صورة رضيع غارق تعيد إلى الأذهان مأساة الطفل السوري أيلان
علاء جمعة٣١ مايو ٢٠١٦
أعادت صورة الرضيع الغارق، التي وزعتها منظمة سي ووتش، حادثة غرق الطفل السوري أيلان إلى الأذهان مجددا. وتريد المنظمة الألمانية من نشرها للصورة إقناع الأوروبيين بتأمين ممر آمن لللاجئين، وذلك بعد تزايد عدد الغرقى منهم.
إعلان
وزعت منظمة سي ووتش الألمانية، التي تعنى بمساعدة اللاجئين المسافرين بحرا بين ليبيا وإيطاليا، صورة لأحد أفرادها وهو يحمل جثة رضيع مهاجر توفي غرقا، وفق ما نشره موقع شبيغل أونلاين الألماني. وانتشلت جثة الرضيع الذي لا يزيد عمره على عام واحد من البحر بعد انقلاب قارب خشبي كان ينقله مع مهاجرين آخرين. فيما وصلت 45 جثة أخرى إلى ميناء ريغيو كالابريا يوم الأحد (29 مايو/ ايار 2016) على متن سفينة تابعة للبحرية الإيطالية التي أنقذت 135 شخصا كانوا على متن القارب نفسه.
ووزعت سي ووتش الصورة، التي يظهر فيها عامل إنقاذ وهو يحمل الطفل بين ذراعيه وكأنه طفل نائم. وتسعى المنظمة من وراء ذلك إلى إقناع السلطات الأوروبية بتأمين ممر آمن للمهاجرين، بعد الإعلان عن غرق مئات اللاجئين في البحر المتوسط الأسبوع الماضي. وعلقت المنظمة الألمانية على الصورة "إذا أردنا عدم رؤيتنا لهذه الصور، فيجب التوقف عن السماح بحدوثها" و ذلك وفق ما نشره موقع N-TV الإخباري. ودعت المنظمة الألمانية أوروبا إلى السماح للمهاجرين بممر آمن وقانوني بغية وقف تهريب البشر وغيرها من المآسي.
بدا وكأنه دمية تسبح
وقال المنقذ وهو أب لطفل في رسالة بالبريد الالكتروني إنه شاهد الطفل في المياه ممدود الذراعين وكأنه دمية، وأضاف "أمسكت الطفل بحرص وسحبت الجسم الخفيف من المياه إلى ما بين ذراعي تحسبا لاحتمال أن يكون حيا، وبدأت بالغناء وذلك لهول الموقف" وتابع "تدلت يده ذات الأصابع الصغيرة في الهواء، بينما تلألأت أشعة الشمس على عينيه البراقتين الساكنتين بلا حراك."
ولم يتمكن المنقذون من معرفة جنسية الطفل وما إذا كان ذكرا أم أنثى، وذلك لعدم فحصه. حيث قالت (سي ووتش) إنها سلمته إلى البحرية الإيطالية فورا، كما لم يعرف ما إذا كان والداه أو أحدهما بين الناجين.
وغادر القارب الذي كان الطفل على متنه شواطئ ليبيا على مقربة من صبراته في وقت متأخر من يوم الخميس، قبل أن تبدأ المياه بالتسرب إليه، وفقا لشهادات ناجين جمعتها هيئة إنقاذ الطفولة. فقد أشار ناجون إلى أن القارب كان ينقل المئات عندما غرق.
وتوفي 700 مهاجر في البحر على الأقل في الأسبوع الماضي الذي شهد حركة كثيفة على الممر بين إيطاليا وليبيا وفق ما أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين يوم الأحد الماضي. كما قدرت منظمة أطباء بلا حدود عبر موقعها على تويتر عدد المتوفين بنحو 900 شخص خلال الأيام الماضية، فيما أفادت منظمة الدولية للهجرة في وقت سابق من هذا الأسبوع بأن 1093 مهاجرا لقوا حتفهم وسط البحر الأبيض المتوسط منذ بداية هذا العام.
وأعادت هذه الصورة إلى الأذهان صورة الطفل السوري آيلان (ثلاث سنوات) الذي عثر على جثته على شاطئ تركي العام الماضي، وأثارت صورته الحزن في جميع أنحاء العالم.
ع. أ.ج/ ع.ج
سياسة اللجوء الأوروبية..بين النظرية والتطبيق
مع كل كارثة تقع عند أبواب أوروبا تتصاعد الانتقادات لسياسة واللجوء المشتركة للاتحاد الأوروبي وتتهم بالفشل. في هذه الجولة المصورة نتطرق إلى أهم معايير وقواعد سياسة الهجرة الأوروبية، وعلاقتها بالتطبيق العملي.
صورة من: Reuters
بين الخوف والأمل
بسبب الحروب الأهلية أو الاضطهاد أو ظروف العمل والحياة السيئة يبحث الناس عن الحماية بعيدا عن مسقط رأسهم. وينزح كثيرون منهم داخل أوطانهم أو إلى البلاد المجاورة. والبعض يأتي إلى دول الاتحاد الأوروبي. حاجتهم كبيرة لدرجة أنهم يخاطرون بحياتهم من أجل مستقبل أفضل. والصورة هنا لأطفال سوريين في مخيم اليرموك بدمشق.
صورة من: Rami al-Sayed for unrwa.org
عدد المهاجرين بلغ رقما قياسيا
يصل المهاجرون إلى السواحل الإيطالية بأعداد متزايدة بلغت مؤخرا رقما قياسيا لم يسبق له مثيل. فمنذ بداية العام الجاري فقط وصل 68 ألف شخصا أو أنقذتهم البحرية، وفقا للأرقام الرسمية. ومن المتوقع أن ترتفع الأعداد في الأسابيع المقبلة لأن البحر المتوسط هاديء حاليا بشكل خاص.
صورة من: picture alliance/dpa
في انتظار التوافق الأوروبي
بعد كل حادثة كبيرة لغرق قارب مهاجرين يطالب السياسيون في الاتحاد الأوروبي بوضع نهاية لاستغلال عصابات التهريب أو بتوفير حماية أفضل للحدود الخارجية الأوروبية من خلال تقنية أحدث، لكن يغيب حتى الآن الاتفاق حول سياسة منح اللجوء داخل الاتحاد الأوروبي. وهذا يعطي الانطباع أن دول الاتحاد الـ 28 لا تثق في بعضها البعض، على حساب من يحتاجون للمساعدة.
صورة من: picture alliance/AP Photo
اللجوء حق إنساني ولكن..
ينص الإعلان العام لحقوق الإنسان على أن كل شخص مضطهد في بلده له الحق في الحصول على اللجوء في بلاد أخرى. وأقر الاتحاد الأوروبي بعد سنوات طويلة من الخلاف نظاما عاما أوروبيا للجوء. ويفترض في هذا النظام أن يتضمن معايير متشابهة في أوروبا كلها لتحقيق إجراءات عادلة وتضامن لاستقبال من يبحثون عن الحماية داخل الاتحاد الأوروبي.
صورة من: picture-alliance/dpa
صعوبة الحصول على وضع لاجىء
في عام 2013 قدم حوالي 430 ألف طلب للجوء داخل الاتحاد الأوروبي، رقم كبير لم يحدث منذ عام 1992. وجرى رفض 65 في المائة من الطلبات المقدمة وحصل 15 في المائة فقط من المتقدمين على وضعية لاجئ. أما ال20 في المائة الآخرون فقد حصلوا على إقامة مؤقتة فقط في الاتحاد الأوروبي.
عدم كفاية إمكانيات دول الإستقبال
يحاول الاتحاد الأوروبي إيجاد توازن بين الأمن الداخلي والواجب الإنساني، لأن موجات المهاجرين تتدفق على دول قليلة لا يمكنها وحدها استيعاب ذلك، أو مراقبة وحماية الحدود الخارجية الأوروبية. لذلك تحصل تلك الدول على دعم بشري وتقني من جهاز حماية الحدود الأوروبية فرونتيكس، الذي تواجه عملياته انتقادات حادة.
صورة من: picture-alliance/dpa
بعض الأبواب موصدة
ويتبع جهاز فرونتيكس في عملة أوامر سلطات الدولة التي يعمل بها. وتحوم الشكوك حول فرونتيكس بأنه بناء على أوامر السلطات المحلية يقوم بصد القوارب المملوءة بالمهاجرين وردها إلى المياه الدولية أو لا ينقذ النازحين اللذين يتعرضون للغرق.
صورة من: picture-alliance/Milestone Media
إختلاف المعايير من بلد لآخر
تختلف قوانين استقبال وإيواء النازحين من بلد إلى آخر. وفي بعض الدول يتم اعتقال المهاجرين غير الشرعيين. كما أن شروط اعتبار شخص ما نازحا من عدمه تتوقف على الدولة التي قدم فيها طلب اللجوء. ويهدف الاتحاد الأوروبي إلى ضبط معايير حقوق النازحين وظروف الحياة والعمل.
صورة من: MSF
غياب التوزيع العادل للمهاجرين
وقد أنشئ مؤخرا مكتب دعم لشؤون اللجوء ومقره مالطا. ذلك البلد الذي كثيرا ما يتعرض لانتقادات بعجزه في التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين. ففي الربع الأخير فقط من عام 2013 تم تسجيل حوالي 300 طلب لجوء في الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها 400 ألف نسمة. وبالنسبة لعدد السكان فهذا الرقم هو ثاني أعلى معدل في الاتحاد الأوروبي بعد السويد.
صورة من: Ben Borg Cardona/AFP/Getty Images
اللجوء للقضاء الأوروبي
تعرضت مالطا وإيطاليا واليونان في الماضي مرارا لعقوبات مالية بسبب سوء حالة أماكن إقامة الباحثين عن الحماية واللجوء. وبإمكان أي شخص تعرض لانتهاكات لحقوقه الإنسانية أن يقدم شكوى ضد البلد المعني أمام المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان.
صورة من: picture-alliance/dpa
طلبات اللجوء: سوريا الأولى
بلغ عدد طلبات اللجوء المقدمة من سوريين في الاتحاد الأوروبي 50 ألف طلب في عام 2013 (هنا الصورة لسوريين في بلغاريا). وهي بهذا البلد الأول الذي يأتي منه طلبات لجوء إلى أوروبا. وتحل روسيا المرتبة الثانية بعدد 41 ألف طلب لجوء وأفغانستان في المرتبة الثالثة بـ 26 ألف طلب.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
البقاء أطول من المسموح به
في العام الماضي فر 41 ألف شخص من روسيا إلى الاتحاد الأوروبي. وبإمكان الروس الذين يحصلون على تأشيرة التحرك بحرية داخل دول الاتحاد الأوروبي. لكن كثيرا منهم لا يعودون إلى روسيا بعد انتهاء مدة التأشيرة وإنما يقومون بتقديم طلبات لجوء بسبب اضطهادهم سياسيا أو تعرضهم للتعذيب مثلا.
صورة من: picture alliance/Itar-Tass
تواصل الانتقادات والمعاناة
يبدو أن الأمر سوف يستغرق بعض الوقت حتى يتم تفعيل النظام الأوروبي الموحد لمعايير حماية النازحين. علاوة على ذلك تنتقد منظمات حقوق الإنسان مواصلة اعتقال طالبي اللجوء وتسريع الإجراءات في إبعاد الباحثين عن الحماية، رغم التأكد من أنهم لن يكونوا آمنين في بلدانهم الأصلية.