محمد صلاح، ساديو ماني ورياض محرز، الثلاثة رشحوا في القائمة النهائية لجائزة أفضل لاعب أفريقي. ألقاب مهمة فاز بها الثلاثة في الدوري الإنجليزي، لكن هل تحسم أمم أفريقيا السباق؟
إعلان
قبل أيام كشف الاتحاد الأفريقي لكرة القدم "كاف" عن القائمة النهائية للمرشحين للفوز بجائزة أفضل لاعب أفريقي لعام 2019. ولم يحمل الاعلان عن الثلاثي مفاجأة تذكر، فكما كان متوقعا صعد إلى القائمة النهائية المصري محمد صلاح، إلى جانب زميله في ليفربول الإنكليزي السينغالي ساديوماني، أما الثالث فهو الجزائري رياض محرز لاعب مانشستر سيتي الإنكليزي.
ولأن حفل توزيع الجوائز في السابع من كانون الثاني/يناير المقبل، مقرر في الغردقة، فإن جمهور مصر يتطلع للاحتفال بنجم "الفراعنة" على أرضه، غير أن طريق محمد صلاح للتتويج مجددا بجائزة رفعها عاليا قبل عامين، لن يكون سهلا فمانيه ومحرز بدورهما نقشا عام 2019 بحروف من ذهب.
انجازات في فريق واحد
بحكم أن ماني وصلاح يلعبان بقميص واحد، قميص ليفربول الإنجليزي، فإن انجازات الاثنين تبقى متطابقة نسبيا، فكلاهما توج بثلاثة ألقاب مع كتيبة المدرب يورغن كلوب:
لقب دوري أبطال أوروبا في الأول من حزيران/ يونيو الماضي على حساب توتنهام الإنجليزي.
لقب كأس السوبر الأوروبي في منتصف شهر أغسطس/آب على حساب تشيلسي.
وأخيرا بطولة كأس العالم للأندية السبت الماضي (21 ديسمبر/ كانون الأول) على حساب فلامنغو البرازيلي، في بطولة احتضنتها قطر، البلد المنظم لمونديال 2022.
كما حصد كل من ماني وصلاح المركزين الرابع والخامس على التوالي في السباق على جائزة الكرة الذهبية التي أحرزها في نهاية المطاف الأرجنتيني ليونيل ميسي أسطورة برشلونة الإسباني للمرة السادسة في مسيرته.
أمم أفريقيا..خيبة للاثنين
هذا التقاطع نجده أيضا في مسيرة الاثنين في بطولة الأمم الإفريقية التي أقيمت الصيف الماضي وفاز بلقبها "محاربو الصحراء"، وإن كانت انتكاسة مانيه بدرجة أقل. فصلاح خرج مع منتخب بلاده من دور الثمن للبطولة الأفريقية، إثر خسارة أمام جنوب إفريقيا، وهو الأمر الذي تسبب في صدمة قوية لدى مشجعي المنتخب المصري، حتى أن بعضهم سخر من محمد صلاح وشبهه بميسي حين يلعب للأرجنتين، وذلك عكس ميسي المدافع عن برشلونة الإسباني.
ماني كان أحسن حال من صلاح، فعلى الأقل تأهل مع منتخب السنغال إلى نهائي البطولة، لكن اللقب انتزعته الجزائر. وكان ماني قد صرح قبل أسابيع من انطلاق البطولة القارية، أنه كان يود استبدال لقب دوري الأبطال مع ليفربول بلقب كأس أمم أفريقيا مع "أسود التيرانغا".
في الأخير تبخر حلمه رغم محاولاته في النهائي عبر بعض التحركات والمناوشات والمحاولات الهجومية في هزّ شباك الجزائر، غير أن ذلك بقي بلا فائدة وغابت عن أدائه تلك الفاعلية التي تميزه مع ليفربول.
محرز قائد "المحاربين"
ألقاب رياضمحرز مع كتيبة الإسباني بيب غوارديولا بدورها عديدة. فقد فاز بالرباعية المحلية مع مانشستر سيتي، أي لقب الدوري وكأس الاتحاد الإنكليزي وكأس الرابطة إضافة إلى درع المجتمع.
لكن فوز محرز بلقب الأمم الأفريقية تحت قيادة المدرب جمال بلماضي، هو العنوان الأبرز قاريا.
وأُشيدَ بقوة بالدور الذي لعبه رياض محرز قائد "الخضر" في هذه البطولة، ليس فقط لأنه فرض نفسه مقابل إخفاق السينغالي ساديو مانيه والمصري محمد صلاح، وإنما نظرا لما قدمه لـ"المحاربين" على "أرض الميدان"، لكونه لعب دور "القائد" على أكمل وجه، خاصة في المواقف الحرجة وعند فك شيفرة الدفاعات المستعصية، وذلك بشهادة مدربه بلماضي الذي قال عنه: "إن لاعبين مثل رياض محرز، يقودون فريقا بأكمله إلى النهائي. وهو فعلا قائد حقيقي وهذا هو دوره".
و.ب
الجزائر تظفر بلقبها الأفريقي الثاني بجدارة.. رحلة الذهب في صور
كلل محاربو الصحراء مشوارهم في بطولة الأمم الأفريقية التي استضافتها مصر بالذهب. خطف الجزائريون العلامة الكاملة في الدور الأول، ثم تخطوا بجدارة كل من غينيا وكوت ديفوار ونيجيريا ليصلوا إلى المباراة النهائية مع السنغال.
صورة من: picture-alliance/AA/F. Batiche
مرشح من بين آخرين أقوياء
قبل انطلاق النسخة 32 من كأس أمم أفريقيا بمصر 2019، اتجهت الترشيحات بقوة إلى السنغال ومصر، كأقوى مرشحين للفوز بالبطولة، مع التأكيد على ترشيح ثلاثة منتخبات أخرى للفوز باللقب هي المغرب وتونس والكاميرون. وبالطبع هناك من تحدث أيضا عن فرص الجزائر في الفوز، مثلها مثل كوت ديفوار (ساحل العاج).
