كيف يمكن التعامل مع التعبيرات الانفعالية والعاطفية لدى تلاميذ المدارس الألمانية أمام تدفق صور العنف القادمة من الشرق الأوسط، وكيف يمكن حماية حرية التعبير مع الحفاظ على الثوابت الألمانية وعلى رأسها مناهضة العداء للسامية؟
إعلان
بعد الهجوم الإرهابي الذي شنته حركة حماس على إسرائيل في (السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023)، وصلت تداعيات الصراع في الشرق الأوسط إلى المدارس الألمانية التي تحتضن نسبة كبيرة من التلاميذ من أصول مهاجرة أو لها علاقة بمنطقة النزاع. وغالبًا ما يواجه الأساتذة الألمان صعوبات في التعامل مع أجواء تغلب عليها العواطف أمام ما تنشره وسائل التواصل الاجتماعي من صور العنف والفظاعة. صراع يقع على بعد آلاف الكيلومترات، لكنه يحرك المدارس الألمانية ويطرح عليها إشكالية بالغة الصعوبة. كيف يمكن التعامل مع هذا الموضوع المعقد بكيفية تسمح برؤية الصراع من جميع الزوايا وفقا لمبادئ الحوار والتسامح، بفهم الموقف الفلسطيني من الصراع وبوضع خط فاصل بين المطالب السياسية المشروعة للشعب الفلسطيني وأعمال الإرهاب التي تقوم بها حركة حماس، كل ذلك دون الانزلاق إلى مستنقع معاداة السامية في بلد عاش فيه اليهود فظاعة البطش النازي.
وتكمن حساسية هذا الموضوع في إمكانية إحداثه لشروخ داخل الفصول الدراسية، حيث تعتبر المدرسة مؤسسة مركزية للاندماج في المجتمع، خصوصا بالنسبة لأبناء المهاجرين. فقد يتحول صديقان في الفصل إلى عدوين بين عشية وضحاها، ما يهدد السلم المدرسي. وهذا ما حدث، على سبيل المثال، في ثانوية في ولاية بادن فورتمبيرغ، تبلغ فيها نسبة التلاميذ من أصول مهاجرة نحو 40 بالمائة، لكن مدير الثانوية أوضح، وفق ما نقلته صحيفة "شتوتغارتر ناخريشتن" (18 أكتوبر 2023) "لقد تغيرت الأجواء في هذه المدرسة منذ هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل. الآن غالبًا ما يجلب الأطفال معهم مواقف غير مفهومة من البيت حول الأحداث الجارية بمزيج من المشاعر. كثيرون مفتونون بالحرب، في نفس الوقت، يشعرون بالصدمة من المصاعب. إنهم يريدون التحدث عن ذلك في المدرسة، والتعبير عن تعاطفهم مع الضحايا، ويجدون أنفسهم فجأة على طرفي نقيض من الصراع (..) إن الوضع يغلي في الفصول الدراسية التي تضم نسبة عالية من الأجانب، ولا نعرف كيف نتصرف". ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
حصيلة ثقيلة جراء الهجوم على إسرائيل.. انقسام عربي وإدانة غربية
"يوم قاسٍ" عاشته إسرائيل حسب قياداتها بعد تنفيذ حماس هجوما كبيرا أدى لمقتل وأسر المئات، غالبيتهم مدنيين. نتنياهو توعد بالرد، والغرب أعلن دعمه الكامل لإسرائيل. في المقابل اتسمت مواقف البلدان العربية والإسلامية بالانقسام.
صورة من: Ilia yefimovich/dpa/picture alliance
هجوم مفاجئ من حماس
في خطوة مباغتة، قامت حركة حماس، يوم السبت 07 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بهجوم كبير على إسرائيل عبر إطلاق وابل من الصواريخ في اتجاه بلدات ومدن إسرائيلية، فضلاً عن اختراق عدد من المسلحين للسياج الحدودي الذي أقامته إسرائيل حول غزة. وقتل عدد كبير من المدنيين وعناصر من جهازي الشرطة والجيش، فضلاً عن أسر العشرات، في الهجوم الإرهابي.
صورة من: Ilia yefimovich/dpa/picture alliance
حصيلة القتلى في ارتفاع وجلهم مدنيين
الهجوم الصادم اعتبرته واشنطن "أسوأ هجوم تتعرّض له إسرائيل منذ 1973". تجاوزت حصيلة القتلى الإسرائيليين 700 شخص، بينهم 73 عسكرياً فضلا عن مئات الجرحى. القتال استمر داخل مدن إسرائيلية محاذية لغزة لليوم الثالث تواليا، ما دفع إسرائيل إلى إخلاء جميع سكان غلاف غزة، معلنة أنها في "حالة حرب".
صورة من: Menahem Kahana/AFP/Getty Images
إسرائيل تتوعد بالرد
أطلقت حماس، المصنفة حركة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، اسم "طوفان الأقصى" على هجومها قائلة إنه جاء ردا على "العدوان الإسرائيلي" في القدس. في المقابل أطلقت إسرائيل عملية "السيوف الحديدية"، واستدعت 300 ألف جندي احتياط، وقصفت المئات من الأهداف في قطاع غزة. كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية فرض حصار مطبق على القطاع.
صورة من: dpa
المأساة كذلك في غزة
في الجانب الفلسطيني، الوضع الإنساني كذلك في غاية الصعوبة، وزارة الصحة في غزة أكدت وقوع حوالي 500 قتيل ومئات الجرحى جراء القصف الإسرائيلي، فيما أكدت الأمم المتحدة نزوح 123 ألف شخص داخل القطاع الذي يعاني مسبقا من تدهور الخدمات الأساسية، كما سقط قتلى فلسطينيون في الضفة الغربية في مواجهات مع القوات الإسرائيلية.
صورة من: Ibraheem Abu Mustafa/REUTERS
الغرب يدعم إسرائيل
ألمانيا أكدت وقوفها إلى جانب إسرائيل وقالت إنه من حق هذه الأخيرة الدفاع عن نفسها أمام "الهجمات الهمجية"، لكنها حذرت من تطور الصراع. الولايات المتحدة أعلنت تقديم "دعم إضافي" لحليفتها إسرائيل وتحريك حاملة طائرات إلى شرق المتوسط، كما أدان الاتحاد الأوروبي الهجمات وأبدى تضامنه مع إسرائيل. وتصنف كل هذه الأطراف حماس حركة إرهابية.
صورة من: LIESA JOHANNSSEN/REUTERS
انقسام عربي
الإمارات وصفت هجوم حماس بـ"التصعيد الخطير" وأكدت "استياءها إزاء تقارير اختطاف المدنيين الإسرائيليين". المغرب أدان استهداف المدنيين من أي جهة كانت لكنه أشار إلى تحذيره السابق من "تداعيات الانسداد السياسي على السلام". وحذرت مصر من تداعيات "التصعيد" لكنها دعت المجتمع الدولي لحث إسرائيل "على وقف اعتداءاتها"، فيما أكدت قطر انخراطها في محادثات وساطة مع حماس ومسؤولين إسرائيليين تشمل تبادلا محتملا للأسرى.
صورة من: Reuters/M. A. El Ghany
ماذا بشأن السعودية وإيران وتركيا؟
توجهت أيضا الأنظار لموقف السعودية التي يتردد أنها مقبلة على التطبيع مع إسرائيل. الرياض طالبت بوقف التصعيد، لكنها ذكرت "تحذيراتها من انفجار الأوضاع نتيجة الاحتلال". إيران وقفت بوضوح إلى جانب حماس لكنها نفت ضلوعها في الهجوم ردا على اتهامات إسرائيلية وأمريكية، فيما دعت تركيا التي تحسنت علاقاتها بإسرائيل مؤخراً، إلى "دعم السلام" و"عدم الإضرار بالمدنيين".
صورة من: Mohammed Abed/AFP/Getty Images
7 صورة1 | 7
صرامة في التعامل مع المتعاطفين مع حماس
اتخذت وزارة الداخلية الألمانية مجموعة من الإجراءات ضد المتعاطفين مع حركة حماس ومؤيديها في ألمانيا. وبهذا الصدد قالت الوزيرة نانسي فيزر في تصريح لصحف مجموعة فونكه الإعلامية (17 أكتوبر/تشرين الأول) "نحن نستخدم كل وسائل الاستخبارات والشرطة لاتخاذ إجراءات ضد مؤيدي حماس (..) سلطاتنا الأمنية تستهدف المشهد الإسلامي بشكل أوثق من أجل تحديد ردود الفعل على إرهاب حماس على الفور ومنع أي دعم. وهذا ينطبق أيضا على جمع التبرعات لحماس". ودعت فيزر السلطات الألمانية إلى التدخل باستمرار ضد المظاهرات والتجمعات التي تحتفل بأعمال حماس. وأضافت "يجب استخدام جميع الأدوات بموجب قانون التجمعات لمنع مظاهرات التضامن مع حماس في أقرب وقت ممكن".
من جهته، أعرب فليكس كلاين، مفوض الحكومة الألمانية لشؤون مكافحة معاداة الساميةعن تخوفه من تزايد الميول المعادية لإسرائيل داخل مدارس البلاد. وقال كلاين في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) (12 أكتوبر/تشرين الأول) "لدى قلق كبير من أنه كلما تقدم الرد الإسرائيلي على هذا الهجوم الإرهابي، إلا وستنقلب الأجواء في المدارس بشكل واضح ضد إسرائيل (..) هناك بالفعل حاليا أخبار صادمة من مدارس، حيث يقوم بعض التلاميذ بلف أعلام فلسطينية حول أكتافهم، أي أنهم يرغبون في نقل هذا النزاع إلى المدارس"، وأشار إلى أنه من المحتمل أن يزداد ذلك. وصرح كلاين بأنه يرى أنه من الضروري تحسين إعداد المعلمين لمثل هذه الوقائع، وقال "يجب جعل المعلمات والمعلمين أكثر وعيا في مكافحة معاداة السامية"، وأشار إلى أنه يجب معالجة الموضوع بشكل منهجي في التدريب المهني للمعلمين ويجب أن يتلقى المعلمون المزيد من التدريب.
من جهتها، أكدت وزيرة التعليم بتينا شتارك-فاتسينغر على ضرورة العمل على التصدي لمعاداة السامية في المدارس وقالت الأربعاء (17 أكتوبر/تشرين الأول) "لا ينبغي أن يكون هناك مكان في ألمانيا لمعاداة السامية وكراهية إسرائيل. هذا الأمر يسري أيضا على مدارسنا". ورأت أن المعلمين يلعبون دورا محوريا في توعية التلاميذ وبالتالي في التصدي لمعاداة السامية، وقالت إن هذا يشمل معالجة الصراع في الشرق الأوسط و"الإرهاب الحالي من جانب حماس" في الحصص الدراسية بطريقة تتناسب مع العمر وتصنيف هذه الأمور بشكل واضح.
قطاع غزة.. دمار وحصار و"كارثة إنسانية تلوح في الأفق"
غزة على شفا كارثة إنسانية، فعدد القتلى والجرحى آخذ في الارتفاع في ظل حصار محكم واستمرار إسرائيل في شن ضرباتها رداً على هجمات حماس الإرهابية.
صورة من: Fatima Shbair/AP/picture alliance
إسرائيل تكثف ضرباتها على غزة
كثفت إسرائيل غاراتها الجوية على قطاع غزة بعد هجمات حماس الإرهابية. وتصنف حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، على أنها منظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاثنين (التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 2023) إن "ما سنفعله بأعدائنا في الأيام المقبلة سيتردد صداه لأجيال".
صورة من: Belal Al SabbaghAFP/Getty Images
تدمير واسع النطاق
وقد تم تدمير حوالي 800 مبنى بالكامل وتعرض 5000 مبنى لأضرار جسيمة بسبب الهجمات الإسرائيلية، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا). وتفيد التقارير أن نحو 400 ألف شخص لا يحصلون على المياه.
صورة من: Mohammed Talatene/dpa/picture alliance
البحث عن ناجين
عمال الإنقاذ يبحثون عن ناجين بعد غارات جوية إسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة. وحتى ساعة إعداد هذه الجولة المصورة (الأربعاء: 11 تشرين الأول/أكتوبر 2023)، قُتل نحو 830 فلسطيني وأصيب أكثر من 4200 آخرين بعد الغارات الجوية على الأراضي التي تسيطر عليها حماس، وفقاً لسلطات الحركة. وأدى الهجوم الذي شنته حماس يوم السبت على إسرائيل إلى مقتل أكثر من 1200 شخص وإصابة أكثر من 2700 آخرين.
صورة من: Mahmud Hams/AFP/Getty Images
عزل غزة
فلسطينيون يفرون من الغارات الجوية الإسرائيلية في حافلة صغيرة قديمة. ووفقاً للأمم المتحدة، فقد نزح أكثر من 187 ألف شخص عن بيوتهم، ولجأ 137 ألف شخص إلى مدارس الأمم المتحدة و40 ألف شخص إلى منازل خاصة. مغادرة قطاع غزة نفسه أمر غير ممكن لأن إسرائيل أغلقت القطاع، كما أن المعبر مع مصر مغلق.
