تقرير: ميركل ترفض محادثات جديدة لانضمام تركيا لأوروبا
٣٠ نوفمبر ٢٠١٦
أعربت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل عن رفضها بدء محادثات جديدة لانضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، وفق صحيفة بيلد الألمانية. يأتي ذلك عقب تصويت البرلمان الأوروبي على تجميد مفاوضات انضمام أنقرة للتكتل الأوروبي.
إعلان
ذكرت صحيفة بيلد الألمانية الواسعة الانتشار في عددها الصادر اليوم الأربعاء (30 نوفمبر/تشرين الثاني 2016) أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل قالت لنواب عن حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، الذي تنتمي إليه، أمس الثلاثاء إنها تعارض بدء مفاوضات جديدة مع تركيا في إطار مسعاها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وأضافت الصحيفة، نقلا عن مصادر حضرت اجتماعا للحزب، أن هذا يعني انتهاء المناقشات فعليا. وأشارت إلى أن ميركل أوصت بإيصال هذه الرسالة للناخبين الذين سألوا عن موقف الحزب من تركيا.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال أمس الثلاثاء إن بلاده لم "تغلق الباب" بعد فيما يتعلق بالاتحاد الأوروبي بعدما أوصى البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي بتجميد محادثات انضمام أنقرة، لكنه قال إن بلاده أمامها خيارات أخرى مع شركاء آخرين.
العلاقات التركية الأوروبية ـ محطات من الاتفاق والاختلاف
العلاقات التركية الأوروبية، والتركية الألمانية على وجه الخصوص، لم تكن يوما في غاية التناغم، لكنها شهدت خلال السنة الماضية فترة تقارب مصالح، أعقبتها توترات بلغت أوجها عقب محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أردوغان.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sagolj/Zivulovic/Kombo
أفضت أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا إلى تقارب المصالح بين أنقرة وبروكسل، حيث عول الأوروبيون على أنقره في وقف هذا التدفق عبر أراضيها، فيما وجدت تركيا فرصتها في الاستفادة من هذه الفرصة التي قلما جاد بها الزمن.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
يقضي الاتفاق باستقبال تركيا اللاجئين الذين يتم إعادتهم من اليونان مقابل استقبال أعضاء الاتحاد الأوروبي للاجئين سورين بطريقة قانونية، لكن هذا الاتفاق تضمن شروطا ما تزال خلافية منها إعفاء الموطنين الأتراك من تأشيرة الدخول إلى الاتحاد الأوروبي، وقيام تركيا بتعديل التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب. وهنا كانت العقد في المنشار أمام هذا الاتفاق.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/L. Pitarakis
المستشارة أنغيلا ميركل، التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لتدفق اللاجئين، تزعمت جهود تقريب وجهات النظر بين الاتحاد الأوروبي وتركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld
لكن العلاقات بين برلين وأنقرة توترت بعد تبني البرلمان الألماني قرارا يصنف مجازر الأرمن عام قبل مئة بأنها "إبادة جماعية".
صورة من: Getty Images/AFP/S. Gallup
وما تزال العلاقات بين تركيا وألمانيا فاترة إثر قرار البرلمان الألماني فضلا عن إحباط أنقرة مما اعتبرته تضامنا فاترا معها في أعقاب الانقلاب العسكري الفاشل في 15 يوليو/ تموز، والذي بدأ على خلفيته فصلا جديدا من التوتر بين أنقرة والاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Bozoglu
فإثر حملة الاعتقالات وما أسمي بحملة "التطهير" التي نفذتها وتنفذها أنقرة على خلفية محاولة الانقلاب تلك وتكميم الأفواه، تصاعدت الانتقادات الأوروبية لأنقرة، ما أفضى مجددا إلى توترات في العلاقات وعرض الاتفاق بشأن اللاجئين للجمود وربما للفشل قريبا.
صورة من: picture-alliance/Zuma/T. Adanali
وكرد على محاولة الانقلاب رفضت أنقره تعديل قانون مكافحة الإرهاب المثير للجدل، كما أنها تسعى لاستصدار تشريع لإعادة العمل بعقوبة الإعدام التي كانت أنقره قد ألغتها بطلب من الاتحاد الأوروبي ضمن شروط مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد. وهذا ربما يشكل رصاصة الرحمة على هذه المفاوضات. (الصورة لأردوغان مع رئيس البرلمان الأوروبي مارتين شولتز)
صورة من: picture-alliance/epa/J. Warnand
وظهرت دعوات من داخل الاتحاد الأوروبي لوقف محادثات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، حيث شككت النمسا في قدرة تركيا على الوفاء بالمعايير الأوروبية الخاصة بالديمقراطية. لكن الاقتراح النمساوي لم يحظ سوى بدعم ضئيل داخل الاتحاد رغم الاستياء داخل التكتل إزاء أنقره.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Atalay
في بداية سبتمبر/أيلول الماضي سعى الاتحاد الأوروبي مع تركيا لاختبار الأجواء لعودة التقارب بين الجانبين عقب التوتر منذ الانقلاب الفاشل، وقال وزير خارجية لوكسمبورج جان أسيلبور "نحتاج لتقارب ونحتاج لتطبيع الوضع". وقد عقد أول اجتماع بين وزراء خارجية التكتل مع وزير شؤون الاتحاد الأوروبي في تركيا عمر جليك، كما زارت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F.Aktas
لكن التوتر عاد مجددا بين أنقره والاتحاد الأوروبي وبينها وبين برلين على خلفية تضييق أنقره على حرية الصحافة واعتقال صحفيين، وكذلك اعتقال نواب معارضين مؤيدين للأكراد. ووصل الأمر بأردوغان مؤخرا إلى اتهام برلين بـ "إيواء إرهابيين"، وهو ما رفضته برلين.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Suna
10 صورة1 | 10
وصوت البرلمان الأوروبي بواقع 479 مقابل 37 صوتا لصالح تحرك غير ملزم لوقف محادثات عضوية تركيا مؤقتا بسبب رد فعلها "غير المتناسب" مع محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو/تموز.
وينتقد المسؤولون الألمان حملة أردوغان على المعارضين والصحفيين بعد محاولة الانقلاب، لكن ميركل التي تعي حقيقة وجود ملايين اللاجئين في تركيا أكدت يوم الجمعة على أن كلا من تركيا والاتحاد الأوروبي بحاجة لاحترام التزاماته تجاه الآخر.
وأشار أردوغان إلى أنه قد يلغي اتفاقا يقضي ببقاء مئات الآلاف من المهاجرين داخل حدود تركيا مقابل تعهد بتسريع محادثات الانضمام للاتحاد الأوروبي وإعفاء الأتراك من تأشيرة السفر لأوروبا وتقديم مساعدات مالية لأنقرة.
وقررت السلطات التركية اعتقال أو عزل أكثر من 125 ألفا بينهم جنود وأستاذة جامعات وقضاة وصحفيون وزعماء أكراد بسبب مزاعم دعمهم لمحاولة الانقلاب في حين يصف معارضون وجماعات حقوقية وبعض حلفاء تركيا في الغرب الحملة بأنها محاولة لسحق كل المعارضة.