رفضت الحكومة الألمانية الاتهامات التي وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للنواب الألمان من أصل تركي. ووصفت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الهجرة والاندماج أيدان أوزوغوز تصريحات أردوغان بـ "غير المقبولة والصادمة".
إعلان
قالت أيدان أوزوغوز، مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الهجرة والاندماج اليوم الاثنين (السادس من حزيران/ يونيو 2016) في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "إن التهديدات ضد نواب البرلمان الألماني غير مقبولة على الإطلاق وصدمتني بشدة". وتابعت أوزوغوز قائلة: "أتوقع أن يعلن البرلمان عن تضامنه الآن بشكل واضح وألا يتركنا بمفردنا".
وأكدت أوزوغوز، وهي من أصول تركية أيضا، أن اتهام رئيس أجنبي لنواب ألمان بالتواطؤ مع منظمات إرهابية يعد أمرا غير مقبول على الإطلاق. وكان أردوغان قد اتهم نواب البرلمان الألماني المنحدرين من أصول تركية بأنهم يساعدون حزب العمال الكردستاني المحظور بصفتهم امتداد له في ألمانيا، وقال: "هم في ألمانيا امتداد للمنظمة الإرهابية الانفصالية في هذا البلد (تركيا)".
ووصفت الحكومة الألمانية بـ "غير المفهومة" تصريحات الرئيس أردوغان هذه، التي جاءت بعد تصويت هؤلاء النواب على قرار يعترف بالإبادة الأرمنية الأسبوع الماضي. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت: "نحن في ألمانيا أيضا نعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، وبالنسبة لنا يبدو غير مفهوم إطلاقا أن نرى تصريحات صادرة عن تركيا تسعى إلى ربط بعض النواب في المجلس بالإرهاب".
وقال زايبرت إن "البوندستاغ (البرلمان) اتخذ قرارا سياديا يجب احترامه والمستشارة أجرت محادثاتها مع الرئيس التركي في هذا الاتجاه بالتحديد"، مذكرا بأن ميركل صوتت خلال اقتراع مسبق في كتلة حزبها لمصلحة تبني القرار حول إبادة الأرمن. لكن ميركل لم تشارك في التصويت في مجلس النواب مشيرة إلى أن برنامجها الرسمي كان مثقلا جدا في ذلك اليوم.
ورأى أردوغان في نهاية الأسبوع أنه "يجب أن يحلل في مختبر دم النواب الألمان من أصل تركي" الذين صوتوا لمصلحة الاعتراف بالإبادة الأرمنية من أجل التحقق من أصولهم. وهاجم خصوصا جيم أزدمير، زعيم حزب الخضر المعارض وأحد الذين يقفون وراء النص المتعلق بالإبادة الأرمنية.
وقال بعض النواب إنهم تلقوا منذ التصويت عددا كبيرا من التهديدات بالقتل عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي خصوصا. وقالت وسائل إعلام ألمانية إن الشرطة تفكر في تأمين حماية شخصية لهم. وانتشر ملصق في شبكات التواصل الاجتماعي يحتوي صور النواب الألمان ذوي الأصول التركية الذين صوتوا لصالح القرار الذي اعترف بالإبادة الأرمنية.
أ.ح/ي.ب (د ب أ، أ ف ب)
مذابح الأرمن.. تشابهت المواقف واختلفت التصريحات
بدأت قبل مائة عام في الدولة العثمانية عملية "إبادة جماعية" ضد المسيحيين الأرمن. وفيما يتسع الاعتراف الدولي بالمذابح وبوصفها بـ"إبادة جماعية"، تمتنع تركيا ولغاية اليوم عن وصفها بذلك.
صورة من: Auswärtiges Amt
لم تستخدم ألمانيا تعبير "إبادة جماعية" من قبل مراعاةً لتركيا، لكن الرئيس غاوك استخدم هذه المفردة على هامش إحياء الذكرى المئوية لما قام به العثمانيون، ملمحاً إلى مسألة تحمل بلاده آنذاك جزءا من المسؤولية.
صورة من: Reuters/F. Bensch
البابا فرنسيس وصف أيضاً الجرائم ضد الأرمن بالإبادة الجماعية. لتكون المرة الأولى التي يصرح فيها رئيس للكنيسة الكاثوليكية بمثل ذلك. وأضاف البابا، بعد الاعتراضات التركية الشديدة على تصريحاته، بأنه "لا يمكننا أن نصمت وأن لا نتكلم عن الذي شاهدناه وسمعناه".
صورة من: Solaro/AFP/Getty Images
أما الحكومة التركية فرفضت الاعتراف بالمذابح كـ"جريمة إبادة جماعية". وقال رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو: نشارك آلام أطفال وأحفاد الأرمن، الذين فقدوا بعد تهجيرهم القسري في سنة 1915.
صورة من: picture-alliance/AA/Ahmet Dumanli
الأمم المتحدة، وعلى لسان الأمين العام بان كي مون، تحدثت عن "أعمال شنيعة" و"جريمة ضد الإنسانية". ورفض مون تشكيل لجنة جديدة لبحث الموضوع تاريخيا من قبل الأمم المتحدة. ودعا بان البلدين (تركيا وأرمينيا) إلى مواصلة حوارهما.
صورة من: Andrew Burton/Getty Images
أعضاء البرلمان الأوروبي وقفوا دقيقة صمت، إحياء لذكرى مذابح الأرمن. وقدموا بعدها مذكرة طالبوا فيها تركيا بالاعتراف بالمذابح على أنها "إبادة جماعية".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
موضوع "مذابح الأرمن" تخطى السياسة إلى الموسيقى والفن. ورغم أن مسابقة "يوروفيجن" الغنائية الشهيرة تمنع التلميحات السياسية من قبل المشاركين، إلا أن أرمينيا دفعت هذا العام بفرقة موسيقية ستغني أغنية تحمل عنوان "Face the Shadow"، والتي تحمل رسالة سياسية تقول "لا تنكر".
صورة من: Ruzanna Pilosyan_ Head of Press / Armenia, ESC 2015 Armenian
وأوضح دانييل ديمير، رئيس تجمع الآراميين في ألمانيا، بأنه "لو لم تتصرف تركيا بعناد هكذا تجاه هذه القضية، لكانت عملية انضمامها للاتحاد الأوروبي حدثت بشكل أسرع".
صورة من: BVDAD
الرئيس الروسي بوتين لم يعلق رسميا على الموضوع، ولم يقرر لغاية الآن فيما إذا كان سيشارك في احتفالية إحياء الذكرى المائة لمذابح الأرمن، في العاصمة الأرمينية يريفان. الكاتب: ريشارد أ. فوكس/زمن البدري