ضحايا سوريون لهجمات كيماوية يرفعون دعوى أمام القضاء الفرنسي
٢ مارس ٢٠٢١
تريد ثلاث منظمات غير حكومية في فرنسا تكرار التجربة الألمانية في محاكمة جرائم محتملة للنظام السوري. واستندت هذه المنظمات إلى أقوال شهود وأدلة وثائقية فيما يخص هجمات النظام بالأسلحة الكيماوية.
إعلان
أعلنت ثلاث منظمات غير حكومية أنها قدّمت شكوى أمام محكمة باريس بشأن "جرائم ضد الإنسانية" و"جرائم حرب" مرتبطة بهجمات كيميائية في سوريا عام 2013 منسوبة إلى نظام بشار الأسد. وقدّم "المركز السوري للإعلام وحرية التعبير" و"عدالة المجتمع المنفتح" و"الأرشيف السوري" هذه الشكوى أمس الاثنين (الأول من آذار/مارس 2021) من أجل التحقيق في هجمات غاز السارين التي وقعت في آب/أغسطس 2013 في مدينة دوما والغوطة الشرقية قرب دمشق.
ووفقا للولايات المتحدة، قتل أكثر من 1400 شخص في هذه الهجمات. ويجب أن تسمح هذه الشكوى التي تستند إلى العديد من الشهادات والأدلة الموثّقة من بينها صور ومقاطع فيديو، بـ"تحديد مسؤولية الأشخاص الذين أمروا بهذه الهجمات والذين نفذوها" كما أوضحت المنظمات غير الحكومية مؤكدة أنها أجرت "تحليلا للتسلسل القيادي العسكري السوري".
وقال هادي الخطيب مدير منظمة "الأرشيف السوري" في البيان إن الحكومة السورية التي "لم تكن شفافة بشأن إنتاجها للأسلحة الكيميائية واستخدامها وتخزينها، يجب أن تُحاسب".
هجوم كيماوي جديد في سوريا ..هذه المرة في دوما ومدنيون ضحايا بالعشرات
نددت واشنطن وعواصم أوروبية بالهجوم المفترض بـ"غازات سامة" في مدينة دوما بالغوطة الشرقية. سوريا وروسيا تنفيان استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية. منظمات إنسانية ونشطاء يؤكدون سقوط عشرات الضحايا في صفوف المدنيين.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
أثارت تقارير حول هجوم مفترض بـ"غازات سامة" استهدف السبت الماضي (السابع من نيسان/أبريل 2018) مدينة دوما في الغوطة الشرقية تنديداً دولياً. وطلبت 9 دول، بمبادرة من فرنسا، عقدَ اجتماع عاجل لمجلس الأمن الاثنين لبحث تقارير عن الهجوم الكيميائي المفترض في دوما.
صورة من: picture-alliance /AP/dpa
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "21 حالة وفاة جراء الاختناق وإصابة 70 آخرين" من دون أن يتمكن من "تأكيد أو نفي" استخدام الغازات السامة. إلا أن الحصيلة التي أوردتها منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) تراوحت بين 40 و70 قتيلاً جراء القصف بـ"الغازات السامة"، وفق قولها.
صورة من: picture alliance/AP Photo/Syrian Civil Defense White Helmets
فيما تحدثت المنظمة والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) عن وصول "500 حالة" إلى النقاط الطبية. وأشارتا إلى أعراض "زلة تنفسية وزرقة مركزية وخروج زبد من الفم وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور".
صورة من: picture-alliance/AA/M. Bekkur
أدان الرئيسان الأمريكي ترامب والفرنسي ماكرون "الهجمات الكيميائية التي وقعت في 7 نيسان/أبريل ضد سكان دوما". وكتب ترامب على تويتر "قتل كثيرون بينهم نساء وأطفال في هجوم كيميائي متهور في سوريا"، مضيفا "الرئيس بوتين وروسيا وايران مسؤولون عن دعم الأسد الحيوان. سيكون الثمن باهظا". فيما قال المتحدث باسم الحكومة الألمانية إن "ملابسات استخدام الغاز السام هذه المرة تشير إلى مسؤولية نظام الأسد".
