كثفت روسيا من غاراتها الجوية في سوريا خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية بهدف توجيه ضربات موجعة لتنظيم "داعش". وتعرضت مواقع التنظيم الإرهابي لثمانين غارة جوية، معظمها من قبل طائرات روسية.
إعلان
شنت روسيا خلال الـ 48 ساعة الماضية غارات كثيفة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في وسط وشرق سوريا. واستهدفت أكثر من 80 غارة جوية، غالبيتها روسية، مواقع "داعش" في ريف حمص الشرقي. وترافق القصف مع تقدم لقوات النظام، التي تخوض معارك عنيفة لطرد الجهاديين من المنطقة، وفق ما أفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن اليوم السبت ( 21تشرين الثاني/ نوفمبر 2015).
وأوضح عبد الرحمن أن القصف الجوي الروسي والسوري تركز على محيط مدينة تدمر وبلدة مهين، اللتين يسيطر عليهما تنظيم "الدولة الإسلامية". كذلك استهدفت الغارات مواقع الجهاديين في محيط حقلي شاعر وجزل الغازي والنفطي، الواقعين تحت سيطرة قوات النظام.
وترافقت الغارات مع معارك عند أطراف بلدة مهين ومحيطها بين عناصر التنظيم وقوات النظام التي سيطرت على تلتين غرب البلدة، وفق المرصد.
اللاجئون والخوف من قدوم فصل الشتاء
رغم تزايد انخفاض درجات الحرارة، فإن سيل اللاجئين القادمين إلى أوروبا عبر طريق البلقان لم ينقطع. في غضون ذلك تعمل السلطات في ألمانيا والنمسا جاهدة على توفير مآوٍ مجهزة بالتدفئة لتقيهم البرد والمطر خلال فصل الشتاء.
صورة من: picture-alliance/AP/Hussein Malla
على الرغم من أن فصل الشتاء لم يحل بعد في أوروبا، إلا أن الكثير من اللاجئين يشكون بعد رحلة طويلة وشاقة عبر البلقان من البرد والصقيع. فمثلا على الحدود النمساوية-الألمانية لا تنزل درجات الحرارة في النهار عن 10 درجات مئوية، إلا أنها سرعان ما تتدحرج ليلا إلى ما دون الصفر.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
لاجئون يتدفؤون على نار أضرموها في حطب جمعوه من غابة قريبة. وبعكس الـ60 ألف لاجئ الذين قدموا طلبات اللجوء في النمسا، يريد هؤلاء مواصلة السفر إلى المانيا. ولضمان فرص إقامة تتوفر فيها التدفئة العادية، من المقرر إقامة 100 ألف مآوى على طول طريق البلقان، 5000 منها في النمسا.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Weigel
على طول الحدود النمساوية الألمانية أصبح يسمح فقط لخمسين لاجئاً في الساعة بالعبور عبر المعابر الحدودية، لتسهيل عملية تسجيلهم. في الأثناء بإمكان بقية اللاجئين، الذين ينتظرون عبور الحدود، الإقامة في خيام تحتوي على أرضية وأجهزة تدفئة. وتصل الطاقة الاستيعابية لكل خيمة إلى ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Scharinger
بيد أن الخيام على الحدود النمساوية الألمانية ممتلئة إلى درجة أن الكثيرين لم يجدوا مكانا يقيمون فيه ولم يجدوا سوى الأرض يفترشونها والسماء يلتحفونها. في الصورة البعض من أكثر من ألف لاجئ ينتظرون في بلدتي كوفشتاين وكولرشلاغ السماح لهم بمواصلة السفر إلى ألمانيا.
صورة من: Getty Images/AFP/C. Stache
لكن الوضع يختلف في الكثير من الدول الواقعة على طريق البلقان، فمثلا خلال الأيام الماضية وجد العديد من اللاجئين أنفسهم في بلدة ريغونس في سلوفينيا مجبرين على الإقامة في العراء دون حماية من البرد والمطر. ولا يختلف الوضع كثيرا في دول البلقان الأخرى.
صورة من: picture-alliance/AA/S. Mayic
تعد جزيرة ليسبوس اليونانية وجهة الكثير من اللاجئين. وللوصول إليها يركب هؤلاء البحر قادمين من السواحل التركية. وفي فصل الشتاء تنخفض درجات حرارة المياه إلى 17 درجة مئوية. وفي سياق متصل تقول مراسلة DW جيل أومايرا: "عندما تسوء الأحوال الجوية، يخفض المهربون من أسعارهم. وبالتالي يأتي عدد أكبر من اللاجئين."
صورة من: Reuters/G. Moutafis
اعتبر الكثير من السياسيين والمصالح الألمانية إقامة اللاجئين في خيام بأنها "حل مؤقت". كان ذلك في فصل الصيف. ولكن الأمر أصبح الآن شبه مؤكد: سيضطر العديد من اللاجئين للإقامة في خيام حتى خلال فصل الشتاء القارس. كما أن الخيام المدفأة – كما هو الحال في مخيم للاجئين في ولاية سكسونيا السفلى – يكاد يكون أمرا نادرا.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Steffen
ولكن، ليس في أوروبا فقط يخشى اللاجئون من قدوم فصل الشتاء ومن موجات البرد والصقيع، ففي لبنان يعيش نحو 200 ألف شخص في منطقة البقاع الجبلية تحت خيام من البلاستيك. وفي العام الماضي عانى هؤلاء الأمرّين مع سقوط الثلج وموجات الصقيع. لكن إقامة خيام تقي من البرد والمطر والثلج قوبل برفض من قبل الكثير من أصحاب الأرض لأنهم لا يريدون أن يبقى السوريون هناك بشكل دائم.
صورة من: picture-alliance/AP/Hussein Malla
8 صورة1 | 8
وفي شرق البلاد، استهدفت الطائرات الحربية الروسية والسورية اليوم السبت محافظة دير الزور (شرق) غداة مقتل 36 شخصا على الأقل وإصابة العشرات بجروح جراء سبعين غارة جوية شنتها تلك الطائرات على مناطق عدة في المحافظة، وفق المرصد.
وبحسب عبد الرحمن فإن "هذا القصف الجوي هو الأعنف، الذي تشهده محافظة دير الزور منذ اندلاع الثورة السورية منتصف آذار / مارس 2011". وقال عبد الرحمن إن الغارات في دير الزور تركزت اليوم على حقل التيم النفطي جنوبا "مستهدفة الصهاريج النفطية".
وتستمر الاشتباكات في محيط المطار "الذي شهد فجر الجمعة هجوماً عنيفاً من قبل التنظيم في محاولة لاقتحامه" أسفر عن مقتل 22 جهاديا، وفق المرصد.
من جهتها أفادت منظمة أطباء بلا حدود في بيان اليوم السبت مقتل شخصين وإصابة ستة آخرين، بينهم عاملان طبيان، الخميس، في عربين في الغوطة الشرقية لدمشق جراء "انفجار صاروخين على مدخل مستشفى ميداني" مدعوم من قبلها أثناء استقباله جرحى القصف في المنطقة.
وأحصت المنظمة أيضا مقتل ستة أشخاص وإصابة 17 آخرين الجمعة في قصف طال منطقة عين ترما في الغوطة الشرقية التي تعد معقل الفصائل المقاتلة في محافظة ريف دمشق.
وفي شمال سوريا، استعادت فصائل مقاتلة بينها مجموعة تركمانية، بدعم جوي تركي وأميركي، بلدتي دحلة وحرجلة من تنظيم "الدولة الإسلامية" في محافظة حلب (شمال) قرب الحدود التركية.