أثارت صورة جثة طفل قذفتها الأمواج إلى شاطئ مدينة بودروم التركية، انتشرت في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، ردود فعل قوية. فمن هو هذا الطفل الصغير الذي قضى نتيجة حرب لم يشعلها وتهجير لم يرده؟
إعلان
الصورة تظهر طفلا صغيرا لم يتجاوز الثالثة من عمره يرتدي قميصا أحمرا وسروالا قصيرا أزرق اللون وهو ملقى على بطنه ووجهه في الرمال وسط رغوة الأمواج المتكسرة على شاطئ يقع قرب مدينة بودروم التركية السياحية. وفي صورة ثانية بدا رجل شرطة تركي مقطب الوجه يحمل الجثة الصغيرة على ذراعيه ويشيح بنظراته عن الطفل وكأنه يخشى ألا يتملك نفسه عند رؤية هذا الصبي الصغير. يأتي ذلك بعد تناقل وسائل الإعلام خبر وفاة 12 شخصا يفترض أنهم لاجئون سوريون أثناء محاولتهم الوصول إلى جزيرة كوس اليونانية.
آيلان الكردي - ضحية حرب في وطن لم يعرف فيه السلم!
الصبي يدعى آيلان كردي، وفق ما ذكرت وسائل إعلام تركية. وأشارت إلى أن شقيقه البالغ من العمر خمس سنوات مات على نفس القارب. وذكرت تقارير إعلامية أنه من بلدة كوباني السورية القريبة من الحدود التركية والتي شهدت قتالا ضاريا بين مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" وقوات محلية كردية قبل عدة شهور. وانتشر على تويتر هاشتاغ "الإنسانية تلفظ على الشاطئ" (#HumanityWashedAshore) بعد أن أعيد تناقل الصورة مرات عديدة. وفي الساعات الأولى القليلة أعيد نشر الصورة آلاف المرات.
وقد أثارت الصورة ردود فعل قوية لدى الأوروبيين عبرت عنها تعاليق عدد من الصحف الأوروبية. "صورة لتجعل العالم يصمت"، هكذا علقت صحيفة لاريبوبلكا الإيطالية، فيما كتبت الصحيفة الإسبانية "إل بيرييوديكو" على موقعها الالكتروني: "إنها نهاية أوروبا". أما صحيفة ذي إنديبندنت البريطانية فتساءلت قائلة: "ماذا لو لم تغير صورة الطفل الذي لفظته الأمواج على الشاطئ موقف المفوضية الأوروبية إزاء اللاجئين؟" الصورة تظهر أبشع مظاهر كارثة إنسانية على السواحل الأوروبية.
الآلاف يرمون بأنفسهم في البحر للوصول إلى أوروبا
من جهته، قال مسؤول كبير في البحرية التركية إن القاربين كانا ينقلان 23 شخصا وانطلقا بشكل منفصل من منطقة أكيارلار في شبه جزيرة بودروم. وتأكد مقتل امرأة وخمسة أطفال. وأنقذ سبعة أشخاص ووصل اثنان إلى الشاطئ وهما يرتديان سترتي نجاة. وقال المسؤول إن الآمال تتضاءل في العثور على شخصين مفقودين. وقال الجيش التركي إن فرق البحث والإنقاذ التابعة له أنقذت مئات المهاجرين في البحر بين تركيا وجزر يونانية خلال الايام القليلة الماضية.
آلاف اللاجئين في ميونيخ والألمان يهبون للمساعدة
منذ أيام تشهد مدينة ميونيخ يوميا تدفقا غير مسبوق للاجئين قادمين من شرق أوروبا معظمهم من السوريين والأفغان. ورغم عدم الاستعداد السياسي لاستقبال هؤلاء، جاءت مساعدات سخية مقدمة لهم من جهات مختلفة لتظهر وجها جديدا لألمانيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
يعد شهر آب/ أغسطس وشهر أيلول/ سبتمبر من كل عام الموسم الرئيسي لقدوم اللاجئين. وقد توقعت ولاية بافاريا الألمانية أن يصلها هذا العام 10 آلاف لاجئ. لكن يبدو أن العدد سيفوق التوقعات بكثير بعدما سمحت المجر لآلاف اللاجئين بالتوجه بالقطار إلى ألمانيا والنمسا في مخالفة لقواعد الاتحاد الأوروبي.
صورة من: Reuters/L. Barth
وتدفق على محطة القطارات الرئيسية في ميونيخ في الأيام الماضية (نهاية أغسطس/ آب وبداية سبتمبر/ أيلول 2015) آلاف اللاجئين القادمين من المجر. ومعظم القادمين إلى ميونيخ هم من سوريا وأفغانستان وهم من الشباب الذكور، لكن هناك أيضا سيدات وكبار السن وأطفال.
