صدمة للسياسيين الألمان بعد نشر بياناتهم الشخصية على الإنترنت
٤ يناير ٢٠١٩
"باستثناء حزب البديل" تعرضت الطبقة السياسية بألمانيا لهزة بعد الكشف عن بيانات شخصية على الإنترنت لمئات الشخصيات بينهم المستشارة ميركل. ولم يتم تحديد الأشخاص المسؤولين عن هذه العملية غير المسبوقة من حيث حجمها.
إعلان
صرح وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر أنه يعمل "بضغط عال" من أجل الوصول إلى من يقف وراء نشر بيانات شخصية لمسؤولين كبار في ألمانيا على الإنترنت. وأوضح زيهوفر أنه بعد إجراء تحليل أولي، هناك العديد من المؤشرات على أنه تم الحصول على البيانات من خلال إساءة استخدام بيانات الوصول إلى الخدمات في الإنترنت أو حسابات البريد الإلكتروني أو الشبكات الاجتماعية، مضيفا أنه لا يوجد حاليا "أي دليل على أن أنظمة البوندستاغ (البرلمان الألماني) أو الحكومة الاتحادية قد تم اختراقها. ووفقاً لزيهوفر فإن السلطات الأمنية تريد الاتصال بالضحايا من أجل إعلامهم وتقديم المشورة لهم بشأن التدابير الوقائية الممكنة.
ومساء اليوم الجمعة قدم رئيس حزب الخضر روبرت هابيك بلاغا ضد مجهول، حسبما ذكر متحدث باسم الحزب. كما خطت نفس الخطوة مديرة الكتلة البرلمانية لحزب الخضر بريتا هاسلمان، وقالت إنها تنصح كل المتضررين بتقديم بلاغات أيضا.
وكانت مارتينا فيتس المتحدثة باسم الحكومة الألمانية قد ذكرت في مؤتمر صحفي اليوم الجمعة (4 يناير/ كانون الثاني 2019) أنه "تم نشر بيانات شخصية ووثائق تخص مئات من السياسيين والشخصيات العامة على الإنترنت". وأضافت أن مراجعة أولية أظهرت أنه لم تنشر أي معلومات حساسة من مكتب المستشارية "وهذا يشمل (بيانات) المستشارة".
وذكرت وسائل إعلام ألمانية أنه جرى نشر رقم لخدمة فاكس وعنواني بريد إلكتروني تستخدمهما ميركل، لكن الحكومة قالت إنه لا يبدو أن
بيانات حساسة من مكتبها قد سربت. وبحسب عدة وسائل اعلام بينها شبكة "آر بي بي" العامة التي تحدثت عن عملية قرصنة، فانه إلى جانب السياسيين وبينهم الرئيس فرانك فالتر شتاينماير، استهدفت التسريبات مشاهير وصحافيين كذلك.
وجرى اليوم إغلاق أحد الحسابات التي ظهرت عليها هذه التسريبات على موقع "تويتر". ودفعت الواقعة جهاز مكافحة الجرائم الإلكترونية لعقد اجتماع طارئ. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية إن مركز درء الهجمات السيبرانية، التابع للوكالة الاتحادية لأمن تقنية المعلومات (BSI)، يتولى التنسيق في هذه الواقعة للكشف عن ملابساتها.
وكانت محطة "برلين-براندنبورغ" الإذاعية الألمانية ذكرت في تقرير لها أنه تم تسريب أعداد كبيرة من البيانات والوثائق الخاصة بمئات الساسة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر". وبحسب تقرير المحطة، فإن صاحب الحساب الذي سرب البيانات على موقع "تويتر" يصف نفسه بتعبيرات مثل البحث الأمني، وفنان، وتهكم، وسخرية. ووفقا للمحطة، تخص البيانات المسربة كافة الأحزاب الممثلة في البرلمان الألماني باستثناء حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني الشعبوي.
وذكرت القناة الأولى الألمانية (ARD)، التي كانت أول من نشر الخبر أن صحفييها لم يرصدوا أي محتوى إجرامي حتى الآن. وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع إن القوات المسلحة لم تتأثر.
ولم يتضح بعد حجم التسريبات ولا من يقف ورائها، حسب مراسلة (ARD) في برلين أريانه رايمرز، التي قالت إن سلطات الأمن تحاول أن تعرف الدوافع وراء هذا الهجوم الإلكتروني، ومتى وقعت بالضبط عملية سرقة البيانات وكيف تمكن من حصل عليها من نشرها.
وقال متحدث باسم وزارة الداخلية الألمانية إنه لم يتضح على نحو جلي حتى الآن الطريقة التي تم تسريب البيانات من خلالها، موضحا أنه تبين لدى سلطات الأمن أن التسريب يتعلق ببيانات حديثة نسبيا، وأخرى قديمة.
وكشفت صحيفة بيلد الألمانية أن سلطات الأمن الأمنية طلبت من جهاز الاستخبارات الأمريكية "ان اس ايه" المساعدة في توضيح هذا الهجوم الإلكتروني.
ص.ش/ي.ب (رويترز، أ ف ب، د ب أ)
أبرز فضائح التجسس في التاريخ الحديث
طرق خبيثة يتبعها الجواسيس المحترفون منذ قرون للحصول على معلومات فائقة السرية. بيد أنها ليست بمعزل عن الفضائح. إليكم أبرزها، بمناسبة مرور 60 عاماً على إنشاء وكالة المخابرات الألمانية.
صورة من: picture alliance/dpa/P. Steffen
ماتا هاري شابة هولندية عملت كراقصة تعري في باريس في العقد الثاني من القرن الماضي. أقامت علاقات جنسية مع جنرالات وساسة فرنسيين بارزين، ما مكنها من اختراق أعلى الدوائر الحكومية في فرنسا. تم استقطابها من وكالة الاستخبارات الألمانية كجاسوسة. بيد أنه سرعان ما كشف أمرها، بعد أن وظفتها المخابرات الفرنسية كعميلة مزدوجة لها.
صورة من: picture alliance/Heritage Images/Fine Art Images
قدما الزوجان يوليوس وإيتال روزينبرغ في بداية الخمسينيات معلومات سرية لموسكو حول البرنامج النووي الأمريكي. ورغم موجة احتجاجات عارمة في العالم تضامناً معهما، إلا أن ذلك لم يمنع من تنفيذ عقوبة الإعدام بحقهما سنة 1953.
صورة من: picture alliance/dpa
غونتر غيوم (وسط) كان يعمل سكرتيراً لمستشار ألمانيا الغربية فيلي براندت، وفي ذات الوقت، جاسوساً لصالح جمهورية ألمانيا الشرقية. قام غيوم بتزويد وزارة أمن الدولة "شتازي" بوثائق سرية من مقر المستشارية. اختراق جاسوس ألماني شرقي لدوائر الحكم في ألمانيا الغربية سبب صدمة للرأي العام الألماني ودفع المستشار براندت إلى الاستقالة تحت ضغط شعبي كبير.
صورة من: picture alliance/AP Images/E. Reichert
تسبب الطالب أنطوني بلانت بأكبر فضيحة تجسس في بريطانيا سنة 1979، بعد أن اعترف بوجود خلية تجسس من خمسة أفراد تعمل لصالح جهاز المخابرات السوفييتي "كي جي بي"، وذلك منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. الخلية كانت تربطها علاقات وثيقة مع دوائر حكومية بريطانية مؤثرة. ورغم كشف هوية أربع عملاء، إلا أن هوية "الرجل الخامس" بقيت إلى اليوم طي الكتمان.
صورة من: picture alliance/empics
ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي آي" القبض على آنا تشابمان سنة 2010، كجزء من خلية تجسس روسية. أفرج عن الجاسوسة المحترفة في عملية لتبادل السجناء مع روسيا، لتبدأ بعدها العمل في موسكو كعارضة أزياء ومقدمة تلفزيونية. وظهرت تشابمان على غلاف مجلة "ماكسيم" الرجالية الروسية بملابس داخلية ومسدس، وهي تعتبر رمزاً وطنياً في روسيا.
صورة من: picture alliance/dpa/M. Shipenkov
تلقت هايدرون أنشلاغ طيلة عقد كامل من الزمن في بيتها بماربورغ الألمانية أوامر من الجهاز المركزي للمخابرات الروسية في موسكو بواسطة مذياع ذي موجات قصيرة. وكتمويه للسلطات، قدم الزوجان أنشلاغ نفسيهما كمواطنين نمساويين، ومن المحتمل أنهما زودا روسيا بمئات الملفات السرية حول أنشطة حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي. وجهت إليهما تهمة التجسس سنة 2013.
صورة من: Getty Images
بعد وفاة السياسي الألماني البارز فرانز يوزف شتراوس، كشفت وسائل إعلام عديدة عن احتمال كونه جاسوسا للمخابرات العسكرية الأمريكية "أو إس إس"، وهو الجهاز السابق لوكالة المخابرات الأمريكية "إف بي آي". وبمناسبة الاحتفال بعيد ميلاه المئوي، أصدر المركز الفدرالي الألماني للتأهيل السياسي دراسة معمقة عن هذه الفرضية أثارت جدلاً واسعاً.
صورة من: picture alliance/dpa
في الماضي، كانت الحكومات تخشى من العملاء المزدوجين. أما اليوم، فإنها تتخوف خاصة من تقنيات التنصت المتطورة. العميل الأمريكي السابق إدوارد سنودن، إلى جانب مليون وسبعمائة ألف ملف مسرب لوكالة الأمن القومي الأمريكية، كشفت في صيف 2013 أن الولايات المتحدة الأمريكية ودولاً أخرى قامت بمراقبة شبكات التواصل العالمية والإنترنت، وقامت بحفظ بيانات ملايين الأشخاص.