منافسة روبين وليفاندوفسكي تعطل آلة التهديف البافارية
ص.ش (DW)١١ نوفمبر ٢٠١٥
يلاحظ الكل في بايرن ميونخ، حتى غوارديولا نفسه، أن العلاقة فاترة بين ليفاندوفسكي وزميله آريين روبين. واتضح ذلك في مباراة شتوتغارت، حيث صرخ النجم البولندي بسبب عدم تمرير الكرة له، مضيعاً عليه فرصة تصدر هدافي البوندسليغا.
إعلان
احتاج بايرن ميونخ شوطاً واحداً فقط ليكتسح شتوتغارت بأربعة أهداف نظيفة في مباراتهما الأخيرة الأحد الماضي ضمن المرحلة الثانية عشرة من الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا)، إذ سجل بايرن ميونخ أهدافه الأربعة كلها في الشوط الأول، من بينها هدفان سجل أحدهما الهولندي آرين روبين (31 عاماً) والآخر سجله البولندي روبرت ليفاندوفسكي (27 عاماً). وكان من الممكن أن تتضاعف النتيجة، لاسيما من جانب "ماكينة" الأهداف ليفاندوفسكي؛ لولا ما يمكن أن يوصف بـ"اللعب الفردي" من قبل روبين.
فقد ظهر روبرت ليفاندوفسكي متضايقاً للغاية في هذه المباراة من طريقة روبين. ففي الشوط الثاني أضاع روبين فرصتين مؤكدتين للتسجيل في الدقيقة 52 والدقيقة 71، وكان يكفيه فقط تمرير الكرة لزميله ليفاندوفسكي، الذي كان في المرتين يقف متأهباً على أتم استعداد لإيداع الكرة في شباك شتوتغارت. وقد اعترف روبين بعد المباراة بأنه أضاع الفرصتين وقال: "هذه هي كرة القدم. أحياناً تأتي الأمور على نحو مخالف. كانت هناك فرصة أو اثنتان كان بإمكان روبرت أيضاً أن يسددهما". لكن المسألة بالنسبة لروبين سيان في النهاية، حسب ما كتبت صحيفة "آبندتسايتونغ"، التي تصدر في ميونخ، إذ قال اللاعب: "سنحتفظ لأنفسنا بالأهداف حتى المباريات المهمة".
لكن ليفاندوفسكي كان ينظر إلى ما فعله روبين على أرض استاد "أليانز أرينا" بمنظور آخر، وكان غضبه على أرض الملعب واضحاً لكل من رآه، إذ صرخ بصوت عال بعد إهدار الفرصتين. غير أنه حاول بعد المباراة كتم غضبه عندما كان روبين يشرح أمام كاميرات التلفزيون الفرص الكثيرة التي أهدرها. وقال ليفاندوفسكي لمجلة "شبورت بيلد" الألمانية الرياضية: "لا أريد قول شيء حول ذلك، فقد شاهدتم الأمر بأنفسكم".
نسبة تمريرات روبين لليفاندوفسكي ضعيفة
كون العلاقة بين آريين روبين وزميله روبرت ليفاندوفسكي علاقة فاترة مسألة لم تعد سراً، فهي معروفة داخل الفريق. وبحسب "شبورت بيلد"، يتجنب الاثنان بعضهما في غرفة تغيير الملابس. أما على أرض الملعب، فتبدو العلاقة ودية، إلا أن زملاءهما أطلقا نكتة حول عدم تمرير روبين الكرة إلى ليفاندوفسكي ليسجل أهدافاً، متسائلين: "ألن يصاب روبرت بالرعب عندما يتلقى تمريرة حاسمة للتهديف من الناحية اليمنى"، ويقصدون بذلك الجهة التي يلعب فيها غالباً آريين روبين.
فالجهة اليسرى، التي يلعب فيها البرازيلي دوغلاس كوستا أو حتى النجم الشاب كنغسلي كومان، هي في الغالب مصدر التمريرات التي تأتي إلى ليفاندوفسكي ليسجل منها الأهداف، علاوة على تمريرات توماس مولر أيضاً. أما روبين، الذي عاد لتوه من إصابة طويلة، فلم يمرر إلى ليفاندوفسكي سوى ثلاث مرات جاءت منها أهداف في 25 مباراة خاضاها سوياً حتى الآن في مواسم الدوري الألماني المختلفة، وهي نسبة تثير التساؤلات، فقدراتهما أكبر من ذلك بكثير.
ليفاندوفسكي ماكينة أهداف من طراز فريد على مستوى العالم، وينافس حالياً على الانفراد بصدارة هدافي البوندسليغا هذا الموسم، حيث سجل حتى الآن 14 هدفاً، وهو نفس عدد الأهداف الذي سجله مهاجم دورتموند بيير إمريك أوباميانغ. وما يفعله روبين قد يتسبب في تعطيله عن تسجيل الأهداف التي يحتاجها الفريق أيضاً.
غوارديولا: لا يمكنني تغيير طبيعة روبين
وما يمكن أن يسمى بـ"العداء" على أرض الملعب بين روبين وليفاندوفسكي مسألة لا تفوت على ماتياس زامر، المدير الرياضي لبايرن ميونخ، إذ قال إنه يسجل كل شيء ورأى ما فعله روبين. لكنه لا يريد أن يعطي المسألة حجماً أكبر مما هي عليه. وحسب "شبورت بيلد"، فإن زامر لا يرى مشكلة من غضب ليفاندوفسكي مرة، مضيفاً: "هل تعرفون عدد المرات التي كنت فيها غاضباً خلال مسيرتي (كلاعب)؟"
أما بحسب كريستيان فالك، المحرر بـ"شبورت بيلد"، فلا يخفى على أحد أن غوارديولا لا يحب اللاعبين الأنانيين، وعلق على ما يحدث بين روبين وليفاندوفسكي بالقول: "هذا هو آريين روبين وهذه هي طبيعته". وأضاف المدرب القدير: "أنا مدرب جيد، لكني لست جيداً بما يكفي كي أغير من طبيعة آريين روبين وهو في سن الحادية والثلاثين".
أما روبين نفسه، فيرى أن ما بينه وبين ليفاندوسكي أمر لا يضر، معتبراً أن "هذا الطموح أمر جيد، ويجب أن يلاحظ كل منا الآخر بشكل نقدي".
تعرف على أعمدة نجاح فريق بايرن ميونيخ
عن جدارة واستحقاق كبيرين أحرز فريق بايرن ميونيخ بطولة الدوري الألماني قبل نهايتها. والفضل في هذا النجاح يعود إلى عدة أشخاص. نستعرض في هذه الجولة المصورة أهم أعمدة نجاح بايرن ميونيخ داخل المستطيل الأخضر وخارجه.
صورة من: picture-alliance/dpa
المدرب الاستراتيجي
استطاع بيب غوارديولا خلال فترة زمنية قصيرة أن يفرض مفهومه التدريبي واستوعب لاعبو الفريق البافاري تكتيكات الإسباني الذكي وأهمها: امتلاك الكرة بكثرة، والتمريرات القصيرة المتقنة والأنيقة. ومنها أيضا شن هجمات بدون توقف حتى لو كان الفريق متقدما على منافسه بثلاثة أهداف أو أربعة لصفر. لذلك ترى معظم لاعبي الفرق المنافسة يجرون فقط خلف لاعبي بايرن، ولا يقومون بعملية التحام وصراع معهم على الكرة.
صورة من: Getty Images
اللاعب الشامل
سواء في مركز الظهير الأيسر أو الظهير الأيمن أو حتى كلاعب خط وسط مدافع، منذ هذا الموسم، دائما يقدم فيليب لام أداء بمستوى عالمي في جميع الأماكن التي يوضع فيها، باستثناء مركز قلب الدفاع وحراسة المرمى لأنه قصير القامة قليلا. في الدوري الألماني، لمع نجمه بشدة في فبراير / شباط حتى أنه سجل هدفا في مرمى نورنبرغ، بعدما كان صائما عن التسجيل منذ هدفه في سان باولي في ديسمبر 2010.
صورة من: Getty Images
الجدار
كحارس لفريق بايرن ميونيخ تعود مانويل نوير الآن على أن يبقى متفرجا في معظم الأوقات أثناء مباريات البوندسليغا. ففي الموسم الجاري من النادر جدا أن تصل الكرة للاعبي الفرق المنافسة داخل منطقة جزاء نوير، فمدافعو بايرن هم في العادة من يملكون الكرة هنا. مع هذا فمانويل نوير يقظ دائما ومتواجد على الفور في المكان المناسب واللحظة المناسبة. لم يدخل مرماه هذا الموسم سوى 12 هدفا فقط، وهو رقم يتحدث عن نفسه.
صورة من: Getty Images
المغناطيس
عندما جاء خافي مارتينيز قبلب سنة ونصف إلى بايرن، كانت من لهم معرفة بالدوري الأسباني هم في فقط أساسا من يعرفون ميزات القوة لدى هذا اللاعب الإسباني، الذي دُفع فيه مبلغ 40 مليون يورو. أما اليوم فالجميع يدرك تماما مدى أهمية هذا اللاعب بالنسبة لمنظومة الفريق البافاري. مارتينيز هو المغناطيس الهادئ، الذي يلتقط الكرات سواء عندما يضعه غوارديولا في مركز قلب الدفاع أو كلاعب وسط مدافع.
صورة من: Getty Images/Afp/Christof Stache
اللاعب الأمنية
"إما هذا أو لا أحد": عبارة قالها غوارديولا قبل بداية الموسم عن تياغو الكانتارا، الذي يعرفه منذ أن كان مدربا لبرشلونة. واشترى بايرن اللاعب الإسباني مقابل 25 مليون يورو، وبإمكانهم اليوم أن يشعروا بأنهم محظوظون لأنهم استطاعوا ضم جوهرة أخرى إلى عقدهم. تياغو يمكنه توجيه دفة المباراة من خلال نظرته الرائعة للملعب ونجح في تسجيل هدف بطريقة رائعة، جلب به الفوز على شتوتغارت في الوقت المحتسب بدلا من ضائع.
صورة من: picture-alliance/dpa
العائد
لم يشارك باستيان شفاينشتايغر كثيرا في مباريات هذا الموسم فقد كان اللاعب الدولي مصابا لفترة طويلة جدا. والآن ها هو في طريق عودته إلى سابق قوته، وعاد مجددا للإمساك بزمام المباريات على أرضية الملعب. زملاؤه يبنون تحركاتهم عليه، ويمكن أن تكون خبرته بقيمة الذهب في بقية الموسم وخاصة في دوري أبطال أوروبا.
صورة من: picture-alliance/dpa
الجلاد
كماهجم داخل منطقة جزاء الفريق المنافس يقوم ماريو مانجوكيتش بدور لا يحتاجه بيب غوارديولا في منظومة لعبه. رغم ذلك فإن المهاجم الكرواتي، صاحب الـ17 هدفا في الدوري هذا الموسم، يعد المهاجم الأكثر خطورة لدى بايرن.كما أنه سجل هدفين أيضا في دوري أبطال أوروبا وثلاثة في كأس ألمانيا. ورغم نسبة تهديفه العالية فمن المتوقع غالبا أن يرحل مانجوكيتش في الصيف القادم عندما يأتي روبرت ليفاندوفسكي إلى بايرن.
صورة من: Bongarts/Getty Images
الجناحان الطائران
وبينما يتمركز مانجوكيتش في المنتصف منتظرا الكرات لتحويلها إلى أهداف في مرمى الخصوم، يكثف الهولندي أرين روبن والفرنسي فرانك ريبري هجماتهما الخطيرة من على الجانبين. روبين سجل عشرة أهداف وصنع ستة أخرى. أما ريبري فسجل ثمانية أهداف ومرر عشر تمريرات حاسمة. مستواهما عالمي وكلاهما ذو قدرة رائعة على السيطرة على الكرة، لدرجة لا تسمح للمنافسين بإيقافهم أبدا طوال المباراة.
صورة من: Getty Images
المهاجم السريع
وإذا لم ينجح كل هؤلاء في التسجيل، يتكفل توماس مولر بإحراز الأهداف. فالمهاجم السريع يحمّس زملائه بمنتهى القوة وهو مسؤول عن تحقيق أجواء جيدة في الفريق. وبالإضافة إلى ذلك فإن مولر الهداف الخطير وصاحب الساقين الرقيقتين لديه إحساس لا يخطئ المكان الذي يجب أن يتواجد فيه لكي يسبب أعلى مستوى من الخطورة للخصم.
صورة من: Getty Images
المخطوف
كثيرا ما قام بايرن ميونيخ بخطف (شراء) أفضل اللاعبين لدى أقوى منافسيه. وقد نجح بايرن في خطف ماريو غوتزه من بوروسيا دورتموند مقابل 37 مليون يورو، وخطف معه أمل خصمه في الفوز باللقب. وقد حدثت زوبعة بسبب انتقال غوتزه "المهاجم غير الصريح"، الذي سجل هدفا في مرمى بوروسيا دورتموند، فريقه القديم. وسيلحق بماريو غوتزه إلى بايرن ميونيخ الصيف القادم ماكينة الأهداف روبرت ليفاندوفسكي مهاجم دورتموند الحالي.
صورة من: Reuters
الصف الثاني
إذا غاب أي لاعب من لاعبي الصف الأول للفريق البافاري، فهناك من يحل مكانه من اللاعبين الدوليين الجالسيين على مقعد البدلاء، وعلى أتم الاستعدادات لملء الفراغ، وبنفس القدر من الجودة تقريبا. البايرن لا يعرف كلمة "لاعب احتياطي"، فيما عدا حارس المرمى توم شتاركه، والمدافع دييغو كونتينتو والناشيء بيير إميل هويبيرغ. أما البقية فكلهم نجوم، معظمهم دوليون في منتخباتهم.
صورة من: picture alliance/Pressefoto Ulme
المدير: زامر المتذمر
وحتى لا يحدث أي تهاون داخل بايرن ميونيخ هناك ماتياس زامر. فالرجل الذي يشغل منصب المدير الرياضي للفريق يجد دائما ما يضايقه حتى لو كان بايرن فائزا على المنافس 9-0. فهو يضع إصبعه على الجروح، حتى لو لم تكن هناك جروح. وبطموحه الهائل ورغبته المطلقة في الفوز دائما وتحسين المستوى باستمرار، تناسب شخصية ماتياس زامر ميونيخ عامة وليس بايرن فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa
الراعي السابق
في الخلفية يظهر أُولي هونيس، صانع بايرن، الذي حكم عليه مؤخرا بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونصف بسبب قضية تهرب ضريبي بقيمة حوالي 27 مليون يورو. وقد استطاع هونيس أن يجلب إلى الفريق أنسب العناصر، وجعل من بايرن ميونيخ فريقا أكثر روعة وقوة.