1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ضحايا يروون تفاصيل "اعتداءات شِبِّيحة النظام السوري" في برلين وباريس

٥ أكتوبر ٢٠١١

أكد عدد من المعارضين السوريين المقيمين في برلين وباريس أنهم تعرضوا لاعتداءات وتهديدات شبه منظمة من قبل ما وصفوهم ب"شبيحة النظام السوري" بهدف ترهيبهم وثنيهم عن التظاهر ضد القمع المسلط على أبناء وطنهم في سوريا.

المعارضة السورية المقيمة في برلين سندس سليمان تتهم النظام السوري بملاحقتهاصورة من: DW

لا يزال سالم حسن، معارض سوري يعيش كلاجئ سياسي في فرنسا منذ 8 أعوام، يتذكر ذلك اليوم الذي تعرض فيه لضرب مبرح على أيدي من وصفهم ب"شبيحة النظام". لم يحدث ذلك في سوريا وإنما في قلب العاصمة الفرنسية باريس. ويقول في حوار لدويتشه فيله: "كان ذلك يوم 26 من آب / أغسطس عندما كنت على بعد 700 متر من مركز شرطة في باريس صحبة بعض السوريين الذين كانوا في أحد مراكز شرطة يشتكون تعرضهم للعنف من قبل"شبيحة" خلال مظاهرة مناهضة لنظام الأسد في باريس".

ويواصل سالم حسن روايته قائلا: "وإذا بسيارة من نوع رينو حمراء اللون تتبعنا وينهال علينا أحد راكبيها بوابل من الشتم والتهديدات قبل أن ينزل أربعة آخرين مسلحون بهراوات وينهالون علينا بالضرب المبرح في وسط الشارع العام". ويتابع أنه سرعان ما انضمت سيارتان وإذا بعدد ما يصفهم ب"الشبيحة" يصل إلى "نحو عشرين شخصا". ويقول إنه قد أصيب بجروح في رأسه وبكدمات، لافتا إلى أن ما يصفهم ب"الشبيحة" حاولوا "دهس أحد رفاقه". ويضيف المعارض السوري أنه احتمى بأحد المقاهي هربا من "اعتداء وحشي"وهددونا، مؤكدا أن الجماعة التي اعتدت عليه ورفاقه هددوهم علانية من مواصلة حراكهم الاحتجاجي ضد النظام. ويقول: "لقد صرخوا وهددونا قائلين: هاي المرة نفدتوا، المرة ثانية ما تنفدوا منا، بدنا نقطع لسانكن، بدنا نقطع رأسكن وما نخليكن تطلعوا!".

"تهديدات وابتزازات لمعارضين حتى في برلين"

نشطاء سوريون يتظاهرون في أثينا ضد نظام الرئيس بشار الأسدصورة من: dapd

هذه واحدة من الشهادات، التي أدلى معارضون سوريون يعيشون في عواصم أوروبية، يؤكدون فيها تعرضهم لابتزازات وتهديدات مختلفة من قبل من يسمونهم ب"شبيحة النظام السوري"، الذي يبدو أن أذرعته الأمنية قد وصلت إلى باريس وعدد من العواصم الأوروبية وحتى برلين. ففي حوار مع دويتشه فيله تؤكد سندس سليمان، وهي معارضة سورية تقيم في ألمانيا منذ 9 أعوام، تعرضها منذ بداية إقامتها في ألمانيا "لمضايقات من قبل النظام السوري". وتؤكد سليمان تزايد هذه المضايقات بشكل ملحوظ مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا.

وتقول سندس سليمان إنها وعدد من المعارضين السوريين المقيمين في ألمانيا "نتعرض لحملات تكاد تكون منظمة من قبل النظام لثنينا عن مواصلة أنشطتنا السياسية". وتضيف: "تصلنا رسائل على البريد الالكتروني تتضمن تهديدات وسب وشتم لنا. وأخرى على حساباتنا الشخصية على موقع فيسبوك تصفنا بأننا خونة وتهددنا بأنه في حال لم نتوقف عن نشاطاتنا السياسية فأنه لا يمكننا حتى أن نحلم بالعودة إلى وطننا سوريا يوما ما." وتتابع بأن صفحتها الشخصية على موقع فيسبوك قد تعرضت قبل أسبوع للقرصنة ولم تعد تتحكم فيها. وأن القراصنة "يستخدمون صفحتها لتشويه سمعتها وطبيعة الانشطة التي أمارسها وينشرون فيها أشياء مسيئة جدا".

