تسبب خطأ في كتاب مدرسي يُظهر صورة الملك السعودي فيصل بن عبد العزيز إلى جانب "يودا" الشخصية الخيالية في سلسلة حرب النجوم في إقالة وكيل وزارة التعليم في السعودية، فيما عبرت الوزارة الوصية عن تأسفها للخطأ "غير المقصود".
إعلان
أعلنت وزارة التعليم السعودية إقالة، محمد بن عطيه الحارثي، المسؤول عن المناهج التربوية عقب اكتشاف خطأ في كتاب مدرسي طبعت فيه صورة الملك الراحل، فيصل بن عبد العزيز، إلى جانب شخصية في سلسلة "ستار وورز" (حرب النجوم) السينمائية.
واضطرت وزارة التعليم الأسبوع الماضي إلى سحب كتاب الدراسات الاجتماعية والوطنية وإعادة طبعه من جديد على خلفية الصورة الخطأ. ويظهر في الصورة، وهي بالأبيض والأسود، الملك فيصل وهو يوقع في العام 1945 بصفته وزيرا للخارجية ميثاق الأمم المتحدة وإلى جانبه "يودا"، الشخصية الخيالية في سلسلة "ستار وورز". وأثارت الصورة عاصفة من الاستنكار والسخرية في مواقع التواصل الاجتماعي وفي الإعلام السعودي.
وأبدى الوزير أحمد العيسى تأسفه على هذا الخطأ "غير المقصود" وكتب في تغريدة له على تويتر:
وفي سياق ذي صلة، أعلنت وزارة التعليم السعودية أمس الاثنين (25 سبتمبر/أيلول) أن الوزير أحمد العيسى أصدر " قرارا يقضي بإنهاء تكليف وكيل وزارة التعليم للمناهج والبرامج التربوية الدكتور محمد بن عطيه الحارثي، وإنهاء مهمة كافة المكلفين بمراجعة واعتماد الكتب الدراسية في وكالة المناهج والبرامج التربوية". وأضافت أن الوزير عين مسؤولا جديدا في مكان الحارثي.
وأوضحت الوزارة أن العيسى أمر أيضا بتشكيل لجنة "لإعادة هيكلة وكالة المناهج والبرامج التربوية واحتياجاتها البشرية"، وإسناد طباعة ومراجعة الكتب الدراسية إلى "شركة تطوير للخدمات التعليمية". هذا، ولم تذكر الوزارة الصورة الخطأ التي وردت في الكتاب المدرسي.
في المقابل، أكد الحارثي على حسابه في تويتر خبر إعفاءه من منصبه، وكتب في تغريدة له :
جدير بالذكر أن الفنان السعودي عبد الشهري (26 عاما) الذي صمم الصورة في وقت سابق قال لصحيفة "نيويورك تايمز" إنه فوجئ لرؤيتها في الكتاب المدرسي.
ر.م/ه.د ( أ ف ب)
أدوار ومحطات من حياة الأمير سعود الفيصل
تولى الأمير الراحل سعود الفيصل منصبه عام 1975 وبقي على رأس الدبلوماسية السعودية أربعين عاما عاصر خلالها أربعة ملوك وأحداثا كبيرة. لكن المرض اضطره إلى طلب إعفائه من منصبه بعد أن أصبح أقدم وزير خارجية في العالم.
صورة من: picture-alliance/AP/B. Smialowski
ظل الأمير سعود الفيصل مهندس السياسة الخارجية السعودية لأربعة عقود عاصر خلالها أربعة ملوك سعوديين ورسم سياسة المملكة وتحديد مواقفها تجاه حروب وأحداث تاريخية كبيرة شهدتها منطقة الشرق الأوسط.
صورة من: AFP/Getty Images/Brendan Smialowski
ساهم الأمير سعود الفيصل بفعالية عام 1989 في عقد اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الأهلية اللبنانية التي تزامن اندلاعها عام 1975 مع توليه منصبه كوزير للخارجية السعودية. وظل داعما للبنان واستقراره وشارك في مؤتمرات دعم لبنان مثل مؤتمر المانحين الذي عقد عام 2002 في باريس بمشاركة رئيس الحكومة اللبنانية الراحل رفيق الحريري.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/M. Bureau
عام 2002 دعم الفيصل وساهم بشكل كبير في بلورة مبادرة الملك عبد الله التي قدمها للقمة العربية في بيروت لحل المشكلة الفلسطينية والسلام مع إسرائيل مقابل انسحابها من كل الأراضي المحتلة وتسوية مشكلة اللاجئين. وقال لإسرائيل في ذلك الوقت إنها إذا قبلت الاقتراح فستقيم المنطقة كلها سلاما معها وتعترف بحقها في الوجود. وكان يعتبر من مؤيدي سياسة الحذر إزاء اسرائيل.
صورة من: Reuters
القضية الفلسطينية كانت تشغل الفيصل كثيرا وكان حريصا على دعم الفلسطينيين وتوحيد صفوفهم ولعب دورا كبيرا في المصالحة بين السلطة الفلسطينية وحركة حماس التي دعا قادتها إلى المملكة وبحث معهم إنهاء الخلافات مع حركة فتح وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pool
كان الأمير سعود الفيصل يتمتع بعلاقات جيدة مع فاروق الشرع نائب الرئيس السوري والذي كان قبل ذلك وزيرا للخارجية. وقد لعبا دورا كبيرا في إقامة علاقات جيدة بين بلديهما. لكن بعد اندلاع الثورة السورية وتأييد السعودية والفيصل نفسه للمعارضة السورية انقطعت العلاقة بينهما ولم يلتقيا بعد ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/dpaweb/F. Saribas
الأمير سعود الفيصل لم يكن مؤيدا لتسليح المعارضة وإسقاط الأسد بالقوة فقط، وإنما كان يدعو لإيجاد حل سلمي أيضا للأزمة السورية ومن هنا كانت مشاركته في مؤتمر جنيف 2 حول سوريا.
صورة من: Reuters
وكان الأمير معروفا باتزانه وهدوئه ودبلوماسيته الماهرة، لكنه كان صارما في نفس الوقت. فرده بحزم على رسالة بوتين حول سوريا إلى القمة العربية في شرم الشيخ معروف، حيث قال: "هو يتكلم عن المشاكل التي تمر بالشرق الأوسط وكأن روسيا ليست مؤثرة على هذه المشاكل (...) يمنحون من الأسلحة إلى النظام السوري ما هو فوق حاجته لمحاربة شعبه (...) آمل أن يصحح الرئيس الروسي خطابه".
صورة من: Fayez Nureldine/AFP/Getty Images
كان الأمير سعود الفيصل حريصا على إقامة علاقات جيدة مع دول الجوار من بينها العراق، رغم مواقف صدام والحكومات اللاحقة السلبية من السعودية وخاصة المالكي. حرص رئيس الدبلوماسية السعودية على تحسين العلاقات مع العراق والتقاء مسؤولين عراقيين كما هنا في الصورة مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم ووزير الخارجية ايراهيم الجعفري.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Euler
مصر كانت دائمة مهمة للسعودية والعلاقة بين الدولتين قوية وكان للوزير الراحل دور بارز في ذلك. لكن بعد إسقاط نظام مبارك ومجيء الرئيس المعزول محمد مرسي أصبحت العلاقة فاترة بين البلدين، حتى الإطاحة به وتولي قائد الجيش السابق عبدالفتاح السيسي الرئاسة حيث دعمته المملكة وعاد الدفء إلى العلاقة بين البلدين.
صورة من: picture-alliance/dpa
كما لعب الأمير الراحل دورا كبيرا في رسم سياسة المملكة تجاه اليمن والحرص على استقراره ولاسيما في السنوات الأخيرة. وحين دخل الحوثيون إلى صنعاء وانقلبوا على الرئيس عبد ربه منصور هادي، اتخذ الفيصل والمملكة موقفا حازما واستقبلت هادي وحكومته ووفرت له ملاذا في الرياض وقادت تحالفا عربيا لمحاربة الحوثيين.
صورة من: Reuters/A. Abdallah Dalsh
الأمير سعود الفيصل الذي كان يرتدي الثياب السعودية التقليدية عادة، كان أثناء زياراته خارج الدول العربية غالبا ما يرتدي الثياب الرسمية الغربية كما في هذه الصورة مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون في واشنطن.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Reynolds
علاقة الراحل العربية والدولية كانت قوية ليس مع نظرائه من وزراء الخارجية وإنما مع الرؤساء والملوك والأمراء أيضا مثل ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز الذي لم يستقبل الفيصل ويلتقيه في بريطانيا فقط وإنما زاره في السعودية أيضا.
صورة من: picture-alliance/dpa/F. Nureldine
ألمانيا كانت دائما شريكا اقتصاديا قويا للسعودية، ومنذ توليه منصبه كان الراحل يستقبل وزراء خارجية ألمانيا في الرياض. والوزير الحالي فرانك فالتر شتاينماير زار المملكة والتقى الأمير سعود الفيصل عدة مرات. وقد نعته السفارة الألمانية في الرياض ووصفته بـ"رجل الدولة الذي يحظى بالتقدير".
صورة من: picture-alliance/dpa/T. Brakemeier
نعى الكثير من الرؤساء ووزراء الخارجية في العالم الأمير سعود الفيصل وأثنوا عليه مثل الرئيس أوباما الذي قال إن "أجيالا من المسؤولين والدبلوماسيين الأمريكيين استفادوا من وجهة نظره الثاقبة وشخصيته وهدوئه وصفاته الدبلوماسية". أما وزير الخارجية الأمريكي جون كيري فقال "أكن له شخصيا الكثير من الإعجاب وأثمن صداقته ونصائحه الحكيمة" مضيفا أن "إرثه كرجل دولة أو كدبلوماسي لن ينسى".
صورة من: Reuters/B. Smialowski
ولد الامير سعود عام 1940 وحصل على إجازة في الاقتصاد من جامعة برينستون الأمريكية عام 1964. وقد تنحى عن منصبه بعد أربعة عقود لكبر سنه (75 عاما) ومعاناته من مشاكل صحية وصعوبات في الكلام والمشي. كان يتقن إلى جانب اللغة العربية، الإنكليزية والفرنسية والإيطالية والألمانية والإسبانية والعبرية. وفارق الحياة في الولايات المتحدة في الـ 09 من تموز/ يوليو 2015.