تلاميذ ألمانيا يسجلون أسوأ نتيجة لهم في اختبارات "بيسا"
٥ ديسمبر ٢٠٢٣
في اختبارات التقييم الدولي للتلاميذ المعروفة باسم "PISA" (بيسا) لعام 2022، سجل التلاميذ الألمان أسوأ نتيجة في تاريخ مشاركاتهم في "بيسا". أسباب ذلك معقدة. كما انخفضت المهارات الأكاديمية بمعظم دول منظمة التعاون الاقتصادي.
إعلان
أعلنت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية في برلين اليوم الثلاثاء (5 ديسمبر/ كانون الأول 2023) أن التلاميذ الألمان حصلوا، سواء في القراءة أو الرياضة أو العلوم الطبيعية، على أدنى قيم منحها برنامج "بيسا" (PISA) لألمانيا على الإطلاق. وأضافت المنظمة خلال تقديم النتائج الجديدة لبرنامج التقييم الدولي للطلاب (PISA) أن أداء التلاميذ الألمان انخفض بشكل كبير على المستوى الدولي.
هكذا جاءت نتائج الألمان!
وهذه هي أول اختبارات تجريها المنظمة منذ جائحة كورونا. وجاء أداء التلاميذ في الرياضيات سيئا بشكل خاص حيث حصلوا على 475 درجة مقارنة بـ 500 درجة حصلوا عليها في الاختبارات في النسخة السابقة عام 2019، وحصل التلاميذ الألمان في القراءة على 480 درجة (مقابل 498 درجة عام 2019) وحصلوا في العلوم الطبيعية على 492 درجة (مقابل 503 درجة في عام 2019).
كما أظهرت النتائج بشكل عام، انخفاض متوسط مهارات التلاميذ في المجالات الثلاثة في العديد من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية مقارنة بالدراسة السابقة من عام 2018. ومع ذلك، فإن تراجع الأداء في ألمانيا أعلى من المتوسط.
يذكر أن كلمة "بيسا" هي اختصار لعبارة "برنامج التقييم الدولي للتلاميذ"، وهو أكبر دراسة للمقارنة بين أداء التلاميذ على المستوى الدولي.
ويسجل البرنامج قدرات المراهقين في عمر 15 عاما في مجال القراءة والرياضيات والعلوم الطبيعية. ومنذ عام 2000، صارت هذه الاختبارات تجرى كل ثلاثة أعوام.
وتجدر الإشارة إلى أن أول نسخة من هذه الاختبارات أثارت في ألمانيا ما يعرف بـ "صدمة بيسا" حيث كان أداء التلاميذ الألمان في سن الخامسة عشر شديد السوء، وجرى رصد علاقة وثيقة مخجلة بين الأصل الاجتماعي للطالب وفرصه التعليمية في اختبارات بيسا، وأعقب ذلك إطلاق نقاش ساخن في ألمانيا حول التعليم. وبعد ذلك تحسنت نتائج التلاميذ في هذه الاختبارات بشكل ملحوظ، لكن أداءهم اتخذ منحنى تنازليا في النسخ الأخيرة من هذه الاختبارات.
أسباب ضعف أداء التلاميذ الألمان
ويرى مؤلفو الدراسة (اختبارات بيسا) أن أسباب ضعف أداء التلاميذ الألمان تعود، من بين أمور أخرى، إلى جائحة كورونا. وأظهرت النتائج أن إغلاق المدارس كان له تأثير سلبي على اكتساب المهارات. وفي ألمانيا، تم التعلم عن بعد بشكل أقل باستخدام الوسائط الرقمية وأكثر باستخدام المواد المرسلة إلى التلاميذ مقارنة بمتوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وهناك عامل آخر محتمل لتلك النتائج وهو نقص المهارات اللغوية. وقالت قائدة الاختبارات دوريس ليفالتر ، الباحثة التربوية في جامعة ميونيخ التقنية ورئيسة مركز دراسات التعليم المقارن الدولي: "السبب الرئيسي هو بالتأكيد أننا لم نتمكن بعد من ضمان الدعم اللغوي المبكر بشكل مستمر لكل من يحتاج إليه". "إذا كان لدينا طلاب من أصول مهاجرة، فلا يمكننا أن نفترض أنهم سيتقنون بالفعل اللغة التعليمية الألمانية عندما يأتون إلى ألمانيا".
نجاح في دول أخرى
وتشير الدراسة إلى أن عددا قليلا جدا من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تمكنت من تحسين أجزاء من نتائجها بين عامي 2018 و2022، على سبيل المثال اليابان في القراءة والعلوم الطبيعية وإيطاليا وأيرلندا ولاتفيا في العلوم الطبيعية.
ص.ش/ح.ز (د ب أ)
النظام التعليمي في ألمانيا وأنواع المدارس فيها
التعليم في ألمانيا نظام معقد، تختلف فيه القواعد والأنظمة بالمدارس من ولاية لأخرى. والسبب يعود لكون التعليم في ألمانيا هو من مهام وزارات التربية والتعليم التابعة للولايات الاتحادية، تعرف على أنواع المدارس في ألمانيا.
صورة من: picture alliance/dpa/F. Kästle
من الصغر وحتى المراهقة
يلتحق الأطفال بالمدرسة بشكل إلزامي من سن السادسة وحتى الخامسة عشرة، أو من الصف الأول حتى الصف التاسع أو العاشر، بغض النظر عن نوع المدرسة. ويضع ذلك حظراً على التعليم المنزلي، إلا في حالات نادرة، مثل المرض الشديد.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
المدرسة الابتدائية
يبدأ الأطفال يومهم الأول بـ "مخروط المدرسة"، وهو عبارة عن صندوق مخروطي مملوء بالحلوى والهدايا لتشجيع الطفل في أول أيامه بالمدرسة. شؤون التعليم تدخل ضمن اختصاصات الولايات، وليس الحكومة الفيدرالية. في معظم الولايات، يذهب الأطفال إلى المدرسة الابتدائية لمدة أربع سنوات فقط. وفي ولاية برلين، عادة ما يلتحقون بالمدرسة الابتدائية لمدة ست سنوات قبل الانتقال إلى المراحل الدراسية الأخرى.
صورة من: imago/Kickner
توصيات المدرسين
يتلقى الأطفال في المرحلة الابتدائية بعض النصائح والتوصيات من معلميهم، حول اختيار نوع المدرسة المناسبة التي سيكملون فيها تعليهم. وتنص تلك التوصيات على ما إذا كان الطفل يعتبر مناسبًا لمواصلة تعليمه في المدرسة الثانوية مثلا، أو نوع آخر من المدارس. في الوقت الحالي، في ولاية شمال الراين فيستفاليا، قد يتخطى الآباء هذه التوصية ويختارون مدرسة مختلفة عن تلك التي أوصى بها المدرسون.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER/R. Hottas
المدرسة الثانوية "Gymnasium”
هي نوع من المدارس الثانوية الموجهة أكاديميا، لإعداد الطلاب للمرحلة الجامعية. تتضمن مناهجها الرياضيات والعلوم واللغات وغيرها. هذه المدرسة مخصصة لمن يتمتع بكفاءات تعليمية جيدة . تستمر الدراسة في هذه المدرسة حتى الصف الثاني عشر أو الثالث عشر، حسب كل ولاية. وفي النهاية يحصل التلميذ على شهادة الثانوية العامة "Abitur”، ما يتيح في النهاية متابعة الدراسة في الجامعات أو المعاهد العليا.
صورة من: picture alliance/BeyondFoto
المدرسة المتوسطة (العملية) Realschule
يتلقى الطلاب في المدرسة المتوسطة (العملية) "Realschule”، نفس الدروس الخاصة بـ Gymnasium. علما أن لكل ولاية من الولايات الاتحادية لها قوانينها وأنظمتها المختلفة فيما يتعلق بالشهادات المدرسية الصادرة عن المدارس الأساسية. غالبًا ما تهدف هذه المدرسة إلى إعداد الطلاب للالتحاق بمدرسة فنية أو كلية إدارة الأعمال.
صورة من: picture-alliance/W. Bahnmüller
المدرسة الأساسية (الرئيسية) "Hauptschule”
يتلقى الطلاب في المدرسة الأساسية "Hauptschule" معظم المواد مثل المدارس الثانوية الأخرى، ولكن بوتيرة أبطأ. وتقدم هذه المدرسة دورات تدريبية مهنية، بهدف الالتحاق بمدرسة التجارة والتدريب المهني. وبعد التخرج، يمكن للطلاب المتفوقين الالتحاق بـ "Realschule " أو التأهل لحضور المدرسة الشاملة أو ما يعرف بـ "Gesamtschule".