صورة من: Saleh Salem/REUTERS
الجيش الإسرائيلي يسيطر على حدود غزة
شوهدت قوات إسرائيلية تقوم بدوريات على الحدود بين إسرائيل وغزة. وكان مقاتلو حماس قد اخترقوا التحصينات الحدودية في عدد من المواقع خلال ليلة 7 أكتوبر/تشرين الأول قبل ارتكاب أعمال إرهابية داخل الأراضي الإسرائيلية. وبنت إسرائيل السياج الحدودي مع غزة في عام 1994. كما أن حدود غزة مع مصر مغلقة بسياج طويل.
صورة من: Oren Ziv/AP/picture alliance
إسرئيل تحشد قواتها على حدود غزة
بعد أن حشدت إسرائيل نحو 300 ألف جندي احتياطي، يخشى العديد من سكان غزة أن يكون الهجوم البري الإسرائيلي وشيكاً. وتم حشد المركبات والمعدات العسكرية على طول السياج الحدودي مع غزة. وتم إخلاء البلدات الإسرائيلية المتاخمة لغزة بشكل شبه كامل.
صورة من: Ilia Yefimovich/dpa/picture alliance
"كارثة إنسانية تلوح في الأفق"
وفي حديث لشبكة "سي إن إن"، حذر جان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، من كارثة إنسانية تلوح في الأفق في غزة. وأضاف: "تضور الأطفال من الجوع وموتهم في المستشفيات بسبب نقص الكهرباء ترقى إلى جرائم حرب، على سبيل المثال".
صورة من: Mahmud Hams/AFP/Getty Images
7 صورة1 | 7
معظم الإسرائيليين والفلسطينيين يسعون للسلام
يبدو أن السلطات التربوية الألمانية لا تملك لحد الآن حلولا جاهزة حول كيفية التعامل مع هذه الإشكالية. وذكرت وزارة الثقافة أن عددا من المدرسين طلبوا الدعم ومعلومات حول سبل التعامل مع الموقف. وبهذا الصدد بلور مركز جودة المدارس وتدريب المعلمين "ZSL"، بالتعاون مع المؤسسة المركزية للتربية السياسية، حزمة معلومات على الإنترنت. ومنذ بداية الأحداث، تقدم "ZSL" ساعات استشارة يومية عبر الإنترنت للحصول على المساعدة الفورية. يمكن للأساتذة ومديري المدارس الحصول على المشورة هناك يوميًا.
وحتى الخبراء لا يمكنهم دائما تقديم وصفات سحرية للمشاكل التي تعترض المدرسين. لكن لديهم بالفعل بعض الأفكار لنزع فتيل الصراعات. صحيفة "شتوتغارتر ناخريتشن" أوردت تصورات هاكان توران، وهو أستاذ في مدرسة ثانوية ويقدم دورات تدريبية للمعلمين حول سبل التعامل مع التلاميذ المسلمين. توران ينصح بتجاوز الحاجز القائم بين الجبهتين: إسرائيل وحماس بالقول "يجب أن يكون واضحا أن المواطنين الإسرائيليين لا يمكن اختزالهم في حكومة نتنياهو كما أن الشعب الفلسطيني لا يمكن اختزاله في حركة حماس". واستطرد توران موضحا "معظم الناس من الجانبين يريدون السلام". ومن هذا المنطلق يمكن فسح المجال للتعبير عن العواطف وتوضيح الوقائع وشرح لماذا يمكن "وصف حماس بأنها منظمة إرهابية" وبالتالي إدانة أعمالها. وفي الوقت ذاته السماح للجميع بالتعبير عن وجهات نظرهم.
حرية التعبير وثوابت القيم الألمانية
أقر ميخائيل فرازه، أستاذ العلوم القانونية بجامعة هيلدزهايم والخبير الألماني في القضايا الدستورية بالطابع الإشكالي لإجراءات الحظر المفروضة بشأن التعبير عن التضامن مع الفلسطينيين داخل المدارس أو الفضاءات العمومية خصوصا في العاصمة برلين. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية "د.ب.أ" (19 أكتوبر/تشرين الأول) عن فرازه في حوار له مع موقع "إنتغراسيون" الذي يوفر خدمات بشأن اندماج المهاجرين. وقال فرازه إن تقييد حرية التجمع لا يجوز "إلا إذا كان التجمع نفسه يمثل تهديدا للنظام العام والأمن العام"، مؤكدا أن هذا هو الاستثناء الوحيد المسموح به لحظر حرية التجمع.
غير أن فرازه تساءل حول الحجة القائلة بأن أجواء التوتر الحالية المشحونة لدرجة يتعين معها الافتراض في كل تجمع قد تحدث فيه أعمال تقع تحت طائلة القانون مثل "الهجمات الإرهابية" من جانب حركة حماس، وأضاف موضحا "أود أن أضع علامة استفهام كبيرة حول ما إذا كانت مثل هذه الإجراءات واسعة النطاق من الحظر مبررة".
مظاهر اندماج المسلمين في المجتمعات الأوروبية
أثار انتشار وتوسع نفوذ اليمين المتطرف والشعبوي في أوروبا الشكوك حول ما إذا كانت ممارسة الإسلام متوافقة مع القيم الغربية الديمقراطية. في هذه الجولة المصورة نلقي الضوء على بعض الأخطاء الشائعة حول الإسلام والمسلمين.
صورة من: picture-alliance/Godong/Robert Harding
ما مدى نجاح الاندماج اللغوي؟
بالنسبة لـ 75 بالمائة من المسلمين الذين ولدوا في ألمانيا تعتبر اللغة الألمانية لغتهم الأولى. في حين أن 20 بالمائة فقط من المهاجرين إجمالا يعتبرون الألمانية لغتهم الأولى. و46 بالمائة من المسلمين في ألمانيا يقولون إن لغتهم الرسمية الأولى هي الألمانية، في حين يقول بذلك 37 بالمائة من المسلمين في النمسا و34 بالمائة في سويسرا!
صورة من: picture-alliance/dpa
هل يقيم المسلمون علاقات مع أتباع الديانات الأخرى؟
حسب دراسة حديثة أجرتها مؤسسة برتسلمان الألمانية، 87 بالمائة من المسلمين في سويسرا لهم علاقة ويتواصلون مع غير المسلمين في أوقات فراغهم. وفي ألمانيا وفرنسا 78 بالمائة منهم، أما في بريطانيا 68 بالمائة. في حين تنخفض النسبة إلى 62 بالمائة في النمسا. وتوصلت الدارسة أيضا إلى أن الغالبية العظمى من الأجيال التالية من المهاجرين المسلمين على علاقة مستمرة ودائمة مع غير المسلمين رغم العقبات الاجتماعية.
صورة من: picture alliance/dpa/A. Warmuth
هل يشعر المسلمون بارتباط وثيق بأوروبا؟
يشعر 96 بالمائة من المسلمين في ألمانيا بارتباطهم الوثيق بها، والنسبة نفسها بين المسلمين في فرنسا، في حين أن النسبة أكبر في سويسرا إذ تصل إلى 98 بالمائة. لكن المفاجأة في بريطانيا التي لها تاريخ طويل في الانفتاح على التعدد الديني والثقافي، إذ انخفضت نسبة المسلمين الذين يشعرون بارتباطهم الوثيق بها إلى 89 بالمائة.
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Neubauer
الدين في الحياة اليومية للمسلمين في أوروبا!
العائلات المهاجرة المسلمة تلتزم بالدين بشكل قوي عبر الأجيال. 64 بالمائة من المسلمين في بريطانيا يصفون أنفسهم بأنهم ملتزمون جدا بالدين. في حين تصل نسبة المسلمين المتدينين في النمسا إلى 42 بالمائة، وفي ألمانيا إلى 39 بالمائة، و33 بالمائة في فرنسا، ولا تتجاوز النسبة 26 بالمائة في سويسرا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Dean
كم هي نسبة المسلمين الذين يتابعون تحصيلهم العلمي؟
تشير أرقام دراسة مؤسسة برتلسمان الألمانية، إلى أن 36 بالمائة من المسلمين المولودين في ألمانيا يقطعون تعليمهم ولا يتابعون دراستهم مع بلوغهم الـ 17 من العمر. النسبة نفسها في النمسا أيضا (39 بالمائة). لكن ونظرا للنظام التعليمي الأكثر إنصافا في فرنسا، فإن 10 بالمائة فقط يقطعون تعليمهم قبل سن الـ 17 ولا يتابعون تحصيلهم العلمي.
صورة من: picture-alliance/dpa/O. Berg
نسبة المسلمين في سوق العمل!
المسلمون الذين هاجروا إلى ألمانيا قبل عام 2010، يعمل 60 بالمائة منهم بدوام كامل و20 بالمائة بدوام جزئي، وهذه النسبة تقترب من نسبة غير المسلمين. ونسبة المسلمين العاملين أعلى مما هو عليه في كثير من دول أوروبا الأخرى. أما في فرنسا فإن نسبة البطالة بين المسلمين تصل إلى 14 بالمائة، وهي أعلى بكثير مما بين غير المسلمين، حيث لا تتجاوز 8 بالمائة!
صورة من: picture alliance/dpa/U.Baumgarten
كم هي نسبة من يرفضون الإسلام؟
أكثر من 25 بالمائة من النمساويين غير المسلمين، لا يرغبون في جيران مسلمين، النسبة مرتفعة في بريطانيا إذ تصل إلى 21 بالمائة. أما في ألمانيا فإن 19 بالمائة لا يريدون جارا مسلما وفي سويسرا 17 بالمائة في حين لا تتجاوز الـ 14 بالمائة في فرنسا. عموما، يعتبر المسلمون من المجموعات الأكثر رفضا في أوروبا. إعداد: عاصم سليم/ ع.ج
صورة من: AP
7 صورة1 | 7
وأعرب فرازه عن اعتقاده بأن وزيرة التعليم في ولاية برلين كاتارينا غونتر-فونش وضعت نفسها في "منطقة رمادية" من خلال المنشور الذي وجهته إلى إدارات المدارس. وكانت السياسية المنتمية إلى الحزب المسيحي الديمقراطي بعثت بهذا المنشور في الثالث عشر من شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، حظرت فيه حمل رموز مخالفة للقانون مثل الملصقات التي تحمل عبارة "فلسطين حرة" أو ارتداء الوشاح الفلسطيني، وبررت ذلك بالحفاظ على السلم العام في مدارس الولاية. من جهتها، دافعت وزارة الداخلية الألمانية عن قرارات الحظر الأخيرة بشأن المظاهرات المناوئة لإسرائيل. وقالت وكيلة وزارة الداخلية ريتا شفارتسهلور-زوتر في جلسة نقاش بالبرلمان (18 أكتوبر/تشرين الأول) عن الأحداث الراهنة: إن كل فرد في ألمانيا مسموح له بالتعبير عن رأيه بحرية وبالتظاهر بشكل سلمي. لكنها أضافت بأن "هناك خط أحمر عريض للغاية: ليس هناك أي تسامح مع التحريض المعادي للسامية والمعادي لإسرائيل. ليس هناك أي تسامح مع العنف".
إدماج صراع الشرق الأوسط في المناهج الدراسية
دعت مفوضة الاندماج في الحكومة الألمانية، ريم رادوفان وهي من الحزب الاشتراكي الديموقراطي، إلى إدماج الصراع في الشرق الأوسط كموضوع في المناهج الدراسية. وأكدت في حوار مع أسبوعية "دير شبيغل" (17 أكتوبر/تشرين الأول) أن المدرسين بحاجة إلى "الحديث أكثر عن المحرقة والصراع في الشرق الأوسط، يجب أن يكون ذلك جزءًا لا يتجزأ من المناهج الدراسية". ويجب أيضًا مناقشة مكافحة معاداة السامية في دورات الاندماج. وشددت المفوضة على أن "أمن إسرائيل هو مصلحة عليا لألمانيا"، واستطردت "علينا أن نملأ هذه الجملة بالحياة ونوضح مرارا وتكرارا ما يعنيه أن ألمانيا تتحمل مسؤولية خاصة".
من جهته، شدد كاي غيرينغ (حزب الخضر)، رئيس لجنة التعليم في البرلمان الألماني (بوندستاغ)، على أهمية موضوع المحرقة التي تعرض لها اليهود كموضوع أساسي. وقال "سواء ولدوا هنا أو في الخارج، سواء كان طفل عامل أو أكاديمي: يجب على الجميع معرفة الفصل الأكثر قتامة في التاريخ الألماني الذي شكل انفصالا عن الحضارة، وبالتالي ضرورة تطوير الوعي بالتاريخ". وفي الوقت نفسه، دعا غيرينغ المدارس إلى منح التلاميذ مساحة لمناقشة ومعالجة مخاوفهم وتجاربهم الشخصية. الحرب موضوع يصعب على جميع الأطفال والشباب فهمه. وأكد السياسي من حزب الخضر أن "حدود (الحرية) تمتد إلى حيث تبدأ معاداة السامية (..) يجب رفض الاحتفالات بالهجمات الإرهابية والكراهية لإسرائيل بشكل قاطع".