يراود البعض الشعور بأنه أصبح عجوزا أو أنه بات على أعتاب هذه المرحلة. قد يكون الأمر مخيفا للبعض، فالدخول إلى أعتاب مرحلة عمرية جديدة، قد لا تكون مستساغة أو متقبلة، فما الذي يمكننا فعله لتجاوز مرحلة الصدمة من مسألة التقدم بالعمر، وكيف يمكن أن تحارب الشيخوخة وآثار التقدم في السن؟
لسوء الحظ، لا يعتمد العمر حقًا على ما نشعر به. إنه يتقدم باستمرار، سواء كنا مستعدين أم لا. وقد تكون مرحلة الثلاثينات من العمر، هي فترة الاستقرار وبالبناء والتقدم، فهي المرحلة التي نحصد بها تعب الدراسة والتدريب في العشرينات. بيد أن هذه المرحلة، سرعان ما تنتهي، لتحل بعدها صدمة الأربعين، ومن ثم الخمسين والستين، ويتفاجأ المرء في أنه أصبح عجوزا، أو أنه يقترب من هذه المرحلة.
الرضى والقبول
من المهم، وفقا لمجلة شتيرن الألمانية، التي نشرت عن الموضوع، القبول بتقدمنا بالعمر. فالمرحلة التي نحن فيها الآن، والتي نخشى فيها بداية ظهور الشيب والتجاعيد، سنتمنى الرجوع إليها في المستقبل. وسننظر إلى صورنا في الماضي لنتحسر على شبابنا وجمالنا الضائع. لذلك من المهم أن نقر بمبدأ التقدم بالعمر ونعتبره أمرا مقبولا يحدث في حياتنا.
حدد مخاوفك
البعض يخاف من الشيخوخة لأنه لم يحقق ما يريد، مثل العائلة، أو الحصول على المال، بينما يخاف البعض أن يذوى جماله. من الضروري أن تحدد مخاوفك مستقبلا، كي تستطيع معالجتها لاحقا. فقد يكون الادخار والاستثمار والابتعاد عن التبذير حلا في مرحلة الشبابللقبول بشيخوخة سعيدة مستقرة. في حين أن الاعتناء بالبشرة وتناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة سيحافظ على نضارة جمالنا وحيويتنا لفترات متقدمة من العمر.
الطعام الصحي والرياضة
الاهتمام بالنظام الغذائي عند التقدم بالعمر، يصبح أمراً ضروريا للحفاظ على النشاط والتحصين ضد الأمراض وفق نصائح تقدمها مجلة بريغيته الألمانية. فبحسب خبراء، الأغذية الصحية التي لا ينبغي أن تغيب عن مائدتك عند بلوغك الستين من عمرك مثل الأغذية التي تحتوي على الكالسيوم ويأتي الحليب ومنتجات الألبان على رأس القائمة. كما أن الأطعمة التي تحتوي على الحديد والمغنيسيوم مهمة جدا من أجل الحفاظ على الصحة العامة. كما رصد باحثون تغييرات إيجابية في أداء المخ لكبار السن الذين يمارسون الرياضة.
المرحلة العمرية التي أنت فيها الآن، والتي تعتقد أنك أصبحت بها عجوزا، هي الماضي الذي ستتوق إليه لاحقا، وستفتقده بعد عدد من السنين، لذلك قاوم شعور الشيخوخة الذي بداخلك، وتخلص من مخاوفك، وامض إلى اسعاد نفسك وعائلتك والأصدقاء من حولك مهما بلغت من العمر.
علاء جمعة
العمر ليس مجرد رقم مكتوب في شهادة ميلادك.. عمرك الحقيقي هو التمتع بالصحة والشعور الداخلي بصغر السن مهما تقدمت السنوات بك.. كيف يمكن أن تحارب الشيخوخة وآثار التقدم في السن؟ نصائح يقدمها الخبراء لشيخوخة سعيدة!
صورة من: Colourboxالتركيز على الخيارات الصحية كأسلوب حياة من شأنه تعزيز الصحة البدنية والعقلية بل وطول العمر. ينصح الخبراء في موقع aurorahealth، باتباع عدة خطوات بسيطة لتفادى أمراض الشيخوخة والتمتع بصحة جيدة. إذ أنهم يحذرون من الإكثار من تناول الحلوى، مشيرين إلى أن السكر يزيد أيضا من عمر البشرة ويؤدي لفقدان مرونتها وحيويتها، بحسب الموقع الأمريكي المهتم بالأخبار الطبية.
صورة من: picture-alliance/Photononstop/B. Bacouأكد البروفيسور كلاوس روترمند، في حواره مع Dw، أن المرء في سن الشيخوخة يحتاج إلى قدر كبير من الثقة بالنفس. وينصح البروفيسور بالتركيز دائما على الأمور الإيجابية، أما السلبية فيجب أن يتعلم الشخص كيفية تقبلها. ويضيف أن الذكريات الجميلة والنجاح الذي يحققه المرء في شبابه، كلها أشياء تجعل من مرحلة الشيخوخة فترة ممتعة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J.M. Guyon"الاستمتاع بالحياة مهم للتقدم بالعمر، ولا يتعارض مع تناول الأطعمة المحببة وممارسة الرياضة"، هذا ما أكده البروفيسور برند كلاينه غونك. وأوضح رئيس الجمعية الألمانية لطب الشيخوخة، لـ Dw، أن الرياضة تٌبطئ التقدم بالعمر. وفسر ذلك بأن "الرياضة في الأساس تُجهد الجسم وتُتلف بعض ألياف العضلات ما يسبب الألم.. وهنا يقوم الجسم بترميم تلك الألياف التالفة لنحصل على كتلة عضلية جديدة أكبر من السابقة."
صورة من: picture alliance/PAPمع مرور الزمن يفقد الجسم قدرته على محاربة آثار الجذور الحرة التي تتكون نتيجة التعرض للمواد الكيماوية والملوثات، مما يؤدي للشيخوخة المبكرة. وينصح خبراء الصحة بتناول مضادات الأكسدة مثل الفيتامينات A و C و E وبيتا كاروتين الموجودة في الخضروات الطازجة والفاكهة. والتي تحارب الحرة وتصلح الخلايا وتوقف من تأثيرها عليها والحد من أضرارها.
صورة من: picture-alliance/Photononstop أكدت سارة لازار، عالمة الأعصاب بجامعة هارفارد، أن التأمل يلعب دورا كبيرا في تأخير الشيخوخة. وأظهرت دراستها في 2005 أن التأمل بانتظام قد يبطئ ضمور الدماغ الطبيعي المرتبط بالتقدم في السن. فالتأمل يحافظ على المادة الرمادية في الدماغ، وهى الأنسجة التي تحتوي على الخلايا العصبية المسؤولة عن معالجة المعلومات، وتتآكل تلك المادة مع التقدم في العمر، حسب المختصين بالأعصاب.
صورة من: Colourboxتابعت دراسة هارفارد لتنمية البالغين أكثر من 700 رجل منذ عام 1938. أظهرت النتائج أن العلاقات الاجتماعية الجيدة تعزز الصحة البدنية والعقلية وتقي من الشعور بالوحدة وتطيل العمر وتمنح الشعور بالسعادة. وفسر الخبراء ذلك بأن العلاقات الاجتماعية الآمنة تساعد على تقليل هرمونات الإجهاد مثل الكورتيزول، ما يعنى تأخير شيخوخة الدماغ والجسم. إعداد: سارة إبراهيم
صورة من: picture-alliance/blickwinkel