صورة من: Reuters/L. Barth
هؤلاء الأطفال وصلوا أيضا إلى محطة القطار في ميونيخ. على وجوههم تبدوا ملامح التعب والمستقبل المجهول. وربما يكون بعضهم قد فقد ذويه أثناء الرحلة، فكثيرا ما يموت لاجئون في طريقهم للهروب من جحيم الحرب في بلادهم إلى بلاد آمنة.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
حتى الأطفال الرضع نجحوا في الوصول إلى عاصمة ولاية بافاريا. الطفلة ذات الثوب الأحمر ترفع يدها بالتحية وتظهر على وجهها ابتسامة تزيل عناء الرحلة الطويلة الشاقة. اغتالت الصراعات والحروب أحلامها في بلدها الأصلي، لكن ربما تبتسم لها الحياة هنا في ألمانيا.
صورة من: Getty Images/L. Preiss
ورغم أن أعداد اللاجئين الذين وصلوا إلى ميونيخ فاجأت الجميع، إلا أن الأهالي ومنظمات الإغاثة هبت لمساعدة الوافدين الجدد. واكتظت قاعة في محطة ميونيخ بالمواد الغذائية والملابس واللوازم الأخرى لدرجة أن الشرطة منعت دخول المزيد من المساعدات لعدم وجود مكان لها.
صورة من: DW/B. Knight
حتى حفاضات الأطفال وورق التواليت والمناديل كانت من بين مواد الإغاثة التي تبرع بها مواطنون ألمان وجماعات المتطوعين، وجهات رسمية في بافاريا. ورغم أن الولاية مشهورة بتحفظها تجاه الغرباء عموما إلا أن حفاوة استقبال اللاجئين بلغت مستوى فاجأ الجميع.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Hoppe
أمام المحطة الرئيسية للقطارات في ميونيخ وقفت متطوعات يوزعن على اللاجئين زجاجات المياة. ووصل الأمر ببعض المتطوعين والمتطوعات إلى أنهم لم يناموا لمدة يومين، ودفع بعضهم من جيبه الخاص أموالا ليشتري للاجئين طعاما وشرابا.
صورة من: Reuters/L. Barth
بالود والترحاب تستقبل هذه الشابة من جماعات المتطوعين صغار اللاجئين، الذين يتبادلون معها التحية. يقوم المتطوعون بفرز المساعدات وترتيبها وتوزيعها على اللاجئين. ورغم العمل الشاق لا ينسون الابتسامة ليدخلوا الطمأنينة إلى قلوب اللاجئين الذين روعتهم مناظر القتل والعنف في بلادهم الأصلية وواجهتهم الأهوال في طريق رحلتهم.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
متطوعة اسمها "بيا" قالت إن من الأسباب الرئيسية لقدومها إلى محطة ميونيخ هو وجود متطرفين يمينيين في المحطة، وأضافت لـ DW "لذلك يجب علينا أن نكون حاضرين هنا." المتطوعة بيا في الصورة هنا تضع في جيدها وردة صنعها طفل سوري.
صورة من: DW/B. Knight
الشرطة في ميونيخ كانت لطيفة بشكل أثار الانتباه. ولم يتم أخذ بيانات اللاجئين في المحطة، وصرح المتحدث باسم الشرطة كارستن نويبرت لـ DW "بالنسبة لنا كان الجانب الإنساني هو المهم... يحصل اللاجئون على الغذاء والكساء، والفحص الطبي. ومن ثم يتم نقلهم إلى مراكز الاستقبال. وبعدها فقط يمكننا أن نبدأ الحديث عن الجنسيات".
صورة من: Reuters/M. Dalder
صورة للاجئين في محطة القطار الرئيسية في ميونيخ ينتظرون توزيعهم على مراكز الإيواء المختلفة. وقد استغاثت ولاية بافاريا بالولايات الألمانية الأخرى للمساعدة في التغلب على مشكلة تدفق اللاجئين. كما طالبت الدول الأوروبية بأداء واجبها نحو اللاجئين طبقا للمعاهدات الأوروبية. إعداد: صلاح شرارة.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Armer
11 صورة1 | 11
ووصل عشرات الآلاف من السوريين الفارين من الصراع في بلادهم إلى ساحل بحر إيجه في تركيا خلال فصل الصيف الحالي لركوب قوارب تنقلهم إلى اليونان بوابتهم إلى دول الاتحاد الأوروبي.
ومنذ أشهر يتزايد عدد المهاجرين، وأغلبهم من السوريين والافغان والافارقة، الذين يحاولون عبور بحر ايجه في ظروف شاقة للوصول الى الجزر اليونانية باعتبارها مدخلا إلى الاتحاد الاوروبي. ويدفع الساعون إلى الهجرة للانتقال من بودروم إلى كوس اكثر من الف دولار للفرد، لعبور الممر البحري الاقصر بين تركيا واوروبا. وتؤكد السلطات التركية انقاذ اكثر من 42 الف مهاجر قبالة سواحلها منذ مطلع العام 2015، فيما تقدر وكالات الاغاثة أنه خلال الشهر المنصرم قطع نحو ألفي شخص يوميا رحلة العبور القصيرة إلى الجزر الشرقية اليونانية على متن زوارق مطاطية. وقالت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة إن أكثر من 2500 شخص لقوا حتفهم حتى الآن هذا العام وهم يحاولون عبور البحر المتوسط.