صدامات بعد أعمال معادية للإسلام في مدينة مالمو السويدية
٢٩ أغسطس ٢٠٢٠
اندلعت صدامات بمدينة مالمو بالسويد إثر أعمال مناهضة للإسلام وقعت بعد ساعات على منع زعيم حزب دنماركي يميني قومي معروف بأعماله الاستفزازية ضد المسلمين، من دخول الأراضي السويدية حيث كان ينوي تنظيم تظاهرة.
إعلان
قالت الشرطة السويدية إن أعمال شغب اندلعت ليل (الجمعة السبت 29 آب/ أغسطس 2020) في مدينة مالمو بجنوب السويد حيث تجمع ما لا يقل عن 300 شخص للاحتجاج على أنشطة مناهضة للإسلام.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن الصدامات الأولى سجلت مساء الجمعة في ثالث مدينة في المملكة، قبل أن تتصاعد حوالي الساعة 21:00 بالتوقيت المحلي.
وذكر متحدث باسم الشرطة أن المحتجين رشقوا رجال الشرطة بكل ما طالته أيديهم كما أُضرمت النار في إطارات سيارات. وكان متطرفون يمينيون قد أحرقوا في وقت سابق اليوم نسخة من القرآن في مالمو.
ورشق متظاهرون قوات الأمن بأشياء وأحرقوا نفايات، كما ذكر ريكارد لوندكفيست الناطق باسم الشرطة، في تصريحات نقلتها صحيفة "اكسبريسن" الشعبية. وقال إن "هذه الأفعال مرتبط بحادثة إحراق مصحف في المنطقة في وقت سابق" من الجمعة.
وجاءت هذه الصدامات بينما كان رامسوس بالودان زعيم حزب "النهج المتشدد" ينوي التوجه إلى مالمو (جنوب السويد) لتنظيم تظاهرة ضد المسلمين، دعا خلالها إلى إحراق القرآن.
وقالت كالي بيرسون المتحدّثة باسم شرطة مدينة مالمو، لوكالة فرانس برس "نشتبه في أنّ (بالودان) سيرتكب مخالفة للقانون في السويد". وأضافت "هناك خطر أيضا بأن يُشكّل سلوكه (...) تهديدًا للمصالح الأساسيّة للمجتمع". ومنع بالودان من دخول الأراضي السويدية لسنتين.
وذكرت أن بالودان كان قد قدّم طلباً للحصول على تصريح، لكنّ طلبه رُفض لأنه "لا يمكن ضمان سلامته ولا سلامة المارّة أو المتظاهرين المناوئين" له.
ومع ذلك، حاول بالودان أن يتوجّه إلى المدينة السويديّة، لكنّه أوقِف في ليرناكين بالقرب من مالمو.
وقالت بيرسون إنّ انتهاك بالودان "للحظر المفروض على ذهابه إلى السويد" يُشكّل في حدّ ذاته سببًا للترحيل.
من جهته، كتب بالودان على فيسبوك أنّه "تم طرده مع منعه من دخول السويد لمدّة عامين"، مضيفًا "لكنّ المغتصبين والقتلة مرحّب بهم دائمًا!".
ويُنظّم بالودان، وهو محام وناشط على يوتيوب، بانتظام تظاهرات تضمّ عددًا من الأشخاص، تعبيرًا عن معارضته لاستقبال المهاجرين ولما يعتبر أنّه أسلمة للمجتمع.وقد قام في 2019 بإحراق مصحف.
وأعلنت السويد الجمعة أنّ زعيم حزب "النهج المتشدّد" الدنماركي اليميني المتطرّف، راسموس بالودان، المعروف باستفزازاته للمسلمين، ممنوعٌ من دخول أراضيها لمدّة عامين، لأنه يمثّل "تهديدًا للمصالح الأساسيّة للمجتمع".
وقال المتحدث " لم نسيطر على الوضع ولكننا نعمل بقوة للسيطرة عليه. نرى أن هناك صلة بين ما يحدث حاليا وما حدث في وقت سابق اليوم". وأضاف أن المظاهرات تصاعدت في نفس المكان الذي أحرق فيه اليمنيون المتطرفون القرآن.
وقالت صحيفة آفتونبلاديت إن مالمو شهدت عدة أنشطة مناهضة للإسلام يوم الجمعة من بينها قيام ثلاثة رجال بركل نسخة من القرآن فيما بينهم في ميدان عام.
