رفض دولي قاطع لاستفتاءات تسعى لضم أراضٍ أوكرانية إلى روسيا
٢٠ سبتمبر ٢٠٢٢
واجه إعلان روسيا دعمها لخطط وضعها الانفصاليون الذين تساندهم في أوكرانيا لإجراء استفتاءات تمهد الطريق لضم أجزاء أخرى من الأراضي الأوكرانية معارضة دولية قوية، ومن شأن هذه الخطوة أن تصعد من عواقب الصراع بشكل كبير.
إعلان
حذّر الأمين العام للأمم المتحدة الثلاثاء (20 سبتمبر/ أيلول) في افتتاح فعاليات الجمعية العامة السنوية من مخاطر "سخط عالمي في الشتاء"، في عالم "تشلّه" الانقسامات على الرغم من مخاطر الأزمات المتراكمة والحرب في أوكرانيا.
وسيتعاقب على منبر الأمم المتحدة نحو 150 رئيس دولة أو حكومة من كافة أنحاء العالم لإلقاء خطابات في هذا الاجتماع السنوي الذي يُعقد للمرة الأولى حضوريًا بعدما نظّم في السنتين الماضيتين عبر الانترنت بسبب أزمة وباء كوفيد-19. ومن بين المخاطر التي تتهدد العالم والتي تطرّق إليها الأمين العام، الغزو الروسي لأوكرانيا.
وكانت منطقتا دونيتسك ولوهانسك الواقعتان شرقي أوكرانيا واللتان اعترفت موسكو بهما على أنهما "جمهوريتان شعبيتان" وكذلك منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا قد أعلنت في وقت سابق من اليوم اعتزامها دعوة سكانها إلى التصويت على الانضمام إلى الاتحاد الفيدرالي الروسي. وحسب هذا الإعلان، فإن من المنتظر إجراء التصويت في هذه المناطق في الفترة بين 23 و27 من أيلول/سبتمبر الجاري. وكانت موسكو ضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية على البحر الأسود إلى الاتحاد الروسي بطريقة مشابهة عام 2014.
شولتس: لن يعترف بها المجتمع الدولي
ومن جهته، اتهم المستشار الألماني، أولاف شولتس، الثلاثاء، روسيا بتنظيم "استفتاءات صورية" في مقاطعات شرقي أوكرانيا لـ"ضمها رسميا إلى الأراضي المحتلة". وقال شولتس، للصحفيين، في نيويورك، حيث يحضر زعماء العالم أعمال الدورة الـ77 للجمعية العامة للأمم المتحدة، إن هذه الاستفتاءات "انتهاك للقانون الدولي ولن يعترف بها المجتمع الدولي". مؤكدا أن ألمانيا ستواصل الوقوف إلى جانب الأوكرانيين.
كما انتقدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين خطط موسكو لإجراء تلك الاستفتاءات بوصفها انتهاكا واضحا لميثاق الأمم المتحدة. وقالت فون دير لاين لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "لن نعترف أبدا بمحاولة روسيا إضفاء الشرعية على احتلالها غير القانوني والوحشي للأراضي الأوكرانية".
وأضافت على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك "محاولة تغيير حدود أوكرانيا أمر غير مقبول بالمرة وانتهاك واضح لميثاق الأمم المتحدة واستقلال أوكرانيا وسيادتها ووحدة أراضيها"
ومن جانبه، اعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "الاستفتاءات" التي تعتزم موسكو تنظيمها في مناطق انفصالية في أوكرانيا "مهزلة". وشدّد ماكرون على أن روسيا هي من "قرر" شن الحرب وأكد أن أوكرانيا "تقاوم" متمنيا "وضع حد للحرب". ووصف غزو روسيا لأوكرانيا بأنه عودة إلى "عصر الأمبريالية والاستعمار".
واشنطن: لن نعترف بها أبدا
من جهته أعلن جاك سوليفان مستشار الرئيس الأمريكي جو بايدن للأمن القومي اليوم الثلاثاء إدانة واشنطن للاستفتاءات التي تعتزم مناطق أوكرانية إجراءها للتصويت على الانضمام إلى روسيا.
وقال سوليفان: "لن نعترف بهذه المناطق على أنها شيء آخر سوى أنها جزء من أوكرانيا ونحن نرفض تصرفات روسيا بشكل قاطع". ورأى سوليفان أن هذه الاستفتاءات إهانة لمبادئ السيادة ووحدة الأراضي التي يقوم عليها النظام الدولي.
وتابع:" نحن نعرف أنه سيتم التلاعب في هذه الاستفتاءات، ونعرف أن روسيا ستستخدم هذه الاستفتاءات الصورية كأساس لضم مزعوم لهذه الأراضي إما الآن أو في المستقبل، وأود أن أوضح أن الولايات المتحدة - في حال حدث هذا فعلا وبالطبع ليس هذا أمرا محسوما بعد- لن تعترف أبدا بادعاءات روسيا الأحقية في أجزاء من أوكرانيايُفْتَرَض أنها ضمتها".
ويتغيب الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جينبينغ عن الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد أكد لدى سؤاله عن الاستفتاءات "من بداية العملية... قلنا إن شعوب الأراضي المعنية يجب أن تقرر مصيرها، والوضع الراهن كله يؤكد أنها تريد أن تكون سيدة مصيرها".
وإذا ضمت موسكو رسميا جزءا إضافيا كبيرا من أوكرانيا فسيكون بوتين بالضرورة جريئا إلى حد المخاطرة بأن تدخل الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون في مواجهة عسكرية مع روسيا أكبر قوة نووية في العالم.
ع.أ.ج/ ص ش (د ب ا، أ ف ب، رويترز)
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة