1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صفية س. – فتاة تُحاكمُ في ألمانيا بتهمة دعم "داعش"

٢٠ أكتوبر ٢٠١٦

بدأت في ألمانيا محاكمة فتاة على صلة بتنظيم "داعش"، بتهمة محاولة القتل ودعم تنظيم إرهابي أجنبي، بعدما طعنت شرطيا في هانوفر قبل نحو ثمانية شهور. وقرر القضاة أن تكون المحاكمة مغلقة بالكامل "لحماية المتهمة" من الإعلام.

Polizei Safia S. Messerattacke in Hannover
صورة من: Polizei

وسط إجراءات أمنية مشددة مثلت الفتاة صفية س. البالغة من العمر 16 عاما أمام قضاة محكمة الولاية العليا في مدينة "تسيله" بولاية سكسونيا السفلى الألمانية الخميس (20 أكتوبر/ تشرين الأول 2016). كانت صفية ترتدى حجابا وملابس معتادة ونظارة سوداء، وبدت متحفظة وخافضة نظرها إلى الأرض قليلا. وقالت في بداية الجلسة لرئيس المحكمة إن بإمكانه أن يناديها بصفية ويتحدث معها بصيغة ضمير المخاطب "أنت". أكثر من ذلك لن يرى ولن يسمع الرأي العام شيئا من جلسات المحاكمة، فقد قررت المحكمة أن تكون الجلسات مغلقة بالكامل "لحماية المتهمة" من الاستعراض الإعلامي والوسم بأوصاف تضر بها.

صفية طعنت شرطيا بسكين في محطة القطار بمدينة هانوفر في فبراير/ شباط الماضي، ويبدو أن العملية كانت أول تكليف داخل ألمانيا من قبل تنظيم "داعش"، حسب قناعة السلطات المسؤولة. ويتهم المدعي العام الألماني التلميذة المراهقة بـ"محاولة القتل والضرب وإلحاق جروح ودعم منظمة إرهابية أجنبية". وقد يُحكم على المراهقة بالسجن عشر سنوات إذا أدينت بتلك التهم.

وكشفت مشاهد كاميرا المراقبة داخل محطة القطار عن ملابسات طعن الشرطي في عنقه ملحقة به جروحا بالغة، قبل أن يسيطر عليها شرطي آخر. لاحظ الشرطيان أن الفتاة توجه أنظارها إليهما بشدة وتتابعهما بشكل غريب، فشكَّا في أمرها وطلبا منها إبراز هويتها وعندئذٍ وجهت صفية طعناتها للشرطي.

مدخل مبنى المحكمة التي تنظر في ملف قضية صفية س. بمدينة تسيلهصورة من: picture-alliance/dpa/S. Prautsch

التحقيقات المتصلة بالهاتف النقال للفتاة صفية أظهرت أنها كانت لها اتصالات مع ميليشيا "داعش" الإرهابية. كما أفادت تقارير صحفية في ألمانيا أن الفتاة مجدت في كتاباتها عبر الهاتف الاعتداءات الإرهابية، التي وقعت في باريس في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015. وعليه تتساءل السلطات الألمانية عن مسار هذه الفتاة، وكيف اقتنعت بأفكار تمجد العنف.

ويبدو أن صفية س.،التي تحمل الجنسية الألمانية والمغربية، كانت تعيش حياة عادية مثل قريناتها، ولها ذوق فني مثل الآخرين وتخزن على هاتفها صورا لها مع صديقاتها. ويُذكر أن أبوي الفتاة منفصلان منذ مدة، وأنها عاشت في حضن أمها، المنحدرة من المغرب، والتي ربتها تربية محافظة.

هل قللت السلطات من الخطر؟

في التاسعة من عمرها أي في عام 2009 شوهدت صفية في مقطع فيديو على موقع "يوتوب" مع الداعية الإسلامي المثير للجدل في ألمانيا بيير فوغل. وتكشف التحقيقات أن سلطات الأمن في ولاية سكسونيا السفلى كانت على دراية بتلك الفيديوهات قبل حصول الطعنة بالسكين في محطة القطار. بل إن هيئة حماية الدستور (المخابرات الداخلية الألمانية) تحركت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2014 ضد الفتاة بتهمة الإعداد لعمل جنائي.

ويبدو أن المراهقة صفية لها أيضا اتصالات مع شاب ألماني سوري عمره 19 عاما يواجه هو الآخر محاكمة للاشتباه بأنه كان على علم بخطة الفتاة صفية دون الإبلاغ عنها. وتمكن هذا الشاب من الفرار، إلا أنه جرى اعتقاله في اليونان في سبتمبر/ أيلول الماضي، وأُعيد إلى ألمانيا قبل بدء محاكمة الفتاة في هانوفر.

لماذا وقع الهجوم بالسكين؟

التحول الفكري الراديكالي لدى صفية لاحظته أيضا عائلتها، فجدتها أبلغت الشرطة، وفي منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي تواصلت الشرطة مع الفتاة، ليتم أول لقاء بينها وبين الشرطة في منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي. وتشير السلطات المعنية إلى أن الميول الراديكالية لصفية اتضحت من خلال سفرها في الـ 22 من يناير/ كانون الثاني إلى اسطنبول، وكانت تريد السفر إلى سوريا للالتحاق بتنظيم "داعش".

وقبل ذلك بأسابيع قليلة سافر شقيقها، الذي اعتقلته السلطات التركية على الحدود السورية. وبعد عودته إلى هانوفر أُدخل الشاب البالغ من العمر 18 عاما مستشفى للأمراض النفسية. وأبلغت والدة صفية السلطات عن غياب ابنتها، بل وسافرت الوالدة تبحث عن ابنتها، وحالت دون عبورها إلى سوريا، وعادت معها في فبراير الماضي إلى هانوفر حيث صادر رجال الشرطة الهاتف النقال لصفية في المطار لترجمة ما تخزن من خطابات في الاتصالات التي أجرتها.

محطة القطار بمدينة هانوفر حيث طعنت الفتاة الشرطي الألماني قبل أن يسيطر عليها زميلهصورة من: picture alliance/dpa/H. Hollemann

رغم الإنذار، السلطات ترتكب أخطاء

وأفادت التحقيقات عن وجود إخفاقات من جانب سلطات الأمن، التي يتساءل البعض عما إذا كان بمقدورها تفادي الخطر منذ إلقاء القبض على الفتاة في فبراير/ شباط الماضي. إدارة المدرسة الثانوية، التي كانت تدرس فيها المراهقة اتصلت هي الأخرى بالشرطة. وطبقا لبيانات الادعاء العام، تلقت الفتاة تكليفا من ميليشيا "داعش" الإرهابية  في إسطنبول للقيام باعتداء. وأوضح الادعاء العام الألماني بمدينة كارلسروه أن الفتاة أجرت اتصالا عبر الإنترنت مع أعضاء من "داعش"، وأرسلت لهم فيديو تعترف فيه بنيتها في تنفيذ الهجوم قبل يوم من وقوع الجريمة.

سابرينا بابست/ م.أ.م

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW