1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صربيا – كرواتيا – ألبانيا.. يورو 2024 مسرحا للنعرات القومية!

٢٦ يونيو ٢٠٢٤

يجذب مشجعو كرواتيا وصربيا وألبانيا الانتباه خلال البطولات الأوروبية بالهتافات والأعلام القومية التي تعكس إرث تاريخ من الصراعات المستمرة منذ عقود من الزمن، وبالتالي تصبح كرة القدم مسرحاً لهذه العداوات.

لمباراة بين ألبانيا وكرواتيا في يورو 2024 - صورة بتاريخ 19 يونيو 2024
في المباراة بين ألبانيا وكرواتيا أهان المشجعون من كلا المعسكرين الصرب باعتبارهم "العدو المشترك"صورة من: Nderim Kaceli/picture alliance/ipa-agency

"ما حدث فضيحة وسنطلب من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فرض عقوبات، حتى لو كان ذلك على حساب عدم الاستمرار في المنافسة"، هكذا علق يوفان سورباتوفيتش الأمين العام للاتحاد الصربي لكرة القدم. وذلك بعد الهتافات العدائية التي شابت المباراة بين منتخبي  كرواتيا  وألبانيا في منافسات المجموعة الثانية من  بطولة أمم أوروبا 2024  المقامة في ألمانيا.

فخلال المباراة بين المنتخبين يوم الأربعاء الماضي (19 يونيو/ حزيران 2024) هتف مشجعو كلا المنتخبين بعدائية قائلين: "اقتلوا! اقتلوا!، أقتلوا الصرب!".

ونقلت وسائل إعلام بريطانية مختلفة عن سورباتوفيتش قوله: "سنطالب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بمعاقبة اتحادي المنتخبين الكرواتي والألباني". وأضاف: "لا نريد المشاركة في هذا، لكن إذا لم يعاقبهم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، فسنعيد النظر في استمرار منتخبنا في هذه البطولة". ويبدو أن الاتحاد الصربي رأى الانسحاب من البطولة كخيار.

وإلى جانب الهتافات المناهضة للصرب، أثار صحفي في تلفزيون كوسوفو غضب الصرب بإظهار إشارة "النسر المزدوج" الألباني بيديه في اتجاه الجماهير الصربية خلال بث مباشر للمباراة الأولى للمنتخب الصربي في المجموعة ضد إنجلترا يوم الأحد الماضي (16 يونيو/ حزيران 2024).

الصحفي الذي سبق أن استفزته الجماهير الصربية بهتافاتها، عُوقب على سلوكه وتم منعه من تغطية بقية مباريات البطولة من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.

تجاوزات قومية من كل جانب

لكن الهتافات ضد الصرب لم تكن الحادثة الأولى في بطولة أمم أوروبا 2024. وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" قد فرض بالفعل غرامة قدرها 10 آلاف يورو على الاتحادين الألباني والصربي لكرة القدم لكل منهما بعد الجولة الأولى من الدور التمهيدي لأن المشجعين رفعوا لافتات تحمل خرائط قومية.

وقدم المشجعون الألبان لافتة تحمل خريطة بلادهم مع حدود تمتد إلى الدول المجاورة خلال المباراة التي خسرها المنتخب الألباني أمام إيطاليا 2-1 يوم السبت (15 يونيو/ حزيران 2024) في دورتموند.

وخلال هزيمة الصرب 1-0 أمام إنجلترا في غيلزنكيرشن، ارتدى المشجعون الصرب قمصاناً تحمل شعار إقليم كوسوفو المستقل وعليها شعار "لا استسلام". ووُجهت أصابع الاتهام للاتحادين بـ "بث رسائل استفزازية لا تليق بحدث رياضي" باعتبارهما مسؤولين عن سلوك جماهير البلدين في الملاعب.