صورة من: picture-alliance/dpa/U. Baumgarten
المدرسة الشاملة "Gesamtschule”
شهدت الستينيات والسبعينيات ازدهار المدرسة الشاملة "Gesamtschule"، وهي بديل للنظام الثلاثي. عبارة عن نظام شامل يتم فيه دمج Gymnasium ومدارس Realschule و Hauptschule في مدرسة واحدة. ويمكن للطلاب التحول إلى المسار الأكاديمي، والعمل للحصول على شهادة الثانوية العامة في الصف 13. كما يمكنهم اختيار المسار المهني، والتخرج بعد الصف التاسع أو العاشر للالتحاق بمدرسة التجارة.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER/u. umstätter
الزيادة السكانية
في السنوات الأخيرة، شهدت المدارس الشاملة "Gesamtschulen" إقبالا أكثر من ذي قبل، خاصة في المدن الكبرى. فتلك المدن تفتقر إلى الأماكن الشاغرة للطلاب المتقدمين. ففي عام 2018، اضطرت مدينة كولونيا البالغ عدد سكانها حوالي مليون نسمة، لرفض ما يقرب من 1000 طالب.
صورة من: picture alliance/blickwinkel/M. Begsteiger
تحويل المسار
قد يحتاج الطلاب إلى تبديل مسارهم التعليمي، فإذا واجه أحدهم بعض الصعوبات في المرحلة ما بين الصف الخامس والسادس، قد يوصي المدرسون بنقله إلى Realschule أو Hauptschule.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Pleul
نظم تعليم مختلفة
بعض الولايات الألمانية ليس لديها نظام متعدد المستويات، ولكن يوجد بها نظام ذو مستويين، مثل ساكسونيا. بعد أربع سنوات من المدرسة الابتدائية، يلتحق الطلاب إما بـ Oberschule الذي يجمع بين Haupt- و Realschulen أو Gymnasium. في بافاريا، يذهب طلاب الثانوية إلى Mittelschule ،Realschule أو Gymnasium.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER
المدارس المهنية
بعد الانتهاء من Hauptschule أو Realschule، يمكن الجمع بين المدارس المهنية والدراسة الأكاديمية من خلال التدريب المهني. ويحصل الطلاب الناجحون في تلك المرحلة على شهادة في مجال معين أو تخصص. غالباً ما تتعاون هذه المدارس مع الشركات والنقابات لتقديم دورات تدريبية للطلاب.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpa-Zentralbild/J. Büttner
التعليم للجميع
بالنسبة للأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، فيتم الحاقهم بمدارس تعرف باسم "Förderschule" أو "Sonderschule" لكي تناسب احتياجاتهم. لكن بعض النقاد يعتبرون ذلك إقصاءً لهؤلاء الطلاب عن غيرهم. في الوقت ذاته، تتبع بعض المدارس الابتدائية والثانوية نظاما مختلفا يقضى بدمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في فصول التعلم "المشترك" أو الشامل.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Wüstneck
مواعيد الأيام الدراسية
تختلف مواعيد الأيام الدراسية بشكل ملحوظ، حيث تنتهي الحصص أحيانا في الساعة 12 أو الواحدة ظهرا، أو في الساعة 3 أو 4 مساء في أيام أخرى. وهذا الاختلاف في المواعيد يمثل صعوبة أمام أولياء الأمور العاملين. وتقدم بعض المدارس برامج طوال اليوم، حيث يمكن للأطفال البقاء بعد انتهاء اليوم الدراسي، وإنهاء واجباتهم المدرسية أو المشاركة في بعض الأنشطة المسلية.
صورة من: picture alliance/dpa/R. Vennenbernd
تنوع المدارس
يوجد في ألمانيا مجموعة متنوعة من المدارس الخاصة، بما في ذلك مدارس فالدورف ومونتيسوري والمدارس الدولية وغيرها، ولكن الغالبية العظمى من الأطفال يلتحقون بالمدارس العامة.
لويزا شيفر/س.إ
صورة من: picture.alliance/blickwinkel/BilderBox/McPHOTO