صناعة السيارات الأوروبية تحذر من خسارة ملايين الوظائف
١٤ سبتمبر ٢٠٢٤
في مواجهة غرامات محتملة بسبب انتهاك قواعد المناخ، حذرت رابطة مصنعي السيارات الأوروبية من خسارة ملايين الوظائف، فيما رفضت الحكومة الألمانية مطالب صناعة السيارات بخفض أهداف ثاني أكسيد الكربون الخاصة بالعام المقبل.
إعلان
حذرت رابطة مصنعي السيارات الأوروبية من خسارة ملايين الوظائف، في مواجهة غرامات محتملة بسبب انتهاك قواعد المناخ، بحسب وثيقة داخلية اطلعت عليه وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) اليوم السبت (14 سبتمبر/ أيلول 2024). وجاء في الوثيقة الصادرة عن الرابطة أن الصناعة ليست في وضع يسمح لها بالامتثال لتضييق مرتقب يتعلق بقواعد المناخ الأوروبية، ونتيجة لذلك "سوف تواجه عقوبات بمليارات اليورو".
كما أفادت بأنه من أجل تجنب الغرامات لن يكون أمام الصناعة سوى "خفض الإنتاج بشكل كبير وهو ما يهدد ملايين الوظائف في الاتحاد الأوروبي".
ويأتي التحذير لجهات التنظيم بالاتحاد الأوروبي في الوقت الذي يدرك فيه المنتجون أن من المحتمل ألا يتمكنوا من الوفاء بأهداف المناخ الأوروبية في كثير من الحالات، وهو ما يمكن أن يسفر عن غرامات مرتفعة لصناعة السيارات الأوروبية التي تعاني بالفعل.
إعلان
قواعد "حدود الأسطول"
وعلى وجه التحديد، تتعلق القواعد بما يطلق عليه "حدود الأسطول"، التي تضع حدا لانبعاثات السيارات من ثاني أكسيد الكربون وهو المتوسط الذي يجب ألا تتعداه جميع السيارات المسجلة في الاتحاد الأوروبي في سنة معينة. وحاليا تبلغ هذه القيمة 115.1 غراما من ثاني أكسيد الكربون لكل كيلومتر تقطعه المركبة، وهو الأمر الذي يقاس بما يطلق عليه اختبار "دبليو إل تي بي".
ومن المقرر أن تنخفض القيمة إلى93.6 غرام في 2025 و49.5 غرام في 2030. ويجب على منتجي السيارات دفع غرامة عند تسجيل انبعاثات كثيرة للغاية من ثاني أكسيد الكربون. ولإبقاء الانبعاثات في نطاق الحدود يجب على مصنعي السيارات بيع كمية معينة من السيارات الكهربائية والسيارات المنخفضة الانبعاثات.
وقالت رابطة مصنعي السيارات الأوروبية، ردا على سؤال، إنها على دراية بالوثيقة الداخلية، ولكنها شددت على أنها ليست صحيفة رسمية من الكيان الصناعي. وأكدت وكالة الأنباء الألمانية صحة الوثيقة وأنها متداولة داخل صناعة السيارات الأوروبية. وكانت بلومبرج تحدثت سابقا عن تحذير الصحيفة الداخلية.
سيارات كلاسيكية صديقة للبيئة
15:01
رفض برلين لمطالب صناعة السيارات
من جهتها رفضت الحكومة الألمانية مطالب صناعة السيارات بخفض أهداف ثاني أكسيد الكربون الخاصة بالقطاع العام المقبل. وقال متحدث باسم وزارة البيئة لصحيفة "فيلت آم زونتاغ" الألمانية، المقرر صدورها غدا الأحد إن شركات السيارات لم تسد الفجوة في مستويات القيمة المستهدفة السابقة إلا في العام المستهدف وليس قبل الموعد المحدد.
وذكر المتحدث أن الغالبية العظمى من الشركات المنتجة نجحت في ذلك إلى حد كبير، على الرغم من أن الفجوات في الماضي كانت في بعض الأحيان أكبر مما هي عليه الآن. وذكرت مصادر من الوزارة: "نحن على ثقة في أن قطاع صناعة السيارات الألمانية سيظهر مرة أخرى موثوقيته وكفاءته التكنولوجية ويحقق القيم المستهدفة".
وكان رئيس مجلس الإشرافلشركة فولكس فاغن، هانز ديتر بوتش، الاتحاد الأوروبي إلى تخفيف أهداف انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السابقة لأسطول شركات صناعة السيارات. وقال بوتش: "نعلم الآن أن الطلب على السيارات الكهربائية في أوروبا أقل بكثير من التوقعات. سيسود التنقل الكهربائي، لكن الأمر سيستغرق المزيد من الوقت. لذلك يجب تعديل أهداف ثاني أكسيد الكربون للأعوام 2025 و2030 و2035 وتكييفها مع الواقع".
ويأتي ذلك على خلفية خطة الاتحاد الأوروبي المتدرجة للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون الناتجة عن السيارات الجديدة. ومن المقرر تشديد أهداف الخفض الخاصة بجميع السيارات الجديدة في المتوسط اعتبارا من عام 2025. ووفقا للقطاع، لا يمكن لمصنعي السيارات تحقيق الحدود الأكثر صرامة إلا من خلال زيادة السيارات الكهربائية، وإذا أخفقوا الهدف، سيصبحون مهددين بخطر فرض غرامات عالية عليهم.
ع.ش/ ع.ج.م (د ب أ)
ربما لن تشتري سيارة في المستقبل .. والبديل..
تحتكر الحافلات والقطارات والسيارات وسائل النقل منذ أكثر من قرن. لكن مستقبل السيارات ووسائط النقل الحالية ليس مضمونا للأبد، خاصة بعد فضائح الانبعاثات الغازية لسيارات الديزل. في صور بعض البدائل المستقبلية لوسائط النقل.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Kalaene
منذ عام 2008 يعيش أغلب الناس في العالم في المدن وليس في القرى والأرياف. خبراء من مؤسسة فراونهوفر البحثية الألمانية الشهيرة يقولون إن مستقبل المدن سيكون خاليا من التلوث بغاز ثاني أكسيد الكربون ومناسبا للبيئة وكل شيء سيكون "رقمي" وأوتوماتيكي، خصوصاً وسائط النقل الحديثة التي ستكون متوفرة في كل مكان. أما السيارات فستغدوا مشاركة بين مجموعة من الناس.
على الرغم من ألمانيا هي بلد صناعة السيارات، وفيها كان أوائل مخترعي السيارات مثل غوتليب دايملر ونيكولاوس أوتو، وفيها الشركات الكبرى لصناعة السيارات مثل دايملر ومرسيدس وبي أم دبليو وأودي وبورش، وفيها الطرق السريعة للسيارات. إلا أن ألمانيا تعاني من الازدحامات الكثيفة، خصوصاً وأنه لا يمكن الاعتماد على وسائط النقل الحالية مستقبلاً. خبراء النقل وعدوا بأن تكون سيارات المستقبل عملية وصديقة للبيئة "خضراء".
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Jansen
الإنترنت سيجعل وسائط النقل متصلة بالشبكة الإلكترونية ببعضها البعض، وكذلك أنظمة المرور سيتم تنسيقها عبر الإنترنت. وسيتم فتح الطرق تلقائيا أو غلقها حسب حركة المرور. والاتصال بالإنترنت سيقلل من الحوادث ومن توقف السيارات في أماكن معينة ومن الازدحامات، وسيقلل أيضا الصيانة ومبالغ التأمين والخدمة والغرامات.
صورة من: SRF
وماذا عن مستقبل السيارات ذاتية القيادة مثل سيارات غوغل وأمازون وأوبر؟ شركة أوبر مثلا أوقفت تجاربها على هذا النوع من السيارات بعد أن تسبب السائق الآلي في إحدى سياراتها التجريبية بحادث أودى بحياة امرأة.
صورة من: Reuters/A. Josefczyk
لكن إذا نجحت السيارات ذاتية القيادة فهذا يعني نهاية القلق ونهاية الإشارات المرورية والازدحامات. بالإضافة إلى الالتزام بدقة المواعيد وانتهاء استعمال الأبواق والمضايقات المرورية والاستفزازات. وسيتمكن مستخدمي عربات المستقبل أخيرا من الاستمتاع بوقتهم أثناء السير والجلوس بالمقاعد الخلفية مثلا بدلا من القيادة.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Cirou
تطبيقات الهواتف الذكية ستكون أكثر تطورا وسيتمكن المرء من استخدامها لطلب السيارات ودفع الفواتير والتحكم بوجهات النقل، كما هو جاري حاليا الآن في بعض الحالات.
صورة من: picture-alliance/dpa/W.Gang
ستعتمد سيارات المستقبل حتما على الطاقة الكهربائية، خاصة بعد فضائح الانبعاثات الصادرة عن محركات الديزل. لكن موديلات السيارات الكهربائية ما زالت ذات كفاءة غير عالية وذلك بسبب تكاليفها المرتفعة وبطارياتها سريعة الاستهلاك والشحن. هنالك بدائل أخرى، مثل السيارات ذات المحركات الهجينة التي تستخدم الوقود والكهرباء أو الهيدروجين أو الوقود الصناعي.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Marks
نجحت شركة "DHL" الألمانية العملاقة وبالتعاون مع كلية آخن التقنية في تصنيع سيارة صديقة للبيئة لنقل الرسائل والصناديق البريدية. والحافلة "ستريت سكوتر" لا ينبعث منها غاز ثاني أكسيد الكربون وتستخدم الطاقة الكهربائية الناتجة عن الطاقة المتجددة.
صورة من: DW/A. Setiawan
أما سيارة بيديليك الكهربائية فهي مشابهة لسيارة سمارت ويمكنها السير على الثلوج وعلى طرق مرتفعة أو منحدرة وتحتوي على كابينة قيادة مغلقة وفيها مساحة كافية لحمل أغراض. قد تكون هذه السيارة نموذجا لسيارات المستقبل.
صورة من: PodRide
بعض الشركات بدأت بتصنيع وتطوير سيارات طائرة، مثل شركة أوبر وشركة الطيران أيرباص. هذا النموذج الأوليمن أيرباص يشبه الصاروخ، سيكون قادرا على حمل راكبا واحدا فقط وارتفاع يصل إلى 9150 مترا بسرعة 480 كلم/ ساعة. أما بطارية الطائرة فهي شبيهة ببطاريات سيارات "فورمولا وان" ويمكن استبدالها بسهولة.
صورة من: picture-alliance/dpa
أما طائرات المستقبل فيمكن أن تعتمد على الطاقة الكهربائية أيضا، كموديل "سي لاينر" الذي طورته شركة "باو هاوس لوفتفاهرت" الألمانية. وحتى مطارات المستقبل ستكون ربما في داخل المدن وعلى مستويات عدة وتناسب مختلف الطائرات.
صورة من: Bauhaus-Luftfahrt e.V.
المستقبل دون السيارة التي نعرفها؟
قد يحدث هذا قريبا جدا، خاصة أن الدلالات الحالية لمستقبل وسائط النقل تشير إلى ذلك. ستكون سيارة المستقبل وسيلة نقل يتم استخدامها من عدة أشخاص وتجمع خصائص عدة، كما يتوقع خبراء النقل.