1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صناعة السيارات الألمانية تتحدى الأزمة

١ أغسطس ٢٠١٢

في الوقت الذي تحقق فيه الشركات الألمانية لصناعة السيارات الفاخرة أرباحا قياسية، تعاني شركات صناعة السيارات في كل من فرنسا وإيطاليا من تراجع قوي في المبيعات. ويتسبب هذا التطور في اتساع الفجوة في هذا القطاع داخل أوروبا.

Die Front des BMW i8, ein Plug-In-Hybridsportwagen, am Mittwoch (26.10.2011) zum Richtfest einer neuen Produktionshalle in Leipzig. Der Autobauer BMW erweitert sein Werk in Leipzig. Von 2013 an sollen hier Elektroautos mit Carbonfaser-Karosserie montiert werden. Der Konzern investiert das Werk 400 Millionen Euro und schafft neue 800 Arbeitsplätze. In Leipzig entsteht damit das weltweit erste Carbon-Presswerk. Im bestehenden Werk werden mehrere BMW 1er-Modelle und der kleine Geländewagen BMW X1 produziert. Foto: Peter Endig dpa/lsn +++(c) dpa - Bildfunk+++
صورة من: picture alliance/dpa

تعكس البيانات الرسمية أن شركات صناعة السيارات الألمانية "أودي" و "دايملر" و "بي إم دبليو" تهيمن على سوق سيارات الفئة الأولى أي الفاخرة. وتستحوذ الشركات الثلاث المذكورة في السوق العالمية على 80 في المائة لهذه الفئة من السيارات، تاركة المنافسة خلفها بمسافة كبيرة. وتتطلع الشركة الأم لأودي أي فولغسفاغن إلى أن تصبح بحلول عام 2018 أكبر شركة منتجة للسيارات في العالم.

وفي الوقت الذي يستثمر فيه منتجو السيارات الألمانية المليارات في تشييد مصانع إنتاج جديدة وابتكار تقنيات حديثة، أعلنت مجموعة بوجو وسيتروين الفرنسيتين عزمها إغلاق بعض المصانع وتسريح عدد من العمال. كما أن شركة فيات الإيطالية لصناعة السيارات تواجه صعوبات كبيرة، وتطالب بفرض قوانين أوروبية صارمة لتقنين مستويات انبعاثات الغازات السامة، حيث إنها تأمل بذلك في ضمان امتيازات لها كشركة منتجة للسيارات صغيرة الحجم.

جانب من أحد مصانع مرسيدس الألمانيةصورة من: AP

فجوة بين الشمال والجنوب حتى في السيارات

الوضع السائد بين شركات إنتاج السيارت في أوروبا يعكس أيضا الفوارق القائمة بين الدول المعنية بأزمة اليورو، أي بين دول الشمال والجنوب. ويلاحظ المراقبون بداية معركة منافسة قوية في منح تخفيضات. فرديناند دودينهوفر من جامعة دويسبورغ ـ إيسن يقول في هذا السياق: "يوجد حاليا أعلى تخفيض في السوق الألمانية، تم إلى حد الآن رصدها. هذا يبين في الوقت نفسه أنه ليست أوروبا الجنوبية فقط هي المتأثرة بأزمة الديون، بل حتى سوق السيارات الألمانية، أهم سوق للسيارات في أوروبا تضعف هي الأخرى".

وتخسر شركات صناعة السيارات الفرنسية والإيطالية بسبب الأزمة أهم أسواقها الواقعة في جنوب أوروبا. في المقابل نجد أن الشركات الألمانية تنشط على مستوى العالم. فالسوق الأمريكية تشهد حاليا انتعاشا جديدأ، وهناك ُيسجل إقبال على السيارات الفاخرة، كما إن الصين تظل سوق متنامية حيث تبيع شركة فولكسفاغن 30 في المائة من مجموع سياراتها هناك.

وبفضل النجاحات في آسيا وأمريكا الشمالية لا يتأثر منتجو السيارات الألمانية بالمشاكل المسجلة في أوروبا التي يتوقع لها أن تتفاقم في المستقبل، كما يؤكد ذلك دودنهوفر بقوله:"في أوروبا يجب توقع تقليص في وسائل الإنتاج وإغلاق مصانع، وأن يواجه موردون صعوبات، لاسيما في جنوب أوروبا. ويعني هذا أن الآفاق لاتشير الى الأفضل.

وفي فرنسا تحاول الحكومة الاشتراكية الجديدة مواجهة أزمة قطاع السيارات في البلاد عبر تقديم دعم حكومي. كما تريدالدولة فقط سيارات كهربائية للمواصلات داخل المدن، بالإضافة إلى أنه يمكن لشركات صناعة السيارات والموردين الذين يعانون من مشاكل الحصول على قروض مع تسهيلات.

فردناند بيش، رئيس مجموعة فولكسفاغن (يمين)صورة من: Reuters

صناعة السيارات الفرنسية والايطالية تخسر زبائنها في الجنوب

أيضا تعتزم الحكومة الفرنسية مراجعة اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية التي تصدر سيارات بأسعار رخيصة إلى أوروبا كما هو الشأن بالنسبة لشركة هيونداي.

من جهة أخرى تسعى إيطاليا هي الأخرى إلى إقحام الاتحاد الأوروبي في الجهود المبذولة لحل مشاكل قطاع صناعة السيارات. فشركة فيات تطالب بالحصول على أموال من صندوق الاتحاد الأوروبي لتغطية تكاليف تجميد نشاط طاقات إنتاج فائضة.

وتمارس شركة فيات ضغوطا لفرض قوانين جديدة مرتبطة بالحفاظ على البيئة، ويمثل ذلك تحديا للشركات الألمانية التي تصنع سيارات كبيرة الحجم. فهذه الأخيرة هي أكثر استهلاكا للوقود وبالتالي أكثر انبعاثا للغازات السامة مقارنة مع السيارات الإيطالية الصغيرة.

وقد يدفع هذا بالشركات الألمانية إلى توسيع نشاطها في إنتاج السيارات صغيرة الحجم، الأمر الذي سيزيد من حدة المنافسة في هذا القطاع، ولن يكون ذلك في صالح شركة فيات الإيطالية. وأشار الخبير فرديناند دودنهوفر إلى أن إصدار الاتحاد الأوروبي في السابق لقوانين متشددة بشأن انبعاثات الغازات السامة جلب موجة من الابتكارات لدى الشركات الألمانية. وعلى هذا الأساس فلا يساوره أدنى قلق بشأن مستوى السقف الأقصى المحدد لانبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون. كل هذه المعطيات تدل إذن على أن شركات صناعة السيارات الألمانية ستبقى الرائدة في أوروبا.

كلاوس أولريش/ محمد المزياني

مراجعة: عبدالحي العلمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW