أعلنت إسرائيل عن استهداف مواقع في محافظة النبطية بجنوب لبنان، وذلك بعدما رصدت "تحركا عسكريا" على حد قولها، فيما تحدثت تقارير إعلامية لبنانية عن دمار لحق ببعض المناطق ومنشورات "تحريضية" تمّ إسقاطها.
صورة لغارة إسرائيلية نهاية العام الماضي. وتواصل إسرائيل استهداف مواقع بجنوب لبنان رغم اتفاق وقف إطلاق النار. صورة من: Houssam Shbaro/Anadolu/picture alliance
إعلان
أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم الأحد (30 أغسطس / آب 2025)، استهداف مواقع لحزب الله قرب قلعة الشقيف في جنوب لبنان بعد رصد "نشاط عسكري" فيها، على حد قوله.
من جهتها، أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية اللبنانية أن المقاتلات الاسرائيلية نفذت سلسلة من الغارات "العنيفة" على حرج علي الطاهر والدبشة في منطقة النبطية. كما أشارت الوكالة إلى أن المقاتلات أطلقت "عددا كبيرا من الصواريخ الشديدة الانفجار التي احدث انفجارها دويا هائلا تردد صداه في العديد من المناطق البعيدة نسبيا عن منطقة الغارات".
وارتفعت أعمدة كثيفة من الدخان فوق المنطقة التي تعرضت للقصف، بحسب صور وكالة فرانس برس.
وأضافت الوكالة أن الغارات المعادية تسببت "باضرار مادية في الكثير من المنازل السكنية في النبطية الفوقا، حيث تحطم زجاج منازل ومحال تجارية، فضلا عن تصدعات فيها". كما أفادت الوكالة اللبنانية الرسمية بأن الحيش الإسرائيلي ألقى منشورات وُصفت بـ "التحريضية" في بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان.
من الفصائل الفلسطينية لحزب الله.. حروب إسرائيل ولبنان في صور!
على الرغم من تصاعد العنف مؤخرًا، إلا أنه ومنذ عقود هناك معارك على الحدود الإسرائيلية اللبنانية وكذلك في الداخل اللبناني. في هذه الصور نقدم نبذة تاريخية للنزاعات العسكرية بين لبنان وإسرائيل.
صورة من: Aziz Taher/REUTERS
قبل 1948
أصبح لبنان مستقلاً عن الانتداب الفرنسي في عام 1946. حتى قبل إعلان دولة إسرائيل، كان اللبنانيون يناقشون نوع العلاقة التي يمكن أن يقيموها مع جيرانهم. لطالما مثلت الحكومة اللبنانية مجموعة واسعة من الطوائف الدينية والعرقية المختلفة، كان البعض يشعر أن بإمكانهم التحالف مع الصهاينة الراغبين في تأسيس دولة، بينما عارض آخرون ذلك.
صورة من: Hassan Ammar/AP Photo/picture alliance
لاجئون فلسطينيون يفرون إلى لبنان
بعد حرب 1948 بين إسرائيل، حديثة التأسيس، وعدد من الدول العربية، اتفقت الأطراف، بما في ذلك لبنان، على خطوط هدنة رسمية. أسفر هذا الاتفاق عما يعرف بخط الهدنة 1949 أو الخط الأخضر. في نهاية الحرب، كانت إسرائيل تسيطر على حوالي 40% من المنطقة المخصصة في الأصل للفلسطينيين وفق خطة تقسيم الأمم المتحدة لعام 1947. أدت الحرب إلى لجوء 100 ألف فلسطيني إلى لبنان.
صورة من: Eldan David/Pressebüro der Regierung Israels/picture alliance /dpa
فرار جديد إلى لبنان
ظهرت مجموعات فلسطينية جديدة، منها فتح، وبدأت في شن هجمات على إسرائيل عبر الحدود، من لبنان وسوريا والأردن. في الآن ذاته، تصاعدت التوترات بين إسرائيل وجيرانها العرب واستعدت مصر وسوريا والأردن للحرب ضد إسرائيل، لكنها تعرضت لهزيمة عام 1967 فيما عرف بحرب الأيام الست. مرة أخرى، لجأ آلاف الفلسطينيين إلى لبنان إثر احتلال ما تبقى من أراضيهم المخصصة لهم بقرار أممي.
صورة من: Express/Express/Getty Images
انتقال الفصائل الفلسطينية إلى لبنان
عام 1970، بعد معارك فاشلة مع الجيش الأردني فيما بات يعرف ب"أيلول الأسود"، نقلت منظمة التحرير الفلسطينية مقرها الرئيسي من الأردن إلى العاصمة اللبنانية، بيروت. وحولت مقرها العسكري إلى جنوب لبنان. هذا أدى إلى زيادة في الصراع عبر الحدود بين لبنان وإسرائيل. كان لبنان قد وافق على وجود مخيمات فلسطيينة على ترابه تديرها هذه المنظمة.
