سلطات ساكسونيا أمام ضغوطات متزايدة بسبب انتحار السوري البكر
١٣ أكتوبر ٢٠١٦
بعد أن نفى وزير عدل ولاية ساكسونيا بقوة أي تقصير من قبل السلطات الأمنية لولاية في قضية انتحار الموقوف السوري جابر البكر، يرى نائب رئيس وزراء الولاية أن الأجهزة القضائية تتحمل جانبا من المسؤولية.
إعلان
أقرّ نائب رئيس وزراء ولاية ساكسونيا مارتن دوليغ بأن السلطات القضائية في ولايته تتحمل "جانبا" من المسؤولية لوفاة اللاجئ السوري جابر البكر، الذي انتحر في زنزانته مساء أمس الأربعاء بعد يومين على توقيفه للاشتباه بأنه يعد لاعتداء في ألمانيا. وأضاف المسؤول بأن ذلك نجم عن "سلسلة من التقديرات الخاطئة"، مشيرا إلى "سوء تقدير لأهمية السجين ولحالته الصحية".
ويأتي هذا عقب إعلان هيئة السجون التابعة للولاية اليوم الخميس (13 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، عبر مديرها رولف ياكوب، بأن الأجهزة القضائية قامت بكل ما هو "ممكن" حتى لا يقدم المشتبه به على الانتحار.
وصرّح رولف ياكوب في مؤتمر صحفي عقده بمشاركة وزير عدل الولاية سيباستيان غيمكو ظهر اليوم الخميس، أن الطبيبة النفسية التي تحدثت مع المشتبه به أكدت عدم وجود أي مؤشرات تدل على "خطر انتحار الوشيك"، بالرغم من أن قاضي التحقيق نبه إلى العكس.
ومع أن قاضي التحقيق اعتبر أن البكر معرض للاقبال على الانتحار، إلا أن هيئة السجون لم ترصد "خطرا وشيكا"، يضيف، ياكوب، ولهذا السبب انتقلت مراقبة المشتبه به من مرة كل 15 دقيقة في اليوم الأول لتوقيفه إلى مرة كل نصف ساعة في اليوم الثاني.
وعلّق وزير العدل في ساكسونيا سيباستيان غيمكو "لم يكن يفترض أن يحصل مثل هذا الأمر لكنه وقع للأسف". وعثر على البكر مشنوقا بقميصه في زنزانته في مستوصف السجن بعد يومين على توقيفه مما أثار جدلا حول ظروف اعتقاله.
وصرّح زيغمار غابريل، نائب المستشارة الألمانية ووزير الاقتصاد، اليوم الخميس إن انتحار جابر البكر هو "واقعة مرعبة، يجب الآن التحقيق فيها".
وفي وقت سابق شدد وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير على ضرورة توضيح سريع وشامل لوفاة جابر البكر وقال في تصريحات خاصة لبرنامج "مجلة الصباح" (Morgenmagazin) الإخباري بالقناة الثانية الألمانية "ZDF" اليوم الخميس إنه يطالب بمعرفة ما حدث ليلا في مدينة لايبزيغ الألمانية.
كما دعا بعض ساسة الشؤون الداخلية بالبرلمان الألماني "بوندستاغ" إلى تحليل أخطاء السلطات بلا هوادة. وقال النائب البرلماني عن حزب الخضر كوستانتين فون نوتس في تصريحات لإذاعة ألمانيا إنه لابد حاليا من استيضاح هوية المسؤول تحديدا عن هذا "الفشل الذريع" للعدالة في ولاية سكسونيا.
كما طالب حزب اليسار باستقالة وزير عدل ولاية ساكسونيا سيباستيان غيمكو. غير أن الأخير نفا أن تكون وزارته مسؤولة عن أيّ تقصير، مشددا أن السلطات قامت بـ"جميع الجهود لمنع حدوث الانتحار".
واعتبر دي ميزير انتحار البكر هزيمة في مكافحة الإرهاب، وقال وزير على هامش لقائه مع وزراء داخلية دول الاتحاد الأوروبي اليوم في لوكسمبورغ إن التحقيقات حول التفجير المشتبه في أنه كان يتم التخطيط له من جانب البكر بمطار بالعاصمة برلين أصبحت أصعب حاليا بسبب موته. وأضاف قائلا: "يعد ذلك بالطبع انتكاسة أيضا بالنسبة للكشف عن متورطين آخرين وداعمين وشبكات وما شبه". ومن جانبه وصف خبير شؤون السياسة الداخلية بحزب المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل المسيحي الديمقراطي فولفغانغ بوسباخ ما حدث بأنه "مأساة"، وأشار إلى أنه تمّ فقدان "مصدر مهم للمعلومات".
