صوت القطط .. ما حقيقة تأثيره الإيجابي على صحة الإنسان؟
٢٠ أكتوبر ٢٠٢٠
يتداول العديد من محبي القطط معلومات تفيد أن أصواتها لها مزايا علاجية قادرة على تقليل التوتر والأرق والقلق على الإنسان. فهل أثبت العلم صحة هذه المعلومات أم أنها مجرد إشاعات؟
إعلان
"عندما يُصدر القط صوت المواء، تصدر عنه كذلك اهتزازات صوتية "مهدئة" تعمل "كدواء للبشر بدون آثار جانبية"، يقول الطبيب البيطري جان إيف غوشيت، من تولوز الفرنسية، الذي يعمل على تقديم علاجات نفسية في فرنسا باعتماد صوت القطط في العلاج.
ويؤكد الطبيب البيطري الفرنسي أن القطط تصدر أصواتًا منخفضة التردد، بين 20 و50 هرتز، والتي تتلقاها الأعصاب الموجودة تحت جلدنا. تقوم هذه المستقبلات بعد ذلك بنقل الشعور بالمتعة إلى الدماغ، مما يدفعه إلى إطلاق "هرمونات السعادة (الإندورفين، السيروتونين، الدوبامين) "، حسب تقرير نشرته وكالة العلوم Agence Science Press.
وتتابع المجلة العلمية أن القطط لا تصدر تلك الأصوات بالذات إلا عندما تتعرض لإحساس بمشاعر قوية، سواء كانت مشاعر سلبية أو إيجابية. هذه الأحاسيس تسمح بحصول الاهتزاز الذي يدفع للشعور بالهدوء وطمأنة من يستقبله من غيرها من القطط، مثل أن تشعر بها صغار تلك القطة المصدرة للصوت مثلا.
وأكد جان إيف غوشيه أن التأثير المطمئن سيكون نفسه بالنسبة للبشر. ويبني أقواله حسب ما نشرته وكالة العلوم على أساس الشهادات التي يقول إنه جمعها خلال بحثه حول الموضوع قبل أن يطوره ليصبح مشروعه.
وفي كتاب حول الموضوع، تؤكد الصحفية الفرنسية المتخصصة في الصحة "فيرونيك آياتش"، أن دراسة أمريكية أجريت في الستينيات من القرن الماضي وصلت إلى أنه مع إصابة مماثلة، يتعافى القط أسرع من حيوان آخر بفضل الأصوات التي يصدرها. وتؤكد الصحفية، حسب وكالة العلوم، أن الاهتزازات المنبعثة من هذه الأصوات استعملها المعالجون الفيزيائيون لتسريع التئام العظام المتضررة لدى البشر.
وحسب موقع "كيبيك أون شاف" العلمي الكندي، تكمن المشكلة في أن هذه المعلومات لم تجد دعما في مراجع علمية أخرى إلى حدود الساعة. كما لم تجرَ أي دراسات بمعايير علمية صارمة تؤكد أن أصوات القطط لها انعكاس إيجابي على الصحة العقلية لرفاقها من البشر.
لكن في المقابل، ارتبطت حقيقة امتلاك قطة منذ فترة طويلة بانخفاض ضغط الدم وخطر الوفاة من أمراض القلب والأوعية الدموية - على سبيل المثال ، في دراسة نُشرت في عام 2009 ، إذ خلص رأي جمعية القلب الأمريكية في عام 2013 إلى أن امتلاك حيوان أليف (قطة أو كلب) يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وعلى صعيد الصحة العقلية ، تشير دراسة نُشرت عام 1981 إلى أن الحيوانات الأليفة تساعد كبار السن على الشعور بالتحسن عندما يكونون حزينين. وقد تم استعمال القطط في برامج علاج منذ القديم في اليابان ، إذ تتيح "حانات القطط" للعملاء الاسترخاء مع الشاي أثناء مداعبة الحيوانات.
م.ب
بالصور: ما هي الحيوانات التي تنقل فيروس كورونا؟
أظهرت الدراسات أن القطط وحيوانات ابن مقرض حاملة لفيروس كورونا وتستطيع أن تنقله لحيوانات من نفس فصيلتها. حتى النمور قد تصاب بكورونا، لكن عند الحيوانات المنزلية لا يكون الخطر على نفس الدرجة.
صورة من: picture-alliance/F. Herrmann
هل بإمكاني مداعبة القطة؟
وجد باحثون بمعهد أبحاث الطب البيطري في مدينة هاربين الصينية أن فيروس كورونا المستجد يتكاثر بنجاح في القطط التي تنقله بدورها إلى قطط أخرى. لكن الفريق الذي يرأسه الطبيب البيطري "هوالان تشين" خلص إلى أن العدوى بين القطط لا تنتقل بسهولة، وهو ما نشروه في دراستهم التي ظهرت في مجلة بيو رفيكس العلمية مؤخراً.
صورة من: picture-alliance/dpa/K-W. Friedrich
لا داعي للقلق!
لكن لا ينبغي على أصحاب القطط القلق الآن: تطور القطط أجساد مضادة للفيروس بشكل سريع، مما لا يجعلها معدية لفترة طويلة. أما من لديهم أمراض مسبقة أو المسنين فمن الأفضل أن يتفادوا القطط في هذه الفترة. وعلى الأصحاء ممن لديهم قطط غسل يديهم جيداً بعد ملامستهم لها.
صورة من: picture-alliance/imageBroker
إعادة اعتبار للكلاب
وعلى عكس القطط أظهرت الدراسة أن الفيروس لم ينجح في التكاثر في الكلاب، لذلك لا ضرورة للخوف عند مداعبة الكلب أو التنزه معه.
صورة من: DW/F. Schmidt
من يخاف من الأخر؟
لا يحتاج هذا الخنزير الأليف في العاصمة الإيطالية روما للقلق من هذا الكلب اللطيف، لكن أيضاً الكلب لا يحتاج للخوف من الخنزير. فبحسب ما اكتشف الأطباء البيطريين، فإن الخنازير غير ناقلة لفيروس كورونا.
صورة من: Reuters/A. Lingria
حجر صحي لابن مقرض
يختلف الأمر عند حيوان ابن مقرض، فقد خلص الطبيب هوالان تشين لنتيجة غير مطمئنة: يتكاثر فيروس كورونا المستجد فيه مثلما يتكاثر في القطط. ينتقل كورونا بين الحيوانات عن طريق الرذاذ، ووجد العلماء الفيروس في عينات من جهاز التنفس العلوي للقطط وابن مقرض، لكنهم لم يجدوا له أثراً في الرئتين.
صورة من: picture-alliance/Mary Evans Picture Library/J.-M. Labat
هل الدجاج خطر على الإنسان؟
يجب ألا يخاف أحد من الدجاج، مثل هذا التاجر في مدينة ووهان الصينية. فقد خلص فريق العلماء إلى أن الدجاج والبط بالإضافة إلى طيور أخرى لديها مناعة ضد فيروس كورونا المستجد.
صورة من: Getty Images/China Photos
عندما يصبح البشر خطراً
لا ينتقل الفيروس من الحيوان للإنسان فقط، بل العكس أيضاً صحيح: فقد انتشر خبر إصابة النمرة الماليزية "ناديا" ذات الأربع سنوات في حديقة حيوانات نيويورك إثر نقل العدوى إليها من المسؤول عن رعايتها. وقال كبير الأطباء البيطريين بحديقة الحيوانات تعليقاً على الأمر: "على حد علمنا هذه أول مرة ينتقل فيها فيروس كورونا من إنسان إلى حيوان بري".
صورة من: Reuters/WCS
هل ظلمنا الخفافيش؟
يعتبر الجميع الخفافيش المتهم الرئيسي في جائحة كورونا، فأغلب العلماء يرجحون أن الفيروس بدأ من عندها. لكن الاطباء البيطريين يعتقدون أن هناك حيوان أخر كان وسيطاً في نقل الفيروس بين الخفاش والإنسان. فهل كانت القطط؟ أم حيوان إبن مقرض؟
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/AGAMI/T. Douma
المتهم الحقيقي؟
يقع حيوان "آكل النمل الحرشفي" تحت إشتباه أن يكون هو الوسيط في نقل كورونا من الخفاش للإنسان. فقد وجد باحثون من الصين و هونغ كونغ وأستراليا في حيوان آكل النمل الحرشفي الماليزي فيروساً يشبه تماماً فيروس كورونا المستجد، ونُشرت هذه الدراسة في 26 مارس/ آذار بمجلة "ناتشور". ويذكر أن آكل النمل الحرشفي يُباع بطريقة غير مشروعة بأسواق الحيوانات البرية في الصين.