صورة من: Nicole Bonnet/AFP
دخول اليونيفيل
غزت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، لملاحقة المقاتلين الفلسطينيين الذين استمروا في شن غارات عبر الحدود ومن ذلك هجوم على حافلة مدنية إسرائيلية أوقع عدة قتلى، في وقت عاش فيه لبنان حالة حرب أهلية بين مجموعات لبنانية ضد مجموعات لبنانية وفلسطينية. دعا مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى انسحاب فوري وفقاً لقرار الأمم المتحدة رقم 425 وأنشأت الأمم المتحدة قوات حفظ سلام باسم "يونيفيل" لا تزال تعمل إلى اليوم.
صورة من: Mahmoud Zayyat/AFP
اجتياح إسرائيل للبنان
في يونيو/ حزيران 1982، اجتاحت إسرائيل لبنان، ووصلت إلى بيروت، مبررة تدخلها بملاحقة المقاتلين الفلسطينيين. وكانت "مذبحة صبرا وشاتيلا" التي نفذتها قوات مسيحية يمينية لبنانية، بحق المدنيين الفلسطينيين في المخيمين، أحد أبرز الفصول الدامية، ووجدت لجنة تحقيق إسرائيلية أن القوات الإسرائيلية سمحت بوقوعها.
صورة من: Getty Images/J. Barrak
ظهور حزب الله
أدى الغزو الإسرائيلي للبنان في النهاية إلى إنشاء حزب الله. عندما قرر مجموعة من رجال الدين الشيعة في لبنان حمل السلاح ضد الإسرائيليين، بدعم من إيران. عام 1985 انسحبت إسرائيل إلى الجنوب، حيث احتلت رسميًا منطقة تبلغ حوالي 850 كيلومترًا مربعًا بين النهر والحدود الإسرائيلية، وانسحبت عام 2000، وفقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 425. بعد مواجهات مستمرة مع مقاتلي حزب الله.
صورة من: Fadel Itani/NurPhoto/IMAGO
مواجهات متعددة
وقعت مواجهات متعددة قبل الانسحاب، أهمها "حرب الأيام السبعة" عام 1993، ثم عملية "عناقيد الغضب" عام 1996 عندما قصفت إسرائيل الجنوب اللبناني ومطار بيروت ومحطات طاقة، ورد حزب الله بإطلاق الصواريخ. شهد ذلك العام قصفا إسرائيليا لمجمع تابع للأمم المتحدة قرب قرية قانا اللبنانية أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص كانوا يحتمون هناك، من بينهم حوالي 37 طفلاً، وجرح المئات، ووصفته إسرائيل بأنه حادث.
صورة من: Joseph Barrak/AFP/Getty Images
حرب 2006
قام حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين وقتل آخرين. رفضت إسرائيل طلب الإفراج المتبادل عن أسرى، وردت بما عرف "حرب تموز". أدى النزاع إلى نزوح حوالي مليون لبناني ونصف مليون إسرائيلي، كما قتل حوالي 1,200 لبناني، و158 إسرائيلي، جلهم من الجنود. تعرضت البنية التحتية اللبنانية لأضرار بالغة. انتهى القتال بقرار من مجلس الأمن يدعو إلى نزع سلاح حزب الله وانسحاب الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى توسيع مهام يونيفيل.
صورة من: Gali Tibbon/AFP/Getty Images
ضربة موجعة للحزب
منذ 2006، كانت هناك هجمات متبادلة منتظمة عبر الحدود الجنوبية للبنان، لكنها لم تصل للحرب الشاملة. دخل حزب الله، المصنف إرهابياً في عدة دول، الحرب الحالية بمبرّر "إسناد غزة"، بهجمات صاروخية على شمال إسرائيل، لكنه تلقى ضربة موجعة بعد تفجير أجهزة البيجر ومقتل وإصابة المئات من عناصره، ثم الضربة الأخطر باغتيال الصف الأول من قياداته وفي مقدتهم حسن نصر الله.
صورة من: Mohammed Zaatari/AP/picture alliance
10 صورة1 | 10
غارات إسرائيلية متواصلة
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعرب الجمعة عن "أسفه" بعد مقتل جنديين في الجيش اللبناني إثر انفجار طائرة مسيرة إسرائيلية سقطت في جنوب لبنان الخميس.
وتشن إسرائيل غارات في جنوب لبنان وشرقه وفي الضاحية الجنوبية لبيروت رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كما لا تزال قواتها متواجدة في خمس نقاط في جنوب لبنان.
نص الاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة على حصر السلاح بيد القوى الشرعية اللبنانية وانسحاب إسرائيل من نقاط توغلت إليها خلال النزاع. بينما كلّفت الحكومة اللبنانية في الخامس من آب/ أغسطس الجيش وضع خطة لنزع سلاح حزب الله، على أن يتم تطبيقها قبل نهاية العام، في خطوة سارع الحزب الى رفضها، واشترط قبل النقاش حول ترسانته وقف الجيش الإسرائيلي لضرباته وسحب قواته من جنوب لبنان.
و.ب/ ع.غ (أ ف ب، د ب أ)
وقف إطلاق النار.. عودة كثيفة للنازحين إلى جنوب لبنان
مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله، انطلقت مواكب سيارات المواطنين اللبنانيين الذين اضطروا للنزوح بسبب القصف والمعارك التي استمرت طويلا وتسببت في خسائر بشرية ومادية كبيرة في الجنوب.
صورة من: ANWAR AMRO/AFP/Getty Images
مواكب السيارات تتجه نحو الجنوب
بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، اتجهت عشرات سيارات النازحين في مواكب طويلة نحو مدن الجنوب، مثل هذا الموكب على الطريق السريع بين مدينتي صيدا و صور في جنوب لبنان.
صورة من: MAHMOUD ZAYYAT/AFP
العودة إلى صيدا في الجنوب
عودة مظاهر الحياة إلى المناطق التي تم النزوح منها في ظل الهدوء الذي تشهده بعد اتفاق وقف إطلاق النار. وهذه الطفلة من بين العائدين للمناطق الجنوبية إلى مدينة صيدا.
صورة من: Hassan Hankir/REUTERS
مساعدات إنسانية لمليون نازح
كانت عواقب الحرب بين حزب الله وإسرائيل وخيمة على ما يناهز مليون نازح خاصة من مناطق الجنوب. ورغم المساعدات وخاصة المواد الغذائية التي كانت تجلبها المنظمات مثل الأمم المتحدة، إلا أن المعاناة كانت كبيرة وواضحة أينما تواجد النازحون، خاصة في ظل بقاء الكثير منهم في العراء بمختلف المناطق التي نزحوا إليها.
صورة من: dpa/picture alliance
تضامن شعبي وقت الأزمة
منذ بدء اندلاع الحرب، لم تتوقف مبادرات المواطنين اللبنانيين لتوفير الطعام وأساسيات الحياة من ملابس وغيرها للنازحين. والمبادرات والتضامن مستمر حتى مع عودة النازحين إلى مدنهم وقراهم في الجنوب اللبناني.
صورة من: Bilal Jawich/Xinhua/picture alliance
تأمين الأساسيات الضرورية للعودة
قام المواطنون اللبنانيون تحميل بعض الأساسيات مثل مراتب السرير استعدادا للعودة إلى مناطقهم التي نزحوا منها. وشهدت الطرقات ازدحاما بعد تأكيد اتفاق وقف إطلاق النار.
صورة من: Hassan Hankir/REUTERS
عودة المواطنين والحياة إلى الجنوب
النازحون اللبنانيون يقومون بنقل الأساسيات من مراتب السرير والأغطية نحو الجنوب اللبناني، وتتجه هذه السيارة نحو منطقة النبطية. ومع عودة النازحين بدأت الحياة أيضا تدب في مدن وقرى الجنوب.
صورة من: MAHMOUD ZAYYAT/AFP
فرح كبير بالعودة
شعر الكثيرمن النازحين بفرح شديد بعد وقف إطلاق النار ورحلة العودة إلى مناطقهم التي نزحوا منها. مثل هذا المواطن اللبناني العائد مع أسرته بسيارته المحملة بأساسيات مهمة مثل مراتب السري والأغطية.
صورة من: Hussein Malla/AP/picture alliance
تشرد ومبيت في العراء
بعض الأسر النازحة من مناطق الجنوب إلى العاصمة بيروت، بقيت في العراء واضطرت إلى افتراش الأرض وحرق الورق وبعض النفايات للحصول على شيء من الدفء والوقاية من برد الليل وخاصة الصغار الذين نزحوا وتشردوا مع أهاليهم.
صورة من: Mohamed Azakir/REUTERS
نازحون في قلب العاصمة بيروت
اضطر نازحون للعيش في خيام بلاستيكية في شوارع العاصمة بيروت مثل هؤلاء في هذه الصورة التي التقطت في بداية شره تشرين الثاني/ نوفمبر. لكن أغلبية النازحون بدؤوا بالعودة إلى مناطقهم بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
صورة من: Mohamed Abd El Ghany/REUTERS
بنايات مدمرة في الجنوب
قبل بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار شنت الطائرات الإسرائيلية غارات عنيفة على مناطق ومدن مختلفة مثل مدينة النبطية التي تعرضت لغارات مكثفة وتدمرت العديد من المباني وجزء من النبية التحتية في المدينة.
صورة من: AFP
المتابعة الصحية.. نقص وحاجة كبيرة شديدة!
خلال الأوضاع الصعبة والقصف والمعارك التي شهدتها قرى الجنوب ومدنه تضررت البنية التحتية والمرافق الصحية واضطر الآلاف لعبور الحدود والنزوح إلى سوريا أيضا مثل هذه السيدة اللبنانية الحامل التي تخضع لفحص طبي في مركز لاستقبال النازحين اللبنانيين في سوريا.