صدى اتفاق السلام الإسرائيلي الإماراتي في مواقع التواصل
١٤ أغسطس ٢٠٢٠
خبر اتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي انتشر بسرعة كالنار في الهشيم، وأثار اهتمام الإسرائيلييين والإماراتيين والفلسطينيين، فكيف كانت ردود الأفعال؟ وبماذا غرد النشطاء وكتبوا عبر مواقع التواصل الاجتماعي؟
إعلان
أثار الإعلان الإماراتي عن السلام مع إسرائيل اهتماما كبيرا لدى الرأي العام عبر مواقع التواصل الاجتماعي، سواء أكان في الإمارات أو في إسرائيل أوبين الفلسطينيين، وغرقت تلك المواقع بتحليلات ومواقف وآراء متباينة، برزت فيه أدوار المؤثرين والباحثين والمفكرين في الرد على المرحبين أو الرافضين.
الموقف الفلسطيني انعكاس للموقف الرسمي
في حين أدان الموقف الفلسطيني الرسمي الاتفاق، فإن ردود أفعال النشطاء الفلسطينيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي كانت انعكاسا له، إذ رفضت غالبية التعليقات الخطوة الإمارتية، فيما توجه آخرون إلى تحليل تبعياته على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
واعتبر المفكر الفلسطيني عزمي بشارة، المقيم في قطر أن "قضية فلسطين ليست اعتبارا في الاتفاق"، ووصفها بـ" تحالف استراتيجي على مستوى تصور الإمارات وإسرائيل للمنطقة".
المحلل السياسي حسين جمال من قطاع غزة، فقد غرد قائلا إن "العلاقة بين الإمارات وإسرائيل ليست وليدة اليوم، وما جرى هو فقط خروجها للعلن"، أما الباحث الأكاديمي عبد الهادي العجلة فقد كتب عبر حسابه على الفيسبوك، أنه سيقوم بمقاطعة المحافل والمؤتمرات التي تتلقى دعما إماراتيا رسميا وترعى أعمالها، "وأي كاتب وأديب فلسطيني (وغيرهم) يقبل/تقبل بجائزة إماراتية سيتم مقاطعته والتحشيد لمقاطعته".
وفي ذات السياق كتبت السياسية الفلسطينية حنان عشراوي، إن القرار الإماراتي "هو مكافأة لإسرائيل على عدم التصريح علانية بما كانت تفعله بشكل غير قانوني ومستمر"، مضيفة "الفلسطينييون ليسوا ورقة مفاوضات لأحد".
فيما وجه الكوميدي المعروف علاء أبو دياب منشوره عبر الفيسبوك إلى السياسيين الفلسطينيين، معتبرا أن ما قامت به الإمارات هو امتداد للخطوات الفلسطينية السابقة، في إشارة إلى المفاوضات الفلسطينية مع إسرائيل، فيما كتب بمنشور منفصل مازحا: "محمد دحلان حكى أو الصمتُ في حرم الجمال جمالُ؟!"، وذلك تماشيا مع بعض الآراء التي تتحدث عن توقعات اختيار السياسي محمد دحلان، والمدعوم من الإمارات، للرئاسة الفلسطينية.
وقف ضم المستوطنات لإسرائيل
كان قرار السلام مع الإمارات مقابل وقف قرار ضم مستوطنات الضفة الغربية إلى إسرائيل أمرا أثار غضب بعض الإسرائيليين الذين اعتبروه "طردا للمستوطنين من منازلهم"، وتحولت القضية إلى نقاش حول سياسة نتنياهو في التعامل مع قضية المستوطنات الحساسة، فقد غرد الإعلامي الإسرائيلي ينون ماغل قائلا :"كيف من المعقول أن نتنياهو مكروها لدى اليسار في حين تجاوزوا فساد شارون واعتبروه بطلا؟ الأمر بسيط!، شارون لم يجلب السلام، بل الحرب، ولكن على الأقل طرد المستوطنين من منازلهم".
بينما سخر زميله شمخاييوف من القرار، معتبرا قرار الضم مستحيلا، وغرد عبر حسابه "لن أكون متفاجئا، إن قرأنا في كتاب لنتنياهو وترامب عن كيفية اختراعهم بطاقة الضم لمجرد جعل الدول العربية تطبع العلاقات مع إسرائيل. حتى لو لم يكن هذا صحيحا، فهي نسخة أفضل بكثير وإطراء مما لو كانوا يعتقدون حقا أنهم يستطيعون ضمها".
أما الصحفي شمعون آران كان من المرحبين، وأفرد عدة تغريدات باللغة العربية للحديث عن الاتفاق، وشكر الدول العربية التي دعمت الاتفاق، وفي منشور منفصل قام بنشر صور من الإمارات، وكتب : "أتمنى زيارة هذه المواقع السياحية الرائعة والجذابة، قريبا".
من جهة أخرى اعتبر مراسل القناة الإسرائيلية 13 إيلون بن دايفيد، قرار السلام هو "تحول العلاقات السرية بين البلدين إلى علنية"، إذ كتب قائلا: "في السنوات الأخيرة؛ تحولت العلاقات مع الإمارات من علاقة غرامية سرية إلى علاقة عامة. حجم التبادل الاقتصادي بين أبو ظبي وتل أبيب وصل إلى مليار خلال عام، كل الشركات الأمنية والتكنولوجية المتقدمة تعمل وتبيع في الإمارات".
ترحيب إماراتي
كان من الملاحظ أن غالبية الآراء الإماراتية المعلنة للمؤثرين عبر مواقع التواصل الاجتماعي عبرت عن ترحيبها بالاتفاق، وأفردت مساحة واسعة للرد على المغردين الإماراتيين ممن رفضوا الاتفاق، وكان المعلق الرياضي الإماراتي المعروف علي سعيد الكعبي غرد مقارناً بين توقيع السادات للسلام مع إسرائيل وقرار الإمارات، ومعتبرا أن القرار "داهية لاسترداد الأرض".
من جهة أخرى كتب الباحث في المجال النووي راشد عيسى بن حارب الفلاحي، تغريدة يتساءل فيها عن أفضل الأماكن التي يمكن زيارتها في إسرائيل، فيما ذكر في تغريدات أخرى عن مدى سعادته بهذا الاتفاق.
أما الداعية الإسلامي الأردني الإماراتي وسيم يوسف، فقد اعتبر أن الإمارات "صنعت مبادرة سلام ومنعت ضم الأراضي الفلسطينية، ولم تتاجر بدم العرب كما يفعل البعض"، على حد تعبيره. فيما انهالت عليه الردود بأغلبها تشير إلى إنكار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توقيع الاتفاق مع التنازل عن قرار الضم.
م.ش
اتفاق أبراهام.. أحدث حلقة في مسار حروب وسلام متعثر
قبل أكثر من سبعين عاماً أعلن عن قيام إسرائيل. ذات الإعلان يؤرخ له الفلسطينيون بيوم "النكبة". عقود طوال من الشد والجذب بين الطرفين دون التوصل إلى حل نهائي للصراع الذي خلف ضحايا كثر وخسائر جسيمة.
صورة من: Getty Images/A. Wong
"النكبة"
"عيد الاستقلال" بالنسبة للإسرائيليين هو ذكرى "النكبة" بالنسبة للفلسطينيين. فبسبب حرب 1948 فقد فلسطينيون كثر بيوتهم ومورد رزقهم. وقدر عدد الذين خرجوا من بلدهم حينذاك بـ 700.000 فلسطيني، يُنعتون اليوم باللاجئين الفلسطينيين.
صورة من: picture-alliance/dpa
إعلان التأسيس والاعتراف
في الـ 14 من أيار/ مايو 1948 أعلن رئيس الوزراء ديفيد بن غوريون قيام دولة إسرائيل. وكانت أمريكا أول الداعمين لتلك الدولة والمعترفين بها ورُفع علم الدولة الجديدة أمام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك. قيام إسرائيل فتح الباب على مصراعيه لـ"صراع الشرق الأوسط".
صورة من: picture-alliance/akg-images
"أرض الميعاد"
اليهود أكبر مكون في المجتمع الإسرائيلي. ويصل عدد سكان الدولة العبرية اليوم أكثر من 8٫5 مليون نسمة. وينعت اليهود موطنهم الحالي بـ"أرض الميعاد"، إذ يعتقدون أن الرب وعد إبراهيم وعاهده على أن تكون هذه الأرض لنسله، وبأنها الأرض التي سيعود إليها اليهـود.
صورة من: AFP/Getty Images
حرب الأيام الستة
تعددت الحروب بين إسرائيل وجيرانها العرب، ففي 5 حزيران/ يونيو 1967 نشبت حرب جديدة بين الدولة العبرية وبين كل من مصر وسوريا والأردن، لتكون الثالثة في سلسلة الصراع العربي الإسرائيلي. لكنها سرعان ما انتهت بنصر إسرائيلي واستيلائها على قطاع غزة والضفة الغربية وسيناء وهضبة الجولان.
صورة من: picture alliance/AP/KEYSTONE/Government Press Office
لاجئون في دول الجوار وفي الضفة والقطاع
يُقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين اليوم بحوالي 5 مليون لاجئ فلسطيني. وحسب وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (أونروا)، فإن اللاجئين الفلسطينيين يوجدون بـ 58 مخيم في الأردن ولبنان وسوريا وقطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية. وتُطلق كلمة "لاجئ" على الخارجين من فلسطين بعد نكبة 1948، في حين يقال "نازحون" لمن غادروا فلسطين بعد "نكسة" 1967.
ظروف مزرية
يعيش اللاجئون الفلسطينيون أوضاعاً اجتماعية واقتصادية قاسية في المخيمات. فقد كشفت أونروا في تقاريرها عن الأوضاع المزرية لهؤلاء، والتي تمتاز عموماً بالفقر وبالكثافة السكانية وبظروف الحياة المكبلة. علاوة عن بنية تحتية غير ملائمة كالشوارع والصرف الصحي. ويشار إلى أن اللاجئين الفلسطينيين في هذه المخيمات لا "يملكون" الأرض التي بني عليها مسكنهم، في حين يمكنهم "الانتفاع" بالأرض للغايات السكنية.
صورة من: John Owens
لماذا أنوروا؟
الأونروا هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى. وتعمل على المساعدة والحماية وكسب التأييد لهم، وذلك إلى أن يتم التوصل إلى حل لمعاناتهم. وتخصص الوكالة مدارس وعيادات صحية ومراكز توزيع داخل المخيمات وخارجها. تم تأسيس الوكالة بموجب القرار رقم 302 (رابعا) الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة.
صورة من: Getty Images/AFP/
حرب رابعة
في 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1973 قام الجيشان المصري والسوري بهجوم مفاجئ على القوات الإسرائيلية المرابطة في سيناء وهضبة الجولان. حقق الجيش المصري هدفه من الحرب بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف واتخاذ أوضاع دفاعية. انتهت الحرب رسمياً مع نهاية 24 أكتوبر مع خلال اتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الجانبين العربي الإسرائيلي.
صورة من: picture-alliance/dpa
مصر تفتح الباب
في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر 1977 فاجئ الرئيس المصري أنور السادات العالم بزيارته إلى إسرائيل، لتنطلق مفاوضات سلام شاقة برعاية أمريكية وتتوج في سبتمبر/ أيلول 1978 بتوقيع اتفاقات كامب ديفيد، التي تبعها توقيع معاهدة السلام في 26 آذار/ مارس من عام 1979. أنهت المعاهدة حالة الحرب وانسحبت إسرائيل من شبه جزيرة سيناء. لم يحظ السلام بالتأييد في العالم العربي، إذ اعتبرها العرب آنذاك "خيانة" للفلسطينيين.
صورة من: picture-alliance/CNP/Arnie Sachs
اتفاق أوسلو
بعد شهور من المفاوضات السرية الموازية لعملية السلام التي انطلقت في مدريد عام 1991 تم في 13 من سبتمبر/ أيلول 1993 في حديقة البيت الأبيض توقيع اتفاق أوسلو الذي كان إعلاناً عن المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقال. حصل كل من ياسر عرفات وإسحاق رابين وشيمون بيريز على نوبل للسلام. لكن المعاهدة قوبلت برفض فصائل فلسطينية لها. انعقدت جولات كثيرة لاستكمال السلام الذي تعثر باندلاع الانتفاضة الثانية.
صورة من: Getty Images
معاهدة وادي عربة
في 26 تشرين الأول/ أكتوبر 1994 وبرعاية الرئيس الأمريكي بيل كلينتون وقع رئيس الأردن وإسرائيل معاهدة سلام بينهما. أنهت معاهدة وادي عربة رسمياً عقوداً من حالة الحرب، بيد أنها لم تكتسب شرعية شعبية في الأردن حتى اليوم، ففي نظر الشريحة الأكبر من الأردنيين، الذين يشكل الفلسطينيون أكثر من نصفهم، لا تزال إسرائيل "عدواً". وبموجب المعاهدة احتفظ الأردن بحقه في الإشراف على الشؤون الدينية في القدس.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/G. Gibson
حق العودة
حق العودة حلم يراود معظم اللاجئين الفلسطينيين. ولجأ الفلسطينيون وخصوصاً بعد اتفاق أوسلو إلى تشكيل لجان ومؤسسات بهدف الحفاظ على قضية اللاجئين والدفاع عن حق العودة.
صورة من: picture-alliance/dpa/ZUMA Wire/APA Images/A. Amra
الإمارات والدولة العبرية تعلنان التطبيع الكامل
توصلت الإمارات وإسرائيل إلى "اتفاق سلام تاريخي"، حسب الرئيس ترامب الذي قال إنهما ستباشران قريبا لقاءات لعقد اتفاقيات عدة. وتعد الإمارات أول بلد خليجي يعلن عن تطبيع كامل مع إسرائيل. محمد بن زايد أعلن في تغريدة أنه تم في اتصال مع ترامب ونتانياهو "الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية. بيد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو رد بأن مخطّط الضمّ "تأجّل" لكنّه "لم يُلغ".
البحرين تنضم للإمارات
شهرا بعد الإعلان الإماراتي-الإسرائيلي، انضمت البحرين إلى الدولتين، ووقع بنيامين نتنياهو اتفاقي سلام مع وزيري خارجية الإمارات، الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، والبحريني عبد اللطيف الزياني. يُعتقد أن البحرين لن تكون الأخيرة، وأن هناك دولا عربية قد تنضم، في مؤشر جديد على قرب نهاية رسمية للصراع العربي-الإسرائيلي ليتحول إلى صراع فلسطيني-إسرائيلي، بيدَ أن هناك دولا في المنطقة لن تغير موقفها كإيران.