"لا استسلام" - المشجعون الصرب يظهرون خارطة لصربيا بما في ذلك كوسوفو خلال المباراة ضد إنجلترا (الحافة السفلية للصورة)صورة من: dts-Agentur/picture alliance

ويدرس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أيضاً فرض عقوبات محتملة على الدولي الألباني ميرليند داكو بعدما تداولت تقارير إعلامية أن المهاجم قد أدلى بتعليقات مهينة حول المقدونيين عبر مكبر الصوت أمام المشجعين بعد مباراة ألبانيا ضد كرواتيا. وأدان الاتحاد المقدوني لكرة القدم "الهتافات القومية" التي أطلقها داكو، واعتذر اللاعب في وقت لاحق.

تاريخ طويل من الكراهية المتبادلة

إن الأعمال والتصرفات العدائية الواضحة للعيان اليوم في بطولة أمم أوروبا 2024 لها تاريخ طويل وأدت إلى عدة حروب في أراضي يوغوسلافيا السابقة منذ يونيو/ حزيران 1991. في ذلك الوقت، ما أن أعلنت جمهوريتا سلوفينيا وكرواتيا اليوغوسلافيتان استقلالهما، حتى تعرضتا لهجوم من قبل الجيش الشعبي اليوغوسلافي الذي يهيمن عليه الصرب.

وبينما انتهى القتال مع سلوفينيا بعد عشرة أيام فقط، استمرت الحرب بين الصرب والكروات حتى نوفمبر/ تشرين الثاني 1995، ووقعت خلالها الكثير من جرائم الحرب على كلا الجانبين.

وفي أعقاب استفتاء أعلنت البوسنة والهرسك أيضاً في مارس/ آذار 1992 انسحابها من جمهورية يوغسلافيا، فاندلعت حرب البوسنة التي شارك فيها البوسنيون والكروات والصرب في قتال بعضهم البعض. واستمرت حرب البوسنة من عام 1992 حتى ديسمبر/ كانون الأول 1995 وأودت بحياة نحو 100 ألف شخص.

تبقى مذبحة سربرنيتسا واحدة من أسوأ جرائم الحرب في الحروب التي أعقبت تفكك يوغوسلافياصورة من: Amel Emric/AP/dpa/picture alliance

وشهد هذا الصراع أيضاً جرائم حرب، مثل التطهير العرقي وجرائم الاغتصاب الجماعي. ولعل  مذبحة سربرنيتسا  في يوليو/ تموز 1995، التي قتل فيها جنود صرب البوسنة بقيادة القائد العسكري راتكو ملاديتش نحو 8000 من البوسنيين المسلمين، معظمهم من الرجال والصبية، وبقيت هذه المذبحة الأكثر عمقاً في الذاكرة الجماعية للشعبين.

ومنذ عام 1996 فصاعداً، سادت في كوسوفو أيضاً ظروف شبيهة بالحرب الأهلية. هناك حارب جيش التحرير ومعظم جنوده من أصول ألبانية ضد القوات الصربية.

وفي فبراير/ شباط 1998 بلغ الصراع ذروته في حرب كوسوفو التي استمرت حتى يونيو/ حزيران 1999 بعد أن انخرط فيها حلف شمال الأطلسي "ناتو" أيضاً اعتبارًا من مارس/ آذار 1999 إثر رفض الرئيس الصربي آنذاك سلوبودان ميلوسيفيتش التوقيع على اتفاقية سلام.

ولم تعلن كوسوفو استقلالها إلا في فبراير/ شباط 2008، لكن صربيا والعديد من الدول الأخرى، بما في ذلك روسيا، لم تعترف بها بعد رسمياً.

يورو 2024 تُمثل تحديا أمنيا هائلا للسلطات الألمانية، لا سيما في ظل وجود تهديدات بالإرهاب

02:17

This browser does not support the video element.

أما الأعمال العدائية التي قام بها اللاعب الألباني ميرليند داكو ضد مقدونيا الشمالية، كما تسمى هذه الجمهورية اليوغسلافية السابقة رسمياً منذ 2019، فلها هي الأخرى تاريخ سياسي: فبعد استقلال مقدونيا عن يوغوسلافيا في سبتمبر/ أيلول 1991، حاول السكان الألبان في بعض مناطقها إقامة حكم ذاتي لهم.