وتقول سندس سليمان: "اُتهم بأنني أتلقى أموالا من الحكومات الغربية مقابل نشاطي السياسي وأنني أتلقى رشاوى مقابل المظاهرات المناهضة للنظام، التي أشارك فيها، وكذلك اتهم بإشعال نار الفتنة في سوريا والتحريض على الاقتتال الطائفي." وإن استطاعت الصمود أمام هذه التهديدات إلا أنها تؤكد أنها تعاني من الضغوط النفسية التي يمارسها "شبيحة النظام"، حيث تتعرض لتهديد بما قد يطال عائلتها المتواجدة في سوريا إذا واصلت نشاطها السياسي المناهض للنظام.

العفو الدولية تتهم النظام بملاحقة المعارضين في 8 دول غربية

ولكن يبدو أن أذرعة النظام السوري لم تصل إلى باريس وبرلين فحسب بل دول أوروبية وغربية أخرى، وفق تقرير أصدرته منظمة العفو الدولية أمس الثلاثاء (04 تشرين الأول / أكتوبر). ووفقا للمصدر نفسه فإن "مسؤولي السفارات السورية يعملون بشكل منتظم على مضايقة المعارضين في الخارج بهدف إسكات الاحتجاجات ضد القمع الدامي للمظاهرات المناهضة لنظام الرئيس السوري". وتقول منظمة العفو الدولية إنها وثقت حالات تشمل أكثر من 30 ناشطا في ثمانية بلدان هي: إلى جانب ألمانيا وفرنسا كل من بريطانيا والسويد وإسبانيا والسويد وتشيلي وكندا والولايات المتحدة. ويقول نيل ساموندز، باحث منظمة العفو الدولية في الشؤون السورية، إن "المهاجرين السوريين قد دأبوا من خلال الاحتجاج السلمي على تسليط الضوء على الانتهاكات التي نرى أنها ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية وهذا يمثل تهديدا للنظام السوري". ويضيف قائلا: "وفي رده على ذلك يبدو أن النظام قد شن حملة منظمة وعنيفة أحيانا لترهيب السوريين في الخارج وإسكاتهم".

ولمعرفة رد الفعل السوري الرسمي على هذه الاتهامات، حاولت دويتشه فيله أمس الثلاثاء الاتصال هاتفيا بالسفارة السورية في برلين، لكن دون جدوى. كما لم تتلق أي إجابة حتى اليوم الأربعاء (05 تشرين الأول / أكتوبر) على رسالة الكترونية تتضمن هذه الاتهامات وتقرير منظمة العفو الدولية في هذا الشأن.

"الهدف هو تخويف المهاجرين السوريين وثنيهم عن التظاهر"

في الداخل يستخدم النظام الجيش والأسلحة الثقيلة لإخماد الاحتجاجات، وفي الخارج يلاحق المعارضين بعصابات من "شبيحة" لترهيبهم، وفق شهادات وتقرير آمنستي

وإن لم يتأكد بعد من الجهة التي تقف وراء هذه الاعتداءات ومحاولات ابتزاز المعارضين السوريين المناهضين للنظام، يوجه البعض على غرار فارس الشوفي، وهو ناشط حقوقي يقيم في باريس، اتهامه إلى السفارات السورية في العواصم الغربية.

ويقول فارس الشوفي لدويتشه فيله إنه كان شاهد عيان على حادثة اعتداء على متظاهرين سلميين في باريس من قبل مجموعة من السوريين وصفهم ب"الشبيحة" تم اعتقالهم من الشرطة الفرنسية. ويلفت قائلا: "حسب ما وصل إلى علمي يقال إن البعض من الشبيحة يحملون جوازات سفر دبلوماسية ويعملون في السفارة السورية في باريس". ويؤكد أن الاعتداء بالعنف والتهديدات المختلفة للمعارضين هي "أساليب تتبعها السفارة (السورية) منذ 40 عاما. السفارة أصبحت بمثابة وكر أمني لترهيب السوريين وابتزازهم وإجبارهم على الابتعاد عن السياسة(...) وتخويفهم حتى لا يتظاهروا مرة أخرى ضد النظام."

أولى ردود الفعل صدرت من فرنسا والسويد اللتان حذرتا النظام السوري من مواصلة هذه الممارسات. وقد تصدر ردود فعل أخرى من عواصم غربية التي لن تسمح بأساليب "التضييق والتهديد والابتزاز" التي تحدث عنها معارضون لدويتشه فيله في شهاداتهم، على أراضيها.

(دويتشه فيله / ش.ع)

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW