1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةالولايات المتحدة الأمريكية

صورة ترامب تستعيد لحظات فارقة في التاريخ الأمريكي

كارلا بلايكر
١٥ يوليو ٢٠٢٤

انتشار واسع لصورة ترامب والدماء على وجه بعد محاولة اغتياله، فيما اعتبر أنصاره ذلك دليلا على قوته. بيد أن الصورة تعيد الأذهان الكثير من الصور التي وثقت لحظات فارقة في التاريخ الأمريكي وتحولت إلى أيقونات.

ترامب يلوح بيده بعيد محاولة اعتياله، بنسلفانيا، 13 يوليو / تموز 2024
هل تتحول صورة ترامب عقب محاولة اغتياله، إلى صورة أيقونية تغير مسار السياسة الأمريكية؟صورة من: Evan Vucci/AP Photo/picture alliance

يُقال دوما إن الصورة تساوي ألف كلمة وما يدل على ذلك أن الكثير من الصور التي تجسّد أحداثا تاريخية مازالت عالقة في أذهان البشر رغم مرور عشرات الأعوام وربما العقود عليها. فما زال كثيرون يتذكرون صورة اصطدام طائرة الخطوط الجوية المتحدة بمركز التجارة العالمي بمدينة نيويورك في الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001.

ويعج التاريخ الأمريكي بعشرات الصور التي تحولت إلى أيقونات تؤرخ لأحداث تاريخية هامة مثل صورة جنود أمريكيين وهم يرفعون علم بلادهم فوق جزيرة ايو جيما اليابانية في المرحلة النهائية من الحرب العالمية الثانية، باعتبارها رمزا للتضحية الأمريكية.

وفي 14 يوليو/ تموز 2024 ألتقط إيفان فوتشي، كبير مصوري وكالة "الأسوشيتد برس" في واشنطن، صورة أيقونية سوف تبقى في ذاكرة الأمريكيين. فقد تمكن المصور المخضرم من التقاط صورة توثق الثواني الأولى من محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق دونالد  ترامبخلال تجمع حاشد في ذلك اليوم بولاية بنسلفانيا. وفي تعليقه، قال فوتشي "كنت أعلم أنها ستكون لحظة هامة في التاريخ الأمريكي، لذا يجب توثيقها".

صورة جنود أمريكيين يرفعون علم بلادهم فوق جزيرة ايو جيما اليابانية في السنوات الأخيرة للحرب العالمية الثانيةصورة من: AP

ولم تكن واقعة تغطية محاولة اغتيال ترامب المهمة الصحافية الخطيرة الوحيدة التي قام بها فوتشي حيث يمتلك رصيدا من تغطيات لتجمعات سياسية تخللها سماع دوى إطلاق النار. وفي ذلك، أضاف فوتشي "نظرت إلى المنصة ورأيت عملاء الخدمة السرية يهرعون إلى الرئيس ترامب. ومنذ تلك اللحظة ركضت صوب المنصة وبدأت في التصوير. لست متأكدا من الفترة الزمنية للواقعة منذ بدايتها وحتى نهايتها، لكن في رأيي أن كل شيء مر بشكل سريع".

صورة ترمز للمثابرة والوطنية

ومع انتشار الصورة على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، قام كثيرون بمحاولة المقارنة بين صورة ترامب وهو ملطخ بالدماء وصورة رفع العلم الأمريكي في جزيرة أيو جيما اليابانية إبان الحرب العالمية الثانية.

وأطلق مستخدم عبر منصة "إكس" على الصورة عبارة "صورة أيو جيما لهذا الجيل" فيما أشارت مجلة "نيويوركر" إلى أوجه التشابه بين الصورتين حيث كتب مراسلها بنجامين والاس ويلز: "التفاصيل السطحية للصورة تحمل صدى صورة جنود البحرية في إيو جيما".

ويقول مراقبون إنه من السهل الوقوف على أسباب الخروج بهذه المقاربة، فيما اعتبر البعض الصورة اعلانا للتحدي خاصة وأنها تظهر ترامبرافعا قبضته مع ملامح الحدة على وجهه، وكأنه يقول لأنصاره "ما زلت واقفا".

محاولة اغتيال ترامب

03:08

This browser does not support the video element.

رمزية العلم للأمريكيين

يحمل العلم الأمريكي أهمية كبيرة في ثقافة وتاريخ الولايات المتحدة خاصة بين أنصار المعسكر المحافظ الذين يرون في العلم الرمز الأول للفخر وحب الوطن. ويمكن للمرء رصد ذلك من خلال رؤية الأعلام الأمريكية أمام المنازل في أنحاء البلاد.

ولا يتوقف الأمر على رمزية العلم بل يشمل كذلك النشيد الوطني للولايات المتحدة الذي يُطلق عليه عبارة "الراية المتلألئة بالنجوم" حيث يسرد شعور أمريكيين "بالفخر" تجاه علم بلادهم خلال حقبة حرب عام 1812 بين الولايات المتحدة وبريطانيا.

ويطلق الأمريكيون القوميون على بلادهم اسم "أرض الأحرار وموطن الشجعان" في عبارة مستوحاة من نشيد الولايات المتحدة، فيماينظر أنصار ترامبإلى صورة علم بلادهم مرفرفا خلف الرئيس الأمريكي السابق الذي نجا للتو من محاولة اغتيال، باعتبارها رمزا يدل على قوة وصمود الولايات المتحدة بشكل عام وترامب بشكل خاص.

وفي تغريدة على منصة "إكس"، كتب عضو الكونجرس من الحزب الجمهوري مات جايتز: "أمريكا تصلي من أجل الرئيس ترامب. سوف نتغلب على الشر ونهزمه!”

فاز المصور إيفان فوتشي بجائزة بوليتزر لتغطية الأحداث التي تلت وفاة جورج فلويدصورة من: Alex Brandon/AP Photo/picture alliance

 

مصور بدرجة بطل

وفيما يتعلق بصورة ترامب فلم تكن الصورة الخطيرة الوحيدة التي ألتقطها المصور إيفان فوتشي، حيث شارك في تغطية مهام صحافية صعبة عندما وثق حياة الجنود الأمريكيين خلال القتال الذي استمر حوالي 15 شهرا في الموصل بالعراق. 

وفي عام 2021، كان فوتشي ضمن فريق وكالة "الأسوشيتد برس" الفائز بجائزة بوليتزر العريقة عن فئة "تصوير الأخبار العاجلة" بعد تغطية الأحداث التي عصفت بالولايات المتحدة عقب وفاة جورج فلويد، الأمريكي من أصول أفريقية، أثناء اعتقاله في مايو/أيار 2020.

شكلت صورة اللحظات الأخيرة من حياة جورج فلويد منعطفا هاما في الولايات المتحدة حيث تسببت في اندلاع تظاهرات عارمة في أنحاء البلاد، فيما يحبس كثيرون أنفاسهم لمعرفة تداعيات صورة ترامب الملطخة بالدماء بعد محاولة اغتياله ليس فقط على مسار  الانتخابات الرئاسية وإنما على مسار السياسة الأمريكية.

وعلى منصة "تروث سوشيال"، كتب ترامب: "أنا حقا أحب بلدنا وأحبكم جميعا، وأتطلع إلى التحدث إلى أمتنا العظيمة هذا الأسبوع من ولاية ويسكونسن"، في إشارة إلى  المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري حيث سيتم ترشيحه للرئاسة رسميا عن الحزب.

أعده للعربية: محمد فرحان

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW