غارات أمريكية تقتل أكثر من 80 مسلحا من "داعش" في ليبيا
١٩ يناير ٢٠١٧
بعد شهر من إنهاء الولايات المتحدة عملياتها في سرت، أعلن وزير الدفاع الأمريكي أن بلاده نفذت ضربات جوية في ليبيا الليلة الماضية وقتلت أكثر من 80 مقاتلا من تنظيم " الدولة الإسلامية".
إعلان
قال وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر اليوم الخميس (19 يناير/ كانون الثاني 2017) إن الضربات الجوية التي شنتها الولايات المتحدة في ليبيا الليلة الماضية قتلت أكثر من 80 مقاتلا من تنظيم "الدولة الإسلامية" من المعتقد أن بعضهم كانوا يخططون بنشاط لشن هجمات في أوروبا. وقال كارتر "ينبغي أن نضرب تنظيم الدولة الإسلامية في كل مكان يظهر فيه. وهذا صحيح في ضوء حقيقة علمنا بأن بعض أعضاء التنظيم في ليبيا يشاركون في تدبير هجمات."
وكان مسؤول أميركي كبير كان قد أعلن اليوم الخميس أن الولايات المتحدة قصفت أمس معسكرين تابعين لتنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي قرب سرت جنوب غرب ليبيا بقاذفات "بي 2" ما أدى إلى مقتل عشرات من عناصر التنظيم. وقال المسؤول في البنتاغونالذي رفض الكشف عن اسمه إن الجهاديين "شوهدوا قبل الضربة مباشرة وهم يحملون أسلحة ويرتدون سترات تكتيكية، ويحملون مدافع الهاون ويقفون في تشكيلات عسكرية".
ويقع المعسكران على مسافة 45 كلم جنوب غرب سرت. وتأتي هذه الضربة بعد شهر من إنهاء الولايات المتحدة رسمياً عملياتها العسكرية في سرت وما حولها حيث شنت نحو 500 ضربة لمساعدة حكومة الوفاق الوطني الليبية على إخراج الجهاديين من المدينة الساحلية.
وفي ذلك الوقت ترك البنتاغون الباب مفتوحا أمام شن مزيد من الضربات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" في حال طلبت الحكومة الليبية المساعدة. وصرح المتحدث باسم البنتاغون، بيتر كون، أنه من بين من استهدفتهم الضربات مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي فروا من سرت في السابق. وقال في بيان إنهم "شكلوا تهديداً أمنياً على ليبيا والمنطقة والمصالح القومية الأميركية" مشيراً إلى أن الضربات كانت على ما يبدو "ناجحة".
وأضاف المسؤول الأميركي أن الضربات التي شنتها القاذفات الأميركية الأربعاء تمت "بالتعاون" مع حكومة الوفاق الوطني، وبإذن من الرئيس باراك اوباما. وأردف أن قاذفات "بي 2" الشبح شنت الضربات بمساعدة طائرات هجومية بدون طيار. وقال كوك إن "هذه الضربات ستضعف قدرة تنظيم الدولة الإسلامية على شن هجمات ضد القوات الليبية والمدنيين الذين يعملون على إحلال الاستقرار في سرت، وتدل على عزمنا على مواجهة التهديد الذي يمثله التنظيم على ليبيا والولايات المتحدة وحلفائنا".
خ.س/ي. ب(أ ف ب)
يوميات المعارك ضد داعش لاستعادة سرت الليبية
تكافح القوات الليبية منذ أشهر لاسترجاع مدينة سرت من مقاتلي "الدولة الإسلامية". مصورDW عربية كارلوس سوروتوسا قضى وقتا مع القوات الموالية للحكومة وصور لنا جزءا من معارك استعادة السيطرة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
بدأ هجوم القوات الحكومية لاسترجاع مدينة سرت من مقاتلي تنظيم داعش في 12 مايو/أيار الماضي، وهي المدينة التي تحولت إلى معقل للتنظيم الإرهابي في ليبيا. عملية "البنيان المرصوص" تشنها حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة بدعم من الضربات الجوية الأمريكية.
صورة من: DW/K. Zurutuza
بعد سيطرة القوات الليبية على مواقع محيطة بالمدينة الساحلية، تحولت الاشتباكات مع التنظيم إلى حرب شوارع. مقاتلو داعش محاصرون حاليا في منطقتين وسط سرت، تُستهدفان أيضا من قبل البحرية الليبية. ونفى مسؤولون هناك أن يكون بين المقاتلين أجانب. "الليبيون فقط يقاتلون على الأرض". يقول محمد الغسري ل DW، وهو متحث باسم الجيش.
صورة من: DW/K. Zurutuza
في الوقت الذي تلعب فيه الضربات الجوية الأمريكية دورا رئيسيا في الهجوم ضد داعش، تحولت هذه الدبابات الروسية الصنع إلى سلاح لا غنى عنه في استهداف مواقع القناصة والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يقول المقاتلون الليبيون إنه من المستحيل اعتقال مقاتلي داعش، لأن الكثير منهم يرتدي أحزمة ناسفة ويفضلون الموت خلال القتال على أن يتم إلقاء القبض عليهم أحياء. وقتل أكثر من 400 مقاتل ليبي منذ بدء عملية "البنيان المرصوص" في شهر مايو/أيار الماضي، بينما لم يعلن داعش عن خسائره.
صورة من: DW/K. Zurutuza
رغم أن معظم القوات الليبية المنتشرة في سرت تنحدر من مصراتة، إلا أن هناك مقاتلين من مناطق ليبية أخرى. تنامي نفوذ داعش يثير المخاوف في بلد تحكمه ثلاث حكومات: واحدة في الشرق وأخرى في الغرب، بالإضافة إلى السلطة التنفيذية المدعومة من الأمم المتحدة. وكل طرف من هؤلاء له قوات مسلحة على الأرض.
صورة من: DW/K. Zurutuza
الأطباء في سرت يعملون كمتطوعين في دوامات مرهقة من أجل استيعاب التدفق الكبير من المقاتلين الجرحى. سيارات الإسعاف والمشافي الميدانية، كهذا المشفى الظاهر في الصورة تستهدف أيضا من تنظيم داعش.
صورة من: DW/K. Zurutuza
يقول الأطباء الذين يشتغلون على أرض المعارك إنهم عاينوا حالات لمقاتلين أصيبوا في الحنجرة أو الصدر أو حتى الرأس، فعلى ما يبدو يستهدف قناصة داعش هذه الأعضاء حتى يصاب المقاتلون بالشلل الرباعي إن بقوا على قيد الحياة، وبالتالي لن يكونوا قادرين على القتال مجددا. كما يقول الدكتور مصطفى شرفو من المستشفى الرئيسي في سرت لـDW.
صورة من: DW/K. Zurutuza
معظم الحالات الحرجة يتم نقلها بشكل يومي عبر الجو إلى مصراتة. وقال مسؤولون رفيعو المستوى لDW إن معظم المعارك في سرت تم تعليقها هذا الأسبوع بسبب العدد الكبير من الجرحى الذين يتلقون العلاج في مستشفى مصراتة. وتتسبب الألغام التي يزرعها تنظيم داعش، في المناطق الخاضعة له، في خسائر كبيرة في صفوف المقاتلين الليبيين.
صورة من: DW/K. Zurutuza
لا توجد شبكة هاتف في مدينة سرت حتى خلال الفترات التي يتوقف فيها القتال وهو ما يحدث نادرا. وبينما يختار المقاتلون القادمون من مصراتة الذهاب إلى منازلهم لزيارة عائلاتهم، يعيش من يتوجب عليهم البقاء في سرت في ظل غياب أبسط مرافق الراحة وسط أنقاض المعارك.
صورة من: DW/K. Zurutuza
المقاتلون الليبيون في سرت على قناعة بأنهم سوف يستعيدون السيطرة على المدينة. "نعقتد أنه لا يوجد أكثر من 50 مقاتل من داعش داخل المناطق الخاضعة للتنظيم، ما يعني أننا قد نستعيد السيطرة على المدينة في غضون الأيام المقبلة". يقول عمر زيداني وهو مقاتل من مصراتة لـDW.