"صلوات من الخصر" : الكتاب الأكثر مبيعاً لهذا العام؟
١٦ أغسطس ٢٠١١"البست سيلر" أو الكتب الأكثر مبيعاً ظاهرة بدأت تفرض نفسها على سوق الكتاب في كل أنحاء العالم. وقد شهدت المنطقة الألمانية في السنوات الأخيرة ظهور كتب تبيع ما يزيد عن مليون نسخة، وتظل طوال شهور على رأس قائمة أفضل المبيعات، متصدرةً عناوين الصحف والمجلات الأدبية. من هذه الكتب رواية "مناطق رطبة" للكاتبة الألمانية شارلوته روش التي صدرت في عام 2008.
بروايتها الأولى حققت شارلوته روش نجاحاً كبيراً في ألمانيا، إذ باعت الروائية حتى الآن نحو مليوني نسخة، وحصدت معها الكاتبة الشهرة والثروة معاً. في "مناطق رطبة" تحدثت روش بأسلوب مفعم بالتهكم والسخرية وبصراحة فاضحة وصادمة عن كل الفتحات في جسد بطلتها البالغة من العمر ثمانية عشر عاماً، وعن ممارساتها الجنسية المفضلة مع عشاقها أو من تتصيدهم لليلة، وعن خبراتها في المواخير مع العاهرات.
سرعان ما تُرجمت تلك الرواية إلى عديد من اللغات، وتحولت إلى عرض مسرحي مثير. هذا مع أن روش لقيت في البداية الرفض عندما تقدمت بروايتها إلى دار نشر "كيبنهوير وفيتش"، إذ اعتبرت الدار العريقة والرصينة "مناطق رطبة" إباحية وغير مناسبة لبرنامج الدار، فذهبت روش إلى دار أخرى أدركت على الفور ما تحتويه الرواية من جاذبية وإثارة لفضول القراء.
"مناطق رطبة" هي نموذج صارخ لرواية "البست سيلر" – وهي رواية كسرت آخر التابوهات المتعلقة بالجنس في الرواية الألمانية. وقبل أيام صدرت الرواية الثانية لروش بعنوان "صلوات من الخصر"، وسبقَ صدور الرواية حملة دعائية ضخمة ضمنت للرواية أن تتصدر لأيام صدر الصفحات الأدبية في كبريات الصحف الألمانية - فهل تحول روايات كهذه الأدب إلى سلعة؟
المكتبات تستعد لـ"بست سيلر" جديد
عند الدخول إلى مكتبة من المكتبات الكبيرة في ألمانيا يلاحظ المرء وجود طاولة بجوار المدخل مباشرة، وعليها تتراص الكتب التي ترشحها المكتبة للقراء، ومعظمها من الكتب الأكثر مبيعاً. في مكتبة "دوسمان" في برلين تتربع مائة وخمسون نسخة من رواية روش الجديدة على طاولة "البست سيلر" –هذا على الأقل ما تعول عليه دار النشر التي طبعت نصف مليون نسخة في الطبعة الأولى، وهو ما لم يحدث مع روايات كبار الروائيين الألمان، مثل غونتر غراس أو مارتين فالزر أو باتريك زوسكيند.
تحاول دار النشر استغلال نجاح "مناطق رطبة" لتسويق "صلوات من الخصر" – رغم أن عديداً من النقاد اعتبر الرواية الأولى من الأدب الرخيص، لكنه كان أدباً مستفزاً ومثيراً بالنسبة لكثير من القراء. أمام ميكروفون دويتشه فيله لم يرد أحد في المكتبة أن يعترف أنه قرأ "مناطق رطبة" أو أنه يريد شراء "صلوات من الخصر".
إذا ما طالعنا "صلوات من الخصر" فسنجد أنها تكملة لرواية "مناطق رطبة". البطلة هنا تبلغ من العمر ثلاثين عاماً، متزوجة ولديها طفلان. وكالرواية الأولى تمتلئ "صلوات من الخصر" بالتفاصيل الجنسية المثيرة، غير أنها تتحدث أيضاً عن معاناة البطلة النفسية ومخاوفها، بل والصدمة التي تعيشها منذ مصرع إخوتها الثلاثة في حادث سيْر، وإصابة أمها خلال الحادث إصابة شديدة. كانت الأم والإخوة في طريقهم لحضور عرس البطلة مما يعمق من شعور الصدمة والإحساس بالذنب لدى البطلة. عبر الجلسات التي تجريها البطلة مع طبيبة نفسية تتحدث الكاتبة بصراحة عما عايشته هي، أو على الأقل هذا ما يعتقده القارئ لدى مطالعة الرواية، أو كما تقول بيانكا كرومر، المسؤولة عن التوزيع في إحدى المكتبات الكبرى: "أعتقد بالفعل أن الرواية تعتمد على تفاصيل من حياة شارلوته روش. الرواية لها مضمون بالطبع، لكن الأهم هو أنها تكسر التابوهات بصراحة لا حياء فيها."
نادين فويتشك / سمير جريس
مراجعة: سمر كرم