يقضي المهاجم الألماني المتألق ماركو رويس فترة نقاهة، وذلك بعد العام الكارثي (2014) الذي عاشه العام الماضي بسبب كثرة الإصابات التي تعرض لها. إذ أصيب بتمزق في أربطة الكاحل الأيسر في مباراة ودية بين المنتخب الألماني ومنتخب أرمينيا قبل أسبوعين من انطلاق كأس العالم في البرازيل 2014، وحرم من المشاركة في المونديال. وفي منافسات البوندسليغا تعرض رويس لإصابة جديدة في الكاحل أثناء لقاء فريقه دورتموند المتعثر بفريق بادربورن، ليبتعد بذلك رويس عن الملاعب حتى نهاية عام 2014.

تأجيل حلم برشلونة

منذ صغر سنه يعلن رويس أنه عاشق لنادي برشلونه الأسباني، ويتمنى أن يلعب للنادي الكاتالوني العريق. ورغم أن رويس لديه عقد مع دورتموند حتى شهر يونيه/ حزيران 2017، إلا أنه يوجد بند في هذا العقد يسمح له بالمغادرة في نهاية موسم 2015/2014 مقابل مبلغ 25 مليون يورو فقط. مبلغ يجعل الحصول على رويس (25 عاما) أسهل بكثير من لاعبين آخرين لا يتمتعون بنفس قدرات المهاجم المتألق. ويرفض رويس حاليا التجديد لدورتموند، وكان على وشك الانتقال إلى برشلونة في فترة الانتقال الشتوية لكن محكمة التحكيم الرياضي جعلت انتقال رويس هذا العام أمرا غير ممكن. فقد أكدت المحكمة الثلاثاء (30 ديسمبر/ كانون الأول 2014) أن برشلونة لا يحق له إبرام أي صفقات شرائية أو ضم لاعبين جدد إلى صفوفه لغاية يناير/ كانون الثاني عام 2016، وذلك على خلفية التعاقد بشكل غير قانوني مع لاعبين قصر بين عامي 2009 و2013. وبهذا رفضت المحكمة استئناف النادي الكتالوني ضد العقوبة الموقعة بحقه من قبل الاتحاد الدولي للعبة (فيفا).

اقتراب من ريال مدريد

قرار المحكمة كان جيدا بالنسبة لكثير من الأندية الأوروبية، التي تسعى إلى التعاقد مع النجم الألماني الشاب. ووفقا لصحيفة ماركا الإسبانية المقربة من النادي الملكي، فإن ذلك القرار هو بمثابة انتصار جزئي لريال مدريد. وجعل رويس يقترب خطوة من ريال مدريد. ومن الواضح أن النادي الملكي ليس النادي الأوروبي الوحيد الذي ينافس في السعي لضم المهاجم المتألق ماركو رويس. فبايرن ميونيخ الألماني من ضمن الفرق الكبيرة التي تتنافس على ضم رويس. فمنذ أشهر بدأ النادي البافاري بالإعلان عن رغبته بضم رويس عبر تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام الألمانية، ما تسبب في حرب كلامية بين مسؤلي دورتموند وبايرن ميونيخ.

تنافس الكبار على ابن دورتموند

الأندية الفرنسية والإنكليزية هي الأخرى تنافس في بورصة الحصول على رويس ومن بينهم فريق باريس سان جيرمان ومانشستر سيتي وتشيلسي. حتى المدرب الهولندي لويس فان خال مدرب مانشيستر يونايتد، لم يخف رغبته في الحصول على جهود رويس ليقابل من الجهة اليسرى الجناح الأيمن دي ماريا، المنتقل إلى مان يونايتد، قادما من ريال مدريد.

تزايد الاهتمام بالنجم البارز رويس يرجعه المراقبون إلى المميزات التي يمتلكها. إذ غالبا ما يوصف بقلب دورتموند النابض، فهو خفيف الحركة ولديه قدرة خارقة على نقل الكرة من الدفاع إلى الهجوم. ولد رويس في 31 مايو/أيار من عام 1989 في مدينة دورتموند، وبدأ لعب الكرة في سن مبكرة. وانضم إلى فرق الناشئين في بوروسيا دورتموند في الفترة بين عامي 1995 و 2005. ثم لعب لفريق روت فايس آلن عام 2006 قبل أن ينتقل إلى مينشنيغلادباخ عام 2009. وتألق بشكل ملفت للأنظار ما دفع يوآخيم لوف إلى ضمه إلى صفوف المنتخب الألماني عام 2011. وفي عام 2012 عاد رويس إلى صفوف فريق مدينته بوروسيا دورتموند وتألق معه، إذ سجل 33 هدفا في 69 مباراة. والسؤال الآن بعدما ضاع أو تأجل على الأقل حلم برشلونه هو: هل يبقى رويس مخلصا لفريق مدينته، التي ولد وترعرع فيها أم يرحل بحثا عن الألقاب مع أندية أكبر؟