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Schalit
"نحن هنا" بينما الآخرون يتراجعون
مع انطلاق البطولة في 21 يونيو/ حزيران ظهر منتخب مصر فريقا يعاني من مشاكل كثيرة. أما منتخب السنغال فكان بعيدا عن مستواه، وكذلك المغرب والكاميرون، في أولى المباريات. بينما لم تكن تونس مقنعة اطلاقا في دور المجموعات. وقع منتخب الجزائر في المجموعة الثالثة مع السنغال وتنزانيا وكينيا، وفاز في أولى مبارياته على كينيا ليقول محاربو الصحراء "نحن هنا".
صورة من: picture-alliance/Zuma/U. Pedersen
بلماضي يصنع منتخبين
بعد تجربة دامت نحو 8 سنوات في قطر عاد المدرب الجزائري جمال بلماضي (43 عاماً) لتدريب منتخب بلاده في أغسطس/ آب 2018. ويظهر دور بلماضي جليا عند المقارنة مع أداء الجزائر في البطولة السابقة بالغابون 2017 والتي أقصي منها من دور المجموعات بعد تعادلين وهزيمة. واستطاع المدرب الوطني أن يكون منتخبين للجزائر في آن واحد في مصر 2019، لاعبو أحدهما فوق أرض الملعب أما الآخر فلاعبوه على مقاعد البدلاء.
صورة من: picture-alliance/empics/R. Wilkisky
فريق العلامة الكاملة بحق
وعلى عكس بطولة الغابون، حققت الجزائر العلامة الكاملة في دور المجموعات فبعد الفوز على كينيا فازت على السنغال 1- صفر، ثم على تنزانيا 3-صفر، علما أن الفريق أدى أمام تنزانيا بـ9 لاعبين من البدلاء. ورغم أن مصر والمغرب حققتا أيضا العلامة الكاملة إلا أن الجزائر كانت الأكثر اقناعا في كل شيء: أداء ونتيجة.
صورة من: Reuters/A.A. Dalsh
ثلاثية جديدة في دور الـ16
حمل دور الـ16 مفاجآت غير سارة للفرق العربية فخرج المغرب أمام بنين بركلات الترجيح وخرجت مصر أمام جنوب أفريقيا بهدف في الوقت القاتل. وفي حين نجحت تونس في الفوز على غانا بركلات الترجيح، خطف منتخب الجزائر قلوب كل المتابعين عندما فاز بجدارة على غينيا 3- صفر.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/A. Schalit
صعود دراماتيكي إلى نصف النهائي
في دور ربع النهائي واجهت الجزائر كوت ديفوار، وتقدمت بهدف فيغولي في الدقيقة 20. وفي الدقيقة 48 أهدر بغداد بونجاح (الصورة) ركلة جزاء كانت كفيلة بـ"قتل المباراة". وتعادل كوت ديفوار في الدقيقة 61، ليعود بونجاح ويهدر فرصة هدف آخر، ويبكي بحرقة، وهو على مقاعد البدلاء، لكن فريقه يتغلب في النهاية بركلات الترجيح لينهمر اللاعبون والمدرب بالبكاء من الفرح. ويصرح بلماضي أن فريقه "لن يفرط في التتويج باللقب".
صورة من: Reuters/S. Salem
محرز يخطف التأهل في آخر ثانية
في نصف النهائي تقابلت الجزائر مع نيجيريا. هنا أيضا تقدمت الجزائر بهدف في الشوط الأول وتعادلت نيجيريا في الشوط الثاني. ومن كثرة المجهود البدني بدا أن لاعبي الفريقين يفضلون الذهاب للوقت الإضافي. غير أن الجزائر حصلت على ركلة حرة قرب منطقة جزاء نيجيريا سددها النجم رياض محرز باقتدار في مرمى الحارس النيجري ليعلن الحكم بعدها انتهاء المباراة وصعود محاربي الصحراء للنهائي للقاء السنغال التي فازت على تونس.
صورة من: Getty Images/AFP/J. Soriano
بونجاح يهدي بلده اللقب بهدف غريب
وسط حضور جماهيري جزائري كبير بإستاد القاهرة مساء الجمعة (19 يوليو/ تموز 2019) كررت الجزائر انتصارها على السنغال، بهدف وحيد أيضا، سجله بغداد بونجاح في الدقيقة الثانية من المباراة. سدد مهاجم السد القطري كرة عند حدود منطقة الجزاء فارتطمت بقدم المدافع ساليو سيس وبدلت اتجاهها لتخدع الحارس ألفريد جوميز وتسكن شباكه. وضغط السنغاليون لتعديل النتيجة لكن بدون فعالية، لتحرز الجزائر لقبها الثاني بعد 1990.
صورة من: Reuters/S. Salem
المتألق بن ناصر يلحق بماجر في القائمة الذهبية
واختير حارس الجزائر رايس مبولحي أفضل حارس بالبطولة، كما فاز زميله إسماعيل بن ناصر بجائزة أفضل لاعب لتقديمه أداء رائعاً خلال البطولة، حيث صنع ثلاثة أهداف لزملائه، آخرها الهدف الذي سجله بونجاح في النهائي أمام السنغال.
وبذلك يصبح إسماعيل بن ناصر، لاعب إيمبولي الإيطالي، ثاني جزائري يفوز بتلك الجائزة على مدار تاريخ كأس الأمم الأفريقية بعد مواطنه رابح ماجر الذي أحرز اللقب عام 1990. إعداد: صلاح شرارة