كان الألبان أكبر أقلية عرقية في البلاد حيث بلغ تعدادهم أكثر من 500000 نسمة، وكان ينبغي إجراء استفتاء على الحكم الذاتي. بيد أن الحكومة المقدونية منعت ذلك، فشعر الألبان بالتهميش وهاجر الكثير منهم. وفي مارس/ آذار 2001 اندلعت انتفاضة مسلحة قام بها جيش التحرير الوطني قُتل فيها عدة مئات من الأشخاص ونزح بسببها قرابة 170 ألف شخص.

حرب باللافتات والأعلام

كما كانت هناك حوادث متكررة في مباريات كرة القدم، حتى قبل انطلاق بطولة أوروبا في ألمانيا. اللقاء الأول بين صربيا وألبانيا في أكتوبر/ تشرين الأول 2014 في التصفيات المؤهلة لبطولة أوروبا انتهى بالفوضى التي ما تزال حاضرة في الأذهان. فمع نهاية الشوط الأول، حلقت طائرة بدون طيار فوق ملعب بلغراد، وهي تحمل علماً يظهر خريطة لما يسمى بـ "الإمبراطورية الألبانية الكبرى"، بما في ذلك كوسوفو.

عندما قام اللاعبون الصرب بتمزيق العلم، اندلعت الاشتباكات على أرض الملعب وشارك فيها أيضاً البدلاء والمشجعون الصرب الذين اقتحموا الملعب.

"تم إلغاء المباراة واحتساب النتيجة مبدئيًا 3-0 لصالح صربيا. ومع ذلك، سحب الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" النقاط من الصرب وفرض غرامات مالية على كلا الاتحادين. انتهى النزاع حول نتيجة المباراة أمام محكمة التحكيم الرياضية الدولية (CAS)، التي حكمت في يوليو/ تموز 2015 بفوز ألبانيا بنتيجة 3-0."

تصاعدت وتيرة المباراة بين صربيا وألبانيا في أكتوبر/ تشرين الأول 2014 وتم إلغاؤهاصورة من: Koca Sulejmanovic/picture alliance/dpa

وفي عام 2010 تم إلغاء مباراة تصفيات بطولة أمم أوروبا بين  إيطاليا  وصربيا بسبب قيام المشجعين الصرب - من بين أمور أخرى - بإلقاء الألعاب النارية على أرض الملعب. كما حرق مثيرو الشغب الملثمون العلم الألباني، ورفعوا لافتات وأعلاماً كُتب عليها: "كوسوفو هي صربيا".

أثار لاعب المنتخب الكرواتي يوسيب سيمونيتش الكثير الجدل عام 2014، ما دفع الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إلى حظر مشاركته في بطولة كأس العالم بالبرازيل، وذلك بعد أن قام بعد إحدى مباريات التصفيات المؤهلة للبطولة بأداء تحية أوستاشا الفاشية. إضافة إلى ذلك، وُجهت الكثير من الانتقادات المتكررة لرفاق  لوكا مودريتش  بسبب قربهم من المغني اليميني المتطرف ماركو بيركوفيتش الذي يطلق على نفسه اسم تومسون.

دأب المشجعون الألبان - بما في ذلك في البطولات الأوروبية – على رفع شعار اتحاد كوسوفو مراراً وتكراراً على أعلامهم الوطنية أو يهتفون من خلال تشكيل رمز النسر ذي الرأسين بكلتا اليدين.

بالمناسبة، لا يفعل لاعبو ألبانيا وحدهم ذلك، بل وأيضاً لاعبو المنتخبات الأخرى من أصول ألبانية، مثل لاعبي  المنتخب السويسري  شيردان شاكيري وغرانيت تشاكا. ففي كأس العالم 2018، تمت معاقبتهم من قبل الفيفا لإظهارهم احتفال النسر المزدوج خلال مباراة سويسرا ضد صربيا.

أعده للعربية: ع.غ

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW