1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"ضعف التنمية والإهمال جعل من سيناء حاضنة للإرهاب"

أجرى الحوار: عباس الخشالي٣٠ يناير ٢٠١٥

أثار التوتر في شمال سيناء القلق في القاهرة بعد سقوط عشرات الجنود بعملية إرهابية تبنتها جماعة "أنصار بيت المقدس"، التي أعلنت مبايعتها لما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية". فهل فشلت القاهرة في إدارة ملف سيناء الأمني؟

Bildergalerie Die Lage am Nordsinai
صورة من: DW/A. Wael

أعلنت جماعة "أنصار بيت المقدس"، التنظيم الجهادي الرئيسي في مصر، تبنيها سلسلة هجمات وقعت أمس الخميس (30 يناير/ كانون الثاني 2015) في شمال سيناء وأسفرت عن سقوط 26 قتيلا على الأقل غالبيتهم من العسكريين. كما أسفرت بحسب مسؤولين أمنيين ومصادر طبية عن سقوط ما لا يقل عن 62 جريحا بينهم تسعة مدنيين. هذه الجماعة بايعت مؤخرا تنظيم "الدولة الإسلامية" واتخذت لنفسها اسم "ولاية سيناء". هذه العملية ليست الأولى، فقد سبقتها عمليات أخرى ظهرت بعد توتر الوضع السياسي في مصر وظهور ما يعرف بتنظيم"الدولة الإسلامية" في سوريا والعراق.

ورغم عديد الجيش المصري في منطقة شمال سيناء المحاذية للشريط الحدودي مع قطاع غزة، ورغم الخطط الأمنية للسيطرة على المنطقة، إلا أن القاهرة فشلت في تحييد الإرهاب. حول أسباب فشل الدولة المصرية في ملف سيناء التقتDW عربية بالصحفي المصري ورئيس تحرير موقع جسور، الصحفي محمد عزام.

DW عربية : لماذا يصعب على القاهرة السيطرة على مناطق شمال سيناء إلى هذا الحد؟

الصحفي محمد عزام: المشكلة بالنسبة إلى سيناء تعود إلى مدة الأربعين عاما الماضية. كان هناك سوء تصرف من الإدارة المصرية. كان يغلب عامل الأمن على عامل التنمية في معالجة ملف سيناء. كان هذا عاملا رئيسيا، فكثير من أهل سيناء سهل تجنيدهم أو التحاقهم بالجماعات الجهادية، نتيجة الفقر وإحساسهم بأن الإدارة المصرية تهمشهم. السبب أساسا اقتصادي. وكان عندهم بسبب هذا التهميش إحساس بأن مصريتهم منقوصة. وبسبب طبيعتهم البدوية فإن إحساسهم بالتهميش عالٍ جدا. تهميش الدولة وإهمالها لهم منح الإرهاب بيئة حاضنة. الجانب الأخر، هو التدخل الخارجي، أو تدخل أجهزة مخابرات خارجية أيضا. وهذه أمور لا يمكن استبعادها.

لكن الدولة بدأت في إقامة منطقة عازلة بعمق كيلومتر على الحدود مع قطاع غزة في محاولة لمنع تهريب الأسلحة وتسلل المسلحين الإسلاميين المتطرفين، التي تقول إنهم يستخدمون الأنفاق التي تربط قطاع غزة بشمال سيناء. جزء من المشروع تم تنفيذه. فهل الحل في إنشاء مناطق عازلة؟

نجحت قوات الشرطة والجيش في تأمين الجزء الجنوبي من سيناء، لأنها منطقة خالية من السكان، ويسهل فيها الحركة عسكريا. أما الجزء الذي يكتظ بالسكان مثل شمال سيناء، فإنه يصعب تأمينه. وعمليات الأمس، وهذا هو الأسلوب الذي يتبعه الإرهاب، ليس فيها مواجهة. بل هي ضربات من وسط السكان وغير محددة نقطة الانطلاق. ومن السهل على الإرهابي أن يضرب ويهرب بين السكان في منطقة مكتظة.

عمليات جماعة "أنصار بيت المقدس" تشير إلى تنظيم، هدد ونفذ تهديداته. هذا التنظيم بايع تنظيم "الدولة الإسلامية". هل يمكن أن نقول إن "الدولة الإسلامية" وصلت إلى مصر؟

المعلومات متضاربة في هذا الموضوع، لكن بالتأكيد هناك علاقات بين تنظيم الدولة والجهات الجهادية في مصر بشكل عام، فهناك اتصالات وهناك ترابط في الجزء العقائدي بين هذه الأطراف.

أزالت السلطات المصرية مئات المنازل في شريط حدوي يربط شمال سيناء بقطاع غزةصورة من: Reuters/I. Abu Mustafa

ذكرت أن الحل ليس أمنيا في سيناء، فما الحل إذن؟

كل الدعوات تحذر من لجوء الدولة إلى الحل الأمني في سيناء أو غير سيناء. لا بد أن يكون لديها مخطط سياسي متكامل، أحد جوانبه هو الحل الأمني وليس كله، سواء كان في الداخل أو المناطق الحدودية مع ليبيا أو في سيناء أو الجنوب. فقد ثبت تاريخيا أنه فاشل. ففي فترة المواجهة بين الجماعات الدينية والدولة في فترة عبد الناصر والسادات ثم بدايات ونهايات فترة مبارك، كان الحل الأمني هو أفشل الحلول، دائما يفرخ إرهابا جديدا. الحل الأمثل يعتمد على ثلاثة أركان: أولا الحل الأمني، والتنمية وهي الأساس في المناطق المستهدفة، فإذا لم تكن هناك تنمية فإن هذا يتيح للجماعات المسلحة حاضنة شعبية. وثالثا الحل السياسي، فعندما يكون هناك احتباس سياسي تلجأ هذه الجماعات للأعمال المسلحة .

محمد عزام: صحافي مصري، مقيم في فيينا، رئيس تحرير موقع جسور.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW