أعلنت الأمم المتحدة الاثنين أن صورا التقطتها أقمار اصطناعية أكدت تعرض معبد بل بمدينة تدمر السورية للتدمير. يأتي ذلك بعد تأكيد عدة نشطاء سوريين أن تنظيم "الدولة الإسلامية" قد دمر المعبد الذي يعد أهم معلم تاريخي في سوريا.
إعلان
أكدت صور أقمار اصطناعية صادرة عن هيئة تابعة للأمم المتحدة مساء الاثنين (31 آب/أغسطس 2015) أن المعبد الرئيسي في المدينة السورية القديمة تدمر قد تعرض للتدمير على ما يبدو على أيدي مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ونشر البرنامج التشغيلي للتطبيقات الساتلية التابع للأمم المتحدة صورة على تويتر تظهر "معبد بل" الذي يعود إلى ألفي عام قد هدم وسوي بالأرض على ما يبدو. ولم يتبق من مبنى المعبد سوى جزء صغير، جنبا إلى جنب مع بعض الأروقة الخارجية وجدار المعبد المحصن بسور.
وكتبت الهيئة على تويتر "تحليل البرنامج التشغيلي للتطبيقات الساتلية التابع للأمم المتحدة يؤكد أن المبنى الرئيسي لمعبد بل في تدمر بسوريا قد تم تدميره". وتدعم الصور المنشورة على تويتر مزاعم جماعة محلية ناشطة في تدمر، والتي قالت يوم الأحد لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن المبنى الرئيسي للمعبد أو مبنى الضريح المركزي قد دمر.
وشهد يوم الاثنين حالة من التخبط حول مصير المبنى الذي يعد أهم أثر في أشهر موقع قديم في سوريا. وكان مسؤول بارز في الآثار السورية قد صرح امس الاثنين إن المعبد الرئيسي في مدينة تدمر الأثرية لا يزال قائما، على الرغم من تقارير نشطاء أفادت بأنه تم تدميره كليا أو جزئيا على أيدي مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وقال مأمون عبد الكريم، مدير عام الآثار والمتاحف السورية، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) عبر الهاتف من دمشق إن لديه معلومات من مواطنين سوريين في تدمر بوقوع انفجار داخل جدران معبد "بل"، إلا أن البناء الأساسي لا يزال قائما. وكانت جماعة تعرف باسم تنسيقية مدينة تدمر قد ذكرت أول أمس الأحد أن مبنى المعبد الرئيسي قد تم تدميره بالكامل. وكتبت التنسيقية على مواقع التواصل الاجتماعي أن "داعش نسف معبد بل الذي يصنف بين أهم المباني في العالم القديم". وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن شهود عيان رأوا انفجارا داخل جدران المعبد. وأوضح عبد الرحمن أن شهود العيان لم يتمكنوا من الاقتراب من المنطقة للتعرف على مدى الضرر الذي لحق بالمعبد، بسبب خوفهم من مسلحي التنظيم.
"داعش".. حرب مدمرة على الأرث الثقافي العالمي
يواصل تنظيم "داعش" حربه على الإرث الثقافي العالمي، سواء في ليبيا أو العراق أو سوريا، ومنذ سيطرته على مدينة تدمر الغنية بالمواقع الأثرية والمدرجة على قائمة التراث العالمي، يستهدف التنظيم الإرهابي تلك المواقع واحدة واحدة.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA
معبد بعل شمين يعد من أهم كنوز المدينة الأثرية في تدمر السورية، هو أحدث المواقع الأثرية التي يستهدفها التنظيم الإرهابي، وهي أول مرة يقوم فيها بتدمير آثار تعود للعصر الروماني. وذلك بعد أقل من أسبوع على إعدام عالم الآثار المعروف خالد الأسعد مدير آثار المدينة.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Badawi
أقدم تنظيم"داعش" وبشكل وحشي على إعدام عالم الآثار السوري المعروف خالد الأسعد(82 عاما). الأسعد عمل طيلة أربعة عقود مديرا للآثار في تدمر، ونال عدة أوسمة من بلدان مختلفة، وله حوالي 40 مؤلفا عن الآثار في تدمر وسورية والعالم. وقد خلفت الجريمة ردود فعل دولية غاضبة.
صورة من: picture alliance/AP Photo
قال تنظيم "داعش" في بيان إنه بات يسيطر بالكامل على مدينة تدمر السورية بما في ذلك المطار العسكري والسجن بعد "انهيار" القوات الموالية للحكومة هناك، ما يثير المخاوف من قيام المتطرفين بتدمير الموقع المدرج على قائمة التراث العالمي.
صورة من: Fotolia/bbbar
تعد آثار مدينة تدمر واحدة من ستة مواقع سورية أدرجت على لائحة التراث العالمي في عام 2006، أبرزها قلعة الحصن في حمص والاحياء القديمة في دمشق وحلب.
صورة من: Joseph Eid/AFP/Getty Images
مدينة تدمر مدرجة على لائحة تراث اليونيسكو، وتضم آثارا قديمة بهندسة تمزج بين الحضارتين الرومانية واليونانية مع تأثير فارسي.
صورة من: Fotolia/waj
يشتهر الموقع الاثري القائم في جنوب مدينة تدمر بأعمدته الرومانية ومعابده ومدافنه الملكية. وتعتبر مدينة تدمر من أهم الممالك السورية القديمة التي ازدهرت بشكل خاص في عهد ملكتها زنوبيا
صورة من: picture-alliance/blickwinkel/F. Neukirchen
تعرض أكثر من 300 موقع ذي قيمة إنسانية في سوريا للدمار خلال أكثر من أربع سنوات من النزاع، حسب ما أعلنت الامم المتحدة.
صورة من: Nünnerich-Asmus Verlag & Media GmbH
دمر تنظيم داعش الإرهابي في بداية شهر آذار/ مارس الماضي عدة مواقع أثرية في مدينة الحضرالأثرية في محافظة نينوي شمال غرب العراق. مدينة الحضر مصنفة هي الأخرى ضمن مواقع التراث العالمي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Militant video
قام مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي بتحطيم العديد من المنحوتات والمجسمات الأثرية في متحف نينوي بمدينة الموصل شمالي العراق. وكانت منظمة اليونسكو قد أدانت الحملة وصفتها بأنها جريمة حرب.
صورة من: picture-alliance/dpa/Quelle: Islamischer Staat/Internet
نشر تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي في 11 أبريل/نيسان شريطا مصورا لعناصره وهم يدمرون مدينة نمرود الآشورية الأثرية في شمال العراق، والتي تعود إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
صورة من: YouTube/WorldBreakingNews2015
استهدف تنظيم "الدولة الإسلامية" العديد من القبور التاريخية ومن بينها قبر النبي يونس، الذي دمره التنظيم في منتصف السنة الماضية.
صورة من: picture-alliance/dpa/EPA
11 صورة1 | 11
وحذر عبد الكريم من أن المعبد، والمجمع الديني الرئيسي في الموقع المدرج على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) لمواقع التراث العالمي، لا يزال في خطر من الجهاديين، الذين هدموا مؤخرا معبدا أصغر في المدينة. وأضاف أنه حذر من قبل وأنه يجدد تحذيره من أن معبد "بل" الأهم والأكثر شهرة معرض للخطر بسبب وجود أولئك الإرهابيين في المنطقة. وكان التنظيم قد فجر قبل نحو شهر معبد (بعل شمين) في مدينة تدمر أيضا بعد تفخيخه بكميات كبيرة من المتفجرات وهو الأمر الذي قوبل بإدانة دولية واسعة النطاق. وأدانت اليونسكو، التي تدرج تدمر على قائمة التراث العالمي، تدمير ذلك المعبد ووصفته بأنه "جريمة حرب".