صفاقس: "جولات سرية" لتوزيع الطعام والأدوية على المهاجرين
١٣ يوليو ٢٠٢٣
منذ الأسبوع الماضي، تنفذ الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات "جولات سرية" لتقديم الطعام والمسلتزمات الأساسية لمهاجرين مختبئين في شقق سكنية في صفاقس، ومن بينهم نساء حوامل وأطفال رضع.
إعلان
أجرى فريق مهاجرنيوز مقابلة مع المحامية نعمة نصيري، رئيسة فرع صفاقس للجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات، وعضوة الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، والتي تقوم مع فريقها بتنظيم "جولات سرية" لتوزيع الطعام والمستلزمات الأساسية على مهاجرين وأسرهم، ممن لا يزالون في مدينة صفاقس التونسية، لكنهم مختبئون في منازل وشقق في المدينة، خوفاً من الاعتداءات التي تطال المهاجرين منذ عدة أسابيع.
مهاجرنيوز: ما هو الحال في مدينة صفاقس حالياً؟ وكيف أثرت الأحداث الجارية على عمل جمعيتكم؟
نعمة نصيري: قبل الأزمة الحالية، كانت أبواب جمعيتنا مفتوحة للنساء المعنفات ومن يحتجن الدعم، من التونسيات والمهاجرات. كنا نستمع إلى قصصهن ونقدم لهن التوجيه القانوني. لكن ومنذ عدة أسابيع، بات الوضع معقداً جداً بالنسبة للنساء المهاجرات، وسط هجمات عنيفة واعتداءات وفوضى عارمة، وللأسف، كل هذا بفعل مواطنين تونسيين.
كما وردتنا معلومات عن وقوع حالات تحرش جنسي واغتصاب لنساء من أفريقيا جنوب الصحراء.
وصلتنا معلومات أخرى مفادها أن بعض الأحياء الشعبية تطلب (الإتاوات) من المهاجرين، وهي مبالغ من المال إذا لم يدفعونها تتم مهاجمتهم.
بالإضافة إلى ذلك، هناك عمليات الترحيل القسري، والتي تعتبر غير قانونية وتتنافى مع حرية الإنسان في الحركة، وشرعنا بمواجهتها قانونياً.
لكن حتى الأسبوع الماضي، لم تكن لدينا القدرة على تحديد أماكن نساء مهاجرات، وبالتالي لم يكن لدينا تصور عن كيفية تقديم المساعدة لهن، إلى أن تلقينا اتصالات أفادت بوجود بعض العائلات المهاجرة المختبئة في منازل وشقق في المدينة.
ما هي الظروف المعيشية التي تتواجد فيها هذه العائلات؟ وما طبيعة الخدمات التي تقدمونها لهم؟
نعمة نصيري: بعد بدء الهجمات على المهاجرين، قام بعض المؤجّرين التونسيين بالتستر على وجود مهاجرين في شققهم، وفي بعض الأحيان، فر مهاجرون من بيوتهم وانتقلوا للاختباء رفقة مهاجرين آخرين ممن لم تتم مهاجمتهم لجهل المواطنين بأماكنهم. تلقينا اتصالات من مهاجرين ومن مؤجّرين، وبناء عليها بدأنا بالتحرك لإرسال الطعام والماء والأدوية، والحليب والمستلزمات الصحية للرضع.
يتكدس المهاجرون في شقق صغيرة، دون القدرة على الخروج لشراء الطعام والماء، أو الحليب للأطفال الرضع. هم خائفون جداً، ولا يجرؤون على فتح الباب لأي شخص إلا إذا تأكدوا من هويته ومن أنه لن يهاجمهم.
أحد الأماكن التي زرناها كان عبارة عن حاوية معدنية، يعيش فيها 10 أشخاص، من بينهم نساء حوامل في الشهر الخامس والسادس، وأطفال لا تتجاوز أعمارهم الأربعة أشهر، في حرارة تتجاوز الـ45 درجة مئوية ودون وجود أي نوافذ في المكان. يغلقون البوابة الحديدة على أنفسهم من الداخل خوفاً من أي عمليات اقتحام.
حاولنا التنسيق مع الهلال الأحمر التونسي لإرسال طبيب لمعالجة أحد الأطفال المرضى، لكن العملية معقدة جداً لأننا نحاول التستر على أماكن هذه الشقق قدر المستطاع.
ما هي الصعوبات التي تواجهكم؟ وما تعليقك على ما تعيشه المدينة؟
نعمة نصيري: تواجهنا الكثير من الصعوبات للقيام بجولاتنا هذه، فعلينا أخذ الحيطة والحذر حفاظاً على سرية أماكن هذه المنازل ومن فيها، كما نقوم بشراء المواد التموينية والأدوية من عدة محال تجارية، حتى لا يشك الباعة في أنها لمهاجرين. ناهيك عن أن كل أعضاء فرقنا من النساء، ما يزيد من تعقيدات تنقلنا وسط الفوضى في المدينة.
ومن جانب آخر، مواردنا المادية محدودة، فنحن جمعية تقدم التوجيه القانوني بشكل رئيسي، ولا نملك التمويل الكافي للقيام بهذا النوع من العمل الإنساني، ومن هنا يجب أن نطرح السؤال: إلى متى يمكننا الاستمرار في تقديم هذه المساعدات؟ المجتمع المدني سيصل إلى نقطة العجز عاجلاً أم آجلاً، لذا يجب على الدولة تحمل مسؤولياتها، وفتح أماكن إيواء جماعية وآمنة لهؤلاء المهاجرين.
2023 الأكثر خطورة للاجئين.. معاناة مستمرة ومأساة تتفاقم!
يوما بعد يوم تتفاقم مأساة اللاجئين، ويعتبر 2023 الأكثر مأساوية إذ شهد النصف الأول منه غرق المئات من المهاجرين. في هذه الصور نسلط الضوء على محنة ومعاناة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم بمناسبة يوم اللاجئ العالمي.
صورة من: Fabrizio Villa/Getty Images
الأمل بعيدا عن الديار
اختارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الشعار: الأمل بعيدا عن الديار، للاحتفال بيوم اللاجئ العالمي لهذا العام. وهي تريد أن تركز فيه على "إﻳﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ وﻋﻠﻰ ﻗﻮة اندماجهم". وترى المفوضية أن ذلك يعد اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷﻛﺜﺮ "ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ" لتمكينهم من بدء حياة جديدة في اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﻀﻴﻔﺔ ﻟﻬﻢ.
صورة من: Tessa Walther/DW
أسباب عديدة..
أسباب عديدة تجبر الناس على ترك أوطانهم واللجوء إلى دول أخرى طلبا للأمن. ولعل الحروب والنزاعات المسلحة هي السبب الأبرز، إلى جانب الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والاضطهاد لأسباب سياسية أو دينية أو ثقافية أو غيرها من الأسباب الشخصية.
صورة من: Nicoletti/dpa/picture alliance
تغير المناخ والكوارث الطبيعية
المناخ أيضا بات سببا للهجرة والنزوح حول العالم. فالظواهر المناخية المتطرفة والكوارث البيئية مثل الجفاف والعواصف المدمرة والفيضانات حول العالم ولاسيما في النصف الجنوبي للكرة الأرضية الذي يعاني من الفقر والصراعات، تدفع ملايين الناس للهجرة والنزوح ولاسيما للدول المجاورة.
صورة من: Orlando Sierra/AFP/dpa/picture-alliance
110 ملايين نازح ولاجئ حول العالم
ارتفع عدد النازحين حول العالم في عام 2022، جراء الصراعات والمجاعات وتغير المناخ، ليصل إلى مستوى قياسي تجاوز المائة مليون نازح، حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وتقول المفوضية إن الاتجاه التصاعدي لم يظهر أي علامة على التباطؤ في عام 2023 حيث دفع الصراع في السودان إجمالي عدد النازحين في العالم إلى ما يقدر بنحو 110 ملايين نازح بحلول أيار/ مايو الماضي.
صورة من: Blaise Dariustone/DW
السودان..هروب جماعي من ويلات الحرب
شرّدت الحرب المستعرة منذ شهرين في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من 2,5 مليون سوداني، بين نازح ولاجئ، ولاسيّما في دارفور. ويعاني السودان أصلا من الصراعات والنزوح منذ اندلاع أزمة دارفور في عام 2003. وبحلول نهاية عام 2022، كان هناك أكثر من 3.7 مليون شخص من النازحين داخلياً، يعيش معظمهم بمخيمات في دارفور. ويعيش 800 ألف سوداني آخر كلاجئين في دول مجاورة مثل تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا.
صورة من: Gueipeur Denis Sassou/AFP
حرب أوكرانيا
الحرب في أوكرانيا كانت السبب الرئيسي للنزوح في عام 2022. وقد ارتفع عدد اللاجئين الأوكرانيين من 27 ألف لاجئ في نهاية عام 2021 إلى 5,7 مليون في نهاية عام 2022، وهو ما يمثل أسرع تدفق للاجئين في أي مكان منذ الحرب العالمية الثانية، حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
صورة من: Jens Schicke/IMAGO
حلم الفردوس الأوروبي
تعتبر أوروبا الوجهة الأولى للنازحين والمهاجرين من نصف الكرة الجنوبي ويحلم الملايين بالفردوس الأوروبي ويغامرون بحياتهم من أجل ذلك، من خلال محاولة عبور الصحراء الكبرى والبحر المتوسط أو عبر طريق البلقان أو حتى الغابات الشاسعة بين بيلاروسيا وبولندا ودول البلطيق.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/dpa/picture alliance
المتوسط مقبرة المهاجرين
يعتبر عبور البحر الأبيض المتوسط من أخطر الطرق التي يسلكها المهاجرون حول العالم، حيث غرق أو فقد أكثر من 26 ألف مهاجر في البحر المتوسط منذ عام 2014. ولعل عام 2023 كان الأكثر مأساوية حيث شهد النصف الأول من هذا العام غرق مئات المهاجرين، وآخر حادثة مأساة السفينة التي غرقت قبالة السواحل اليونانية وكان على متنها نحو 750 مهاجرا لم يتم إنقاذ سوى 104 منهم.
صورة من: Gianluca Chininea/AFP
عبء كبير على أوروبا
يشكل اللاجئون عبئا كبير على الدول الأوروبية، وهو ما يدفعها للتشدد في هذا الملف والبحث عن حلول وسياسة لجوء مشتركة. وبعد مفاوضات طويلة واجتماعات ماراثونية توصل وزراء داخلية الدول الأعضاء إلى صيغة للإصلاح الشامل لإجراءات اللجوء وملف الهجرة المطروحة منذ سنوات.
صورة من: Darko Vojinovic/dpa/AP/picture alliance
البحث عن شراكات في شمال أفريقيا
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق والتوصل إلى شراكات مع دول شمال أفريقيا ويخوض مفاوضات صعبة مع تلك الدول، ويحاول تقديم مساعدات وإغراءات مالية لتلك الدول بغية إقناعها بالتعاون مع أوروبا في التصدي للهجرة غير الشرعية وتدفق المهاجرين. وفي هذا السياق عرض الاتحاد الأوروبي مساعدات بأكثر من مليار يورو على تونس.
صورة من: Italian Premier Office/AP/picture alliance
عبور السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا
السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا يشهد دائما محاولات عبور مستمرة، بعضها جماعية مثلما حدث الصيف الماضي حين حاول مئات المهاجرين عبور السياج الحدودي من المغرب إلى جيب مليلة الإسباني في 24 حزيران/ يونيو 2022، وتصدت لهم قوات الأمن وقتل ما لا يقل عن 37 مهاجرا.
صورة من: Javier Bernardo/AP/dpa/picture alliance
استمرار مأساة اللاجئين السوريين
ورغم مرور 12 عاما على الأزمة السورية ونزوح وملايين السوريين من ديارهم، لا يزال الملايين ينتظرون العودة من مخيمات اللجوء ولاسيما في لبنان والأردن وتركيا إلى ديارهم. فيما يحاول كثيرون منهم عبور الحدود اليونانية التركية للوصول إلى أوروبا.
إعداد: عارف جابو