ص.ش/ و. ب (أ ف ب، د ب أ)
هجوم أنسباخ.. رابع اعتداء دامٍ في ألمانيا خلال أسبوع
في مدينة أنسباخ فجر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة فقُتل هو نفسه وأصاب آخرين. ووزير داخلية الولاية يعلن عن أن الانتحاري كان على صلة بتنظيم "داعش"، إذ عُثر على مقطع فيديو يهدد فيه ألمانيا بهجوم إرهابي.
صورة من: picture-alliance/dpa/C. Schmidt
في هذا المكان بالقرب من مهرجان للموسيقى في مدينة أنسباخ جنوبي ألمانيا فجَّر طالب لجوء سوري عبوة ناسفة من صنعه، وهو ما أدى إلى مقتله وإصابة 12 شخصا بجروح ثلاثة منهم في حالة خطرة. يعيش الشاب في ألمانيا منذ سنتين وقد قدَّم طلب لجوء قبل عام وتم رفض طلبه، وتم إعطاؤه إقامة مؤقتة يجوز سحبها أو إلغاؤها في أي وقت.
صورة من: Reuters/M. Rehle
المسعفون حاولوا إنقاذ منفذ الاعتداء دون جدوى.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
قال وزير داخلية ولاية بافاريا يواخيم هيرمان الذي حضر إلى مكان التفجير في مدينة أَنسباخ إنه: "اعتداء جديد للأسف مما يزيد طبعا من مخاوف الناس". وأضاف أن منفذ الاعتداء المقيم في أنسباخ حاول الانتحار مرتين قبل ذلك، كما أنه أُدخل إلى عيادة للأمراض النفسية.
صورة من: Reuters/M. Rehle
وفي وقت لاحق أكد وزير داخلية بافاريا أن الجاني قام بتصوير مقطع فيديو يهدد فيه ألمانيا، وأنه تم العثور على هاتفيين وحاسب لوحي في منزله، وجد فيها مقاطع فيديو ذات محتويات سلفية، وأشار إلى أن جميعها باللغة العربية.
صورة من: picture alliance/dpa/D. Karmann
منفذ الاعتداء - الذي رفضت السلطات طلب لجوء تقدم به قبل عام- كان يريد "منع" تنظيم احتفال للموسيقى في الهواء الطلق يشارك فيه 2500 شخص في مدينة أنسباخ التي كان يعيش فيها. وحاول مفجِّر العبوة الناسفة الدخول إلى مكان الاحتفال إلا أنه عاد أدراجه خلال المساء لأنه لم يكن يحمل بطاقة دخول.
صورة من: picture alliance/Bildagentur-online/Forkel
من جهته، أشار المدير المساعد لشرطة أنسباخ رومان فرتينغر إلى "أدلة" من بينها قِطَع معدنية أُضيفت إلى المواد المتفجرة.
صورة من: Reuters/M. Rehle
انفجرت العبوة بعيد الساعة العاشرة مساءً بالتوقيت المحلي أمام المقهى في وسط المدينة في مكان قريب جداً من الاحتفال.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
يأتي هذا الاعتداء بينما تعيش البلاد أجواء من التوتر الشديد بعد سلسلة من المآسي خلال أسبوع واحد.
صورة من: picture-alliance/dpa/D. Karmann
فهذه هي المرة الرابعة التي يقع فيها اعتداء في ألمانيا في غضون أسبوع، ثلاثة منها في ولاية بافاريا. فمساء الجمعة أقدم شاب في الـ 18 من العمر يعاني من اضطرابات عقلية ومهووس بعمليات القتل الجماعي - لكن لا رابط بينه وبين الجهاديين مبدئيا- بقتل تسعة أشخاص في ميونيخ وإصابة 11 آخرين بجروح خطيرة خلال إطلاق النار.
صورة من: DW/D. Regev
وفي 18 تموز/ يوليو 2016 أصاب طالب لجوء قيل إنه أفغاني أو باكستاني خمسة أشخاص بجروح بفأس وسكين على متن قطار في فورستبورغ، في اعتداء تبناه تنظيم "داعش".
صورة من: picture-alliance/AP Photo/K.-J. Hildenbrand
كما أعلنت الشرطة الألمانية في ولاية بادن فورتمبيرغ أن طالب لجوء سوري (21 عاما) قتل امرأة وأصاب شخصين بساطور في وسط مدينة رويتلينغن جنوب غرب ألمانيا الأحد (24 تموز/ يوليو 2016) قبل أن يتم اعتقاله. وقالت الشرطة إن السوري "كان على خلاف" مع المرأة فقتلها "بساطور" قبل أن يجرح امرأة ثانية ورجلا.