1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

صوملة ليبيا - مجرد فزاعة أم سيناريو محتمل؟

١٢ أبريل ٢٠١١

فيما يرى البعض في استمرار المعارك في ليبيا وفشل الوساطات الدولية في إيجاد حلول للأزمة إشارات نحو صوملة الوضع في ليبيا، يرفض صحفيان، ليبي وألماني، هذه السيناريو. ويعتبر كلاهما أن سبب الأزمة وحلها هو القذافي.

هل من بوادر لحل الأزمة الليبية؟صورة من: dapd

هل من بوادر لحل الأزمة الليبية؟ لعل هذا السؤال الذي يشكل الشغل الشاغل لملايين الليبيين الذين يأملون في وقف المعارك الدائرة في البلاد. وبعد فشل بعض الوساطات الدولية، آخرها الوساطة الإفريقية، في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار تزداد المخاوف من استمرار المعارك في ليبيا، وهو ما يعني سقوط المزيد من الضحايا. وفيما يتواصل القتال بين الثوار وكتائب القذافي، يشترط المجلس الوطني الانتقالي في بنغازي رحيل العقيد الليبي معمر القذافي وأبنائه لإطلاق أي محادثات طارئة حول تطبيق الهدنة.

وفي ظل تمسّك كل طرف بموقفه أطلق البعض العنان لمخاوف من أن تتحول ليبيا إلى "صومال ثان" من شأنه أن يزعزع استقرار منطقة شمال إفريقيا بأسرها. نجل القذافي سيف الإسلام كان من بين هؤلاء الذين أطلقوا هذه التحذيرات قبل بضعة أسابيع، وهاهو وزير الخارجية الليبي المنشق موسى كوسا يتحدث من بريطانيا عن سيناريو مماثل "ما لم تتوقف جميع أطراف الصراع عن الزج بالبلاد إلي حرب أهلية".

الثوار يطلبون رحيل القذافي وأبنائه كشرط لأي محادثات والقذافي مشبث بالسلطة ...والوساطات حائرة بين هذا وذاكصورة من: AP

"نشر المخاوف - احد أساليب القذافي"

الصحفي الألماني شتيفان بوخين، الذي كان من أول الصحفيين الغربيين الذين غطوا الأحداث في ليبيا، يرى خلال لقاء خاص لدويتشه فيله، أن هذا التحذير "مبالغ فيه". "لا يمكنني أن آخذ تصريحات وزير الخارجية المنشق موسى كوسا على محمل الجد. إذ تكفي الإشارة هنا إلى أنه كان يشغل منصب رئيس المخابرات لعقود طويلة وأرى أنه متورط أيضا مع هذا النظام ولا أعتقد أن له رؤية صحيحة أو عاقلة للوضع في ليبيا". ويقول بوخن إن القذافي تارة يستخدم "فزاعة الإرهاب" وتارة يلعب على "مخاوف أوروبا من تدفق أفواج اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء" وتارة أخرى يلعب على "وتر الفوضى الأمنية في منطقة المغرب العربي". ويشدد قائلا: "القذافي يريد التشبث بالسلطة مهما كان الثمن ولا يتوانى في ذلك عن استخدام جميع الوسائل والحيل مثل استخدام فزاعة صوملة ليبيا".

ولكن الأحداث الحالية وفشل المبادرات الدولية، آخرها الإفريقية، في الوساطة لوقف إطلاق النار والتفاوض لإيجاد حلول للأزمة الليبية تزيد من قتامة المشهد وتقلل من آمال الكثيرين في إنهاء حقبة القذافي، التي امتدت لأكثر من 41 عاما. كما لم يفض الحظر الجوي الذي فرضه حلف الناتو على ليبيا والطوق البحري على سواحلها والعزلة السياسية للقذافي وتجميد أرصدته في الخارج إلى النتائج المرجوة حتى الآن. "تلك إجراءات ستضعف القذافي"، وفق ما يقول الصحفي الألماني شتيفان بوخن. لكنه يؤكد في الوقت نفسه بالقول:"لا شك أنه مازال للقذافي أصدقاء في بعض البلدان الإفريقية اشتراهم بالمال ونرى أن بعض القادة قد قدموا إلى ليبيا للقيام بمبادرة سياسية لحل الأزمة الليبية. وربما يلجأ القذافي إلى أحد البلدان الإفريقية التي تربطها به علاقات قوية ليعيش فيها في نهاية المطاف." ولكن بوخن يشدد في الوقت نفسه على أن القذافي سيحاول استنفاذ كل ما لديه من أموال وأسلحة وولاءات قبل أن يقرر التنحي أو الرحيل.

هل تتحول ليبيا إلى صومال جديد؟ أم هي مجرد مخاوف يريد البعض نشرها للضغط على الثوار؟صورة من: picture alliance/dpa

"مامن أوجه مقارنة بين ليبيا والصومال"

ولكن البعض الآخر يرى أن التركيبة القبلية والعشائرية للشعب الليبي، بحيث يغلب أحيانا الولاء والانتماء القبلي على الولاء للدولة قد يؤدي إلى انقسام وتفتت ليبيا إلى دويلات وربما إلى استمرار الانقسام القائم حاليا بين الشرق والغرب. بالإضافة إلى حصول الكثيرين من المدنيين خاصة في المناطق الشرقية على السلاح بعد انضمامهم إلى الثوار. غير أن شتيفان بوخن يفند نظرية تحول ليبيا إلى صومال جديد ويقول: أعتقد أن ما نشهده الآن من انقسام في ليبيا بين شق شرقي وآخر غربي إنما هو بسبب وجود القذافي والكتائب الموالية له."

من جهته، يرفض الصحفي الليبي المقيم في لندن عاشور شامس في حديث خاص لدويتشه فيله هذا السيناريو "القاتم". ويقول:"ليست هناك أي أوجه مقارنة بين ليبيا والصومال"، مشددا على أن "القبائل متوحدة ومجمعة على أن تبقى ليبيا دولة واحدة. ويوضح قائلا: "لم تكن في ليبيا أي حرب أهلية على مدى 70 عاما، بل ومنذ أكثر من 100 سنة، فقط القذافي هو الذي استخدم هذه الفزاعة ويحاول تكريس مفاهيم التفرقة لدى الشعب الليبي". ويرى كل من شامس وزميله الألماني شتيفان بوخن أن الحل الوحيد لإنهاء أزمة ليبيا هو "رحيل القذافي"، معتبرين أن السيناريو الأرجح هو "عسكري". وفيما يعتقد بوخن أن نهاية القذافي ستأتي باستنفاذ كل قواه، يرى شامس أن انضمام سكان طرابلس إلى الثوار وانقلابهم على القذافي وكتائبه قد يسرّع من انتهاء حقبة امتدت لأكثر من أربعة عقود.

شمس العياري

مراجعة: يوسف بوفيجلين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW