جائحة كورونا قلبت حياتنا رأساً على عقب: المتعافون يتملكهم الخوف من تداعيات لاحقة. الكثير من الأقارب والأحباب ليس بوسعهم توديع موتاهم. ولكن ماذا عن الجنود المعلومين في الخطوط الأمامية ضد الفيروس: الأطباء والممرضين وغيرهم؟
إعلان
جائحة كورونا مستمرة في حصد أرواح البشر: حتى نهاية تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2020 أصيب أكثر من 63 مليون إنسان بالفيروس، والذي تسبب أيضاً في ما يقارب المليون ونصف المليون حالة وفاة، من بينها أكثر من ربع مليون في الولايات المتحدة لوحدها. الطواقم الطبية من أطباء وممرضين وغيرهم على خط المواجهة الأول ضد الفيروس وقضى منهم الآلاف بالفيروس وأصيب عشرات الآلاف. لكن الإصابة أو الوفيات ليست كل القصة: الآثار النفسية وبصمات الفيروس بادية على وجوه هذه الفئة.
ممرضة أمريكية تدعى كاثرين على احتكاك يومي مع المرضى ومعاناتهم: "إنه لأمر مدمر للمرء رؤية الناس يموتون بمرض، لو كان بالإمكان منعه.. كوفيد مرض شرس ولن أتمناه لأسوء أعدائي".
ونشرت كاثرين صورة لها في نيسان/أبريل الماضي بعيد بدئها في العمل، والثانية تظهر وجهها في عزّ الأزمة:
وحصدت الصورة ما يناهز مليون إعجاب على تويتر وأعاد حوالي 90 ألف متابع تغريدها وعلق عليها أكثر من 12 ألف شخص.
تغريدات كاثرين شجعت زملاءها في المهنة على نشر صورهم ومشاركة المتابعين تجاربهم ومعاناتهم: تعب وقلق وتحديق في المجهول. الكمامة تركت بصمتها على الوجوه والنفوس:
ونشر طبيب أمريكي محاكاة للحظات الأخيرة من حياة مصاب بالفيروس. وحصد الفيديو الكثير من الاهتمام والمشاهدة في وسائل التواصل.
وناشد العاملون في القطاع الصحي ممن تفاعل مع تغريدة كاثرين الناس بالالتزام بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وغيرها من الإجراءات الاحترازية.
خ.س/ع.ج.م
هكذا قد تغير جائحة كورونا أساليب الزراعة وعادات الغذاء
أصاب الإغلاق الذي فرضته جائحة كورونا كثيراً من القطاعات الحيوية بالضرر، وقطاع الزراعة ليس استثناء هنا، فقد أصاب الضرر قطاع الزراعة الصناعية بالخصوص، ولكن الفيروس شجع الفلاحة المنزلية، ربما ستغير الجائحة ما نزرع وما نأكل.
صورة من: picture-alliance/imageBROKER
إعادة النظر في مزارع الدواجن والخنازير
ما برح العلماء يجهلون كيف نما فيروس كورونا، لكنّ تهديداته الوبائية التي أسفرت عن إنفلونزا الخنازير وإنفلونزا الطيور قد أثرت بشكل واضح على مزارع الخنازير والدجاج. وفي ظل التأكد من وجود ارتباط بين الزراعة الصناعية الحيوانية المركزة وبين تنامي مخاطر الجائحة، يبدو أنه قد آن الأوان لإعادة النظر في هذا القطاع بشكله الراهن.
صورة من: picture alliance/Augenklick/Kunz
صناعات اللحوم على شفير الخطر
سلطت الجائحة الضوء على الحالة المزرية التي تسود قطاع صناعات اللحوم، وشهدت ألمانيا بؤراً لكورونا في أوساط العاملين في صناعات اللحوم، بل أنها وضعت منطقتين بغرب المانيا في الحجر الصحي بعد إصابة 1550 عاملاً في مسلخ تونيس بالفيروس، ما جعل الأصوات تتعالى مطالبة بشروط عمل أفضل في قطاع انتاج اللحوم.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Thissen
التخلي عن تربية الحيوانات البرية
يرجّح الخبراء أن فيروس كورونا قد انتقل من منتجات برية بيعت في سوق ووهان بالصين. ومع تفشي الجائحة شددت الصين إجراءاتها بحق المنتجات البرية، ما أدى إلى أغلاق 20 ألف مزرعة منتجات برية. بعض الأقاليم الصينية تعرض الآن دعماً حكومياً لتساعد مزارعي المنتجات البرية في الانتقال إلى نمط حياتي آخر، بزراعة منتجات المحاصيل وتربية الخنازير او الدجاج.
صورة من: Getty Images/AFP/M. Bernetti
قطاعات أكثر مرونة
أثرت الجائحة على حلقات الإنتاج التي تمدنا بالغذاء، وهي صناعة تمد العالم في عصر العولمة بالغذاء بما يزيد غالباً عن مستويات الإنتاج المحلي في كثير من البلدان. المزارعون يواجهون اليوم تحديات تناقص أعلاف الحيوانات الصناعية، وتقلص اليد العاملة ما يجبرهم على التكيف مع مستقبل جديد أقل أمناً.
صورة من: picture-alliance/dpa
تنامي الزراعة الحضرية
مع اضطرارهم إلى المكوث في البيت، تتزايد اعداد الناس الذين يتوجهون إلى انتاج بعض من اطعمتهم في حدائق بيوتهم. قد يكون هذا تطوراً إيجابياً على المدى البعيد لاسيما أن من المتوقع أن يسكن ثلثا سكان العالم في المدن بحلول عام 2050. وهكذا قد تصبح الزراعة الحضرية أكثر حيوية، وسوف تستهلك قدراً أقل من الوقود الأحفوري لأغراض النقل، ومساحات أصغر من الأرض مقارنة بالزراعة التقليدية.
صورة من: Imago/UIG
انتاج ذاتي للغذاء
في ظل توقعات ببلوغ عدد سكان الأرض 10 مليارات نسمة بحلول عام 2050، لا مفر من مواجهة حقيقة ضرورة زيادة الغذاء على مستوى الكوكب. وكان تمهيد وتنظيف مزيد من الأراضي من الأشجار والأعشاب لغرض زراعتها يعد حلاً لهذه المشكلة، أما الآن، فتتجه الأنظار إلى زراعة المراكز الحضرية، ويتعزز هذا التوجه في ضوء المخاطر التي فرضها فيروس كورونا.
صورة من: Kate Evans / Center for International Forestry Research (CIFOR)
التحول إلى المنتجات النباتية
في ضوء المخاوف من تعرض قطاع انتاج اللحوم إلى تحديدات تفرضها جائحة كورونا، تشهد الصين توجهاً ملفتاً للنظر إلى المنتجات النباتية. وكان الغرب سباقاَ بهذا الاتجاه خلال السنوات القليلة المنصرمة، ويتوقع أن يستمر ذلك ويتصاعد بتزايد مخاوف المستهلكين من مصادر انتاج اللحوم.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Neibergall
تشديد معايير الأمن الغذائي في البلدان النامية
يُتوقع أن تؤثر جائحة كورونا بشدة على البلدان النامية، وتحديداً في مجال الأمن الغذائي. الأمم المتحدة حذرت من مجاعة "بمعايير ملحمية". إلى جانب ذلك، فأنّ التعاون الدولي للتخفيف من مجاعة متوقعة سيفرض حماية أفضل للأرض، وأنواعاً أفضل من المحاصيل، ومزيداً من الدعم لصغار المزارعين. انيكا مولس / م. م