ضغوط أممية على دمشق على خلفية اتهامات بشن هجوم كيماوي
٢٣ أغسطس ٢٠١٣ حذر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون النظام السوري اليوم الجمعة (23 أغسطس/ آب 2013) من أنه في حال ثبت شن هجوم بالأسلحة الكيميائية في هذا البلد فإن ذلك سوف يشكل "جريمة بحق الإنسانية" تترتب عنها "عواقب خطيرة". وشدد بان كي مون خلال زيارة إلى سيول على أن "أي استخدام للأسلحة الكيماوية في أي مكان ومن جانب أي طرف كان وأيا كانت الظروف، سيعتبر انتهاكا للقانون الدولي. إن مثل هذه الجريمة بحق الإنسانية تترتب عنها عواقب خطيرة بالنسبة لمن يرتكبها".
ووصف الأمين العام المعلومات، التي وردت بشأن هجوم بالأسلحة الكيميائية اتهمت المعارضة النظام بشنه في ريف دمشق، بأنها "مقلقة جدا ومثيرة للصدمة". وأضاف بأن ذلك يشكل "تحديا خطيرا للأسرة الدولية بمجملها وللإنسانية التي تجمعنا، خصوصا وأن ذلك حصل في وقت كانت بعثة خبراء الأمم المتحدة في البلاد".
وعلى غرار العديد من قادة العالم وخصوصا في الغرب، وكذلك المنظمات غير الحكومية والهيئات الدولية، طالب بان كي مون مرة جديدة بتمكين فريق مفتشي الأمم المتحدة الموجود حاليا في سوريا من التوجه إلى المناطق التي قيل إنها تعرضت لهجوم كيماوي من أجل التحقق مما إذا كان النظام قد استخدم فعلا هذا السلاح كما تتهمه المعارضة. وقال "لا أجد مبررا واحدا يجعل أي طرف، سواء كانت الحكومة أو قوى المعارضة، يرفض فرصة البحث عن الحقيقة في هذه المسألة".
وطلب المسؤول الأممي الكبير من ممثلته العليا لشؤون نزع الأسلحة أنجيلا كاين التوجه على الفور إلى دمشق.
من جانبه، تحدث الرئيس الفرنسي فرنسوا أولاند عن "استخدام أسلحة كيماوية على الأرجح"، فيما أعلنت الولايات المتحدة أنه لا يسعها "في الوقت الحاضر" أن تتثبت فيما إذا تم فعلا استخدام أسلحة كيماوية.
وكانت المعارضة السورية قد اتهمت النظام بقتل أكثر من 1300 شخص بأسلحة كيماوية الأربعاء في الغوطة الشرقية (ريف دمشق). ونشر نشطاء على موقع يوتيوب العديد من تسجيلات الفيديو التي التقطها هواة وقالوا إنها تظهر تبعات الهجوم، ومن بينها صور لعشرات الجثث العديد منها لأطفال. ونفت دمشق بشكل قاطع أن تكون استخدمت أسلحة كيماوية وقالت إن القيام بذلك أثناء وجود فريق المفتشين الدوليين في البلاد هو بمثابة "انتحار سياسي".
الأمم المتحدة: مليون طفل فروا من الصراع في سوريا
وفي تطور متصل، قالت الأمم المتحدة إن "عدد الأطفال السوريين، الذين أجبروا على الفرار من منازلهم المدمرة، اقترب من مليون طفل" لافتة إلى أن هذا العدد يشكل "نصف إجمالي اللاجئين الذين اضطروا للفرار إلى خارج سوريا هربا من الحرب". وذكرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) أن "مليوني قاصر آخرين فروا وتحولوا إلى نازحين داخل بلادهم، وعادة ما يتعرضون لهجمات أو يجندون كمقاتلين في انتهاك للقانون الإنساني".
بدوره، قال أنطونيو غوتيريس، مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في بيان "يفقد الشبان السوريون منازلهم وأفراد عائلاتهم ومستقبلهم. وحتى بعدما يعبرون الحدود إلى بر الأمان يعانون من الصدمة والاكتئاب ويحتاجون إلى ما يبعث على الأمل." وتقول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن نحو مليوني سوري فروا إلى تركيا ولبنان والعراق والأردن وشمال أفريقيا، من بينهم 40 ألفا من أكراد سوريا تدفقوا على كردستان العراق في الأيام القليلة الماضية.
أ.ح/ ش.ع (أ.ف.ب، رويترز)