صرخة أممية في وجه آفة العنف ضد المرأة
٢٥ نوفمبر ٢٠٠٥واحدة من بين 6 سيدات في أنحاء العالم تعاني من العنف المنزلي، وبعضهن يتعرضن للضرب خلال فترة الحمل ومع ذلك تظل الكثيرات صامتات تجاه هذه الاعتداءات، وفقاً لما ذكرته منظمة الصحة العالمية أمس الخميس. وفي أول دراسة عالمية لها قالت المنظمة أن النساء اللاتي تساء معاملتهن جسديا أو جنسيا من المرجح أن يعانين أكثر من غيرهن من مشاكل صحية طويلة المدى، من ضمنها الحزن الشديد وخطر الانتحار. ودعت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إلى تغيير أساليب السلوك من خلال برامج التعليم وتدريب المزيد من موظفي الصحة والشرطة للتحقيق في حالات إساءة المعاملة.
العنف المنزلي أسبابه ساذجة
"النساء يتعرضن للخطر من العنف من جانب أشخاص معروفين لهن داخل المنزل أكثر من الغرباء في الشارع. وهناك شعور سائد بأن المنزل هو ملجأ آمن وان الحمل فترة محمية جدا، لكن ليس هذا هو الحال. العنف المنزلي يظل مستترا إلى درجة كبيرة"، حسب ما يقول لي جونج ووك المدير العام لمنظمة الصحة العالمية. وتستند الدراسة المسماة "صحة المرأة والعنف المنزلي ضد المرأة" إلى مقابلات أجريت مع أكثر من 24 ألف امرأة في عشر دول تراوحت بين اليابان وتايلاند إلى إثيوبيا وبيرو. وفي هذا السياق قالت وزيرة الصحة الأسبانية إلينا سالجادو الرئيس الحالي للتجمع الصحي السنوي للمنظمة أن "كل 18 ثانية في مكان ما في العالم تعاني امرأة من العنف أو إساءة المعاملة. وينبغي أن نضع حداً لهذه الممارسة المخجلة". وقال التقرير أن العنف المنزلي يمكن أن تنطلق شرارته من تأخير وجبة العشاء أو عدم إنهاء العمل المنزلي في الوقت المحدد أو عدم الطاعة أو رفض ممارسة الجنس. وفي كثير من الحالات توافق نساء على أنه من المبرر أن يضرب الرجل زوجته في ظروف معينة. ووفقا لكلوديا جارسيا مورينو منسقة هذه الدراسة فانه من ناحية الأعراض المرضية مثل الألم والدوخان والحزن والإجهاض، فإن دراسات أجريت على 15 تجمع حضري وريفي أظهرت نتائج متقاربة بشكل ملحوظ.
الاتحاد الأوروبي يدعو لمحاربة هذه الآفة
أما المفوضية الأوروبية فقد طالبت من جهتها الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بمكافحة العنف ضد المرأة. وبمناسبة محاربة العنف ضد المرأة قال مفوض العدل والشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي فرانكو فراتيني أن "مكافحة هذه الآفة التي تهدد الإنسانية واجب أخلاقي". وشدد فراتيني على أنه يجب على دول الاتحاد الأوروبي محاربة هذا الخطر الذي يهدد النساء عبر سن القوانين والتعليم والتعاون المشترك ودعم المؤسسات المعنية بحقوق المرأة. وتريد المفوضية تحقيق ذلك من خلال اتخاذ إجراءات قاسية ضد من يتاجرون بالنساء. وقد رصد الاتحاد الأوروبي مبلغ 50 مليون يورو لبرنامج مكافحة العنف (Daphne) للفترة ما بين عام 2004 وعام 2008. ووفقاً لمصادر المفوضية الأوروبية يتم سنوياً استغلال حوالي مليون طفل، معظمهم من الفتيات وتسخيرهن في تجارة الدعارة. وفي ألمانيا تقر أكثر من 40 % من النساء تعرضهن سواء للعنف الجسدي أو الجنسي وذلك منذ بلوغهن سن السادسة عشرة.
العنف ضد المرأة في العالم العربي
وبهذه المناسبة قامت المغرب اليوم كباقي البلدان بتنظيم حملة لرفع مستوى الوعي بالعنف الذي يمارس ضد المرأة في المنزل. ومن ضمن الأدوات التي استخدمتها الحملة الملصقات واللوحات التي تلقي الضوء على المشكلة وتقدم النصح للنساء حول كيفية الحصول على الدعم. وافتتح المغرب عددا من المراكز التي تقدم المساعدة والمأوى للنساء اللائي يتعرضن لإساءة المعاملة. وقد تم أيضاً إقرار كثير من القوانين التي تحمي النساء وتعاقب من يستخدم العنف ضدهن ولكن مازال هناك الكثيرون من يقولون أن القوانين ليست كافية لحماية النساء. وفي الخصوص قالت فاطمة بدران من رابطة المرأة العربية التي تتخذ من العاصمة المصرية القاهرة مقرا لها أن "سبب المشكلة ينبع من البيت ومن طريقة تنشئة الرجل" وأضافت أن "هذا كله ناتج عن الثقافة السائدة في مجتمعاتنا العربية، وأن النساء وللأسف الشديد هن ممن يساهمن أيضاً في هذه التربية الخاطئة. فهن يربين أبناءهم الذكور على أنهم هم الأفضل وأن من حقهم الاعتداء على أخواتهم البنات في البيت. هذه تربية وتنشئة وفكر ذكوري يتكاثر مع الرجال". وأكدت بدران في السياق ذاته على أن "النساء والفتيات مازلن يتعرضن للعنف وإساءة المعاملة في منازلهن وأن هناك الكثير من حالات العنف الجنسي والكثيرات يشعرن بأنهن غير قادرات على الحصول على مساعدة من السلطات".