صورة من: Reuters/Y. Gripas
يأتي تصريح ترامب بعد عام ويوم على ضربة أمريكية استهدفت قاعدة عسكرية للجيش السوري رداً على هجوم كيماوي في خان شيخون أودى بالعشرات في شمال غرب البلاد. وأبدى وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان "قلقه البالغ"، مؤكداً أن بلاده "ستتحمل مسؤولياتها كاملة باسم الكفاح ضد انتشار الأسلحة الكيماوية".
صورة من: picture alliance/AP Photo/Russian Defense Ministry Press Service
دمشق اعتبرت أنّ الاتهامات الموجهة لها في هذا السياق هي "أسطوانة مملة غير مقنعة"، فيما وجهت روسيا تحذيرا لواشنطن من تدخل عسكري "بذرائع مختلقة" نافية استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
وتزامن الاستخدام المفترض لـ"غازات سامة" قبيل إعلان دمشق أمس الأحد اتفاقًا لإجلاء فصيل جيش الإسلام "خلال 48 ساعة" من دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
يذكر أن محققي جرائم الحرب التابعون للأمم المتحدة وثقوا في السابق 33 هجوما كيماويا في سوريا ونسبوا 27 منها إلى الحكومة السورية التي نفت مرارا استخدام هذا النوع من الأسلحة. وفي عام 2013 قتل 1429 شخصا من بينهم أطفال في هجوم كيميائي بغاز السارين في الغوطة الشرقية، بحسب الولايات المتحدة. كما تم رصد غاز السارين في هجوم في أبريل 2017 على بلدة خان شيخون أدى إلى مقتل اكثر من 80 شخصا.
صورة من: picture alliance/ZUMAPRESS.com
8 صورة1 | 8
وكانت المنظمات غير الحكومية الثلاث تقدمت بشكوى في تشرين الأول/أكتوبر 2020 إلى مكتب المدعي العام الفدرالي الألماني للتحقيق في هجمات العام 2013، كانت تتعلق أيضا بهجوم بغاز السارين في نيسان/ابريل 2017 في خان شيخون، بين دمشق وحلب.
ونقل البيان عن ستيف كوستاس وهو محام في منظمة "عدالة المجتمع المنفتح" قوله "نطلب من قاضي التحقيق الفرنسي إجراء تحقيقات منسّقة مع المدعي العام الفدرالي الألماني".
وبعد هجمات العام 2013، تعهد النظام السوري تفكيك مخزونه من الأسلحة الكيميائية.
لكن وفقا لتقرير صادر عن هذه المنظمات" في تشرين الأول/أكتوبر 2020، لدى سوريا برنامج أسلحة كيميائية "ما زال نشطا" وأن السلطات السورية تستخدم "حيلا" لخداع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، الهيئة المكلفة تفكيك ترسانة الأسلحة الكيميائية السورية.
وتأتي الدعوى القضائية، التي انضم إليها نحو 12 شخصا، في أعقاب دعوى قضائية مماثلة رفعت العام الماضي في ألمانيا. وهي توفر مسارا قانونيا نادرا من نوعه للعمل ضد حكومة الرئيس السوري بشار الأسد. وتنفي الحكومة السورية استخدام أسلحة كيماوية ضد شعبها. واستندت الدعوى إلى ما يقول المحامون إنها أكثر الأدلة شمولا في إثبات استخدام مادة مثل غاز السارين في سوريا.
ويشمل ذلك شهادات ناجين وفارين منشقين وتحليلا لتسلسل القيادة في الجيش السوري ومئات العناصر من الأدلة الموثقة منها صور وتسجيلات فيديو.
وقال هادي الخطيب "جمعنا أدلة كثيرة تحدد من المسؤول تحديدا عن هذه الهجمات في دوما والغوطة الشرقية والتي مازال الناجون يعانون من آثارها المرعبة". وتوصل تحقيق فتحته الأمم المتحدة لتحديد المسؤول عن الهجمات بأسلحة كيماوية في سوريا إلى نتائج في 2016 مفادها أن القوات الحكومية استخدمت غاز الكلور وغاز السارين. وقال درويش إنه يتوقع رفع دعوى قضائية أخرى في السويد خلال الأشهر المقبلة.
ع.أج/ ز.أ.ب (أ ف ب، رويترز)
حكم تاريخي بشأن "جرائم النظام السوري".. الخلفيات والدلالات