وأضافت الصحيفة أن الاحتجاجات المناهضة للإسلام وقعت بعد رفض منح راسموس پالودان زعيم حزب "الخط المتشدد" الدنمركي اليميني المتطرف تصريحا لحضور اجتماع في مالمو وتم منع دخوله عند الحدود السويدية.
م.م/ ع.ش (أ ف ب، رويترز)
عام على شارلي إيبدو ـ كابوس الإرهاب يلاحق فرنسا
مازالت باريس تعاني من هجمات إرهابية كانت قد بدأت باستهداف صحيفة شارلي إيبدو في مطلع العام الماضي. وبهذه المناسبة أصدرت الصحيفة عددا خاصا واصلت فيه نهجها الانتقادي وخصوصا للدين.
صورة من: Getty Images/Afp/Remy Gabalda
قتل عناصر الأمن رجلا أمام مفوضية للشرطة الفرنسية بشمال باريس، لدى محاولته دخولها وهو يهتف "الله أكبر" ويرتدي "حزاما ناسفا وهميا" كما ذكرت وزارة الداخلية. وجاء الحادث بعد سنة على الاعتداء على أسبوعية "شارلي إيبدو" الساخرة، وأقل من شهرين على اعتداءات باريس.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Bonaventure
ووقع الهجوم بعيد احتفال شارك فيه الرئيس فرنسوا أولاند تكريما للقوى الأمنية وقال خلاله إن "الإرهاب ما زال يشكل في بلادنا تهديدا مخيفا". واعتبر أولاند أن كل اعتداء على شرطي ورجل إطفاء لا يعتبر جنحة "فقط" بل "اعتداء على الجمهورية".
صورة من: Reuters/M. Bureau
وكان الرئيس الفرنسي قد افتتح مراسم إحياء ذكرى ضحايا اعتداءات شارلي إيبدو بإزاحة الستار عن لوحة لضابط شرطة قتل رميا بالرصاص في شارع يقع بالقرب من مكتب الأسبوعية الساخرة، وعن لوحة أخرى تتضمن أسماء الأشخاص الذين قتلوا في الهجوم هناك. ثم قام بإهداء لوحة تذكارية تخليدا للضحايا الأربعة الذين قتلوا أثناء تواجدهم في متجر يهودي.
صورة من: Reuters/B. Tessier
شارلي إيبدو أصدرت من جانبها عددا خاصا في ذكرى الاعتداءات اتسم بالانتقاد اللاذع للدين. وتصدر غلاف العدد الخاص، الذي جاء في 32 صفحة بدلا من 16 صفحة كما هو معتاد، صورة ساخرة لشخص يرمز للأديان وهو يحمل بندقية كلاشينكوف على ظهره مكتوب عليها "بعد عام واحد، القاتل لا يزال هناك".
صورة من: DW/B. Wesel
فيما قوبل العدد الجديد من شارلي إيبدو بانتقادات من ممثلي الكنيسة وكذلك الساسة في فرنسا. وانتقدت صحيفة الفاتيكان الرسمية شارلي إيبدو لتصويرها الدين على هيئة "قاتل" قائلة إن ذلك أمر "مؤسف" ينطوي على عدم احترام لكل الأديان.
صورة من: DW/E. Servettaz
لوران سوريسو رئيس تحرير الحالي للأسبوعية الساخرة دافع عن صورة الغلاف. وقال سوريسو، الذي تولى المنصب بعد الهجوم الدموي على الصحيفة في مقابلة معه: "لماذا هذه الإثارة، فشيء كهذا كنا نفعله دائما. المرء لديه الحق في العيش بدون إله، وهذا تقليد في فرنسا منذ فولتير".
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Villalba
وقد أسفر الهجوم على شارلي إيبدو وما تبعه من هجوم على متجر للأغذية اليهودية الحلال عن مقتل 17 شخصا. وفقدت الصحيفة الساخرة عددا من أبرز رساميها في الهجوم حين اقتحم إسلاميون متشددون قاعة التحرير وفتحوا النار على العاملين.
صورة من: DW/Bernd Riegert
ولقيت الصحيفة تعاطفا كبيرا من مختلف أنحاء العالم بسبب الاعتداءات عليها. وخرجت تظاهرات تضامنية معها شارك فيها أغلب قادة العالم. فيما تضامن مسلمو فرنسا مع الصحيفة وضحايا الاعتداءات وخرجوا منددين بالهجمات.