى، أن رجلا اريتريا انتحر، لأنه لم يستطع بسبب البيروقراطية وتعقيد الإجراءت شمل عائلتته التي تركها في السودان، ما أصابه باليأس ودفعه للانتحار.
تدفق آلاف المهاجرين من شمال أفريقيا إلى أوروبا في شهر نيسان/ أبريل، كما وصل نحو 5 آلاف لاجئ إلى اليونان فقط منذ مطلع هذا العام بعد الاتفاق الأوروبي التركي. الدول الأوروبية تترقب وبعضها شرع بتقييد الحركة عبر الحدود.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Gebert
ليبيا .. محطة المهاجرين عبر المتوسط
في عطلة عيد الفصح الماضية (14 – 17 نيسان/ أبريل 2017) تمكنت سفن الإنقاذ من انتشال 8360 شخصا من وسط البحر الأبيض المتوسط، بعد أن ركب المهاجرون قوارب مطاطية وخشبية غير صالحة للإبحار لمسافات طويلة، وانطلقوا بها من ليبيا إلى القارة الأوروبية.
صورة من: Reuters/D. Zammit Lupi
"أسواق عبيد في ليبيا"
عانت ليبيا من حالة من الفوضى منذ سقوط القذافي في 2011، لتصبح النقطة الرئيسية لمغادرة المهاجرين على أمل الوصول إلى أوروبا بحرا. ونددت المنظمة الدولية للهجرة بوجود "أسواق عبيد" حقيقية في ليبيا يباع فيها مئات الرجال والنساء، ويتراوح (سعر) المهاجر مابين 200 و500 دولار. وتجري عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات، حسب المنظمة.
صورة من: AP
إيطاليا .. المحطة الأوروبية الأولى
العبور من ليبيا إلى إيطاليا هو الطريق الرئيسي الذي يسلكه المهاجرون من شمال أفريقيا إلى أوروبا. وصل أكثر من 181 ألفا إلى شواطئ إيطاليا العام الماضي. وبلغ سواحلها في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي نحو 25 ألف شخص. وتشير تقديرات إلى أن نحو 850 شخصا لقوا حتفهم منذ بداية 2017.
صورة من: Getty Images/AFP/G. Isolino
نسب مختلفة
كانت إيطاليا بلد "ترانسيت" عبور للاجئين، إذ لم يكن يرغب كثير منهم بتقديم طلب لجوئه فيها. ففي عام 2014 تقدم نحو ثلث اللاجئين القادمين بطلب لجوء، أما في عام 2016 فتقدم نحو الثلثين منهم بطلب لجوء، فيما ارتفعت نسب الاعتراف بطلبات اللجوء إلى 40 بالمائة. لكن إيطاليا تعاني من مشكلة إيواء اللاجئين وتوفير فرص اندماج ملائمة لهم.
صورة من: DW/E. Barbiroglio
اليونان تنفست الصعداء .. ولكن
وصل عدد اللاجئين الوافدين عبر بحر إيجه من تركيا إلى الجزر اليونانية إلى 4800 شخص فقط، وذلك في الفترة الواقعة منذ مطلع عام 2017 ولغاية منتصف شهر نيسان/ أبريل الحالي. بينما كانت أعدادهم في الربع الأول من عام 2016 قد وصلت إلى 145 ألف شخص، حسب إحصائيات الأمم المتحدة.
صورة من: picture alliance/NurPhoto/P. Tzamaros
مخاوف قادمة ..
مع تحسن الطقس وبدء موسم الصيف يتوقع مراقبون زيادة أعداد اللاجئين المتدفقين إلى اليونان. لكن هناك مخاوف من أن الأزمة الراهنة لتركيا مع الاتحاد الأوروبي بسبب الاستفتاء على التعديلات الدستورية، قد تدفع القيادة التركية إلى التراخي في ضبط الحدود وتسهيل تدفق اللاجئين إلى أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
طريق البلقان
بعد إغلاق طريق البلقان في شهر آذار/ مارس 2016 قل عدد اللاجئين السالكين لهذا الطريق. وبقي القليل منهم يحاول المرور عبر صربيا وكرواتيا وسلوفينيا متوجهين إلى النمسا ومن ثم ألمانيا وشمال أوروبا. في صربيا ينتظر حاليا 7700 مهاجرا في مراكز إيواء اللاجئين. أما في كرواتيا وفي سلوفينيا فلا يوجد إلا عدد قليل جدا منهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
بلغاريا في وضع آخر
ذكرت وزارة الداخلية البلغارية أن البلاد تحتضن نحو 4500 مهاجرا في مراكز إيواء اللاجئين التي ملئت بنسبة 60 المائة فقط من سعتها الكاملة. بينما كانت أعدادهم كبيرة جدا في العام الماضي. ويعود سبب ذلك إلى توقف تدفق المهاجرين من تركيا.
صورة من: BGNES
المجر لها سياستها
في أواخر آذار/ مارس الماضي، بدأ في المجر تطبيق قانون مثير للجدل ينص على أن يحتشد جميع طالبي اللجوء الموجودين في البلاد أو الذين يصلون إليها، في معسكرين مقفلين على الحدود الصربية. وأعلنت وزارة الداخلية الألمانية أن ألمانيا ستتوقف عن إعادة المهاجرين إلى المجر، ما لم تحترم بودابست التوجيهات الأوروبية على صعيد استقبال اللاجئين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kisbenedek
النمسا تترقب
وكذلك في النمسا لم يصل في الربع الأول من العام الحالي سوى 6500 مهاجرا، وهو نصف العدد الذي قدم في الربع الأول من العام الماضي. وقال وزير الداخلية النمساوي فولفغانغ سوبوتكا إن بلاده متهيئة لتشديد الرقابة على الحدود، وخاصة بعد ارتفاع أعداد اللاجئين الواصلين إلى إيطاليا المجاورة للنمسا.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Bruna
ألمانيا والانتخابات القادمة
تقدم نحو 890 ألف شخص بطلب لجوء في ألمانيا في عام 2015. بينما أنخفض العدد إلى 280 ألف في عام 2016. فيما وصلها في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام نحو 48 ألف لاجئ فقط. ويأمل الساسة الألمان بعدم حدوث أزمة لجوء جديدة، خاصة قبيل إجراء الانتخابات التشريعية في أيلول/ سبتمبر القادم. الكاتب: زمن البدري