تعتبر ألمانيا أكبر مصدّر في العالم، إذ تبلغ قيمة صادراتها ما يقارب التريليون يورو سنوياً، ومن أهم شركائها التجاريين دول الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، والصين وروسيا. لكن أفريقيا لا تزال تشكل جزءاً ضئيلاً من حجم التداول التجاري الألماني، وهو أمر يحاول سفراء الدول الأفريقية الثلاث والخمسين تحسينه من خلال تشجيع الاستثمار في بلادهم، كما يفعل سفير مملكة ليسوتو في ألمانيا ماكاسه نيافيزي.

فهو يرى أن الاستثمار في الدول الأفريقية أمر منطقي ويعود على كلا الطرفين بالربح. لكنه يرى أيضا أن الاستثمارات الأجنبية في القارة الإفريقية من شأنها أن تساهم في ذات الوقت في مكافحة الفقر. ويقول ميافيزي في هذا السياق: "إذا لم نعمل على جسر الهوة بين الأغنياء والفقراء، فسينتهي الأمر بكارثة وستزداد موجات الهجرة من أفريقيا إلى أوروبا".

مناخ استثماري جيد رغم تداعيات الأزمة المالية

وتعاني أفريقيا كأي مكان آخر في العالم من آثار الأزمة الاقتصادية العالمية، وذلك بعد خمس سنوات من النمو الاقتصادي المدعوم بارتفاع أسعار المواد الخام وإلغاء الدول المانحة جزء من ديونها بالإضافة إلى زيادة حجم المساعدات المخصصة لدعم التنمية في أفريقيا. ورغم تردي الأوضاع الاقتصادية فإن البنية التحتية في القارة السمراء لم تتأثر بشكل كبير بحسب سفير ناميبيا في ألمانيا نفيله غيرتزه الذي قال: "لقد أثبتت أفريقيا أنها مهيأة وأن الظروف مواتية للاستثمار فيها، وأنه من الممكن توظيف الشركات، والقطاع الخاص والمؤسسات التعليمية والسكان هناك بشكل بنّاء ومنطقي".

إلا أن تطمينات سفراء الدول الأفريقية لا تجيب على تساؤلات المستثمرين الألمان حول القطاعات الأكثر جذباً للاستثمار في أفريقيا، أو إمكانيات التعاون مع القطاع الخاص هناك. هذه التساؤلات يتناولها الدليل التجاري الألماني الأفريقي، والذي صدر حديثاً في مدينة برلين والمكون من مائتين وأربع وستين صفحة.

معلومات عن فرص الاستثمار في أفريقيا

يعد الدليل التجاري الألماني الأفريقي بمثابة خارطة للسوق الأفريقية، فهو يتضمن تحليلاً للوضع الاقتصادي لكل دولة أفريقية بما في ذلك فرص الاستثمار فيها واحتمالات النمو، إضافة إلى عناوين الشركات الناشطة هناك فضلا عن كم كبير من المعلومات الضرورية للمستثمرين الأجانب. من ناحيته يعتبر كارستن كريكلاو من رابطة الصناعات الألمانية المعلومات التي يحويها هذا الدليل قيّمة ومفيدة، إذ يقول شارحاً: "من المهم للمستثمر أن يعي الشروط الأساسية للاستثمار في أفريقيا، سواء فيما يتعلق بالنظام الإداري أو العدلي، والتي من شأنها ضمان نجاح استثماره". مشيرا في هذا السياق إلى أن الشركات لا تقدم على أي استثمار بدون معرفة تفاصيل حول الدول التي تنوي الاستثمار فيها.

الدليل الاقتصادي الألماني - الأفريقي يعد أيضا أول مشروعا رائدا، إذ يقدم شرحاً تفصيلياً للعلاقات التجارية بين ألمانيا والقارة الأفريقية، ويدلل على الدعم المالي الذي تقدمه الحكومة الألمانية لأي شركة تقرر الاستثمار هناك، والذي يصل إلى مائتي ألف يورو لكل مشروع. في أفريقيا تعتبر المواد الخام، والطاقة، والصحة من أكثر القطاعات جذباً للشركات الألمانية. وتجدر الغشارة هنا على أنه بحسب معلومات البنك الدولي، فإن منطقة جنوب الصحراء الكبرى في أفريقيا وحدها بحاجة إلى استثمارات في قطاع الصحة تقدّر بثلاثين مليار دولار على مدى العشر سنوات القادمة.

زابينه كينكارتز/ ياسر أبو معيلق

مراجعة: طارق أنكاي